الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه , والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله .
أما بعد , فهذه حروفٌ في نقد طبعات كتاب مفتاح دار السعادة للإمام ابن القيم رحمه الله , حملني عليها سؤال كثير من الإخوة عن قدر تلك الطبعات ومبلغ حظها من الإصابة والتوفيق , ولولا ما أرى لهم ولسائر القراء من الحق في علم ذلك لما بعثت راحلتي في هذا الوجه ؛ فإن بعض المشتغلين بالتحقيق تضيق صدورهم بالنقد , ويكرهون أن يحسن إليهم أحد بتنبيههم على أخطائهم , فيبغون على الناقد ويفجرون في الخصومة , كما فعل أخٌ لهم من قبل . وسقى الله زمانًا كان المحقق يسعى إلى الناقد ليكتب في نقد عمله مقالاً ينشره في مجلة سيارة , وربما كان الناقد من طبقة تلاميذه , ثم لا يقنع إلا بإعادة نشر نقده في مقدمة تحقيقه للكتاب , كما فعل الشيخ أحمد شاكر مع السيد صقر رحمهما الله في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة , في نظائر لهذه ممن تسامت نفوسهم عن أوهام المجد الكاذب والمظهر الخدَّاع .
طبع الكتاب أول مرة بمطبعة السعادة في القاهرة سنة 1323, عن نسختين خطيتين : الأولىٰ بعث بها من العراق الشيخ محمود شكري الآلوسي, وعليها علامة المقابلة بخطه, وهي نسخة المكتبة القادرية بالموصل المكتوبة سنة 1303 المنقولة عن نسخة مكتبة الأوقاف , والثانية من اسطمبول ولم يذكر تاريخ نسخها ومن أي مكتباتها .
وفيها تحريفٌ كثير وسقطٌ في مواضع عديدة .
ثم توالت طبعات الكتاب معتمدة على هذه الطبعة بعجرها وبجرها , دون معارضته على أصوله الخطية العتاق - ومنها نسخةٌ نفيسة بخط الإمام الحافظ إسماعيل بن محمد بن بَـرْدِس البعلي سنة 766 , وأخرى محفوظة بمكتبة الأوقاف العراقية كتبت سنة 841 وقوبلت على نسخة المصنف التي بخطه , وثالثة بمكتبة أحمد الثالث كتبت سنة 889 - , ودون مقابلة نقوله على مصادرها , وتقويم ما تحرَّف من نصوصه , وتـخريج آثاره وأشعاره إلى غير ذلك من وجوه خدمته على النهج العلمي في نشر النصوص .
وكان من آخرها طبعتان :
الأولى : طبعة دار ابن عفان , بتحقيق علي حسن عبد الحميد الحلبي , واعتمد على طبعة السعادة أو ما نُشِر عنها , فجاءت كهي في التحريف والسقط , وأضاف إليها تحريفات جديدة وأغلاطًا في الضبط وتعليقات ليست من العلم في شيء , ولا أثر في عمله لما زعم أنه رجع إليه من النسخ الخطية على تأخر زمانها .
والثانية : طبعة دار ابن خزيمة , بتحقيق عامر علي ياسين , واعتمد كذلك على المطبوعة , وقابل نصفها تقريبًا على قطعة خطية متأخرة من النسخ النجدية , واجتهد في التعليق على القضايا الطبية ونحوها بما استجد من علوم العصر , وحاول إصلاح ما استشكله من عبارات الكتاب , لكنه أسرف في التغيير والزيادة , وبقي السقط والتحريف على حاله في مواضع كثيرة .
واكتفى المحققان بتخريج الأحاديث المرفوعة , وأعرضا عن تـخريج الآثار والأشعار والأمثال والأقوال وتوثيق النقول ومقابلتها .
وفيما يلي نماذجُ لما أجملتُ من ملاحظات على تينك الطبعتين , أما استقصاؤها فمما يثقل تدوينه وعدُّه , وليس هو من غرضي , وقد نبهتُ في حواشي التحقيق على التحريفات التي وقعت في أصول الكتاب الخطية أو بعضها وتابعتها المطبوعات , فمن أحب أن يقف على بحرٍ من الأمثلة لما ذُكِر فليتتبع تلك المواضع , أما ما اتفقت الأصول فيه على الصواب ووقع محرفًا في المطبوعات فقد اطَّرحت ذكره هناك , وهو كثير .
أولاً : السقط .
فمن أمثلة ذلك , والعزو إلى طبعة الحلبي , وقد جعلت الساقط بين معكوفين :
- ( 1 / 118 ) : " فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته , [ وهذا غاية ما يكون من الفرح وأعظمه , ومع هذا فالله سبحانه أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من فرح هذا براحلته ] " .
- ( 1 / 479 ) : " وأما الظن فمنهم من وافق على أنه يكون [ بمعنى العلم , ومنهم من قال : لا يكون ] الظن في موضع اليقين " .
