تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 52 من 52

الموضوع: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياكم الله يا اخوتي
    لا بأي أن نفيد ونستفيد مع إخواننا من أهل السنة والجماعة أما أن نتقاطع ونتدابر فلا
    بارك الله فيكم على المرور الطيب

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    104

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    الأخ أبو الفضل لما التشنّج في الكلام ؟!

    الأخ عبد الله الخليفي جزاك الله خيرا

  3. #43

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وجه سوال للشيخ الفوزان :هناك من يقول :الإيمان قول وعمل واعتقاد،لكن العمل شرط كمال فيه،ويقول أيضا:لا كفر إلا بالإعتقاد،فهل هذا القول من أقول أهل السنة ؟


    الجواب:الذي يقول هذا مافهم الإيمان ولا فهم العقيدة،وهذا الذي قلناه في إجابة السؤال الذي قبله،من الواجب عليه أن يدرس العقيدة على أهل العلم ويتلقاها من مصادرها الصحيحة،وسيعرف الجواب عن هذا السؤال.
    وقوله:أن العمل قول وعمل واعتقاد،ثم يقول:إن العمل شرط في كمال الإيمان وصحته،هذا تناقض!!!.كيف يكون العمل من الإيمان ثم يقول :العمل شرط؟ومعلوم أن الشرط يكون خارج المشروط،فهذا تناقض منه،وهذا يريد أن يجمع بين قول السلف وقول المتأخرين وهو لا يفهم التناقض،لأنه لا يعرف قول السلف ولا يعرف حقيقة قول المتأخرين،فأراد أن يدمج بينهما.
    فالإيمان قول وعمل واعتقاد،والعمل هو من الإيمان وهو الإيمان،وليس هو شرطا من شروط الإيمان وهو الإيمان، وليس هو شرطا من شروط صحة الإيمان أو شرط كمال أو غير ذلك من الأقوال التي يروجونها الآن، فالإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. )اهـ مصدر الكلام : الإجابات المهمة في المشاكل الملمة ص104-105
    جمع:محمد بن فهد الحصين - منقول.
    الشيخ الراجحي :

    هذا سؤال أيضا من شبكة الإنترنت يقول: ما معنى قول شيخ الإسلام من كان عقده الإيمان ولا يعمل بأحكام الإيمان فهو كافر كفرا لا يثبت معه التوحيد من كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ؟

    عقده الإيمان يعني اعتقاده يعتقد الإيمان ولا يعمل بأحكام الإسلام يعني لا يعمل لا يؤدي الواجبات ولا ينتهي عن المحرمات يكون مستكبرا، يكون إيمانه كإيمان إبليس وفرعون من اعتقد يقول: أنا مصدق ولكن يرفض، تقول له: صل، يرفض يأبى الصلاة، زَكِّ، يأبى، الصوم يأبى، ما يعمل لكنه مؤمن بالقلب بالمعرفة، يعرف ربه يقول هذا كافر ولا يفيده الإيمان لأنه مستكبر عن عبادة الله، أبى واستكبر، كما أن إبليس كفره بالإباء والاستكبار إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وفرعون كفره بالإباء والاستكبار واليهود كفرهم بالإباء والاستكبار، وأبو طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- كفره بالإباء والاستكبار وهو عالم قال:

    ولقـد علمـت بأن دين محمد..................من خير أديان البرية دينا

    لكنه حملته العصيبة ومنعته من أن يشهد على قومه على آبائه وأجداده بالكفر، فكان مستكبرا عن عبادة الله واتباع رسوله، فالمقصود أن معنى ذلك أن من ادعى أنه مؤمن بقلبه ولكنه استكبر وأبى الالتزام بشرع الله ولم يعمل -يؤدي الواجبات وينتهي عن المحرمات- فإنه كفره يكون بالإباء والاستكبار لأن هذا الإيمان الذي في قلبه أو الذي اعتقده لا بد له من عمل يتحقق به فإذا رفض العمل فيكون مستكبرا ويكون دعواه الإيمان دعوى باللسان لا تفيده نعم.




    ما زال السؤال الذي على الإنترنت يقول: وكذلك قول شيخ الإسلام وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة - أيش؟ وقد تقدم - وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب.

    يعني: جنس الأعمال يعني: إيمان القلب الذي يدعي أنه مؤمن بقلبه فمن لوازم ذلك أن يعمل، فإذا لم يعمل ما صح إيمانه، يلزم هذا لوازم لازم يلزم الإنسان المصدق أن يمتثل لأمر الله وإلا كان تصديقه باطلا، شخص يصدق يقول أنا مصدق مؤمن بالله ورسوله ويرفض شرع الله ودينه كيف؟ تصديق باطل رفضه هذا ينقض التصديق، فيلزم الإيمان الصادق العمل لا يمكن أن يتخلف، الإيمان إذا كان صادقا فلا بد من العمل، فإذا تخلف العمل دل على عدم صدق إيمانه هذا معنى قول شيخ الإسلام نعم.
    دفــــــاع قــــــوي بـــــأســـــــ لوب هــــــــادئ رائــــــع ....


    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته... سئل فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي في درس الفجر من يوم الاثنين الموافق 29 ربيع الأول لعام 1423 هـ في الدورة العلمية الثانية المقامة في جامع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في محافظة حفر الباطن السؤال التالي :
    هناك بعض الشباب من وقعت في نفسه شبهة حول الإرجاء فأخذ يتهم الإمام الألباني رحمه الله بالإرجاء ، فما نصيحتكم تجاه هؤلاء الشباب ؟؟


    الجواب :

    ـ الحمد لله ، نصيحتي لهؤلاء الشباب أن يتقوا الله في لحوم العلماء فإنها مسمومة ، وشهادة حق أتقرب بها إلى الله جل وعلا أنه ما خدم السنة في هذا العصر مثل رجلين شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وشيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله فهما فرسا رهان ، وإذا كان أحد قد فهم من علمائنا الأجلاء النيل من هذا الشيخ العظيم فهو واهم ، لا أعني العلماء أنفسهم وإنما أعني من فهم عنهم خطأ ، وإن وجدت ملاحظات على الشيخ أو على غيره فبيّنها أحد من العلماء لا يجوز لنا أن نلزم ذلك العالم بأنه ينال من الشيخ فهو رحمه الله يحبهم ويحبونه .

    وأذكر لكم واقعـة ونحن في مقر التوعيـة في مكة وقد طرحت أسئلة على شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله رحمة واسعة ، ومن ضمن تلك الأسئلة أن أحد الشباب تكلم بكلام ينم عن غضب وانفعال فصاح بأعلى صوته قائلاً : يا شيخ هناك رجل يرى أن من لم يطف قبل مساء يوم النحر فإن عليه أن يعود في إحرامه ، ما رأيكم في هذا القول ؟؟ ونال من القول والقائل ، فما كان من الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعة إلا أن قال وكان هذا الكلام قبل سبع أو ست سنوات ، قال الشيخ : " لعل السائل هداه الله يقصد ما يراه أخونا ـ وهنا بدأ الشيخ يثني على الشيخ ثناءً طويلاً والله لا أحفظه ـ ثم قال فضيلة الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني " ، وبعد الثناء العطر الكثير الذي هو أهل له إن شاء الله من أخيه وقرنه وزميله في خدمة السنة الشيخ ابن باز قال : ومع احترامي لرأي الشيخ وفقه الله فإني أرى أن هذا الحديث لا يصح وأن العمل على خلافه ثم نقد الحديث وبيّن العلة التي ظهرت له ، ونحن مع الشيخ ابن باز في هذه المسألة ومع ذلك فإن هذه المسألة لا تفسد للود قضية بين طلاب العلم وبين العلماء ، ألا يكفينا أن نقف منه ما وقفه شيخنا ، ثم إذا وجدت مسائل أخطأ فيها لشيخ ، فإننا لا نوافقه ولا ندعي العصمة لأحد إذ الكمال لله وحده ، والعصمة لرسل الله عليهم الصلاة والسلام، ، فيا إخوتاه لا شك أن الشيخ يحتاج إلى حسنات ، والمتكلمون فيه لا يزيده كلامهم إلا حسنات بإذن الله تعالى ، الشيخ رحمه الله على الرغم من كونه قد سافر من بلادنا بسبب إرجاف من بعض الناس المتعصبين ، والمسؤولون معذورون في ذلك لأن الإرجاف أحياناً قد يحدث شيئاً لدى المسؤول ولكن مع هذا كله فإنه يحب هذه البلاد وأهلها وعلمائها وولاة أمرها " .

