بسم الله الرحمن الرجيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
بين يديكم ( ثلاثيات مسند الإمام أحمد ) رحمه الله ورضي عنه .
جمع الإمامين : المحدثُ إسماعيلُ بنُ عُمرٍ المقدِسيُّ و الحَافظُ ضِياءُ الدِّينِ المقدِسيُّ رحمهما الله تعالى .
جعلتها مفردة عن الشرح ، تسهيلاً لحفظها على طلبة العلم وفقهم الله تعالى .
وقد راجعتها حديثاً حديثاً ، وأصلحتُ ما فيها من أخطاء مطبعية .
ورأيت أن هناك أحاديثاً ثلاثية تبلغ قرابة 49 حديثاً لم يذكرها من جمع هذه الثلاثيات ، ويوجد لعدد منها روايات في هذه الثلاثيات لكن من طرق أخرى ، وهي كما يلي :
1- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ لِرَجُلٍ : أَسْلِمْ قَالَ : أَجِدُنِي كَارِهًا . قَالَ : أَسْلِمْ ، وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا.
وهذا الحديث مذكور في الثلاثيات لكنه من طرق : يحيى بن سعيد القطان عن حُميد به نحوه .
2 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ فَأَتَى عَلَيْهِنَّ النَّبِيُّ وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَنْجَشَةُ ، رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ .
ومتن الحديث مروي في الثلاثيات .
3 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ، مُتَعَمِّدًا . حَدَّثَنَا بِهِ هَكَذَا مَرَّتَيْنِ ، وَحَدَّثَنَا بِهِ مَرَّةً أُخْرَى ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .
ومتن الحديث مذكور في الثلاثيات .
4 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنّ النَّبِيَّ شُجَّ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ ، وَرُمِيَ رَمْيَةً عَلَى كَتِفَيْهِ فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ وَهُوَ يَمْسَحُهُ عَنْ وَجْهِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : " كَيْفَ تُفْلِحُ أُمَّةٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ ؟ ! " فَأَنْزَلَ : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ... } إِلَى آخِرِ الْآيَةَ .
5 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ، كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ ، وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ ، قَالَ : فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ ، وَيَقُولُ : " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ ؟ ! " قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } .
6 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ : عَنْ حُمَيْدٍ ، قَالَ : سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ : لاَ لَمْ يَشِنْهُ الشَّيْبُ . قَالَ : فَقِيلَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ : وَشَيْنٌ هُوَ ؟ قَالَ : يُقَالُ : كُلُّكُمْ يَكْرَهُهُ ، وَخَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ ، وَخَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ .
7 - حَدَّثَنَا سَهْلٌ ، عَنْ حُمَيْدٍ . وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ : حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ . قَالَ ابْنُ بَكْرٍ : إِنَّ النَّبِيَّ ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ . أَسْنَدَاهُ جَمِيعًا عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ.
8 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ : سُئِلَ أَنَسٌ : عَنْ صَوْمِ رَسُولِ اللهِ تَطَوُّعًا ، قَالَ : كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ : لاَ يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ : لاَ يَصُومُ.
9 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، حَدَّثَنِي نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ قَالَ : إِنِّي لَرَدِيفُ أَبِي فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، إِذْ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ ، فَقُمْتُ عَلَى عَجُزِ الرَّاحِلَةِ ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى عَاتِقِ أَبِي فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ ؟ قَالُوا : هَذَا الْيَوْمُ . قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ ؟ قَالُوا : هَذَا الْبَلَدُ . قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمُ ؟ قَالُوا : هَذَا الشَّهْرُ . قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ.
10 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ؟ فَنَزَلَتْ : { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } [ البقرة: ١٢٥ ] وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ نِسَاءَكَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، فَلَوْ أَمَرْتَهُنَّ أَنْ يَحْتَجِبْنَ ؟ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ ، وَاجْتَمَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ نِسَاؤُهُ فِي الْغَيْرَةِ ، فَقُلْتُ لَهُنَّ : { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيرا منكن ...} [التحريم : ٥ ] قَالَ : فَنَزَلَتْ كَذَلِكَ .