- ( 1 / 518 ) : " وينزلونه على مذاهبهم الباطلة [ وكذلك تفسير الجهمية والمعتزلة والرافضة للآيات التي ينزلونها على أقوالهم الباطلة ] " .
- ( 2 / 19 ) : " إلى أن تأتي إلى كل واحد من هذه الأجسام التي فيها هذه الحواس, [ ومنشأ هذه الأعضاء من القلب , وهو مركب من أشياء تشاكل جميع هذه الأجسام التي فيها هذه الحواس ] " .
- ( 2 / 194 ) : " والأذنان صاحبا الأخبار يؤدِّيانها إليك . [ فاللسانُ رسولٌ إلىٰ خارج , والأذنان رسولان من خارجٍ إليك ؛ فهما يؤدِّيان إليك ] , واللسانُ يبلِّغُ عنك " .
- ( 2 /349 ) : " وإمَّا أن يقال : يمتنعُ وجودُ كلٍّ من الأثرين , [ وهو ممتنعٌ أيضًا ؛ لوجود مقتضيه . وإمَّا أن يقال بوِجدان أحدهما دون الآخر مع تساويهما ] , وهو ممتنع ؛ لأنه ترجيحٌ لأحد الجائزين من غير مرجِّح " .
- ( 2 / 395 ) : " فإذا أخبَر المتكلِّمُ بخبرٍ مطابقٍ للواقع , وقَصَد إفهامَ المخاطَب [ إياه صَدَق بالنِّسبتين ؛ فإنَّ المتكلِّم إن قَصَد الواقع وقَصَد إفهامَ المخاطَب ] فهو صدقٌ من الجهتين " .
- ( 2 / 456 ) : " كما يُشْعِرُ به لفظُ « الأغراض » من الإرادات [ الفاسدة والأمور التي يكون الفاعلُ محتاجًا إليها , مستفيدًا لها من غيره ؟ أم ماذا تعنُون بالأغراض ؟ ] , فإن أردتم المعنىٰ الأوَّل " .
- ( 2 / 467 ) : " إذا كان الأحولُ يرىٰ القمرَ ٱثنين لم يَبْق لنا وثوقٌ [ برؤية الصحيح العينَين له واحدًا , وإن كان الـمَحرورُ يجدُ طعمَ الماء العَذب والعسل مُرًّا لم يَبْق لنا وثوقٌ ] بكون صحيح الفم يذوقُه عذبًا وحُلوًا " .
- ( 2 / 490 ) : " فكيف يقبُح أحدُهما من فاعلٍ ويحسُن الآخر [ من فاعل . فيقال : هذا في البطلان والفساد مِنْ جنس ما قبله وأبطَـلُ , وهو بمنزلة أن يقال : القتلُ من المعتدي ومن الـمُقْتَصِّ من حيث الصفات النفسيَّـة واحدٌ , فكيف يقبُح أحدُهما ويحسُن الآخر؟! ] , وبمنزلة أن يقال : السُّجودُ لله ... " .
- ( 2 / 537 ) : " وفيها مفسدةُ المشابهة [ الصُّوريَّة بالكفَّار وعُبَّاد الشمس , وفي تركها مصلحةُ سَدِّ ذريعة الشِّرك , وفَطْم النُّفوس عن المشابهة ] بالكفَّار حتىٰ في وقت العبادة " .
- ( 2 / 543 ) : " فما أخبَر بأنه يكونُ فهو واجب ؛ لتصديق [ خبرِه , وما أخبَر أنه لا يكونُ فهو ممتنع ؛ لتصديق خبرِه . فالوجوبُ والتحريمُ عندهم راجعٌ إلىٰ مطابقة ] العلم لمعلومه , والـمُخْبَر لخبره " .
- ( 3 / 10 ) : " إذ تركُه منافٍ للثَّناء والحمد الذي يستحقُّه عليه ، متضمِّنًا لما يستحقُّه من ذلك لذاته [ بقطع النظر عن كلِّ فعل . وكذلك ما حرَّمه علىٰ نفسه هو مستحقٌّ للحمد والثَّناء علىٰ تركه ، فهو يتعالىٰ ويتقدَّس عن فعله ؛ لأن فعلَه منافٍ لما يستحقُّه من الحمد والثَّناء علىٰ تركه ، متضمِّنًا لما يستحقُّه لذاته ] . وهذا بحمد الله بيِّنٌ عند من أوتي العلمَ والإيمان " .
- ( 3 / 12 ) : " ولكنَّ هذا الوجوبَ والتحريمَ [ أخصُّ من مطلق الوجوب والتحريم ، ونفيُ الأخصِّ لا يستلزم نفيَ الأعمِّ ، فمِنْ أين ينتفي مطلقُ الوجوب والتحريم ] بمعنىٰ حصول المقتضِي للثواب والعقاب " .