    وأنا أشهد الله على أنني سمعت هذا منه ومن لسانه وهو لا يرجو من أحد شيئاً ، ومع ما حصل له فقد أوصى بمكتبته كاملة للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، والشيخ له ما يربو على مائة مؤلف في خدمة السنة فهل يليق بك أخي المسلم طالب العلم أن تنال من شيخ قدّم هذه الخدمة لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ أحياناً قد يدخل الهوى والتعصب فيحمل صاحبه على التحامل على العلماء ، وإني أذكره بالمواقف العظيمة التي يقفها أهل العلم عند الاختلاف في بعض المسائل ، فانظر يارعاك الله إلى الردود بين الشيخ ابن باز والشيخ الألباني في كثير من مسائل الفقه وما فيها من أدب واحترام فيما بينهما ، وانظر إلى رجوع الشيخ الألباني يرحمه الله إلى ما رجحه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لمّا ظهر له الحق مما يدل على تجرده وعدم تعصبه لكونه ليس صاحب هوى ، وإنما رائده الحق أنّا وجده اتبعه .

    فأوصيكم ونفسي بالورع والكف عن الولوغ في أعراض العلماء وبخاصة من خدم السنة مثل هذين الشيخين وفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحم الله الجميع ، ولنا في علمائنا الموجودين وفقهم الله أسوة حسنة ، انظروا ماذا كتبوا لما توفي الشيخ الألباني ؟ ماذا كتب المشايخ ؟ ماذا كتب معالي وزير الشئون الإسلامية الشيخ صالح حفظه الله ؟ ماذا قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله ؟ ماذا قال بقية شيوخنا الأفاضل من الدعاء للشيخ والترحم عليه أليس لنا فيهم أسوة حسنة ، يا أخوة الإسلام إني أعجب لشاب يدعي السلفية ثم ينال من الشيخ أو غيره من علماء الأمة ، يا أخي نحن لا ندعي العصمة لأحد ، الشيخ عنده أخطاء ولكنها أخطاء اجتهادية تتمثل في بعض الإطلاقات التي استغلها من استغلها ، فادعى أو نسب إلى الشيخ الإرجاء ، لو أردنا أن ننسب إلى الشيخ الإرجاء لقلنا أن كل من قال إن تارك الصلاة تهاوناً ليس بكافر يكون مرجئاً وهذا يلزم الإمام أحمد في إحدى روايتيه ، ويلزم الإمام أبا حنيفة ومالكاً والشافعي وجمع من السلف وهذا لم يقل به أحد ، مع أن الذي نعتقده ونراه مع قلة بضاعتنا أن تارك الصلاة كافر لوضوح النصوص في ذلك ، فإذا قال الشيخ ناصر أو غيره من أهل العلم بعدم كفر تارك الصلاة أليس له سلف في هذا ؟؟ فيا إخواني التجرد من الهوى مهم جداً في حق المسلم ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه عن الله جل وعلا : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) ، والذين يتكلمون في الشيخ هم الحدّادية أمثال عبد اللطيف باشميل وغيره ممن يتقربون بنهش لحوم العلماء ، وهؤلاء ليسوا قدوة لأحد ، وليسوا طلاب علم محققين ، وكثير منهم قد أخذه الهوى والتعصب مما جعلهم لا يتركون أحداً من علماء الأمة وليس فقط الشيخ ناصر بل نالوا من كثير من علماء السلف بطريق مباشر أو غير مباشر ، فيا إخوتاه أوصوا الشباب بأن يشتغلوا بالعلم ، وأن يبتعدوا عن بنيات الطريق ، وأن يبتعدوا عن نهش لحوم العلماء ، أعني العلماء الربانيين الذين ينفون عن كتاب الله تعالى تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، اقرؤوا ما كتبه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عن الشيخ الألباني ، اقرؤوا ما كتبه الشيخ ابن باز ، اقرؤوا ما كتبه الشيخ ابن عثيمين ، اقرؤوا ما كتبه عدد من مشايخنا وفقهم الله ، فاتقوا الله تبارك وتعالى وأوصوا الشباب بالكف عن هذا التحامل ، يا أخي أنت ماذا قدمت حتى تأتي وتنال من الألباني أو غيره ؟؟ وليس عندك إلا جراب الكلام الذي لا فائدة منه ، والذي ينبغي لنا إذا سمعنا بعض الرعاع يتكلمون في هذه القضايا ويلزمون الشيخ بما لا يلزمه من أولئك الذين لا نصيب لهم من العلم ، وأنا أعرف أحدهم عندنا في المدينة يهرف بما لا يعرف نسأل الله العافية والسلامة يضيع أوقات الطلاب في سب الألباني والنيل منه وهو جاهل مسكين لا يقدّر تبعات ما يقول ، هو وعبد اللطيف باشميل يعملان في خندق واحد في النيل من كثير من العلماء ومنهم الشيخ الألباني رحمه الله .

    أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا والتجرد من التعصب ومن الهوى ، فإن الهوى خطير إذا تمادى فيه المرء يوقعه في متاهات لا تحمد عقباها ، واسمحوا لي لو أطلت في هذا الأمر لأن الناس أصبحوا يلوكونه كثيراً ولا يتورعون من الوقوع في أعراض أهل العلم ، والذي يعزينا في هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما سلم من قول القائلين ، قالوا شاعر ، قالوا ساحر ، قالوا كاهن ، وقال المعتزلة القدامى عن أئمة السلف حشوية نابتة مجسمة ، وقال الحزبيون المعاصرون عن علمائنا أنهم لا يعلمون إلا أحكام الحيض والنفاس ، وهذه شنشنة نعرفها من أخزم ، فأقول حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، ونسأل الله الكريم أن يحفظ علمائنا من كيد الكائدين ، وأن يبقيهم ذخراً للإسلام والمسلمين . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . انتهى



    أملاه

    د . صالح بن سعد السحيمي

    عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية والمدرس بالمسجد النبوي

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    359

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفضل الجزائري مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد فأعوذ بالله من حورك بعد كورك وهينئا لك فهم المسائل أيها الفهيم النحرير، وإلا بربك فهمني كيف يكون العمل كمالا في الإيمان ثم هو من حقيقة الإيمان؟ وإن لم يكن هذا تناقضا فما أدري ما التناقض أم هو التلاعب ؟ وأنت الظاهر منك أنك لا تفرق بين أصل الإيمان وكماله وتظن أن قولهم العمل من حقيقة الإيمان أي كماله هو قول السلف كما لبسك عليك الزهراني وشيعته فأنا ألزمك مرة أخرى بإجماع الشافعي وجد له مسوغا ودع عتك شؤم التقليد وافهم كلام السلف من مصادره، وأما كلامي على كتاب أبي ثورفأنا أدعوك لقراءة الفهرست لابن النديم والسلام لا نبتغي الجاهلين.
    أخي بارك الله فيك أنت لم تفهم كلامي حتى

    أنا أقول لك بأنني أكفر تارك الصلاة وهذا يعني أن أكفر تارك الأعمال بالكلية من باب أولى