وهذا - والله أعلم - له حكم الثلاثيات ، وله نظائر في الثلاثيات ، انظر مثلا الحديث رقم 123 من الثلاثيات ، ورقم 40 في الأحاديث المستدركة على الثلاثيات هنا .
11 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلٍ ، بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ رَسُولِ اللهِ ؟ قَالَ : كَانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بِالْمَاءِ فِي تُرْسِهِ ، وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ ، وَأَخَذَ حَصِيرًا فَأَحْرَقَهُ ، فَحَشَا بِهِ جُرْحَهُ.
12 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ ، لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ . وَفَرَّقَ بَيْنَ إِصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإِِبْهَامَ.
ثُمَّ قَالَ : مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ فَرَسَيْ رِهَانٍ.
ثُمَّ قَالَ : مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ طَلِيعَةً ، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُسْبَقَ أَلاَحَ بِثَوْبِهِ : أُتِيتُمْ أُتِيتُمْ . ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ : أَنَا ذَلِكَ.
13 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : كُنَّا نَقِيلُ وَنَتَغَدَّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ .
14 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَجَعَلَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ .
قَالَ يَحْيَى : فَقُلْتُ لأَنَسٍ : كَمْ أَقَامَ ؟ قَالَ : عَشْرًا.
15 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ إِلَى مَكَّةَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجَّةً.
16 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ أَنَا وأَبُو طَلْحَةَ وَرَسُولُ اللهِ ، وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُ ، قَالَ : فَعَثَرَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ ، فَصُرِعَ رَسُولُ اللهِ وَصُرِعَتْ صَفِيَّةُ . قَالَ : فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ - قَالَ : أَشُكُّ قَالَ ذَاكَ أَمْ لاَ - أَضُرِرْتَ ؟ قَالَ : لاَ ، عَلَيْكَ الْمَرْأَةَ قَالَ : فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ عَلَى وَجْهِهِ الثَّوْبَ ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا فَمَدَّ ثَوْبَهُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ أَصْلَحَ لَهَا رَحْلَهَا ، فَرَكِبْنَا ، ثُمَّ اكْتَنَفْنَاهُ ، أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ ، فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ ، أَوْ كُنَّا بِظَهْرِ الْحَرَّةِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ : آيِبُونَ ، تَائِبُونَ عَابِدُونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهُنَّ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ.
17 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ وَفِيهِ ثَلاَثُ ضِبَابٍ حَدِيدٍ ، وَحَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ، فَأُخْرِجَ مِنْ غِلاَفٍ أَسْوَدَ ، وَهُوَ دُونَ الرُّبُعِ وَفَوْقَ نِصْفِ الرُّبُعِ ، فَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَجُعِلَ لَنَا فِيهِ مَاءٌ ، فَأُتِينَا بِهِ فَشَرِبْنَا وَصَبَبْنَا عَلَى رُؤُوسِنَا وَوُجُوهِنَا ، وَصَلَّيْنَا عَلَى النَّبِيِّ .
18 - حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، قَالَ : سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ رَفْعِ الأَيْدِي ، فَقَالَ : قَامَ إِلَى رَسُولِ اللهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَحَطَ الْمَطَرُ ، أَجْدَبَتِ الأَرْضُ ، هَلَكَ الْمَالُ . قَالَ : فَاسْتَسْقَى ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً ، فَقَامَ فَصَلَّى حَتَّى جَعَلَ يَهُمُّ الْقَرِيبُ الدَّارِ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ شِدَّةِ الْمَطَرِ ، قَالَ : فَمَكَثْنَا سَبْعًا ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ ، وَاحْتَبَسَ الرُّكْبَانُ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا . قَالَ : فَتَكَشَّفَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ.
19 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ ، فَتَلَقَّتْهُ الأَنْصَارُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنِّي لأُحِبُّكُمْ ، إِنَّ الأَنْصَارَ قَدْ قَضَوْا مَا عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ.
20 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ فِي غَدَاةٍ قَرَّةٍ أَوْ بَارِدَةٍ ، فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ ، فَقَالَ :
اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الآخِرَهْ ... فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَه ْ.
فَأَجَابُوهُ :
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ... عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا
21 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : أَعْطَى النَّبِيُّ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعَ وَغَيْرَهُمَا . فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : أَيُعْطِي غَنَائِمَنَا مَنْ تَقْطُرُ سُيُوفُنَا مِنْ دِمَائِهِمْ ، أَوْ تَقْطُرُ دِمَاؤُهُمْ مِنْ سُيُوفِنَا - فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ، فَدَعَا الأَنْصَارَ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا ، وَتَذْهَبُونَ بِمُحَمَّدٍ إِلَى دِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا ، وَسَلَكَتْ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ ، الأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي ، وَلَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ.
22 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : جَاءَ النَّبِيُّ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ سَمْنًا وَتَمْرًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ : أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِكُمْ ، وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِكُمْ ، فَإِنِّي صَائِمٌ . ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ ، فَصَلَّيْنَا بِصَلاَتِهِ ، ثُمَّ دَعَا لأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِهَا ، ثُمَّ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً ، قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَتْ : أَنَسٌ قَالَ : فَمَا تَرَكَ يَوْمَئِذٍ مِنْ خَيْرِ آخِرَةٍ وَلاَ دُنْيَا ، إِلاَّ دَعَا بِهِ مِنْ قَوْلِهِ : اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالاً وَوَلَدًا ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِمْ ، قَالَ : فَقَالَ أَنَسٌ : حَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ صُلْبِي عِشْرُونَ وَمِائَةٌ وَنَيِّفٌ ، وَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ مَالاً.
23 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : اسْتَشَارَ النَّبِيُّ مَخْرَجَهُ إِلَى بَدْرٍ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ اسْتَشَارَ عُمَرَ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ عُمَرُ ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ فَقَالَ بَعْضُ الأَنْصَارِ : إِيَّاكُمْ يُرِيدُ نَبِيُّ اللهِ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ قَائِلُ الأَنْصَارِ : تَسْتَشِيرُنَا يَا نَبِيَّ اللهِ ، إِنَّا لاَ نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ : اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ ، إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ، وَلَكِنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكٍ - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ : إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ - لاَتَّبَعْنَاكَ .
24 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي الأَنْصَارِيَّ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : سَمِعَ النَّبِيُّ نِدَاءَ صَبِيٍّ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ ، فَخَفَّفَ ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ رَحْمَةً لِلصَّبِيِّ إِذْ عَلِمَ أَنَّ أُمَّهُ مَعَهُ فِي الصَّلاَةِ.
25 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّهُ سُئِلَ : هَلِ اخْتَضَبَ النَّبِيُّ ؟ قَالَ : لَمْ يَشِنْهُ الشَّيْبُ.
26 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ وَلَهَا ابْنٌ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ ، وَكَانَ يُمَازِحُهُ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَرَآهُ حَزِينًا ، فَقَالَ : مَالِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا ؟ فَقَالُوا : مَاتَ نُغَرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ ، قَالَ : فَجَعَلَ يَقُولُ : أَبَا عُمَيْرٍ ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ.
27 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ غُلاَمًا مِنْ أَبِي طَلْحَةَ ، فَبَعَثَتْ بِهِ مَعَ ابْنِهَا أَنَسٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ فَحَنَّكَهُ.
28 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ ، فَشَقَّ عَلَيْهِ حَتَّى عَرَفْنَا ذَاكَ فِي وَجْهِهِ فَحَكَّهُ ، وَقَالَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ أَوِ الْمَرْءَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ ، أَوْ رَبَّهُ - بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ ، فَلْيَبْزُقْ إِذَا بَزَقَ عَنْ يَسَارِهِ ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ وَأَوْمَأَ هَكَذَا كَأَنَّهُ فِي ثَوْبِهِ.
قَالَ : وَكُنَّا نَقُولُ لِحُمَيْدٍ فَيَقُولُ : سُبْحَانَ اللهِ مَنْ هُوَ - يَعْنِي النَّبِيَّ - وَلاَ يَزِيدُنَا عَلَيْهِ.
29 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ أَسْرَعَ الْمَشْيَ ، فَانْتَهَى إِلَى الْقَوْمِ وَقَدِ انْبَهَرَ ، فَقَالَ حِينَ قَامَ فِي الصَّلاَةِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ الصَّلاَةَ ، قَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ أَوْ مَنِ الْقَائِلُ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ أَوْ مَنِ الْقَائِلُ ، فَإِنَّهُ قَالَ خَيْرًا أَوْ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي انْتَهَيْتُ إِلَى الصَّفِّ وَقَدِ انْبَهَرْتُ أَوْ حَفَزَنِي النَّفَسُ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَ ا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا ثُمَّ قَالَ : إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَلْيَمْشِ عَلَى هِينَتِهِ ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ وَيَقْضِ مَا سَبَقَهُ.
30 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : نَادَى رَجُلٌ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَمْ أَعْنِكَ إِنَّمَا دَعَوْتُ فُلاَنًا ، قَالَ : تَسَمَّوْا بِاسْمِي ، وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي.
31 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، قَالَ : سُئِلَ أَنَسٌ : هَلْ اتَّخَذَ النَّبِيُّ خَاتَمًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَخَّرَ لَيْلَةً صَلاَةَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا صَلَّى أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : النَّاسُ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا ، وَلَمْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوه َا . قَالَ أَنَسٌ : كَأَنِّي أَنْظُرُ الآنَ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِه ِ.
32 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ : عَنْ وَقْتِ صَلاَةِ الْغَدَاةِ ، فَصَلَّى حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ ، ثُمَّ أَسْفَرَ بِهِمْ حَتَّى أَسْفَرَ ، فَقَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ صَلاَةِ الْغَدَاةِ ؟ قَالَ : مَا بَيْنَ هَذَيْنِ وَقْت ٌ.
33 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ الْمُنْطَلِقُ مِنَّا إِلَى بَنِي سَلِمَةَ وَهُوَ يَرَى مَوَاقِعَ نَبْلِهِ .
34 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَهُوَ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ : قُلْتُ لأَنَسٍ : أَصَلَّى النَّبِيُّ فِي نَعْلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
35 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ.
36 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : قَالَ أَنَسٌ : أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ أَنَا وَأَبُو طَلْحَةَ وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُ عَلَى نَاقَتِهِ ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ عَثَرَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ ، فَصُرِعَ وَصُرِعَتِ الْمَرْأَةُ ، فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ عَنْ نَاقَتِهِ ، قَالَ : فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، هَلْ ضَرَّكَ شَيْءٌ ؟ قَالَ : لاَ ، عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ . فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَصَدَ الْمَرْأَةَ ، فَسَدَلَ الثَّوْبَ عَلَيْهَا ، فَقَامَتْ ، فَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا ، فَرَكِبَا وَرَكِبْنَا نَسِيرُ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ قَالَ : آيِبُونَ تَائِبُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَة َ.
37 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِيِّ الْمَدِينَةَ ، فَأَتَاهُ ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ قَالَ : إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ نَبِيٌّ ، قَالَ : مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ، وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، وَمَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ ، وَالْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أُمِّهِ ؟ قَالَ : أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا ، قَالَ ابْنُ سَلاَمٍ : فَذَلِكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، قَالَ : أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ، فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ ، وَأَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ ، وَأَمَّا الْوَلَدُ ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ ، نَزَعَ الْوَلَدَ ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ ، نَزَعَتِ الْوَلَدَ.