- ( 3 / 115 ) : " فحركاتُ الحيوان في الازدياد والقوَّة [ والاستكمال ، فإذا مالت الشَّمس عن وسط السماء أخذَت حركاتُ الحيوان وقُواهم في الضعف ] ، وتستمرُّ هذه الحالُ إلى غروب الشَّمس " .
- ( 3 / 128 ) : " مِن جهة أنها أجزاءُ الفلك التي قطَّعوها وما ٱنقطعت , مع ٱنتقال
[ ما ينتقلُ من الكواكب إليها وعنها ! ثمَّ يُنْتِجُون من ذلك نتائج الأنظار , من أعداد الدَّرَج وأقسام الفلَك ، فيقولون ] إن الكوكب " .
- ( 3 / 167 ) : " [ النوع الثالث : الآياتُ الدالةُ علىٰ أن في الأيام ما يكون نحسًا ، كقوله تعالىٰ : ﴿ ﮪ ﮫ ﮬ ﴾ ، وقوله تعالىٰ : ﴿ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﴾ ] . النوع الرابع : الآياتُ الدالةُ علىٰ أنه تعالىٰ وضعَ حركات هذه الأجرام ... " .
- ( 3 / 226 ) : " ولا ينفعُ نفعَ العلم بما جاءت به الرسل ، [ وإن كان لا يخلو عن منفعةٍ ولذَّة . وهذا هو الفرقُ بين العلوم التي جاءت بها الرسل ] وبين علوم هؤلاء " .
- ( 3 / 231 ) : " وأمَّا رسولُ ربِّ العالمين فمن نسب إليه هذا الحديثَ وأمثاله
[ فإنه من أبعد الناس عن رسول الله ^ وعما جاء به علمًا وعملًا ، بل ليس عنده من الرسول إلا ٱسمُه ، وهل يسوغُ لمنتسبٍ إلىٰ الإسلام أن يظُنَّ برسول الله ^ أن يقول هذا الحديثَ وأمثاله ؟! ] , ولكن إذا بَعُدَ الإنسانُ عن نور النبوَّة ... " .
- ( 3 / 360 ) : " وقالت طائفة منهم ٱبنُ الأعرابي : [ هو من قولهم : ٱشْتَمَتَتْ
الإبلُ ، إذا حَسُنَت وسَمِنت . وقالت فرقةٌ أخرىٰ : معنىٰ « شمَّتَّ العاطس » : أزلتَ عنه الشَّماتة ] . يقال : مرَّضت العليل ... " .
- ( 3 / 372 ) : " وليس به إلا قولُ الناس . [ فأشار إلىٰ أن المنع من ذلك سدًّا لذريعة قول الناس ] ، وحمايةً للقلب مما يستبقُ إليه من الأفهام ... " .
ثانيًا : التحريف .
وهو كثير جدًّا لا تكاد تـخلو منه ورقة , وسأذكر منه نماذج من مواضع مختلفة , والعزو إلى طبعة الحلبي :
- ( 1 / 178 ) : " كدخول الجنة بلا إسلام " !! والصواب : كدخول الجنة بالإسلام.
وفي السطر الذي يليه : " وارتفاع الخوف والحزن والضلال والشقاء مع متابعة الهوى " !! . والصواب : متابعة الهدى .
- ( 1 / 179 ) : " وأما حكم العلة المعينة فمحال أن ينفى مع زوالها " !! . والصواب : ... فمحال أن يبقى مع زوالها .
- ( 1 / 182 ) : " فضلال الدنيا أضلُّ ضلالٍ في الآخرة " !! . والصواب : فضلال الدنيا أصل ضلال الآخرة .
- ( 1 / 305 ) : " ولولا إرادته لعجز عن كثير منه " ! . والصواب : ولو أراده لعجز عن كثير منه .
- ( 1 / 339 ) : " وإن كان أضعف الأسباب معنى " ! . والصواب : وإن كان أضعف الأسباب منعًا .
وفي السطر بعد الذي يليه : " لا يعرف غيرها ولا يحسن به " . والصواب : لا يعرف غيرها ولا يحسُّ به .
- ( 1 / 423 ) : " فيستحق الذم ويبذل بلسانه ويمسك بقلبه ويده " ! . والصواب : فيسخو ويبذل بلسانه ويمسك بقلبه ويده .
- ( 1 / 441 ) : " وهو مطاوع الثاني " ! . والصواب : مطاوع الثلاثي .
- ( 1 / 466 ) : " فقلب حول الحشر " !! . والصواب : الـحُشّ .
- ( 1 / 487 ) : " ولا ريب أن كون العبد أعظم عباد الله من أعظم أوصاف
كماله " !! . والصواب : أعلم عباد الله .
- ( 1 / 504 ) : " ومعه ابنُهُ قرظة " . والصواب : " ابنة قرظة " . وهي زوجته .