    بماذا ستلزمني أيها العبقري

    إنما يتم إلزام المخالف لا الموافق

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    359

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    وأما كتاب أبي ثور فمن كان له كتاب لا يعني ذلك أن كل ما ينقل عنه من كتبه

    فهذا الشافعي مثلاً

    الأقوال المنقولة عنه من غير كتبه كثيرة جداً

    وأما الخلط بين دعوى غرق كتب القطيعي _ وهي دعوى مردودة _

    ودعوى اختلاطه من جهل المعترض فقد فرقت ابتداءً بين هذه الدعوى وتلك

    وحتى لو قلنا بأن ابن المذهب قد أخذ المسند من القطيعي بعد الإختلاط فهذا لا يطعن في المسند

    لأنه سيكون أخذ كتاب ولا يضره الإختلاط

    لهذا مشى العلماء رواية إسحاق الدبري عن عبد الرزاق بالمصنف

    على الرغم من أنه روى عنه بعد الإختلاط لأنها كتاب

    ولم يأتي جاهل غر طويل اللسان ضعيف وقال لعالم أعل خبراً باختلاط عبدالرزاق (( يلزمك تضعيف المصنف ))

    والدعوى التي ادعيتها أنا مسبوقٌ من قبل العلماء إليها

    وأما الإستشكال العجيب في قولك (( وإلا بربك فهمني كيف يكون العمل كمالا في الإيمان ثم هو من حقيقة الإيمان؟ وإن لم يكن هذا تناقضا فما أدري ما التناقض أم هو التلاعب ؟ ))

    اسأل شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال هذا ونقلت نصه لك سابقاً

    أم أنك محقق لا تقلد وابن تيمية أيضاً عندك متناقض ومتلاعب

    وبالمناسبة ما نقلته عن شيخنا السحيمي غاية في الجمال والروعة

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    359

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفضل الجزائري مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أما عن دعوى أن القطيعي روى المسند قبل الاختلاط فمجرد دعوى أريد بها الاعتذار والمتقدمون نصوا أن روايته له في الاختلاط، ولكنه لما كان يروي من كتاب قبل، ويبدو أنك جد مغرور بعلمك - زعموا- وتظهر نفسك أنك وحيد دهرك في الكلام على الحديث و الرواية، ثم ألزمتني أنه متى كان التص طويلا قبل من المحتلط ولعمرك إن هذا هو الفهم القويم - مع أني ادعيت أمامك أن أبا ثور له كتاب - أم أن الغضب أغلق عينيك - وأن المتقدمين من عادتهم أن يرووا الأقوال بالأسانيد ولو من الكتب. وعلى كل: ستعمل وينجلي الغبار أفرس تحتك أم حمار.
    انظروا إليه كيف اثبت الإختلاط وهو يعيبه علي

    وقوله (( وأن المتقدمين من عادتهم أن يرووا الأقوال بالأسانيد ولو من الكتب ))

    قلت ليس هذا على إطلاقه فكثير من أقوال السلف لا تحفظ إلا عن طريق أناس مصنفين بزمن بعيد عن زمنهم

    ولو ذهبنا لذكر الأمثلة لطال المقام

    ويكفي أنك تجد أبي نعيم في الحلية ينفرد بآثار عن سفيان والفضيل وغيرهما

    والآجري ينفرد بآثار عن أحمد لا تجدها حتى عند الخلال

    وأما وصفك لي بالمغرور واستخدامك لذلك المثل المستفز

    فأسأل أن يتجاوز عنك

    وغيري أولى مني بتلك الإطلاقات

    فأنا لم آتي لقول من أقوال شيخ الإسلام وعامة السلف وأجعله من أقوال المرجئة

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    359

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    وهنا إيضاح لمسألة ( الكمال والحقيقة ) لعل الإشكال يزول من ذهن أخينا أبي الفضل

    العمل من حقيقة الإيمان

    والإيمان حقيقة مركبة من أصل وكمال

    وقولك عن أي عمل من الأعمال أنه من كمال الإيمان لا ينفي أنه من حقيقته

    وإليك مثالاً

    حديث (( لا إيمان لمن لا أمانة له ))

    ما المنفي هنا ؟

    كمال الإيمان

    قال شيخ الإسلام في الفتاوى) مجموع الفتاوى (7/14-15) (( وقال -رحمه الله- : " وإذا ذكر اسم الإيمان مجرداً، دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة،كقوله في حديث الشعب‏ : ‏‏( ‏الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها‏:‏ قول لا إله إلا اللّه، وأدناها‏:‏ إماطة الأذى عن الطريق ‏)‏‏.‏ وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان‏.‏
    ثم إن نفي ‏‏الإيمان‏ عند عدمها ،دل على أنها واجبة ،وإن ذكر فضل إيمان صاحبها -ولم ينف إيمانه- دلَّ على أنها مستحبة ؛فإن اللّه ورسوله لا ينفي اسم مسمى أمر - أمر اللّه به ورسوله -إلاَّ إذا ترك بعض واجباته ،كقوله ‏: ‏‏( ‏لا صلاة إلا بأم القرآن‏ ) ‏،وقوله‏ : ‏‏( ‏لا إيمان لمن لا أمانة له ،ولا دين لمن لا عهد له ‏)‏ ونحو ذلك‏.‏
    فأما إذا كان الفعل مستحباً في العبادة لم ينفها لانتفاء المستحب ،فإن هذا لو جاز ،لجاز أن ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الإيمان والصلاة والزكاة والحج ؛لأنه ما من عمل إلا وغيره أفضل منه‏ .‏ وليس أحد يفعل أفعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ؛بل ولا أبو بكر ولا عمر‏.‏ فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه، لجاز أن ينفي عن جمهور المسلمين من الأولين والآخرين، وهذا لا يقوله عاقل‏.
    فمن قال‏:‏ إن المنفي هو الكمال، فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة ،فقد صدق‏.‏ وإن أراد أنه نفي الكمال المستحب ،فهذا لم يقع قط في كلام اللّه ورسوله ،ولا يجوز أن يقع ؛فإن من فعل الواجب كما وجب عليه ،ولم ينتقص من واجبه شيئاً ،لم يجز أن يقال ‏:‏ ما فعله لا حقيقة ولا مجازاً ))

    فالأمانة إذن من كمال الإيمان وهي عمل

    فهل يقتضي هذا أن تكون خارجة عن حقيقة الإيمان ؟

    إن قلت نعم أصبحت مرجئاً أو لزمك أن تقول بقول الخوارج بتكفير فاعل الكبيرة

    وبهذا يتبين أنه لا تعارض بين وصفنا لعامة الأعمال بأنها (( كمال)) وكونها (( من حقيقة الإيمان ))

    وأنا أتكلم هنا عن أفراد العمل لا ترك العمل بالكلية

    وإلا فترك الصلاة عندي كفر ولكن الإطلاق الأغلبي لا إشكال فيه إذ أن الكثير من القواعد ( أغلبيات) ولها شواذ تخرج عنها

    ومحل الإشكال أن كثيراً ممن رصيده في المسألة قراءة كتابين أو ثلاثة أصبح في هذه المسألة فقيهاً مناظراً بل وحاكماً على مخالفيه بالإبتداع تارة والتناقض تارة وبالجهل (تارات)

  8. #48

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    الأخوة الكرام بارك الله فيكم , أسأل الله عز و جل أن يؤلف بين قلوبنا و أن يجنبنا نزغات الشيطان .
    أخواي الجزائري و الخليفي . لقد جنحتم بالموضوع بعيداً عن أصله و مقصده . حتى اختلط الحابل بالنابل .
    عندي سؤال لأخي الشيخ عبدالله الخليفي :
    هل تريد أن تقول أن آحاد الأعمال كمال في الإيمان ؟ و أن أصل أعمال الجوارح ركن _ إن صح التعبير _ في أصل الإيمان ؟
    إن كانت الإجابة بنعم , فزال الإشكال بينك و بين أخيك الجزائري . و إن لم تكن فأتركها لحينها . و جزاكم الله خيراً و أسأل الله أن يصلح بيننا .