38 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : ذُكِرَ لِي أَنَّ نَبِيَّ اللهِ قَالَ : وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ : إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ - يَعْنِي - يُعْجِبُونَ النَّاسَ ، وَتُعْجِبُهُمْ أَنْفُسُهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة ِ.
39 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ مِنْ فَضِيخٍ لَهُمْ ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنَّهَا قد حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ، فَقَالُوا : أَكْفِئْهَا يَا أَنَسُ . فَكْفَأْتُهَا . فَقُلْتُ لأَنَسٍ : مَا هِيَ ؟ قَالَ : بُسْرٌ وَرُطَبٌ قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ : كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ .
قَالَ : وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا.
40 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ : أَخْبَرَنَا قَالَ : قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَكَانَ رَسُولُ اللهِ يَسْتَفْتِحُ الْقِرَاءَةَ بِ { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِ} أَوْ بِ { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ؟ فَقَالَ : إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ.
41 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ : عَنْ قَصْرِ الصَّلاَةِ ، فَقَالَ : سَافَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعْنَا ، فَسَأَلْتُهُ : هَلْ أَقَامَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ أَقَمْنَا بِمَكَّةَ عَشْرًا.
42 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ ، آخَى النَّبِيُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، فَقَالَ : أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ ، وَلِي امْرَأَتَانِ فَأُطَلِّقُ إِحْدَاهُمَا ، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا فَقَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ ؟ فَدَلُّوهُ ، فَانْطَلَقَ ، فَمَا رَجَعَ إِلاَّ وَمَعَهُ شَيْءٌ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ قَدِ اسْتَفْضَلَهُ ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ فَقَالَ : مَهْيَمْ ؟ قَالَ : تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : مَا أَصْدَقْتَهَا ؟ قَالَ : نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ - قَالَ حُمَيْدٌ : أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ - فَقَالَ : أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ.
43 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : مَرُّوا بِجِنَازَةٍ ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ . وَمَر بِجَنَازَةٍ ، فَأُثْنِي عَلَيْهَا شَرًّا ، فَقَالَ نَّبِيُّ اللهِ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ . فَقَالَ عُمَرُ : فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ، مُرَّ بِجَنَازَةٍ ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقُلْتَ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا ، فَقُلْتَ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ فَقَالَ : مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ.
44 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ : قَالَ النَّبِيُّ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
45 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ فِي طَرِيقٍ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَقَالَ : يَا أُمَّ فُلاَنٍ اجْلِسِي فِي أَيِّ نَوَاحِي السِّكَكِ شِئْتِ أَجْلِسْ إِلَيْكِ فَفَعَلَتْ فَجَلَسَ إِلَيْهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا.
46 - حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَرَسُولُ اللهِ نَجِيٌّ لِرَجُلٍ حَتَّى نَعَسَ ، أَوْ كَادَ يَنْعَسُ - بَعْضُ الْقَوْمِ.
وهذا المتن مذكور في الثلاثيات من طريق : إسماعيل عن عبدالعزيز عن انس . نحوه .
47 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ بِالْبَقِيعِ ، فَنَادَى رَجُلٌ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : لَمْ أَعْنِكَ . قَالَ : تَسَمَّوْا بِاسْمِي ، وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي.
وهذا المتن مذكور في الثلاثيات من طريق : يزيد بن هارون عن حميد به نحوه .
48 - حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ ، فَأَتَى عَلَيْهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَيْ ، أَوْ يَا - أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ .
وقد مر طريق آخر لهذا الحديث هنا برقم ( 2 ) من طريق : إسماعيل ، عن التيمي به نحوه .
ويضاف لها ما ذكره الأخ خالد السباعي وفقه الله وهو :
49 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ قُوَيْدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ تَنْطَحَ ذَاتُ قَرْنٍ جَمَّاءَ.
ولعل هناك أحاديث غيرها ، والله أعلم.
والثلاثيات بالمرفقات نسخة pdf