تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: (قزع الخريف).. تخريج ودراسة.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي (قزع الخريف).. تخريج ودراسة.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخرج قوام السنة في كتابه "الحجة في بيان المحجة" (1/ 364) قَالَ:
    (أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ، أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عِمْرَانُ بن أَحْمد، نَا أَحْمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ، نَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، نَا يُوسُف بْن عَدِيٍّ، عَنْ مَحْبُوبِ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: يَذْهَبُ النَّاسُ حَتَّى لَا يَبْقَى أَحَدٌ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ، فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ، كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: إِنِّي لأَعْرِفُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ، وَمَنَاخَ رِكَابِهِمْ، يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، وَلَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ، وَلكنه كَلَام الله، وَمِنْه بَدَا وَإِلَيْهِ يَعُودُ).

    أول ما وقفت على هذا الخبر وبدأت حكاتي معه لما أن كنت أطالع كتاب المسرف الضال أحمد بن زيني دحلان "الفتوحات الإسلامية بعد مضي الفتوحات النبوية" ج2/ص302؛ حين قال فيه هناك عندما تكلم عن فتنة محمد أحمد المهدي السوداني وظهوره:
    (وروى ابن مكرم الإفريقي في كتاب له سماه "لسان العرب" حديثاً لم يذكر من خرجه؛ وقال فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير الغضب، أصحابه محسرون محقرون مقصون عن أبواب السلطان ومجالس الملوك، يأتونه من كل أوب كقزع الخريف، يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها فيمكن أنهم هؤلاء السودان القائمون مع محمد أحمد أو غيرهم).
    ونقله بنصه عنه الشيخ عبد الرزاق البيطار رحمه الله في "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر" (ص: 803).

    هذا الخبر الغريب المنكر قد أختلف فيه سندا ومتنا، واضطرب فيه أيما اضطراب.. وبالجملة هو خبر لا أصل له، وسأذكر بإذن الله تعالى من حاله ما يكشف أمره وزيفه؛ فأقول:
    هذا الخبر قد حصل فيه الاضطراب من عدة نواحي:
    الأولى: من جهة الاختلاف في جعله من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو من كلام علي رضي الله عنه.
    الثانية: من جهة الاختلاف الملاحظ المشاهد في متن هذا الخبر وسياقته؛ والاضطراب الشديد في ذلك، فلم ينضبط على متن واحدٍ له.
    الثالثة: من جهة الاختلاف في سنده، وخروج بعض طرقه عن الجادة المعروفة للخبر.

    وبداية ذي بدء: هذا الخبر لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل ولا يجوز الاحتجاج به على أنه من قوله عليه الصلاة والسلام.
    وتجد أن من أخطأ في جعله حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أهل اللغة والغريب؛ تتابعوا على هذا الخطأ واحداً بعد آخر بلا تثبٍ ولا تتبع.
    والعجيب أنك تجدهم ينقلون هذا الخبر في كتبهم في عدة مواضع فيختلفون فيه، فتارة يجعلونه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرى من كلام علي رضي الله عنه!!