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    359

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    الصلاة فقط عندي إذا ذهبت فقد كفر المرء

    وأما بقية الأعمال فإذا ذهبت مع بقاء الصلاة فأصل الإيمان يبقى

    وأنا من البداية أحاول أن أوضح للجزائري أن الخلاف بيني وبينه_ في مسألة ترك العمل_ ليس جوهرياً بل ليس حقيقياً

    ولكنه يصر على اتهامي بما لم أقل وتحميل أقوالي أكثر مما تحتمل

    والحوار بيني وبين الجزائري قد ينتفع به منتفع

    وأود أن أسأل الجزائري

    هل يمتنع أن يكون ابن المذهب سمع من القطيعي في العاشرة أو الحادية عشرة أو الثانية عشرة ويكون القطيعي قد اختلط بعدها ؟

    قطعاً لا يمتنع فكلما كبر المرء ازداد احتمال اختلاطه

    فإذا كان لا يمتنع لم يعد قول العراقي وتلميذه ابن حجر (مجازفة)

    إذ أنه لا يستحيل ولا يمتنع

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    الأحبة في منتدى الألوكة
    أظن أن مسألة شرط الصحة والكمال والركنية فد أشبعت كلاما وضجيجا ، وفرقت أبناء أهل السنة كثيرا .
    والذي أدين الله به أن يلتزم المسلم بمقولة من سلف : الإيمان اعتقاد بالجنان ، وقول باللسان وعمل بالأركان يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان .
    بقيت مسألتان مهمتان لهما علاقة وطيدة بالموضوع :
    وهما مسألة التكفير ببعض الأعمال . وهذه تحتاج إلى بحث متخصص وجامع وقد رأيت شيئأ منه في بحث الشيخ علوي السقاف وفقه الله.
    ومسألة الحكم بغير ما أنزل الله . وهذه مسألة قد أشبعت كلاما أيضا . إلا أننا نريد كلاما صريحا ممن يكفرون بالتشريع العام :
    هل الدول المعروفة الآن بالدول العربية كمصر والجزائر والأردن والمغرب .....هل نقول أن حكوماتها كافرة بالعموم وبالتعيين .؟
    مسألة التشريع الذي يخالف أحكاما معلومة من ديننا كقانون الربا وقانون الجمارك وبعض التشريعات الأخرى : هل نكفر القائمين عليه مثل حكومة المملكة حرسها الله . وما هو الفرق بين أن يكون القانون المخالف واحدا أو متعددا .؟
    أشكر الأفاضل علي الفضلي وعبد الله الخليفي على التوضيح غير أني أعتب على الكل ولوج أبواب الفتن بكلام يزيد الجراح تعفنا . وأكرر أنه على المخلصين من أبناء أهل السنة أن يكونوا عامل خير لوحدة الأمة على الحق وأن يسارعوا لرأب الصدع وبدل من أن تضيع الجهود في خلاف لفظي وجب عليهم تبصير الناس بمعتقد السلف في مسالة الإيمان إجمالا . وتفصيلا . وتعليمهم ـ تحذيرا ـ الأمور التي يكفر بها المسلم قولية كانت أم فعلية أم اعتقادية .
    والحكم بأن الخلاف بصورته المعهودة الآن والتي أسالت كثيرا من محابر المشايخ والدعاة وأبكت الصادقين من الغيورين على المنهج الحق الأثبات : لفظي ليس لي بل هو للشيخين ابراهيم الرحيلي رئيس قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية وسالم الطويل وفقهما الله . و يوافقهما في الحكم كثير من المشايخ في المملكة وغيرها ومنهم في الجزائر الشيخ محمد علي فركوس وعبد الخالق ماضي وعبد المجيد جمعة واقتصرت على الثلاثة لأن بعض رواد الشبكة يعرفهم من أعمالهم العلمية وإلا فكل مشايخ الدعوة السلفية في الجزائر على وفاق في المسألة .
    والله الموفق .
    وأختم بكلمتين لشيخين :
    قال الشيخ الراجحي - حفظه الله - :
    ( يقول السائل: خرج بعض المعاصرين بأقوال جديدة في الإيمان، وقال: إن العمل شرط كمال في الإيمان وليس شرط صحة؟

    لا أعلم لهذا القول أصلا أنه يشترط الكمال كونه شرط كمال أو شرط صحة، لا أعلم لهذا القول أصلا، لا مذهب المرجئة ولا مذهب أهل السنة أهل السنة يقولون: الإيمان -جمهور أهل السنة - الإيمان قول باللسان، وتصديق بالقلب وعمل بالقلب، وعمل بالجوارح، الإيمان عمل ونية، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فالعمل جزء من الإيمان، الإيمان مكون من هذه الأشياء، من تصديق القلب وقول اللسان، وعمل الجوارح، وعمل القلب فيكون الإيمان كم جزء؟

    كل هذه الأجزاء، تصديق بالقلب، لا بد أن يقر باللسان، ينطق باللسان، ويصدق بالقلب، ويعمل بقلبه، ويعمل بجوارحه، كلها داخلة في مسمى الإيمان، اسم الإيمان يشمل هذا، والمرجئة ماذا يقولون؟ يقولون: الأعمال ليست من الإيمان ولكنها - الأعمال - دليل على الإيمان، أو هي مقتضى الإيمان، أو هي ثمرة الإيمان، المرجئة يقولون: الأعمال ما هي من الإيمان ولكن ثمرة الإيمان العمل ثمرة الإيمان أو هي دليل على الإيمان، أو هي مقتضى الإيمان أما القول بأن العمل شرط كمال أو شرط صحة لا أعلم لهذا القول أصلا، لا من قول المرجئة ولا من قول أهل السنة كيف يكون شرط كمال؟ العمل ما هو بشرط، لا شرط كمال ولا شرط صحة وإنما هو جزء من الإيمان، جزء من الإيمان فهذا القول لا أعلم له أصلا، لا يوافق مذهب المرجئة ولا مذهب جمهور أهل السنة

    بل قد يقال: إنه يوافق مذهب المرجئة من جهة أنهم أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان في الجملة يعني، أقرب ما يكون للمرجئة حيث إنهم أخرجوا العمل من الإيمان، فالذي يقول إن العمل شرط كمال أو شرط صحة نقول هذا مذهب المرجئة أخرجت الأعمال عن مسمى الإيمان، إما أن تقول: العمل داخل في مسمى الإيمان أو جزء من الإيمان، فإن قلت العمل ليس من الإيمان فأنت من المرجئة سواء قلت شرط كمال، أو شرط صحة، أو دليل على الإيمان، أو مقتضى الإيمان، أو ثمرة الإيمان، كل من أخرج العمل من الإيمان فهو من المرجئة واضح هذا؟

    أهل السنة يقولون: الإيمان، قول باللسان، تصديق بالقلب وعمل بالقلب وعمل بالجوارح هذه أجزاء الإيمان الإيمان هذه الأشياء كلها، كلها يشملها اسم الإيمان فمن أخرج شيئا منها فهو من المرجئة فالذي يقول: إن العمل شرط كمال أو شرط صحة أخرج العمل من الإيمان فصار من المرجئة وإن كان أقوال المرجئة يقولون: إن الأعمال دليل، يقال العمل دليل على الإيمان، أو العمل ثمرة الإيمان، أو العمل مقتضى الإيمان هذه أقوال المرجئة يقولون: الأعمال ليست من الإيمان لكن هي ثمرة الإيمان، أو دليل على الإيمان، أو مقتضى الإيمان وهذا القول الجديد قالوا: شرط كمال أو شرط صحة يلحق بالمرجئة ؛ لأنه أخرج العمل من الإيمان نعم.

