بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد رسول الله وعلى اله وصحبه
رجعت أنا وصا حبي من المسجد النبوي بعد ان صلينا العشاء ( والصلاة في المسجد النبوي المبارك تعدل بألف صلاة فيما سواه ) الى الفندق وكنا نحمل بعض الحاجيات التى شغلت كلتا يدينا ولما اقتربنا من باب الفندق الزجاجي فوجئنا بكلا مصراعيه ينفتحان امامنا في حركة تلقائية حتى اذا دخلنا عاد مغلقا كما كان وتصور صاحبي انها مصادفة تلقائية وعندما التفتنا الى الباب اذا به ينفتح مرة اخرى في استقبال قادم اخر مثلنا ( هذا المثال سبق ا ن قرأته في احد كتب العقيدة لاحد علماءنا الابرار ) لكنها كانت مناسبة لاشرح لصاحبي هذا المثال وعلاقته بوجود الله رب العالمين ,قلت له تعال نبحث عن حقيقة الامر فادركنا ان الباب سرعان ما يتاثر عند اجتياز شخص من فوقه ,على نحو يدفع مصراعي الباب الى التجافي والانفتاح وان لهذا الجهاز وحركته هذه سبب وهو تسهيل المرور امام النزلاء الذين لا تساعدهم ايديهم على دفع الباب ,وهذا السبب الانساني الرائع لابد ان يكون من تدبير بعض المفكرين ,فهذا المثال وكل الامثلة المشابه من الاجهزة المتنوعة المختلفة وجميع المصنوعات من البسة واثاث وفرش ودور وغيرها الا ومن وراءهذه الامثلة عقل مدبر.
واذا انتقلنا بعد ذلك لننظر الى بناء هذا الكون العجيب , رأينا في تراكب اجزائه بعضها مع بعض وفي تراكب أجزاء اجزائه ورأيت ان هذه الاجزاء مندفعة الى تحقيق غايات نوعية سامية لو تخلف بعض منها اقل ما يمكن ان يتصوره الذهن من التخلف لما تحققت تلك الغايات بل لسرى الفساد الى جميعها .
فهذه الارض نجد لها وزنا معينا يمدها بقدر من الجاذبية وبقدر الذي يقيم الانسان في حياة منتظمة عليها ,فلو زاد وزن الارض لزادت جاذبيتها حينئذ يلتصق الانسان بها فما يملك الا ان يجر نفسه عليها جرا ولو قل وزن الارض لما امكن الانسان ان يستقر عليها . وتأمل في عينك الباصرة وفي رئتك وسائر مظاهر الكون المختلفة فلا بد من مدبر ومصمم صممها على هذا النحو ويدفعها في تحقيق غايات نوعية سامية وان هذا المدبر هو اللهسبحانه وهي الدليل على وجوده فاذا تاملنا كثيرا في الامثلة التي ذكرناها وغيرها كثير ادركنا ان كلمة الالحاد لاتعني شيئا اكثر من المكابرة والمخاصمة للعقل .