- ( 1 / 512 ) : " فيُعِزُّه بالعلم عزًّا " !! . والصواب : فيغُـرُّه بالعلم غرًّا .
- ( 1 / 552 ) : " وجعل المنام بالليل والنهار للتصرف في المعاش " !! . والصواب : والتصرف في المعاش .
- ( 2 / 11 ) : " وكان وجود أنفين في الوجه شيئا ظاهرًا " ! . والصواب : شينًا ظاهرًا .
- ( 2 / 56 ) : " وجعلا يتعارضان الزيادة والنقصان " . والصواب : يتقارضان .
- ( 2 / 69 ) : " ثم يقسم قيمتها عند الجذاذ على سائر المخارج " . والصواب : ثم يقسمها قـيِّمها عند الجذاذ على سائر المحاويج .
- ( 2 / 110 ) : " ولو أنبتت الحبة حبة واحدة مثلها لا يكون في الأرض متسع لما يَرِدُ في الغلة من الحب " . والصواب : ولم تنبت الحبَّـةُ حبَّـةً واحدةً مثلها ؛ ليكون في الغَلَّة متَّسعٌ لما يُـرَدُّ في الأرض من الـحَبِّ .
- ( 2 / 198 ) : " كالسجية والغريزة والبَحِيرَة والسليقة والطبيعة " . والصواب : كالسجية والغريزة والنَّحِيزَة والسليقة والطبيعة .
- ( 2 / 224 ) : " من جعل داخل الأذن مستويًا كهيئة الكوكب " !! . والصواب : ... ملتويًا كهيئة اللولب .
- ( 2 / 419 ) : " وهو على خلاف غرض الكفرة " ! . والصواب : وهو على خلاف غرض المكرَه .
- ( 2 / 423 ) : " إنه يخلق في الهواء أو في البحر : افعل " ! . والصواب : يخلق في الهواء أو في شجرةٍ : افعل .
- ( 2 / 435 ) : " فتحتم بهذه المسألة طريقًا للاستغناء عن الصواب " !! . والصواب : ... طريقًا للاستغناء عن النبوات .
( 2 / 448 ) : " إنه يجوز أن يعذب أولياءه وأهل طاعته ومن لم يطعه قط " !! . والصواب : ... ومن لم يعصه قط .
- ( 2 / 472 ) : " فهذا إذا سلط العقل الحسن على سبب ميله " ! . والصواب : فهذا إذا سلط العقل والحس على سبب ميله .
- ( 3 / 6 ) : " وهو القَسَمُ الطَّلبيُّ المتضمِّن للحظر والمنع " . والصواب : للحضِّ والمنع .
- ( 3 / 20 ) : " ولم يقل : إنَّ ذلك يُقَبِّحُ طريق الاستغناء عن النبوَّة بحاكم العقل " ! . والصواب : إن ذلك يفتح ... .
- ( 3 / 24 ) : " والشَّرائعُ تَرِدُ بتمهيد ما تقرَّر في العقل لا بتعبيره " ! . والصواب : لا بتغييره .
- ( 3 / 33 ) : " وليس صلاحُ الإنسان وحده وسعادتُه إلا بذلك " !! . والصواب : صلاح الإنسان وجَدُّه ... .
- ( 3 / 63 ) : " عجائبًا جعلوا الأيام تجعله " ! . والصواب : جعلوا الأيام مجفلةً .
- ( 3 / 93 ) : " ولا ريب أن هذا يُبقي الاختيار " !! . والصواب : ينفي الاختيار .
- ( 3 / 94 ) : " فإن الدلالة الحسنة لا تختلف ولا تتناقض " !! . والصواب : فإن الدلالة الحسية ... .
- ( 3 / 122 ) : " فإن النسر والفيل يكونان بأرض الهند " !! . والصواب : فإن الببر والفيل ... .
- ( 3 / 140 ) : " وأكبرها العوائد والمزايا والمنشأ " !! . والصواب : العوائد والمربا والمنشأ .
- ( 3 / 145 ) : " في كتاب المقايسات لأبي حيان التوحيدي " !! . والصواب: " المقابسات " بالباء الموحدة , وهو كتاب مشهور معروف , وقد نقل منه ابن القيم نصًّا طويلاً نحو 15 صفحة , وهو مشحونٌ في الطبعتين بالتحريف .
- ( 3 / 173 ) : " ثلاث ارْتَضُوهنَّ , لا تنازعو أهل القدر ... " !! . والصواب : ثلاث ارفضوهن .
- ( 3 / 177 ) : " حكاه المروزي في تفسيره " . والصواب : حكاه الماوردي .
- ( 3 / 201 ) : " ويزعمون أن ما تأتي به من الخير والشر فعن تعريف الرسل والأنبياء" !! . وهو تحريف قبيح. والصواب : مغنٍ عن تعريف الرسل والأنبياء .
- ( 3 / 227 ) : " فكم من ظواهر أوِّلت بالأدلة العقلية التي لا تتبين في الوضوح إلى هذا الحد وأعظم . فانفرج به الملحدة أن يصرح ناصر الشرع بأن هذا وأمثاله على خلاف الشرع " !! .
والصواب : ... في الوضوح إلى هذا الحد . وأعظم ما تفرح به الملحدة أن يصرح ناصر الشرع ... .
- ( 3 / 278 ) : " ومن هذا قالوا : طائر الله لا طائر كلبي " !!! . والصواب : طائر الله لا طائرك , أي ... .
- ( 3 / 279 ) : " المستترقي سائل مُسقِطٌ ملتفت إلى غير الله " !! . والصواب: سائل مستعطٍ ملتفت ... .
- ( 3 / 281 ) : " فوهمه وخوفه وإداركه هو الذي يطيره " !! . والصواب : فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره .
- ( 3 / 289 ): "وكل بني أم سيمسون ليلة ولم يبق في أغنامهم غير واحد" !! . والصواب : ولم يبق في أعيانهم .
- ( 3 / 327 ) : "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يَعْلَمُون" !! . والصواب : رجال يكلَّمون . والحديث في صحيح البخاري , فلم يقنع الحلبي بالتحريف حتى ضبطه بالشكل لئلا يغلط فيه أحد !!
- ( 3 / 328 ) : " وكذلك جرى له تطيُّرٌ مع رجل آخر سأله عن اسمه " !! والصواب : جرى له نظير هذه القصة مع رجل آخر ... .
- ( 3 / 379 ) : " والتعلق بالسَّبب والتوكل عليه والثقة به ... هو محض التوحيد " !! . وهو تحريف قبيح جدًّا , والصواب : والتعلق بالمسبِّب ... .
ومن أمثلة التحريف في أسماء الرواة والرجال :
- ( 1 / 499 ) : " رزيق بن عبد الله الألهاني " . والصواب : رزيق أبي عبد الله الألهاني .
- ( 1 / 500 ) : " علي بن مسلم البلوي " . والصواب : البكري .
- ( 1 / 501 ) : " أخبرني يزيد عن ابن شهاب " . والصواب : " ابن يزيد " . وهو يونس .
- ( 1 / 504 ) : " أبو مسلم اللخمي " . والصواب : الكجي .
- ( 3 / 69 ) : " الحسن بن عماد " . والصواب : الحسن بن عمار .
- ( 3 / 79 ) : " وحَسَنٍ صاحب الزيج المأموني " . والصواب : وحبش صاحب الزيج المأموني .
- ( 3 / 270 ) : " حميم الهذلي " . والصواب : جهم الهذلي .
- ( 3 / 273 ) : " زياد بن سيار " . والصواب : زبان بن سيار .
ومن طريف ما وقع في تلك التحريفات : شرح التحريف !!
ومن أمثلته في طبعة الحلبي :
- ( 1 / 132 ) : " دبوس السَّلَّاق " . وفسر السلاق في الحاشية ! . والصواب : دبوس الشِّلاق . وفسره عامر ياسين ( 1 / 102 ) تفسيرًا آخر طريفًا .
- ( 1 / 478 ) : " تشمر الأسد " . والصواب : تشمم الأسد . وفسره في الحاشية على هواه , ولو راجع المصادر لاهتدى .
- ( 1 / 373 ) : " ليرتج عليه الذي بينهما " ! . وفسره في الهامش , فقال : ليغلق ! . والصواب : ليربح عليه الذي بينهما .
- ( 1 / 547 ) : " القلوب الناطولية " !! . والصواب : الباطولية . وفسرها في الهامش - على عادته في تفسير التحريف - تفسيرًا طريفًا . مع أنها سبقت على الصواب في ( 1 / 197 ) ! .
- ( 2 / 436 ) : " لكن العقول الحرورية لما كانت قاصرة عن اكتساب المعقولات بأسرها " !! . وعلق على الحرورية بقوله : فرقة من فرق الخوارج , انظر – لها – كتابي " العقلانيون أفراخ المعتزلة العصريون " ( ص 199 ) .
وكل تعليقه عجيب ! . والصواب : " العقول الجزئية " . ورسمها المصنف على طريقة أهل عصره : الجزوية . بتسهيل الهمز . كما يكتبون : الأسئلة = الأسولة . وحرفها عامر ياسين في طبعته إلى : الحزورية . وشرحها كذلك ! . وتحرفت في مطبوعات أخرى إلى : الحرونة ! .
ومن نماذج ما وقع فيه عامر ياسين من التحكم في التغيير والزيادة , وهو كثير :
- ( 2 / 247 ) : " فإن لم يتغمده بعفوه ومغفرته فهو من الهالكين " . وقال في الحاشية : في خ و ط : " وإلا فهو من الهالكين " ! وهذا غلط شائع لائق بأقلام النساخ صوابه ما أثبته .
قلت : أما أن الصواب في العربية ما أثبته فنعم , لكن تغيير عبارة المؤلف إلى ما يوافق صواب العربية ليس من حق المحقق , وقد ورد هذا التركيب كذلك في الأصول الخطية مجتمعة , ووقع كذلك في مواضع من كتب المصنف وغيره , وهو من التراكيب التي شاعت عند المتأخرين .
- ( 2 / 274 ) : " حتى لا ينهون في بلد نهيًا " . وقال في الحاشية : في خ و ط : "حتى لا يقيموا في بلد فيها " ! وهو تحريف لا معنى له أرجو أن الصواب ما أثبته .
قلت : ليس من شأن المحقق أن يثبت ما شاء إذا لم يتبين له الصواب في عبارة الأصل, وإنما يخالفه إلى ما يحتمله رسم الأصل من الصواب . وصواب العبارة هو : حتى لا يقيموا في بلد قـيِّـمًا .
- ( 2 / 328 ) : " فلما تحيزوا إلى دار [ الإسلام ] وكثر عددهم وقويت شوكتهم " . وقال في الحاشية تعليقا على زيادة ما بين المعكوفين : زيادة تعين على فهم السياق .
قلت : النص بدونها مستقيم مفهوم بتنوين كلمة " دار " , ومثل هذه الزيادات كثيرة في الكتاب ولا حاجة إليها , ولا ينبغي للمحقق أن يزيد إلا فيما ليس منه بد .
وفي الصفحة ذاتها : " ولأن الجهاد أشق شيء على النفوس " . وعلق في الحاشية بقوله : في ط : " وكان الجهاد " ! وهو تحريف صوابه ما أثبته .
قلت : ما هو بتحريف , بل هو عين الصواب , وهو مألوف في عبارة ابن القيم .
وفي الصفحة التي تليها : " ويسوق بذلك النفوس إلى الشهادة " . وعلق في الحاشية بقوله : في ط : " وشوَّق بذلك " ! وأرجو أن الصواب ما أثبته .
قلت : بل الصواب هو ما غيَّرته , وهو مستقيم ومألوف أيضًا في عبارة ابن القيم . وينبغي للمحقق أن يتمرس بلغة وأسلوب المصنف ويستظهر على الصواب فيما يستشكل بالمعهود من عبارة المصنف في كتبه .
- ( 2 / 396 ): "خالفتم به صريح المنقول وصحيح المعقول" . وقال في الحاشية : في ط : " صريح المنقول وصريح المعقول " ! وهو تحريف بيّن صوابه ما أثبته , وما أكثر ما يذكر ابن القيم هذه العبارة على الجادة في مصنفاته .
قلت : هذه دعوى غريبة ! وعبارة " صريح المعقول " التي غيَّرها بلا برهان هي الواردة في كتب ابن القيم في مواضع كثيرة , أما عبارة " صحيح المعقول " فلم أرها في موضع أبدًا , واستفت برامج الكمبيوتر !
- ( 2 / 401 ) : " قولكم : من مثارات الغلط أن الوهم غالب للعقل في جميع الأحوال " . وقال في الحاشية : في ط : " من مثارات الغلط إنما هو مخالف للغرض في جميع " ! وهذا تحريف بيّن , صوابه ما أثبته مستأنسًا بما تقدم ( 2 / 361 ) .
قلت : بل ما أثبته هو التحريف البيّن , وما في الأصل هو الصواب البيّن , وما تقدم (2/ 361 ) هو التحريف .
- ( 3 / 252 ) : " وتداعى نزالاً الفريقان " . وقال في الحاشية : في ط : " وتداعى نزال الفريقان " ! ولا يصح فإما أن الصواب ما أثبته , أو أن الصواب " وتداعى نزال الفريقين " . فالله أعلم .
قلت : هذا قفو لما ليس له به علم . والصواب ما وقع في الأصل : " وتداعى نزال الفريقان " , ونَزالِ ٱسم فعل ، بمعنىٰ : ٱنزِل . انظر : « ما بنته العرب على فَعَال » للصغاني ( 86 ) . و" الفريقان " فاعل " تداعى " .
ثالثًا : الضبط .
وقد وقعت في طبعة الحلبي خاصة ألوانٌ من الأخطاء في ضبط المفردات وضبط أواخر الكلم , ومردُّ ذلك إلى العجلة في القراءة والكتابة من رأس القلم دون تأمل ومراجعة لدواوين اللغة وسائر الفنون واستفتائها فيما أشكل , وهو من الاستهانة بالعلم والاستخفاف بأمر القارئ .
فمن نماذج ما وقع من ذلك في تلك الطبعة :
- ( 1 / 178 ) : " فيكون الشرط الذي هو ملزومُ علةٍ مقتضياً ... " . والصواب : فيكون الشرط الذي هو ملزومٌ علةً ومقتضيًا .
- ( 1 / 272 ) : " تميل ظِباه " . والصواب بضم الظاء .
- ( 1 / 287 ) : " أبو داود الـحُـفْري " . والصواب بفتحتين : الـحَفَري . انظر : الأنساب , والإكمال 2 / 244 .
- ( 1 / 314 ) : " لأنه شرطٌ أو جزءٌ سببٌ في وجود المفعول " !! . والصواب : لأنه شرطٌ أو جزءُ سببٍ في وجود المفعول .
- ( 1 / 321 ) : " صادرًا عن جهلٍ وغفلةٍ ونسيانٍ مضادٍّ للعلم والذنبِ , محفوفٍ بجهلين " . والصواب : صادرًا عن جهلٍ وغفلةٍ ونسيانٍ مضادٍّ للعلم . والذنبُ محفوفٌ بجهلين .
- ( 1 / 334 ) : "مقتض لا يتخلف عنه موجِبه ومقتضاه " . والصواب : موجَبه . وهذا كثير في طبعة الحلبي , يخلط بين الموجِب والموجَب , والمقتضي والمقتضى , والمسبِّب والمسبَّب .
- ( 1 / 457 ) : " وتطبيق المفصَّل " ! . والصواب : الـمَفْصِل .
- ( 1 / 555 ) : " فاتـخِذوا تلاوته عملاً " !! . والصواب : فاتـَّخَذوا .
- ( 2 / 7 ) : " وبيَّن ذلك " !! . والصواب : وبيْن ذلك .
- ( 2 / 33 ) : " وتسمى رياح الرحمة : المبشرات , والنَّشر " . والصواب : والنُّـشُر على قراءة أبي عمرو - وهي قراءة المصنف وأهل الشام لعهده - لقوله تعالى : ( نشرا بين يدي رحمته ) .
- ( 2 / 54 ) : والمعاملات والعَدَد " . والصواب : والعِدَد .
- ( 2 / 64 ) : " فما ينكره إلا مكابر بلسانهِ وقلبهِ وعقلهِ وفطرتهِ , وكلها تكذبه " !! . والصواب : فما ينكره إلا مكابر بلسانهِ , وقلبُه وعقلُه وفطرتُه كلها تكذبه .
ومن المواضع في طبعة عامر ياسين , ولم أتتبعها :
- ( 2 / 364 ) : " ينفُر عن الأذى " . بضم الفاء , في موضعين . والصواب بكسرها .
- ( 2 / 369 ) : " يشُذ عن الإحصاء " . بضم الشين , والصواب بكسرها .
ومما تتايع فيه المحققان على غير هدى : ضبط الأسماء الأعجمية لفلاسفة وأطباء اليونان وغيرهم كيفما اتفق !! وداء الاستهانة داءٌ وبيل .
رابعًا : التعليقات .
غلبت على تعليقات الحلبي العبارات الإنشائية التي لا طائل من ورائها ولا نفاق لها في سوق العلم , يكتبها من رأس القلم , لا أثر فيها للتحقيق العلمي والبحث الجاد , وليته جعلها خالصة للعلم ونأى بها عن الخصومات الفكرية المعاصرة التي أقحمها فيها إقحامًا وجعل يستدل عليها بكلام ابن القيم ويضرب لها الأمثال , وخفف من الإحالة على ما طبع من كتبه وتحقيقاته وما لم يطبع .
ومن تلك التعليقات في الجزء الأول ( 1 / 108 , 124 , 203 , 217 , 237 , 244 , 265 , 271 , 292 , 300 , 339 , 383 , 415 , 418 , 423 , 426 , 428 , 442 , 443 , 444 , 448 , 453 , 454 , 456 , 457 , 483 , 486 , 489 , 491 , 512 , 531 ) .
ومن تعليقاته الفجة في تعقب ابن القيم : 1 / 358 ( 1 ) ,400 ( 2 ) , 468 ( 3 ) .
ورأيته في مواضع لا يحسن فهم كلام ابن القيم رحمه الله , فيذهب في تعقبه على غير هدى .
ومن ذلك : في ( 1 / 303 ) , المصنف يذكر أن العلم هو الدليل على الإخلاص بمعنى المرشد , ففهمه الحلبي على أنه العلامة والأمارة , فذهب يتعقب المصنف !
وانظر مثلاً آخر في ( 1 / 237 ) الحاشية الثانية .
ويشرح غريب الألفاظ في أحيان كثيرة من رأس قلمه , دون مراجعة لدواوين اللغة والأدب وما يتصل بها , فيصيب حينًا ويخطئ حينًا , وربما راجعها فلم يحسن الأخذ منها , ومن طريف ما وقع له :
- ( 1 / 361 ) : قال ابن القيم : " أذل من وتد بقاع يُشَجُّ رأسه بالفهرواجي " . فعلق الحلبي على الفهرواجي بقوله : لعله أداة حجرية تدق بها بعض الأشياء !! .
واغتر به عامر ياسين فسار على أثره , وفسرها بقوله ( 1 / 304 ) : الفهرواجي : منحوتة من كلمتين : الفهر وهو الحجر , والواجئ وهو الذي يدق . فالفهرواجي : المدقة الحجرية التي كانت تستعمل لهرس الثوم واللحم ونحوه !! .
قلت : صواب العبارة : يُشَجِّجُ رأسَه بالفهر واجي , وهو مثلٌ سائر , وأصلُه بيتٌ لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، من كلمةٍ يهجو فيها عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص ، ويُشَجِّج : مبالغةٌ من يَشُجُّ . والفِهْر : الحجرُ ملء الكفِّ . و « واجي » فاعل , وأصلُها « واجىء » ، اسمُ فاعلٍ من وَجَأ ، خفَّف الهمزَ اضطرارًا . فليست كلمة واحدة منحوتة ولا أداة لهرس اللحم !
- ( 2 / 228 ) : قال ابن القيم : " واضطربَ عليهم الكلامُ في حكمته ٱضطرابَ الأرشية " . ففسر الحلبي الأرشية في الحاشية بقوله : في " القاموس " ( ص 753 ) : " بينهما أرش ؛ أي : اختلاف وخصومة " .
وتابعه عامر ياسين , وضبطها بتشديد الياء , وقال في الحاشية ( 2 / 215 ) : اضطراب الأرشيّة : اختلاف الخصوم المتنازعين .
قلت : وإنما هي " الأرشية " بتخفيف الياء , جمعُ رِشاء ، وهو حبل الدَّلو . واضطرابها في البئر . وهو تشبيهٌ مشهور , ورد في كلامٍ ينسبُ لعلي رضي الله عنه ، واستعمله الشعراء والكتَّاب . انظر : « شرح نهج البلاغة » ( 1 / 213 ) ، و « شرح ديوان الحماسة » للمرزوقي ( 656 ) .
- ( 3 / 116 ) : قال ابن القيم : " وشعورهم سبطة شقراء وأبدانهم رخصة " . فعلق الحلبي على كلمة " رخصة " بقوله : بليدة !!
قلت : أحسبه فتح القاموس فوجد من معاني " الرخيص " : البليد , فتلقفه وألقاه دون أن ينظر في سياق الكلام ! , وإنما المراد وصف الأبدان هاهنا بأنها ناعمة , والوصف به كثير في كلامهم .
- ( 1 / 426 ) : قال ابن القيم : " رموه بالتلبيس والتدليس والزوكرة والرياء " . فعلق الحلبي على الزوكرة بقوله : هي مصدر " زَكَر " " يَزكُرُ " , وهو عمل يقوم به المشعوذون لزجر الحيات حتى تستسلم , ثم كأن اللفظ أصلاً صار عنوانًا للغشاشين والخداعين !! .
قلت : ما عملك هذا من عمل الغشاشين الخداعين الخنفشاريين ببعيد ! , فلم يقنع بأن فسَّر اللفظ من كيسه حتى جعل له فعلاً ماضيًا ومضارعًا من باب " نصر " إمعانًا في العبث !! وهذا عنوانٌ على الاستهانة بالعلم والاستخفاف بحرمته .
والزوكرة لفظة محدثة , قال المقَّري في « نفح الطيب » ( 6 / 12 ) : « الزواكرة [جمعُ زوكر] : لفظٌ يستعمله المغاربة ، ومعناه عندهم المتلبِّسُ الذي يُظْهِرُ النُّسك والعبادة ، ويُبْطِنُ الفسق والفساد» . والفعل عندهم : تزوكر . انظر : «طريق الهجرتين» ( 889 ) ، و « السير » ( 14 / 314 , 21 / 193 ) ، و « إنباء الغمر » ( 1 / 37 , 3 / 359 ) ، و « الطالع السعيد » ( 583 ) , و « أعيان العصر » ( 4 / 598 ) , و « الضوء اللامع » ( 6 / 291 ) .
ومن تفاريق العثرات كتابة الأبيات منثورة , وهو من الجهل كما يقول ابن بدران في المدخل .
فمن ذلك :
- ( 1 / 379 ) : وجلهم إذا فكرت فيهم * حمير أو كلاب أو ذئاب
- ( 1 / 462 ) : أحلام نوم أو كظل زائل
ومن أنصاف الأبيات مواضع كثيرة .
وبعد , فحسبي هذا , فقد أطلت , وما كنت أقدِّر أن ستطول هذه القراءة النقدية , وإنما هي أمثلة ونماذج لما وراءها , ولو ذهبت أستقصيها لاستقلت كتابًا برأسه . وأستغفر الله لما أسلفت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت , وأسأله العفو , هو أهل التقوى وأهل المغفرة .