    السائل : الذين يقولون: إنه شرط صحة يا شيخ؟ .

    نعم أخرجها عن مسمى الإيمان ولا ما أخرجها؟

    السائل :لا هو يقول شرط صحة يقول: إنه لا يصح الإيمان إلا بالعمل .

    ما يخالف وكذلك أيضا المرجئة يقولون: لا يمكن إيمان إلا بالعمل، ثمرة العمل ومع ذلك صاروا مرجئة ، المهم أخرجها عن مسمى الإيمان ولّا لا؟ هل يقول إنه في مسمى الإيمان ولّا خارج عن مسمى الإيمان؟ خارج ولّا داخل؟ اللي يقول شرط كمال أو شرط صحة؟

    السائل : الذي يقول شرط صحة يجعله داخل مسمى الإيمان .

    لا. خارج، ومن قال جعله خارجا فهو من المرجئة واضح هذا؟ الشرط لا يتقدم ولا يتأخر الوضوء شرط في صحة الصلاة، هل الوضوء من الصلاة؟ واستقبال القبلة من الصلاة هل هي الصلاة؟ ولا شرط خارج؟ سواء داخل ولا خارج ولا متقدم ولا متأخر، فمن أخرج العمل عن مسمى الإيمان فهو من المرجئة واضح؟ لكني لا أعلم أن المرجئة يقولون إنه شرط كمال أو شرط صحة، الذي أعلمه أن المرجئة يقولون: الأعمال ثمرة الإيمان، أو دليل على الإيمان، أو مقتضى الإيمان نعم. فما أدري من أين يعني جاء هذا، لكن ومع ذلك فهو يوافق مذهب المرجئة ؛ حيث إنه أخرج العمل من مسمى الإيمان نعم.

    لا التفصيل هذا ما له أصل، العمل مطلق، مطلقة من الإيمان، كل الأعمال من الإيمان كل الأعمال الإيمان بضع وسبعون شعبة كلها من الإيمان، وبضع وسبعون شعبة شملت الدين كله، وأنزل الله بعدها: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ كما قال المؤلف -رحمه الله- وجمعها الإمام البيهقي في أيش؟ جمعها في مؤلف سماه شعب الإيمان، كلها من الإيمان، فالذي يخرج شيئا منها من المرجئة نعم. )

    من ( شرح رسالة كتاب الإيمان )
    شرح السنةللبربهاري]

    [ولا يحل لرجل([1]) أن يقول : فلان صاحب سنة حتى يعلم([2]) أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة ، فلا يقال له : صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها . قال عبدالله بن المبارك : أصل اثنين وسبعين هوى : أربعة أهواء ، فمن هذه الأربعة الأهواء تشعبت([3]) الاثنان وسبعون هوى ؛ القدرية ، والمرجئة ،والشيعة ، والخوارج ، فمن قدم أبا بكر وعمر وعثمان ، وعلياً على([4]) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم في الباقين إلا بخير ودعا لهم ، فقد خرج من التشيع أوله وآخره ، ومن قال : الايمان قول وعمل ، يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره ، ومن قال : الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد مع كل خليفة ، ولم ير الخروج على السلطان بالسيف ، ودعا لهم بالصلاح فقد خرج من قول الخوارج أوله وآخره ، ومن قال : المقادير كلها من الله عز وجل خيرها وشرها ، يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، فقد خرج من قول القدرية أوله وآخره ، وهو صاحب سنة [1] .]
    ........................
    (1) وفي نسخة الردادي : ( لايحل لرجلٍ مسلم ) .

    (2) وفي نسخة الردادي : ( حتى يعلم منه ) .

    (3) وفي نسخة الردادي : ( انشعبت هذه الاثنان وسبعون هوى ) .

    (4) وفي نسخة الردادي : ( على جميع أصحاب ) .
    .............................. .................... .............................. .................... ...........................
    (الشرح)
    [1] وأقول : إنَّ صاحب السنة هو من سلَّمه الله عز وجل من هذه الأهواء وكان آخذاً بالسنن التي جاءت عن النبي e وعن أصحابه على طريقة المحدثين ، ومن قلَّدهم من العوام ، وقد ذكر البربهاري رحمه الله أنَّ صاحب السنة هو : ( من اجتمعت فيه خصال السنة ) بأن يكون سليماً من الأهواء المذكورة جميعاً ، والمعروف أنَّ أصول البدع خمسة وهي :
    1. الجهمية 2. الشيعة 3. الخوارج 4. المرجئة 5. القدرية .
    والمقصود بالقدرية أصحاب الاعتزال الذين يقال لهم العقلانيون ، فلم يذكر المؤلف رحمه الله الجهمية ، ولعلَّه ممن يرى أنَّهم ليسوا من أمة محمدٍ e وقد ذكر قول عبد الله بن المبارك : ( أصل اثنين وسبعين هوىً أربعة أهواء ، فمن هذه الأربعة الأهواء تشعبت الاثنان وسبعون هوى … ) ثمَّ قال : ( فمن قدم أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلياً على أصحاب رسول الله e ولم يتكلم في الباقين إلا بخير ، ودعا لهم ، فقد خرج من التشيع أولُه وآخره ومن قال : الايمان قول وعمل ، يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره ) والمعروف أنَّ الشيعة لهم فرقٌ فهو قد خرج من ذلك إذا قال بهذا القول في الصحابة ، ومن قال الإيمان قولٌ وعملٌ يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء كله أوَّله وآخره ، لأنَّ من اعتقد أنَّ الإيمان يزيد وينقص ، واعتقد الفرق بين المؤمنين ومنازلهم في الإيمان ، فإنَّه حينئذٍ يكون قد خرج من الإرجاء ، والمقصود بالإرجاء تأخير العمل وأنَّه ليس من الإيمان([1]) ، ولهذا نرى أنَّ البخاري في كتاب الصحيح قد ردَّ على المرجئة ردوداً مقنعةً لمن أراد الحق ، ولسنا الآن بمثابة تفصيل ذلك فمن شاءه فليقرأ كتاب الإيمان للبخاري في صحيحه .
    ثمَّ قال : ( ومن قال : الصلاة خلف كل بر وفاجر ، والجهاد مع كل خليفة ولم ير الخروج على السلطان بالسيف ، ودعا لهم بالصلاح ، فقد خرج من قول الخوارج أوله وآخره ) .
    وأقول : إنَّ الخروج على السلطان تارةً يكون بالسيف ، وتارةً يكون بالمنازعة والإثارة وكل ذلك محرم ، وقد حرم الله الخروج على ولاة الأمر بجميع أنواعه سواءً كان بالكلمة بذكر مساوئ الولاة ، ونشر ما يصدر عنهم من الشر ، وكتم ما عندهم من الخير والفضائل يقصد بها أصحاب هذه الدعوات الإثارة عليهم ، ونشر بغضهم في قلوب الناس ، فيجب على كل مسلم أن يحذر هذا ، وكذلك الخروج عليهم بالسيف .
    والمهم أنَّ قول المؤلف : ( ولم ير الخروج على السلطان بالسيف ) ربما يكون فيه منفذٌ لمن يريد الشر ، ويقول إنَّ الكلمة إنَّما هي أمرٌ بمعروف ونهيٌ عن منكر ، فلا تكون خروجاً وهذا باطل ، فالمحرم منازعة السلطان أي ذوي السلطان سلطانهم ، والمحرم إثارة العامة عليهم والمحرم نشر مساوئهم ، وكتم ما عندهم من الخير ، لينتشر بغضهم في قلوب الناس هذا كله محرم عند أهل السنة والجماعة .
    قَولُه : ( ومن قال : المقادير كلها من الله عز وجل ، خيرها وشرها يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، فقد خرج من قول القدرية أوله وآخره وهو صاحب سنة ) .
    وأقول سبق لنا أنَّ القدرية قسمان :
    ( أ ) القدرية النفاة : وهم الذين يقولون أنَّ الله عز وجل لم يقدر الكفر ، ولم يقدر الفسوق والفواحش ، وأنَّ هذه الأعمال هي من أعمال العباد خارجةٌ عن قدر الله وهذا هو قول عامة المعتزلة ، ومن لوازم هذا القول أنَّ العبد خالقٌ لأفعاله ومن لوازمه نسبة الله إلى العجز جلَّ وتقدس عن ذلك ، ومن لوازمه أنَّه يقع في ملكه مالم يشأه ، ولم يرده وهذا كله لايجوز والقائلون بهذا القول فرُّوا من شيء ووقعوا فيما هو أشدُّ منه .
    (ب) أمَّا القدرية الغلاة : وهم الذين يقولون أنَّ العبد ليس له تصرفٌ ، وأنَّ تصرفه قهري وهؤلاء هم القدرية المجبرة ، ويقال أنَّهم انقرضوا . والمهم أنَّ أهل السنة والجماعة يقولون أنَّ المقادير كلها من الله خيرها وشرها ، حلوها ومرها ، فهو يقدر الخير كوناً ويريده شرعاً ويقدر الشر كوناً ولايريده شرعاً قال تعالى : ] إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [(الزمر: من الآية7)فالقدر الكوني هو القدر العام الذي كتبه الله في اللوح المحفوظ ، وهذا يشمل الكفر والإيمان والطاعة والعصيان ، والبر والفسوق
    والقدر الشرعي : هو ما أنزل الله في كتبه ، وبلَّغه إلى الأمم على ألسنة رسله والذي يريده الله من العباد أن يؤمنوا بالكتب والرسل ، وآخر الكتب القرآن وآخر الرسل رسولنا محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وباتباع الكتب والرسل تضمن النجاة ، وبترك ذلك يتعرض العبد لما لاطاقة له به من العذاب ، وبالله تعالى التوفيق .


    (1) أي أنَّ الإيمان عند مرجئة الفقهاء اعتقاد بالقلب ونطقٌ باللسان فقط .
    .............................. .................... .............................. ...........
    إرشاد الساري ص279-282

    كتبه أخوكم كمال الجزائري عفا الله عنه .

  11. #51

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا أخي كمال ، أما عن هذا المتحذلق الخليفي الذي يدعي التحقيق والفهم فهو لم يفهم مسائل الإيمان ولا أولها ولا آخرها ولا دقيقها وظاهرها فلا زال يخلط بين كمال الإيمان وأصله، وهو يريد أن يفهم كلام شيخ الإسلام ويحمله على معتقده وعدم فهمه الفرق في الإطلاقات والتقييدات، وأنا أدعوك يا "عبد الله" أن ترجع إلى كلام شيخ الإسلام في الأوسط حوالي ص 383 حيث عقد فصلا خاصا ، وذكر أن الإيمان والأعمال إذا اقترنا دل ذلك أن الإيمان هو ما في القلب وأن الأعمال هي أعمال الجوارح واللسان وهي لازمة عنه ودليل عليه (على إيمان القلب)، وهي ما يعنون بمطلق العمل وأن جنس الأعمال لازمة عن إيمان القلب، وإذا أفرد الإيمان بالذكر فهو الإيمان الواجب أو الكامل والأعمال جزء منه وهي كمال له وهي منه وركن فيه، وأرجو أن لا يقودك غرورك بعيدا، فارتدع وافهم الكلام عن أهله، ودع عنك التحذلق والشطحات.
    وها أنا أنقله عنه بكماله وتمامه وأرجو أن لا يدفعك الغيض أن تحجم عن قرائته: ( إذا عرف أن أصل الإيمان في القلب فاسم " الإيمان " تارة يطلق على ما في القلب من الأقوال القلبية والأعمال القلبية من التصديق والمحبة والتعظيم ونحو ذلك وتكون الأقوال الظاهرة والأعمال لوازمه وموجباته ودلائله وتارة على ما في القلب والبدن جعلا لموجب الإيمان ومقتضاه داخلا في مسماه وبهذا يتبين أن الأعمال الظاهرة تسمى إسلاما وأنها تدخل في مسمى الإيمان تارة ولا تدخل فيه تارة. وذلك أن الاسم الواحد تختلف دلالته بالإفراد والاقتران فقد يكون عند الإفراد فيه عموم لمعنيين وعند الاقتران لا يدل إلا على أحدهما كلفظ الفقير والمسكين إذا أفرد أحدهما تناول الآخر وإذا جمع بينهما كان لكل واحد مسمى يخصه وكذلك لفظ المعروف والمنكر إذا أطلقا كما في قولـه تعالى {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر} دخل فيه الفحشاء والبغي وإذا قرن بالمنكر أحدهما كما في قولـه: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} أو كلاهما كما في قولـه تعالى: {وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} كان اسم المنكر مختصا بما خرج من ذلك على قول أو متناولا للجميع على قول - بناء على أن الخاص المعطوف على العام هل يمنع شمول العام له ؟ أو يكون قد ذكر مرتين فيه نزاع - والأقوال والأعمال الظاهرة (نتيجة الأعمال الباطنة ولازمها. وإذا أفرد اسم " الإيمان " فقد يتناول هذا وهذا كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: {الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق}. وحينئذ فيكون الإسلام داخلا في مسمى الإيمان وجزءا منه فيقال حينئذ: إن " الإيمان " اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهرة. ومنه {قولـه صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس آمركم بالإيمان بالله أتدرون ما الإيمان بالله ؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتؤدوا خمس المغنم} أخرجاه في الصحيحين. ففسر الإيمان هنا بما فسر به الإسلام لأنه أراد بالشهادتين هنا أن يشهد بهما باطنا وظاهرا وكان الخطاب لوفد عبد القيس وكانوا من خيار الناس وهم أول من صلى الجمعة ببلدهم بعد جمعة أهل المدينة كما {قال ابن عباس: أول جمعة جمعت في الإسلام بعد جمعة المدينة جمعة بجواثى - قرية من قرى البحرين - وقالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لا نصل إليك إلا في شهر حرام فمرنا بأمر فصل نعمل به وندعو إليه من وراءنا وأرادوا بذلك أهل نجد من تميم وأسد وغطفان وغيرهم كانوا كفارا} ؛ فهؤلاء كانوا صادقين راغبين في طلب الدين فإذا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأقوال وأعمال ظاهرة فعلوها باطنا وظاهرا فكانوا بها مؤمنين. وأما إذا قرن الإيمان بالإسلام ؛ فإن الإيمان في القلب والإسلام ظاهر كما في " المسند " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الإسلام علانية والإيمان في القلب والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره} ومتى حصل له هذا الإيمان وجب ضرورة أن يحصل له الإسلام الذي هو الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج ؛ لأن إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله يقتضي الاستسلام لله. والانقياد له وإلا فمن الممتنع أن يكون قد حصل له الإقرار والحب والانقياد باطنا ولا يحصل ذلك في الظاهر مع القدرة عليه كما يمتنع وجود الإرادة الجازمة مع القدرة بدون وجود المراد. وبهذا تعرف أن من آمن قلبه إيمانا جازما امتنع أن لا يتكلم بالشهادتين مع القدرة فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبي التام ؛ وبهذا يظهر خطأ جهم ومن اتبعه في زعمهم أن مجرد إيمان بدون الإيمان الظاهر ينفع في الآخرة ؛ فإن هذا ممتنع إذ لا يحصل الإيمان التام في القلب إلا ويحصل في الظاهر موجبه بحسب القدرة فإن من الممتنع أن يحب الإنسان غيره حبا جازما وهو قادر على مواصلته ولا يحصل منه حركة ظاهرة إلى ذلك. وأبو طالب إنما كانت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم لقرابته منه لا لله وإنما نصره وذب عنه لحمية النسب والقرابة ؛ ولهذا لم يتقبل الله ذلك منه وإلا فلو كان ذلك عن إيمان في القلب لتكلم بالشهادتين ضرورة والسبب الذي أوجب نصره للنبي صلى الله عليه وسلم - وهو الحمية - هو الذي أوجب امتناعه من الشهادتين بخلاف أبي بكر الصديق ونحوه قال الله تعالى {وسيجنبها الأتقى} {الذي يؤتي ماله يتزكى} {وما لأحد عنده من نعمة تجزى} {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} {ولسوف يرضى} ومنشأ الغلط في هذه المواضع من وجوه. (أحدها) أن العلم والتصديق مستلزم لجميع موجبات الإيمان. (الثاني): ظن الظان أن ما في القلوب لا يتفاضل الناس فيه. (الثالث) ظن الظان أن ما في القلب من الإيمان المقبول يمكن تخلف القول الظاهر والعمل الظاهر عنه. (الرابع): ظن الظان أن ليس في القلب إلا التصديق وأن ليس الظاهر إلا عمل الجوارح. والصواب أن القلب له عمل مع التصديق والظاهر قول ظاهر وعمل ظاهر وكلاهما مستلزم للباطن. و " المرجئة " أخرجوا العمل الظاهر عن الإيمان ؛ فمن قصد منهم إخراج أعمال القلوب أيضا وجعلها هي التصديق فهذا ضلال بين ومن قصد إخراج العمل الظاهر قيل لهم العمل الظاهر لازم للعمل الباطن لا ينفك عنه وانتفاء الظاهر دليل انتفاء الباطن فبقي النزاع في أن العمل الظاهر هل هو جزء من مسمى الإيمان يدل عليه بالتضمن أو لازم لمسمى الإيمان. و " التحقيق " أنه تارة يدخل في الاسم وتارة يكون لازما للمسمى - بحسب إفراد الاسم واقترانه - فإذا قرن الإيمان بالإسلام كان مسمى الإسلام خارجا عنه كما في حديث جبريل وإن كان لازما له وكذلك إذا قرن الإيمان بالعمل كما في قولـه: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} فقد يقال: اسم الإيمان لم يدخل فيه العمل وإن كان لازما له ؛ وقد يقال: بل دخل فيه وعطف عليه عطف الخاص على العام ؛ وبكل حال فالعمل تحقيق لمسمى الإيمان وتصديق له ولهذا قال طائفة من العلماء - كالشيخ أبي إسماعيل الأنصاري ؟ وغيره -: الإيمان كله تصديق فالقلب يصدق ما جاءت به الرسل , واللسان يصدق ما في القلب , والعمل يصدق القول كما يقال: صدق عمله قولـه. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم {العينان تزنيان وزناهما النظر والأذنان تزنيان وزناهما السمع واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والقلب يتمنى ويشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه} والتصديق يستعمل في الخبر وفي الإرادة يقال: فلان صادق العزم وصادق المحبة وحملوا حملة صادقة. و " السلف " اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان وقالوا إن الإيمان يتماثل الناس فيه ولا ريب أن قولـهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم ؛ بل يتفاضلون من وجوه كثيرة. و " أيضا " فإخراجهم العمل يشعر أنهم أخرجوا أعمال القلوب أيضا وهذا باطل قطعا فإن من صدق الرسول وأبغضه وعاداه بقلبه وبدنه فهو كافر قطعا بالضرورة وإن أدخلوا أعمال القلوب في الإيمان أخطأوا أيضا ؛ لامتناع قيام الإيمان بالقلب من غير حركة بدن. وليس المقصود هنا ذكر كل معين ؛ بل من كان مؤمنا بالله ورسوله بقلبه هل يتصور إذا رأى الرسول وأعداءه يقاتلونه وهو قادر على أن ينظر إليهم ويحض على نصر الرسول بما لا يضره هل يمكن مثل هذا في العادة إلا أن يكون منه حركة ما إلى نصر الرسول ؟ فمن المعلوم أن هذا ممتنع ؛ فلهذا كان الجهاد المتعين بحسب الإمكان من الإيمان وكان عدمه دليلا على انتفاء حقيقة الإيمان بل قد ثبت في الصحيح عنه {من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة نفاق} وفي الحديث دلالة على أنه يكون فيه بعض شعب النفاق مع ما معه من الإيمان ومنه قولـه تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}. و " أيضا " فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان وفي رواية وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة خردل}. فهذا يبين أن القلب إذا لم يكن فيه بغض ما يكرهه الله من المنكرات كان عادما للإيمان والبغض والحب من أعمال القلوب. ومن المعلوم أن إبليس ونحوه يعلمون أن الله عز وجل حرم هذه الأمور ولا يبغضونها بل يدعون إلى ما حرم الله ورسوله. و " أيضا " فهؤلاء القائلون بقول جهم والصالحي قد صرحوا بأن سب الله ورسوله ؛ والتكلم بالتثليث وكل كلمة من كلام الكفر ليس هو كفرا في الباطن ولكنه دليل في الظاهر على الكفر ويجوز مع هذا أن يكون هذا الساب الشاتم في الباطن عارفا بالله موحدا له مؤمنا به فإذا أقيمت عليهم حجة بنص أو إجماع أن هذا كافر باطنا وظاهرا. قالوا: هذا يقتضي أن ذلك مستلزم للتكذيب الباطن وأن الإيمان يستلزم عدم ذلك ؛ فيقال لهم: معنا أمران معلومان. (أحدهما): معلوم بالاضطرار من الدين. و (الثاني) معلوم بالاضطرار من أنفسنا عند التأمل. أما " الأول ": فإنا نعلم أن من سب الله ورسوله طوعا بغير كره ؛ بل من تكلم بكلمات الكفر طائعا غير مكره ومن استهزأ بالله وآياته ورسوله فهو كافر باطنا وظاهرا وأن من قال: إن مثل هذا قد يكون في الباطن مؤمنا بالله وإنما هو كافر في الظاهر فإنه قال قولا معلوم الفساد بالضرورة من الدين. وقد ذكر الله كلمات الكفار في القرآن وحكم بكفرهم واستحقاقهم الوعيد بها ولو كانت أقوالهم الكفرية بمنزلة شهادة الشهود عليهم أو بمنزلة الإقرار الذي يغلط فيه المقر لم يجعلهم الله من أهل الوعيد بالشهادة التي قد تكون صدقا وقد تكون كذبا بل كان ينبغي أن لا يعذبهم إلا بشرط صدق الشهادة وهذا كقولـه تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم} وأمثال ذلك. وأما " الثاني ": فالقلب إذا كان معتقدا صدق الرسول وأنه رسول الله وكان محبا لرسول الله معظما له امتنع مع هذا أن يلعنه ويسبه فلا يتصور ذلك منه إلا مع نوع من الاستخفاف به وبحرمته فعلم بذلك أن مجرد اعتقاد أنه صادق لا يكون إيمانا إلا مع محبته وتعظيمه بالقلب. و " أيضا " فإن الله سبحانه قال: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت} وقال: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} فتبين أن الطاغوت يؤمن به ويكفر به. ومعلوم أن مجرد التصديق بوجوده وما هو عليه من الصفات يشترك فيه المؤمن والكافر ؛ فإن الأصنام والشيطان والسحر يشترك في العلم بحاله المؤمن والكافر. وقد قال الله تعالى في السحر: {حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه} إلى قولـه: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} فهؤلاء الذين اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون يعلمون أنه لا خلاق لهم في الآخرة ومع هذا فيكفرون. وكذلك المؤمن بالجبت والطاغوت إذا كان عالما بما يحصل بالسحر من التفريق بين المرء وزوجه ونحو ذلك من الجبت وكان عالما بأحوال الشيطان والأصنام وما يحصل بها من الفتنة لم يكن مؤمنا بها مع العلم بأحوالها. ومعلوم أنه لم يعتقد أحد فيها أنها تخلق الأعيان وأنها تفعل ما تشاء ونحو ذلك من خصائص الربوبية ولكن كانوا يعتقدون أنه يحصل بعبادتها لهم نوع من المطالب كما كانت الشياطين تخاطبهم من الأصنام وتخبرهم بأمور. وكما يوجد مثل ذلك في هذه الأزمان في الأصنام التي يعبدها أهل الهند والصين والترك وغيرهم وكان كفرهم بها الخضوع لها والدعاء والعبادة واتخاذها وسيلة ونحو ذلك لا مجرد التصديق بما يكون عند ذلك من الآثار فإن هذا يعلمه العالم من المؤمنين ويصدق بوجوده لكنه يعلم ما يترتب على ذلك من الضرر في الدنيا والآخرة فيبغضه ؛ والكافر قد يعلم وجود ذلك الضرر لكنه يحمله حب العاجلة على الكفر. يبين ذلك قولـه: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين} {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون} {لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون} فقد ذكر تعالى من كفر بالله من بعد إيمانه وذكر وعيده في الآخرة ثم قال {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة}. وبين تعالى أن الوعيد استحقوه بهذا. ومعلوم أن باب التصديق والتكذيب والعلم والجهل ليس هو من باب الحب والبغض وهؤلاء يقولون إنما استحقوا الوعيد لزوال التصديق والإيمان من قلوبهم وإن كان ذلك قد يكون سببه حب الدنيا على الآخرة والله سبحانه وتعالى جعل استحباب الدنيا على الآخرة هو الأصل الموجب للخسران واستحباب الدنيا على الآخرة قد يكون مع العلم والتصديق بأن الكفر يضر في الآخرة وبأنه ما له في الآخرة من خلاق. و " أيضا " فإنه سبحانه استثنى المكره من الكفار ولو كان الكفر لا يكون إلا بتكذيب القلب وجهله لم يستثن منه المكره ؛ لأن الإكراه على ذلك ممتنع فعلم أن التكلم بالكفر كفر لا في حال الإكراه. وقولـه تعالى: {ولكن من شرح بالكفر صدرا} أي: لاستحبابه الدنيا على الآخرة ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: {يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا} والآية نزلت في عمار بن ياسر وبلال بن رباح وأمثالهما من المؤمنين المستضعفين لما أكرههم المشركون على سب النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك من كلمات الكفر فمنهم من أجاب بلسانه كعمار ومنهم من صبر على المحنة كبلال ولم يكره أحد منهم على خلاف ما في قلبه بل أكرهوا على التكلم فمن تكلم بدون الإكراه لم يتكلم إلا وصدره منشرح به. وأيضا فقد {جاء نفر من اليهود إلى النبي فقالوا: نشهد إنك لرسول ولم يكونوا مسلمين بذلك ؛ لأنهم قالوا ذلك على سبيل الإخبار عما في أنفسهم أي نعلم ونجزم أنك رسول الله قال: فلم لا تتبعوني ؟ قالوا: نخاف من يهود} فعلم أن مجرد العلم والإخبار عنه ليس بإيمان حتى يتكلم بالإيمان على وجه الإنشاء المتضمن للالتزام والانقياد مع تضمن ذلك الإخبار عما في أنفسهم. فالمنافقون قالوا مخبرين كاذبين فكانوا كفارا في الباطن وهؤلاء قالوها غير ملتزمين ولا منقادين فكانوا كفارا في الظاهر والباطن وكذلك أبو طالب قد استفاض عنه أنه كان يعلم بنبوة محمد وأنشد عنه: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لكن امتنع من الإقرار بالتوحيد والنبوة حبا لدين سلفه وكراهة أن يعيره قومه فلما لم يقترن بعلمه الباطن الحب والانقياد الذي يمنع ما يضاد ذلك من حب الباطل وكراهة الحق لم يكن مؤمنا. وأما إبليس وفرعون واليهود ونحوهم فما قام بأنفسهم من الكفر وإرادة العلو والحسد منع من حب الله وعبادة القلب له الذي لا يتم الإيمان إلا به وصار في القلب من كراهية رضوان الله واتباع ما أسخطه ما كان كفرا لا ينفع معه العلم.