    وسأذكر لك اضطراب أصحاب اللغة والغريب في هذا قبل أن أتكلم عن هذا الخبر سنداً ومتنا:
    · يقول الإمام الفراهيدي في كتابه "العين" (3/ 133):
    (وفي الحديث: يخرجُ رجل في آخر الزَّمانِ يسمى أمير الغصب له أصحاب مُنَحَّوْنَ مَطْرُودُون مقصون عن أبواب السلطان يأتونه من كل أوب، كأنهم قزع الخريف، يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها).
    وقال في (3/ 134):
    (ويقال: يخرج في آخر الزمان رجلٌ أصحابُه مُحَسَّرون أي مُقْصَونَ عن أبواب السُلطان ومجالس الملوك يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها).
    · ويقول ابن سلام في "غريب الحديث" (1/ 185):
    (وَكَذَلِكَ حَدِيث عَليّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ حِين ذكر فتْنَة تكون: فَإِذا كَانَ ذَلِك ضرب يعسوبَ الدَّين بِذَنبِهِ فيجتمعون إِلَيْهِ كَمَا يجْتَمع قَزَع الخريف).
    وفي (3/ 440):
    (وَمِنْه حَدِيثه الآخر _ أي علي بن أبي طالب _ حِين ذكر الفتن قَالَ: فَإِذا كَانَ ذَلِك ضرب يعسوبَ الدَّين بِذَنبِهِ فيجتمعون إِلَيْهِ كَمَا يجْتَمع قَزَعُ الخَرِيفِ).
    · ويقول الإمام السرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث" (3/ 1139):
    (وَيُرْوَى فِي حَدِيثٍ: يَخْرُجُ فِي آخِرَ الزَّمَانِ رَجُلٌ يُسَمَّى أَمِيرُ الْغَضَبِ أَوْ أَمْيرُ الْعَصَبِ، أَصْحَابُهُ مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ، مُقَصَّوْنَ عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ وَمَجَالِسِ الْمُلُوكِ، يَأْتُونَهُ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، كَأَنَّهُمْ قَزَعُ الْخَرِيفِ، يُوَرِّثُهُمُ اللَّهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا).
    · وقال ابن دريد في "جمهرة اللغة" (2/ 815): (وَفِي الحَدِيث: كَمَا يجمع قَزَع الخريف).
    · وقال الإمام الأزهري في كتابه "تهذيب اللغة" (4/ 169):
    (وَفِي الحَدِيث: "يخرج فِي آخر الزّمان رجُلٌ يُسَمَّى أمِيرَ العُصَبِ، أَصْحَابُه مُحَسَّرُون مُحَقَّرُون مُقْصَوْن عَن أَبْوَاب السُّلْطَان، يأتونه من كل أَوْبِ كَأَنَّهُمْ قَزَعُ الخَريفِ يُوَرِّثُهُم الله مَشارِقَ الأرْضِ ومَغَارِبها").
    وقال في (1/ 127):
    (وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ حِين ذكر يعسوبَ الدّين فَقَالَ: يَجْتَمعُونَ إِلَيْهِ كَمَا يجْتَمع قَزَع الخريف).
    وقال في (2/ 68):
    (وَفِي حَدِيث عليّ أَنه ذكر فتْنَة فَقَالَ: فَإِذا كَانَ ذَلِك ضَرَب يَعْسُوبُ الدِين بِذَنبِهِ فيجتمعون إِلَيْهِ كَمَا يجْتَمع قَزَع الخَرِيف).
    ونقل هذا كله بعينه عنه ابن مكرم _ ابن منظور _ المتوفى سنة 711هـ فذكره في كتابه "لسان العرب" (4/ 190) وفي (1/ 599) وفي (8/ 271).
    · وقال الإمام الخطابي في "غريب الحديث" (3/ 205): (جاء في الحديث: ...) فذكره مختصرا.
    · ومثله قال الجوهري في كتابه "الصحاح" (2/ 630) و(3/1265): (وفي الحديث: ...) فذكر موضع الشاهد منه فقط. ونقله عنه الرازي في "مختار الصحاح" ص167، وأشار إليه في ص560.
    · وكذا ابن فارس في كتابه "مجمل اللغة" (1/ 234)؛ فذكر منه موضع الشاهد فقط؛ فقال: (وفي الحديث: أصحابُهُ محسرون).
    · ويقول التنوخي في "رسالة الصاهل والشاجح":
    (وفي حديث آخر: فعندها يضرب يعسوب الدين بذنبه فتجتمع إليه فرق المسلمين كما تجتمع قزع الخريف).
    · وقال العلامة ابن سيده في كتابيه (المحكم 3/ 181) و(المخصص 3/ 403):
    (وَفِي الحَدِيث: يخرج فِي آخر الزَّمَان رجل يُسمى أَمِير العصب، وَقَالَ بَعضهم: يُسمى أَمِير الْغَضَب، أَصْحَابه مُحَسّرُونَ محقرون مقصون عَن أَبْوَاب السُّلْطَان ومجالس الْمُلُوك، يأتونه من كل أَوب كَأَنَّهُمْ قَزَعُ الخريف، يورثهم الله مشاق الأَرْض مغاربها).
    · وكذا الزمخشري ذكره في "الفائق" (1/ 283). وأشار إليه إشارة في "أساس البلاغة" ص506.
    وقال في (2/ 431):
    (وَقَالَ _ أي علي رضي الله عنه _ حِين ذكر الْفِتَن: فَإِذا كَانَ ذَلِك ضرب يعسوب الدّين بِذَنبِهِ فيجتمعون إِلَيْهِ كَمَا يجْتَمع قزع الخريف).
    · وقال الإمام ابن الجوزي في "غريب الحديث" (2/ 241):
    (وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام: مجتمعون إِلَيْهِ كَمَا تَجْتَمِع قزع الخريف).
    · وأتى العلامة الحميري فذكره في كتابه "شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم" (3/ 1448)؛ وصدره بقوله: (وفي الحديث: ...) فذكره.
    وفي (8/ 5473)؛ لكنه قال: (وفي حديث علي رضي اللّاه عنه في ذكر الفتن: «فيجتمعون إليه كما تجتمع قَزَع الخريف»).
    · ثم أتى ابن الأثير المتوفى سنة 606هـ فذكره في كتابه "النهاية في غريب الحديث والأثر" (1/ 384)؛ فذكره معزواً إلى الهروي؛ فقال:
    ("هـ" وَفِيهِ: «يَخْرج فِي آخِرِ الزَّمان رجُل يُسَمَّى أَمِيرَ العُصَب، أَصْحَابُهُ مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ»).
    وقال في (4/ 59): ("هـ" وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «فَيجتمعون إِلَيْهِ كَمَا يَجْتمع قَزَعُ الخَريف»).
    · ثم أتى بعدهم ابن عرب شاة المتوفى سنة 854 هـ في كتابه "فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء" (ص: 525)؛ حيث قال هناك وهو يتكلم عن جنس التتر:
    (... فهم في قديم الزمان، وبعد الحدثان، من حين بلغ ذو القرنين بين السدين، وساوى على يأجوج ومأجوج بين الصدفين، إلى آخر وقت؛ كانوا في قلة ومقت، وضيق حال وسوء بال، لا دنيا رخيه ولا آخره رضية، حتى نبغ منهم هذا اللعين الطاغية (تموجين) الذي تسمى بجنكيز خان، وساعده قضاء الديان، فأمده الزمان، وأعطاه المكان لأمر يريده الرحمن، وقضاء قدره على عبيده في سالف الأزمان، فطعم العالم بالفساد، فاهلك العباد والبلاد، وأخلى الديار والدار، وعم غالب بلاد الإسلام بالشنار والبوار، فصلى الله على سيد بني عدنان، بل أشرف جنس الإنسان الذي قال: "يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب، أصحابه مخسورون محقرون مقصون عن أبواب السلطان، يأتونه من كل فج عميق كأنهم قزع الطريق، يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها"، فاتبعه منهم النساء والرجال اتباع اليهود والكفرة والمسيح الدجال؛ أمم لا يحصرها حساب، ولا يحصيها ديوان ولا كتاب، وما يعلم جنود ربك إلا هو...).
    · وأتى الإمام الزبيدي المتوفى سنة 1205هـ فذكره في كتابه "تاج العروس" (11/ 14)؛ وصدره بقوله: (وَفِي الحَدِيثِ: ...) فذكره.
    وقال في (3/ 369):
    (وَفِي حَديثِ عَلِيَ رَضِي الله عَنهُ أَنَّهُ ذكر فتْنَةً فَقَالَ: إِذَا كَانَ ذلِكَ، ضَربَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبِه فيجْتَمعُون إِليه كَمَا يَجْتَمع قَزعُ الخَرِيف).
    وقال في (22/ 5):
    (وفِي كَلامِ عليٍّ رضيَ اللهُ تَعالى عَنهُ حِين ذَكَرَ الفِتَنَ؛ فَقَالَ: إِذا كانَ ذلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بذَنَبِه، فَيَجْتَمِعُون إلَيْه كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الخَرِيفِ).

    فقف على الاضطراب الشديد والاختلاف الحاصل في كتب العربية والغريب والمعاجم!! في ذكر هذا الخبر ونسبته.. فهذا يرويه بصيغة التمريض والآخر بصيغة الجزم، وذاك عن علي وهذا عن رسول الله، وذاك لا يذكر إلا صيغة واحدة وهذا يذكر صيغتين مختلفتين، وهكذا!!

    مضى في أول الدراسة أن الإمام (قوام السنة) رواه بسنده من طريق الحارث بن سعيد، عن علي رضي الله عنه.
    وقد اخترت متن الإمام قوام السنة لأنه أكمل متنٍ وقفت عليه مسنداً للخبر.. وقد وافق الإمام قوام السنة على هذا الوجه:
    - القضيعي في زوائده على فضائل الصحابة للإمام أحمد رقم (1125)؛ قال:
    (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، نا قُتَيْبَةُ، نا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: لَا يَزَالُ النَّاسُ يَنْتَقِصُونَ حَتَّى لَا يَقُولَ أَحَدٌ: اللَّهُ اللَّهُ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بَعَثَ إِلَيْهِ بَعْثًا يَتَجَمَّعُونَ عَلَى أَطْرَافِ الْأَرْضِ، كَمَا تَتَجَمَّعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ، وَمَنَاخَ رِكَابِهِمْ).
    - ابن أبي شيبة في المصنف رقم (38308 عوامه)؛ قال:
    (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : يَنْقُصُ الإِسْلاَم حَتَّى لاَ يُقَالُ : اللَّهُ اللَّهُ ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينَ بِذَنَبِهِ ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بُعِثَ قَوْمٌ يَجْتَمِعُونَ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ ، وَاللهِ إنِّي لأعْرِفُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ وَمُنَاخَ رِكَابِهِمْ).
    - السجزي في الإبانة (نقلا عن اللآلئ للسيوطي 1/14)؛ قال:
    (أَنْبَأَنا إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن عبد الله الْقرشِي _ وَكَانَ صَدُوقًا _، حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم المادراي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْد الْكَرِيم بن مُوسَى الْهَيْثَم الدَّيْر عاقولي، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن صالِح الأنْمَاطي، حَدَّثَنَا يُوسُف بْن عدي، عن مَحْبُوب بْن مُحرز، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم بْن يزِيد، عَن الْحَارِث بْن سُوَيْد؛ قَالَ: قال عَليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يذهب النَّاس حَتَّى لَا يبْقى أحد يَقُولُ لَا إِلَه إِلَّا الله، فَإِذا فعلوا ذَلِكَ ضرب يعسوب الدَّين ذَنبه فيجتمعون إِلَيْهِ من أَطْرَاف الأَرْض كَمَا تَجتمع قزع الخريف. ثُمَّ قَالَ عَليّ: إِنِّي أعرف اسْم أَمِيرهمْ ومناخ رِكَابهمْ، يَقُولُونَ: الْقُرْآن مَخْلُوق، وَلَيْسَ هُوَ بِخالق وَلَا مَخْلُوق، وَلكنه كلامُ الرب عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود).

    فبان من هذا الإسناد إلى علي رضي الله عنه أنه من أفراد (الأعمش)، عن (إبراهيم بن يزيد التيمي) عن (الحارث بن سويد) عنه.
    وهؤلاء كلهم ثقات لا يشك في هذا؛ إلا أنه يبقى عندنا ثلاث مسائل:
    الأولى: العنعنة.. فالأعمش، وإبراهيم مدلسين رحمهما الله؛ وإن كان إبراهيم أخف وأقل، ولم أجد التصريح بالسماع أبدا في طريقٍ من طرق هذا الخبر.
    الثانية: اضطراب الأعمش في السند؛ فرواه مرة كما عند (قوام السنة) رحمه الله، ورواه أخرى كما عند نعيم بن حماد في "الفتن" (1/ 390)؛ حيث قال:
    (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَيَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " يَنْقُصُ الدِّينُ حَتَّى لَا يَقُولُ أَحَدٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَتَّى لَا يُقَالَ: اللَّهُ اللَّهُ، ثُمَّ يَضْرِبُ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ قَوْمًا قُزْعٌ كَقُزْعِ الْخَرِيفِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ، وَمُنَاخَ رِكَابِهِمْ ").
    فمرة رحمه الله جعله عن (الحارث بن سويد) ومرة أخرى جعله عن (يزيد بن شريك) والد إبراهيم!! وهذا من اضطراب الأعمش رحمه الله.
    الثالثة: من روى الخبر عن الأعمش.. فوجدنا اثنين من الرواة أخذوه عن الأعمش:
    - (جرير الضبي) وإن كان ثقةً رحمه الله إلا أنه هنا روى ما يوافق بدعته ومذهبه وعقيدته.. فيوقف الآن عند روايته هذه؛ فإن في النفس منها أشياء لا شيء واحد، فلا تقبل بمجردها إطلاقا.. ومن الذي لا يخطئ ولا تميل نفسه!! ولكن لا يؤيد ولا يوافق على ذلك. فتنبه
    فلذلك يعذر السيوطي لما أن عقب على هذا الإسناد من طريق جرير بقوله: (هَذَا الْإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات) لكنه لا يعذر بعدم تفنيده له رحمه الله، وتبيين علته. فتأمل
    - (محبوب بن محرز) ممن لا يحتج بحديثه، ضعيفٌ ليس من أهل الرواية، ومن وثقه فقد أبعد في التساهل.

    فسقط هذا الخبر عن بكرة أبيه للعل الآتية:
    1) عنعنة المدار وتدليسه.
    2) اضطراب مدار الحديث في سنده.
    3) ضعف الرواة عن المدار لأمرين:
    أما أولهما؛ فلأنه وافق بدعته ومذهبه وعقيدته، وأما الثاني؛ فلضعفه وسقوطه.
    4) النكارة الواضحة، والغرابة اللائحة على متنه، والذي لا يشك عاقل في ظهورها.
    5) المخالفة في السند؛ فقد رواه عن علي رضي الله عنه (النزال بن سبرة) فخولف في سنده ومتنه.
    أخرج هذه المخالفة نعيم بن حماد في "الفتن" (1/ 197)؛ قال:
    (حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، سَمِعَ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ بَلَاءُ بَنِي أُمَيَّةَ شَدِيدًا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ الْعُصَبَ مِثْلَ قَزْعِ الْخَرِيفِ، يَأْتُونَ مِنْ كُلٍّ، وَلَا يَسْتَأْمِرُونَ أَمِيرًا وَلَا مَأْمُورًا، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ أَذْهَبَ اللَّهُ مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ»).
    وهذه المخالفة سندها من أنزل وأسقط وأضعف ما قد يروى ويسند:
    - عنعنة (هشيم) وتدليسه.
    - ترك (جويبر) وعدم اعتباره شيئا أصلا.
    - (الضحاك) متكلم فيه جدا، وهو إلى الضعف أقرب وأحرى.

    فبان معنا أنه لا يصح ولا يثبت هذا الخبر لا مرفوعاً ولا موقوفا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بريئان منه براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
    وعليه فلا يصح الاحتجاج به أو اعتباره أو الاستشهاد به. والله تعالى أعلى وأعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: (قزع الخريف).. تخريج ودراسة.

    نفع الله بكم .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: (قزع الخريف).. تخريج ودراسة.

    فبان معنا أنه لا يصح ولا يثبت هذا الخبر لا مرفوعاً ولا موقوفا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بريئان منه براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
    وعليه فلا يصح الاحتجاج به أو اعتباره أو الاستشهاد به. والله تعالى أعلى وأعلم
    .....
    فلماذا تم ذكره .. ؟
    ...

  4. #4

    افتراضي رد: (قزع الخريف).. تخريج ودراسة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    الثانية: اضطراب الأعمش في السند؛ فرواه مرة كما عند (قوام السنة) رحمه الله، ورواه أخرى كما عند نعيم بن حماد في "الفتن" (1/ 390)؛ حيث قال:
    (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَيَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " يَنْقُصُ الدِّينُ حَتَّى لَا يَقُولُ أَحَدٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَتَّى لَا يُقَالَ: اللَّهُ اللَّهُ، ثُمَّ يَضْرِبُ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ قَوْمًا قُزْعٌ كَقُزْعِ الْخَرِيفِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ، وَمُنَاخَ رِكَابِهِمْ ").
    فمرة رحمه الله جعله عن (الحارث بن سويد) ومرة أخرى جعله عن (يزيد بن شريك) والد إبراهيم!! وهذا من اضطراب الأعمش رحمه الله.
    الثالثة: من روى الخبر عن الأعمش.. فوجدنا اثنين من الرواة أخذوه عن الأعمش:
    - (جرير الضبي) وإن كان ثقةً رحمه الله إلا أنه هنا روى ما يوافق بدعته ومذهبه وعقيدته.. فيوقف الآن عند روايته هذه؛ فإن في النفس منها أشياء لا شيء واحد، فلا تقبل بمجردها إطلاقا.. ومن الذي لا يخطئ ولا تميل نفسه!! ولكن لا يؤيد ولا يوافق على ذلك. فتنبه
    فلذلك يعذر السيوطي لما أن عقب على هذا الإسناد من طريق جرير بقوله: (هَذَا الْإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات) لكنه لا يعذر بعدم تفنيده له رحمه الله، وتبيين علته. فتأمل
    - (محبوب بن محرز) ممن لا يحتج بحديثه، ضعيفٌ ليس من أهل الرواية، ومن وثقه فقد أبعد في التساهل.
    قلتُ: هذا من خطإ أحد الرواة في الإسناد أن جعله عن والد إبراهيم بن يزيد التيمي ولعله يحيى بن اليمان فهو صدوق يخطئ فرواه نعيم بن حماد عنه الخطأ.
    إذ أخرج الإمام أحمد في فضائل الصحبة فقال: حدثنا عَلِيٌّ، نا قُتَيْبَةُ، نا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ:
    " لا يَزَالُ النَّاسُ يَنْتَقِصُونَ حَتَّى لا يَقُولَ أَحَدٌ: اللَّهُ اللَّهُ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بَعَثَ إِلَيْهِ بَعْثًا يَتَجَمَّعُونَ عَلَى أَطْرَافِ الأَرْضِ، كَمَا تَتَجَمَّعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ، وَمَنَاخَ رِكَابِهِمْ ". اهـ.
    وهذا إسناد صحيح، تابعه الثوري عن الأعمش به كما في السنن الواردة في الفتن للداني ومحبوب بن محرز كما في شرح العقيدة لقوام السنة.
    بل وله شاهد من حديث حذيفة رضي الله عنه بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة وغيره في مصنفه فقال:
    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَمَّا تَحَسَّ النَّاسُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، كَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا أَنْ لَا يَسْتَعْمِلَ عَلَيْهِمْ إِلَّا رَجُلًا يَرْضَوْنَهُ لِأَنْفُسِهِمْ وَدِينِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ قَدِمَ حُذَيْفَةُ مِنَ الْمَدَائِنِ، فَأَتَوْهُ بِكِتَابِهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، صَنَعْنَا بِهَذَا الرَّجُلِ مَا قَدْ بَلَغَكَ، ثُمَّ كَتَبْنَا هَذَا الْكِتَابَ، وَأَحْبَبْنَا أَنْ لَا نَقْطَعَ أَمْرًا دُونَكَ، فَنَظَرَ فِي كِتَابِهِمْ وَضَحِكَ، وَقَالَ:
    " وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيُّ الْأَمْرَيْنِ أَرَدْتُمْ؟ أَرَدْتُمْ أَنْ تَتَوَلَّوْا سُلْطَانَ قَوْمٍ لَيْسَ لَكُمْ؟ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَرُدُّوا هَذِهِ الْفِتْنَةَ حَيْثُ أَطْلَعَتْ خِطَامَهَا وَاسْتَوَتْ، إِنَّهَا لَمُرْسَلَةٌ مِنَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ تَرْتَعِي حَتَّى تَطَأَ عَلَى خِطَامِهَا، لَنْ يَسْتَطِيعَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَهَا رَدًّا، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُقَاتِلُ فِيهَا إِلَّا قُتِلَ، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ قَزَعًا كَقَزَعِ الْخَرِيفِ يَكُونُ بِهِمْ بَيْنَهُمْ ". اهـ.
    وتابعه كما في المستدرك للحاكم من طريق سُفْيَانَ الثوري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: فذكره.

    بل لأثر علي رضي الله عنه إسناد ءاخر أخرجه الحاكم في المستدرك فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ:
    كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْمَهْدِيِّ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَيْهَاتَ، ثُمَّ عَقَدَ بِيَدِهِ سَبْعًا، فَقَالَ: " ذَاكَ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: اللَّهَ اللَّهَ، قُتِلَ، فَيَجْمَعُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ قَوْمًا قُزُعًا كَقَزَعِ السَّحَابِ، يُؤَلِّفُ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، لا يَسْتَوْحِشُونَ إِلَى أَحَدٍ، وَلا يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ، يَدْخُلُ فِيهِمْ عَلَى عِدَّةُ أَصْحَابِ بَدْرٍ، لَمْ يَسْبِقْهُمُ الأَوَّلُونَ، وَلا يُدْرِكُهُمُ الآخِرُونَ، وَعَلَى عَدَدِ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهَرَ،
    قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: أَتُرِيدُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ هَذَيْنِ الْخَشَبَتَيْنِ ، قُلْتُ: لا جَرَمَ وَاللَّهِ، لا أُرِيهِمَا حَتَّى أَمُوتَ، فَمَاتَ بِهَا، يَعْنِي مَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ". اهـ.
    وتوبع هذا الإسناد كما في الثاني من حديث أبي الحسين بن المظفر فقال: أَخْبَرَنَا حَاجِبٌ، قثنا ابْنُ سَمُرَةَ الأَحْمُسِيُّ، قثنا عَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمَّارٌ الذَّهَبِيُّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: فذكره.
    وإسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق السبيعي "صدوق يهم قليلا" كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •