قال شيخ الإسلام في الرسالة التدمرية (ص : 16- 17 ) :
( فغاليتهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون لا موجود ولا معدوم ولا حى ولا ميت ولا عالم ولا جاهل لأنهم بزعمهم إذا وصفوه بالاثبات شبهوه بالموجودات واذا وصفوه بالنفى شبهوه بالمعدومات .
فسلبوا النقيضين وهذا ممتنع فى بداهة العقول وحرفوا ما انزل الله من الكتاب وما جاء به الرسول فوقعوا فى شر مما فروا منه فإنهم شبهوه بالممتنعات اذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات .
وقد علم بالاضطرار ان الوجود لابد له من موجد واجب بذاته غنى عما سواه قديم أزلى لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده , فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم ) .
يظهر أن كلمة القدم هنا غير صحيحة , بل هي ( العدم ) لأن ابن تيمية هنا في سياق إلزام المخالف وبيان شناعة مذهبه .
وقارن هذا مع ما ذكره في مجموع الفتاوى ( 5/ 327 ) , حيث قال رحمه الله :
( ولهذا كان محققوهم وهم القرامطة ينفون عنه النقيضين فلا يقولون موجود ولا لا موجود ولا حى ولا لا حى ولا عالم ولا لا عالم قالوا لأن وصفه بالاثبات تشبيه له بالموجودات ووصفه بالنفى فيه تشبيه له بالمعدومات فآل بهم اغراقهم فى نفى التشبيه الى أن وصفوه بغاية التعطيل
ثم أنهم لم يخلصوا مما فروا منه بل يلزمهم على قياس قولهم أن يكونوا قد شبهوه بالممتنع الذى هو أخس من الموجود والمعدوم الممكن ففروا فى زعمهم من تشبيهه بالموجودات والمعدومات ووصفوه بصفات الممتنعات التى لا تقبل الوجود بخلاف المعدومات الممكنات وتشبيهه بالممتنعات شر من تشبيهه بالموجودات والمعدومات الممكنات ) .
وقد وجدتها هكذا ( القدم ) في تحقيق السعوي ونسخة الفتاوى وشرح آل مهدي والبراك والجزائري وفخر الدين بن الزبير, ولكن والله أعلم أنها العدم كما ذكرت ومن تأمل السياق ظهر له ذلك . ولم أجد من نبه على ذلك .