  12. #52

    افتراضي رد: لا علاقة للارجاء بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    والله لقد دهشت لمثل هذا الحور والكور منك يا عبد الله فاتق الله، تدعي أن غرق بعض أصول القطيعي مجرد دعوى ؟ من أين لك هذا أم أنك أبو الحسن عمر بن علي الدارقطني، فإن كنت هو فأعلمنا حتى نحتاط؟ وإلا فكيف ترد قول البرقاني وغيره من الحفاظ :؟ وهم معاصرون للقطيعي ومنهم من روى عنه كابن أبي الفوارس.
    أما قولك أن المسند قبل لأنه كان مكتوبا ولا دخل للرواية فيه فكان الأجدر بك أن ترد القول إلى قائله ولا تقلب السحر على فاعله، فقد كنت تقول أن القبول إنما جاء من تلقي الأمة ولن أطيل هنا فقد يكون هذا من نصيب حظوظ النفس وأستغفر الله العظيم.
    أما عن دعوى الاختلاط فصنيع الأئمة غير صنيع من تأخر فإنهم قبلوا حديث المختلط في أحوال وردوه في أحوال كما قبل البخاري حديث زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود في حديث الاستنجاء بالروث وزهير روى عن أبي إسحاق بعد الاختلاط من غير خلاف.
    وكما روى الشيخان أحاديث لسعيد بن أبي عروبة عن الذين رووا عنه قبل الاختلاط وبعده، وكذا صنيع مسلم مع سعيد بن إياس الجريري - ولست أذكر الآن أهو من رجال البخاري-.
    والخلاصة أن الحديث المختلط أصناف ومراتب:
    - منه ما يرد مطلقا لإطباق الاختلاط وعدم موافقة الثقات في أكثر الحالات ومنه ليث بن أبي سليم وشريك القاضي.
    -ومنه ما سماه الأئمة اختلاط وفي التحقيق هو تغير كبر أو مرض لا يؤثر كبير تأثير.
    -ومنه ما وقع للرواي في وقته أوهام لكنها يسيرة كرفع ما كان يوقفه أو إرسال ما كان يوصله وغير ذلك فهذا يتخير من حديثه ويرد ما أخطأ فيه بيقين.
    وإذا رجعنا إلى أقوال الأئمة في القطيعي: فإننا نرى أن اختلاطه فحش حتى صار لا يعقل ما يقرأ عليه، فمن هذه صفته يستحيل - أو يعسر إن شئت- أن يحفظ قول أبي ثور و ما احتج به على مرجئة خرسان وما نزع به من أدلة، ولهذا فإن ذات القول قرينة على أن القطيعي رواه - لو سلمنا أن ذلك من غير كتاب- قبل الاختلاط بل في كمال عقله ورواية اثنان عنه نفس القول دليل على ذلك.
    ولو سلمنا جدلا أن الأثر لا يثبت ففي غيره عن الأئمة غنية، فقد ثبت عن الثوري وأبي طالب المكي و الشافعي وابن بطة وابن أبي زمنين وغيرهم من علماء السلف ما يوافق كلام أبي ثور وما يفسر قولهم الإيمان قول وعمل، وأنهم عرفوا بهذا القول مطلق الإيمان لا الإيمان المطلق كما تريد أن تقول أنت

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •