فتح العليم الرد الثاني على صلاح أبو عرفة الضال اللئيم

--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
فقد سبق لي رد على المدعو صلاح أبو عرفة بعد أن أفتى الشيخ الدكتور حسام الدين عفانة بضلاله، وقد دارت نقاشات على الشبكة بين بعض الإخوة وأتباع صلاح أبو عرفة ، وقد طالب الاخوة ( المشرف العام على موقع أهل القرآن ) الطبيب عبد الرحمن عقاب بسحب ما يتطاول به أبو عرفة على الإمام الطبري وابن كثير والذي أنقله هنا بالنص :
يقول صلاح أبو عرفة وقد بدأ القراءة من أحد التفاسير :
( مالها الناقة يا سيدي بدنا نحكي في الخراريف ...ثم ذكر ما ورد من نقل لبعض الإسرائيليات وقال : شو هالحكي يا شيخ مالنا مالنا ليش الكذب ..الله يعين الي كتب على اللي كتبه ..)) دقيقة 14 آية الناقة الجزء الأول ، ثم قال (( واللا كيف فكرك ضاع الدين يا شيخ ..شفت يا سيدي وين راح الدين ..واللا كيف بدي أسحرك يا شيخ وأعميك )) دقيقة 14 آية الناقة الجزء الأول وقد حذف هذا الجزء من كلامه فقط من الموقع ولم يقدم اعتذاراً وتراجعاً عما قال !
يقول صلاح : ( وعندما تلونا لكم ما تلونا من الكتب ابن كثير والقرطبي والطبري في ناس بيعبدوها كما يعبدون القرآن يا شيخ ...ثم كفرت بالقرآن لتأتي بالصخرة ) شريط : ملخص آية الناقة الدقيقة 2.
) تتمخض عن ناقة جوفاء هيك في التفسير عند ابن كثير وعندهم رحمة الله عليهم جميعاً الله يصلحهم أنا ما بدي أقول معلش بدنا نسامحه ، هو يعني أمام الله يتابع شو قال من وين قال جوفاء وبراء عشراء حمراء ليش ، بتعرف ليش هذا النفاخ ، حتى يعمينا ..شو هذا الحكي ، حتى تكبر الكذبة ) السابق دقيقة 8 .
ولي وقفات مع هذا الهراء والضلال :
- صلاح أبو عرفة لا يعترف عملياً بشيء اسمه إسرائيليات لا نصدقها ولا نكذبها فكل الإسرائيليات عملياً وأحياناً نظرياً كذب ، ولو أنه اعتبرها كذباً اجتهاداً – كما يحصل من العلماء في بعض الإسرائيليات – بمعنى أنها مخالفة لما جاء في شرعنا لما أنكرنا عليه – لو صح أنه ممن يجوز له التفسير- ولكن الأمر كما ترى بوضوح اتهام للعلماء بالكذب وتضييع الدين وسحر المسلمين – وقد ذكر هذا اللفظ في غير هذا الشريط – والتعمية عليهم ، مع أن هذه الإسرائيليات عند من ذكرها لا تصدق ولا تكذب كما ذكرنا في الرد الأول عليه .
- ذُكر هذا النص للمشرف على الموقع ولو كان لديه أدنى احترام للعلماء لحذف العبارة الفاجرة – كما يسمي أبو عرفة بعض عبارات أكثر علماء المسلمين - : وكفرت بالقرآن .
ويوضح أحد أشاوستهم يدعى أمين هشام – ولم يعب عليه ( عقاب ) كلامه- إذ يقول : "أهل القرآن" وعلى رأسهم الشيخ صلاح الدين نذروا أنفسهم للذب عن الله ورسوله وكتابه، من غير مداهنة لأحد، متشددين حيث يلزم التشدد، مترفقين حيث يلزم الترفق، فمن روى في الدين من غير سند فهو "كذّاب" كائنا من كان، ومن أبى هذا فقد أبى على رسول الله، فعنه أخذنا مقالتنا.
ومن تابع وتمدّد بها فهو "ساحر" يعمّي على المسلمين، كائنا من كان... وما شاع في التفاسير عن "ناقة الله" وعن "العصا واليد" وعن غيرها، هو من مثل هذا الكذب والسحر والتعمية، فحكم من روى بغير سند ونشره في المسلمين فأساء به للدين، حكمه كما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه "كذّاب" "كذاب" "كذاب"، ومن نافح عنه فهو ظالم مثله، يعظّم الناس على الله، ويعنهم على ظلمهم. والذين يخالفوننا -من السابق ذكرهم هداهم الله سواء السبيل على فحشهم وفظاظتهم وافتراءاتهم المفضوحة- أولئك نذروا أنفسهم لاحترام زلات "الرجال" -ويوم القيامة يتبرؤ العلماء منهم- وتصغيرها مما اساؤوا بها لله ولرسوله ولأنبيائه.... وتعظيمهم ولو آذوا الله ورسله، فحسبنا الله ونعم الوكيل... فهؤلاء عندنا متهمون بالعدوان على الكتاب والنبوة، حتى يرجعوا ويستغفروا، عن أنفسهم وعن الذين نافحوا عنهم!! فنحن -بزعمهم- متهمون "بعدم احترام" العلماء، وهم عندنا -على الحقيقة- متهمون بعدم احترام الأنبياء والمرسلين.) انتهى .
فهذا منهجهم وهذه طريقتهم كل من ذكر شيئاً من الإسرائيليات مما أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم ذكره فهو كذاب .
ويقول ( عقاب ) : ( فهذا الذي تسمونه "عدم احترام"، هو ما نسميه "كل الإحترام لديننا ولربنا ولنبينا" دون مداهنة لأحد، كما سبقنا فيها ابن تيمية وابن أبي ذئب والشعبي وكل العدول، الذين يعجبون البعض تارة، وتارة ينكرونهم. وكلام أهل العلم محترم ما زكّى ما نعلمه عن ربنا ونبينا، فإن خالف فلا حرمة ولا احترام، إلا عند من يُكْبر على ربه الأغيار!.) انتهى.
وهنا لي وقفة مع بعض الإسرائيليات التي أخذ بها بعض العلماء خطأً مما يخالف شرعنا فأقول :
أولاً : موقف الصحابة والتابعين من رواية هذه الإسرائيليات بحاجة إلى تحرير من العلماء ، أقول هذا لأن الشيخ محمد أبو شهبة وغيره عاب على بعض العلماء رواية هذه الإسرائيليات ولكن لم يجب الشيخ عن سبب رواية الصحابة لها بل وباعترافه بأن بعضها صحيح سنده إلى الصحابة بل عن ابن عمر رضي الله عنهما في ذكره ما ورد في قصة هاروت وماروت - بل وظاهر كلامه أنه قاله معتقداً له خطأً - .
قال الشيخ أبو شهبة : ( وإذا كان بعض العلماء المحدثين مال إلى ثبوت هذه الروايات التي لا نشك في كذبها ، فهذا منه تشدد في التمسك بالقواعد ، من غير نظر إلى ما يلزم من الحكم بثبوت ذلك من المحظورات ، وأنا لا أنكر أن بعض أسانيدها صحيحة أو حسنة ، إلى بعض الصحابة أو التابعين ، ولكن مرجعها ومخرجها من إسرائيليات بني إسرائيل وخرافاتهم ، والراوي قد يغلط ، وبخاصة في رفع الموقوف ، وقد حققت هذا في مقدمات البحث ، وأن كونها صحيحة في نسبتها لا ينافي كونها باطلة في ذاتها ، ولو أن الانتصار لمثل هذه الأباطيل يترتب عليه فائدة ما لغضضنا الطرف عن مثل ذلك ، ولما بذلنا غاية الجهد في التنبيه إلى بطلانها ، ولكنها فتحت على المسلمين باب شر كبير ، يجب أن يغلق . ) ص 164 من الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ، والشيخ لم يذكر السبب في رواية الصحابة لهذه الإسرائيليات ، وقد استحسنت ما قاله الشيخ الدكتور مساعد الطيار : ( مما يحسن توجيه النظر إليه في هذا المبحث، أن بعض المعاصرين قد شنّ غارة على وجود مرويات بني إسرائيل في تفسير الصحابة، وعدّ ذلك من عيوب تفسيرهم .
والذي يجب التنبّه له أن الحديث عن الإسرائيليات يَطَال سلف الأمة من المفسرين : صحابةً، وتابعين، ولقــــد كان هؤلاء أعلم الناس بالتفسير، وأعظم الذائدين عن الدين كل تحريـف وبطلان.
لقد تجوّز سلف هذه الأمـــــة فـي رواية الإسرائيليات، أفلم يكونوا يعرفون حكم روايتها ومنزلتها في التفسير؟.
ألم يكونوا يميّزون هذه الإسرائـيـلـيـا ت التي استطاع المتأخرون تمييزها؟!، وإذا كان ذلك كذلك؟ فما الضرر من روايتها؟.
ألا يكفي الـمـفـسـر بـأن يحكـم على الخبر بأنـه إسرائيلـي، مما يجعلـه يتوقـف في قبول الخبر؟.
إن بحث(الإسرائيـلـ ات) يحتاج إلى إعادة نظر فيما يتعلق بمنهج سـلـف الأمة في روايتهم لها..) انتهى.
وهنا أسأل من يسمي ما نقله المفسرون من الإسرائيليات بأنه كذب منهم ، هل ابن عمر رضي الله عنهما كذّاب أيضاً ؟ فإن قالوا نعم فقد اقتحموا باب زندقة – تُراجع كتب اعتقاد أهل السنة في الصحابة رضي الله عنهم - ، وإن قالوا لا ، قلنا كذلك المفسرون .
ثانياً : بعض ما رجحه الأئمة الطبري والبغوي وبعض ما ذكره القرطبي مما يطعن في عصمة الأنبياء والذي يتخذه أبو عرفة ذريعةً (سلماً) لسب العلماء فأقول رداً عليه :
بداية ينبغي تحرير اعتقاد أهل السنة في عصمة الأنبياء من الكبائر دون الصغائر قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وهذا القول يقوله طوائف من أهل البدع والكلام والشيعة وكثير من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو أعظم منه فى تحريف كلام الله عن مواضعه وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة وأهل الحديث والتفسير وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهور الفقهاء والصوفية وكثير من أهل الكلام كجمهور الاشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة مثل قوله تعالى (وعصى آدم ربه فغوى) وقوله (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) بعد أن قال لهما (ألم أنهكماعن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين) وقوله تعالى (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) مع أنه عوقب باخراجه من الجنة وهذه نصوص لا ترد إلا بنوع من تحريف الكلم عن مواضعه ) ثم قال : ( وإنما ابتلى الله الأنبياء بالذنوب رفعاً لدرجاتهم بالتوبة وتبليغاً لهم إلى محبته وفرحه بهم ...) مجموع الفتاوى 88/20 والمسألة فيها تفصيل ليس هذا محلها – انظر ص 109 -112 من الرسل والرسالات للشيخ د. عمر الأشقر.
إذا تقرر هذا فإن خطأ أولئك العلماء بما ذكروا عن الأنبياء بسبب اعتقادهم أن ما ورد من ذلك من الصغائر التي تجوز على الأنبياء فلا يصح لنا بأي حال أن نحكم بتأثيمهم لتأول أخطؤا به ، خصوصاً أنهم رجحوا بعض ما ذكروا بقولهم إن الصحابة أعلم الناس وأتقاهم أن يتكلموا بما لا يجوز عن الأنبياء وما رجحوه إنما هو لآثار الصحابة رضي الله عنهم ، وكما : ( إن من القواعد الشرعية المقررة أن المؤاخذة والتأثيم لا تكون على مجرد المخالفة ما لم يتحقق القصد إليها. والمتأول في حقيقته مخطئ غير متعمد للمخالفة، بل هو يعتقد أنه على حق، وذلك هو قصده ونيته، وقد قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) ] الأحزاب /5 [. وهذا عام في كل خطأ، لأنه يكون عن غير قصد ولا تعمد. وقد جاء في صحيح مسلم أنه لما نزل قول الله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) ] البقرة / 286 [ قال الله: ( قد فعلت ) ( ). فدل هذا على أن من أخطأ أو نسي فإنه غير مؤاخذ لوعد الله له بذلك وعفوه عن عباده. وقال الله تعالى: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ) ] البقرة / 225 [
. وفي آية أخرى: {وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّم ُالأَيْمَانَ} [ المائدة / 89] وهذا ليس خاصا بالخطأ في اليمين، بل هي قاعدة عامة في كل خطأ ) انتهى .
هذا بالنسبة لما وقع منهم بترجيح صريح لبعض ما نسب إلى الأنبياء ، أما ما ذكروه من غير تعقب فإن الأصل بنا أن نعتبر ذلك نقلاً منهم من غير اعتقاد له كما قال الشيخ مساعد الطيار : ( ألم يكونوا يميّزون هذه الإسرائـيـلـيـا ت التي استطاع المتأخرون تمييزها؟!)، وسأبين إن شاء الله أن هذا هو الأصل فيما يروونه وسأقف على بعض ما يبين علمهم وتحقيقهم ، وما مضى كاف ببيان الضلال الذي يتكلم به هؤلاء الضالون حيث يقول ( عقاب ) : ( وكلام أهل العلم محترم ما زكّى ما نعلمه عن ربنا ونبينا، فإن خالف فلا حرمة ولا احترام، إلا عند من يُكْبر على ربه الأغيار!.
فما نقل في كتب التفسير من الشائن المعيب على أنبياء الله مما بينه الشيخ تبيانا، فأهل القرآن يخشون الله أن يتساهلوا فيه ويكرموا قائله ويحترموه، كما سبقهم إليها ابن تيميه ومن سمّيت لك...
{ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمن ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين..} إلا أن ترى للعلماء مكانة أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم...
ولو استغفرتم لهم وجردتم عنهم زلاتهم، لكان خيرا لكم ولهم، بدل أن تدسّوها وتحملوهم أوزاركم...) انتهى كلامه من منتدى أنا المسلم على الشبكة العنكبوتية .

وقفة مع الإمام الطبري رحمه الله تعالى
سبق وأن نقلت كلام شيخ الإسلام والشيخ أبو شهبة في تفسير الإمام الطبري ولكن سأذكر هنا ما ذكره شيخ الإسلام عن منهج الطبري في الرواية حيث يقول : «أما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير، والكلبي»«مجموع الفتاوى» (13/385) ، إذاً الإمام الطبري عالم بمن يروي عنهم وإن كان لا يتعقب جميع الأسانيد ، وقد تنبه إلى بعض ذلك الشيخ محمد أبو شهبة فقال : ( ويرحم الله ابن جرير فقد أشار بذكره الرواية عن وهب : إلى أن ما يرويه عن ابن عباس وابن مسعود إنما مرجعه إلى وهب وغيره من مسلمة أهل الكتاب ) ص 179 من الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير .
وقفة مع الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
إن مما يبين أن العلماء لا يؤمنون بكل ما ذكروا من الإسرائيليات أنهم يتشددون في تكذيب ما رفع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من تلك الإسرائيليات وهذا أمر واضح في منهج الحافظ ابن كثير والإمام القرطبي ، وقد ذكر شيخ الإسلام ما يدل على ذلك حيث قال في الرد على البكري : (( ... وأيضًا فعلماء الدين أكثر ما يحررون النقل فيما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه واجب القبول أو فيما ينقل عن الصحابة و أما ما ينقل من الإسرائيليات و نحوها فهم لا يكترثون بضبطها ولا بأحوال نقلها لأن أصلها غير معلوم و غايتها أن تكون عن واحد من علماء أهل الكتاب أو من أخذه عن أهل الكتاب لما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوهم و إما أن يحدثوكم بحق فتكذبوهم فإذا كنا قد نهينا عن تصديق هذا الخبر و أمثاله مما يؤخذ عن أهل الكتاب لم يجز لنا أن نصدقه إلا أن يكون مما يجب علينا تصديقه مثل ما أخبرنا به نبينا عن الأنبياء و عن أممهم فإن ذلك يجب تصديقه مع الاحتراز في نقله فهذا هذا )) .
فعلى سبيل المثال قال ابن كثير : ( وقد روى في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين، كمجاهد والسدي والحسن [البصري] وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال.) انتهى
وقال في تفسير قوله تعالى : ( { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) } سورة الأعراف ، قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن إبراهيم، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولما ولدت حواء طاف بها إبليس -وكان لا يعيش لها ولد -فقال: سميه عبد الحارث؛ فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث، فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره" ، ثم تكلم ابن كثير عن طرقه وبين ضعفها في كلام يطول ذكره ثم قال : وحدثنا بشر حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولادًا، فهوّدوا ونَصَّروا . وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن، رحمه الله، أنه فسر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما عدل عنه هو ولا غيره، ولا سيما مع تقواه لله وَوَرَعه، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي، ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب، من آمن منهم، مثل: كعب أو وهب بن مُنَبّه وغيرهما، كما سيأتي بيانه إن شاء الله [تعالى] إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع، والله أعلم) . فتأمل قوله رحمه الله : إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع .
وقال ابن كثير في موضع آخر : ( ما رواه البيهقي في الدلائل من طرق عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم : " بعث الله جبريل إلى آدم ، فأمره ببناء البيت فبناه آدم ، ثم أمره بالطواف به ، وقال له : أنت أول الناس وهنا أول بيت وضع للناس " ، قال ابن كثير : ( إنه من مفردات ابن لهيعة وهو ضعيف ، والأشبه والله أعلم أن يكون موقوفاً على عبد الله بن عمرو بن العاص ، ويكون من الزاملتين اللتين أصابهما يوم اليرموك من كتب أهل الكتاب فكان يحدث بما فيهما ) انتهى ، وقد مضى ذكر كلام ابن كثير في منهجه في ذكر الإسرائيليات في الرد الأول على أبي عرفة.
وقفات مع
كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي
قال الشيخ الدكتور محمد الذهبي : ( وصف العلامة ابن فرحون هذا التفسير فقال: "هو من أجَلِّ التفاسير وأعظمها نفعاً، أسقط منه القصص والتواريخ، وأثبت عوضها أحكام القرآن واستنباط الأدلة، وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ"، وذكر المؤلف رحمه الله فى مقدمة هذا التفسير السبب الذى حمله على تأليفه، والطريق الذى رسمه لنفسه ليسير عليه فيه، وشروطه التى اشترطها على نفسه فى كتابه فقال: "وبعد .. فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجمع علوم الشرع الذى استقل بالسُّنَّة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض، رأيت أن أشتغل به مدى عمرى، وأستفرغ فه منتى، بأن أكتب فيه تعليقاً وجيزاً يتضمن نكتاً من التفسير، واللُّغات، والإِعراب، والقراءات، والرد على أهل الزيغ والضلالات، وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعاً بين معانيها، ومبيناً ما أشكل منها بأقاويل السَلَف ومَن تبعهم من الخَلَف .. وشرطى فى هذا الكتاب: إضافة الأقوال إلى قائليها، والأحاديث غلى مصنفيها، فإنه يقال: من بركة العلم أن يُضاف الأقوال إلى قائليها، والأحاديث إلى مصنفيها، فإنه يقال: من بركة العلم أن يُضاف القول إلى قائله، وكثيراً ما يجئ الحديث فى كتاب الفقه والتفسير مبهماً، لا يعرف من أخرجه إلا مَن اطلع على كتب الحديث، فيبقى مَن لا خبرة له بذلك حائراً لا يعرف الصحيح من السقيم، ومعرفة ذلك علم جسيم. فلا يُقبل منه الاحتجاج به ولا الاستدلال حتى يضيفه إلى مَن خرَّجه من الأئمة الأعلام، والثقات المشاهير من علماء الإسلام، ونحن نشير إلى جُمَل من ذلك فى هذا الكتاب، والله الموفق للصواب. وأضرب عن كثير من قصص المفسِّرين، وأخبار المؤرخين، إلا ما لا بد منه، وما لا غنى عنه للتبيين، واعتضت من ذلك تبيين آي الأحكام، بمسائل تُفسِّر عن معناها، وتُرشد الطالب إلى مقتضاها، فضمنت كل آية تتضمن حكماً أو حكمين فما زاد مسائل أُبيِّن فيها ما تحتوى عليه من أسباب النزول، والتفسير، والغريب، والحكم. فإن لم تتضمن حكماً ذكرتُ ما فيها من التفسير والتأويل ... وهكذا إلى آخر الكتاب، وسميته بـ "الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السُّنَّة وأحكام الفرقان...".) التفسير والمفسرون 2/236 -337.
ثم قال الشيخ الذهبي : ( ولم يسقط القصص بالمرة، كما تفيده عبارة ابن فرحون، بل أضرب عن كثير منها، كما ذكر فى مقدمة تفسيره، ولهذا نلاحظ عليه أنه يروى أحياناً ما جاء من غرائب القصص الإسرائيلى. ) انتهى .
قال الشيخ العلامة محمد أبو شهبة : ( ومن محاسن هذا التفسير أنه يخرّج الأحاديث ويعزوها إلى من رووها من الأئمة غالباً ، كما أنه صان كتابه عن الإكثار من ذكر الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة ، كما أنه إذا ذكر بعض الإسرائيليات والموضوعات مما يخل بعصمة الملائكة أو الأنبياء أو يخل بالاعتقاد : فإنه يكرّ عليها بالإبطال أو يبين أنها ضعيفة ) ثم قال : ( غير أنه وجد فيه بعض الإسرائيليات والموضوعات على قلة ) ص137 الإسرايليات والموضوعات في كتب التفسير .
بعض الأمثلة على تحريه النقل في المرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وموقفه من الإسرائيليات : قال الامام القرطبي بعد ذكر بعض ما ورد في صفة المائدة التي طلبها الحواريون : ( قُلْت : فِي هَذَا الْحَدِيث مَقَال وَلَا يَصِحّ مِنْ قِبَل إِسْنَاده ، وَخَرَّجَ التِّرْمِذِيّ فِي أَبْوَاب التَّفْسِير عَنْ عَمَّار بْن يَاسِر قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُنْزِلَتْ الْمَائِدَة مِنْ السَّمَاء خُبْزًا وَلَحْمًا وَأُمِرُوا أَلَّا يَخُونُوا وَلَا يَدَّخِرُوا لِغَدٍ فَخَانُوا وَادَّخَرُوا وَرَفَعُوا لِغَدٍ فَمُسِخُوا قِرَدَة وَخَنَازِير ) قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيث قَدْ رَوَاهُ أَبُو عَاصِم وَغَيْر وَاحِد عَنْ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة عَنْ خِلَاس عَنْ عَمَّار بْن يَاسِر مَوْقُوفًا وَلَا نَعْرِفهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيث الْحَسَن بْن قَزَعَة , حَدَّثَنَا حُمَيْد بْن مَسْعَدَة قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن حَبِيب عَنْ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة نَحْوه وَلَمْ يَرْفَعهُ , وَهَذَا أَصَحّ مِنْ حَدِيث الْحَسَن بْن قَزَعَة وَلَا نَعْلَم لِلْحَدِيثِ الْمَرْفُوع أَصْلًا , وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر : أُنْزِلَ عَلَى الْمَائِدَة كُلّ شَيْء إِلَّا الْخُبْز وَاللَّحْم , وَقَالَ عَطَاء : نَزَلَ عَلَيْهَا كُلّ شَيْء إِلَّا السَّمَك وَاللَّحْم , وَقَالَ كَعْب : نَزَلَتْ الْمَائِدَة مَنْكُوسَة مِنْ السَّمَاء تَطِير بِهَا الْمَلَائِكَة بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض عَلَيْهَا كُلّ طَعَام إِلَّا اللَّحْم . قُلْت : هَذِهِ الثَّلَاثَة أَقْوَال مُخَالِفَة لِحَدِيثِ التِّرْمِذِيّ وَهُوَ أَوْلَى مِنْهَا ; لِأَنَّهُ إِنْ لَمْ يَصِحّ مَرْفُوعًا فَصَحَّ مَوْقُوفًا عَنْ صَحَابِيّ كَبِير . وَاللَّه أَعْلَمُ , وَالْمَقْطُوع بِهِ أَنَّهَا نَزَلَتْ وَكَانَ عَلَيْهَا طَعَام يُؤْكَل وَاللَّه أَعْلَمُ بِتَعْيِينِهِ ) .انتهى وقال في قوله تعالى : {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} 75 سورة البقرة : ( فإن قيل: فقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن قوم موسى سألوا موسى أن يسأل ربه أن يسمعهم كلامه، فسمعوا صوتا كصوت الشبور: "إني أنا الله لا إله إلا أنا الحي القيوم أخرجتكم من مصر بيد رفيعة وذراع شديدة". قلت: هذا حديث باطل لا يصح، رواه ابن مروان عن الكلبي وكلاهما ضعيف لا يحتج به وإنما الكلام شيء خص به موسى من بين جميع ولد آدم، فإن كان كلم قومه أيضا حتى أسمعهم كلامه فما فضل موسى عليهم، وقد قال وقوله الحق: "إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي" [الأعراف: 144]. وهذا واضح. ) انتهى.
وقد نقل الإمام القرطبي كلاماً طويلاً للإمام ابن العربي في نقد بعض ما ذكر في قصة أيوب عليه السلام ثم قال : ( قال ابن العربي القاضي أبو بكر رضى الله عنه : ولم يصح عن أيوب في أمره إلا ما أخبرنا الله عنه في كتابه في آيتين؛ الأولى قوله تعالى: "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر" [الأنبياء: 83] والثانية في: [ص] "أني مسني الشيطان بنصب وعذاب". وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصح عنه أنه ذكره بحرف واحد إلا قوله: (بينا أيوب يغتسل إذ خر عليه رِجل من جراد من ذهب...) الحديث. وإذ لم يصح عنه فيه قرآن ولا سنة إلا ما ذكرناه، فمن الذي يوصل السامع إلى أيوب خبره، أم على أي لسان سمعه؟ والإسرائيليات مرفوضة عند العلماء على البتات؛ فأعرض عن سطورها بصرك، وأصمم عن سماعها أذنيك، فإنها لا تعطي فكرك إلا خيالاً، ولا تزيد فؤادك إلا خبالاً .) انتهىوقال في قصة رمي موسى عليه السلام للألواح : ( وَلَا اِلْتِفَات لِمَا رُوِيَ عَنْ قَتَادَة إِنْ صَحَّ عَنْهُ , وَلَا يَصِحّ أَنَّ إِلْقَاءَهُ الْأَلْوَاح إِنَّمَا كَانَ لِمَا رَأَى فِيهَا مِنْ فَضِيلَة أُمَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِأُمَّتِهِ . وَهَذَا قَوْل رَدِيء لَا يَنْبَغِي أَنْ يُضَاف إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .) انتهى
وقال في موضع آخر عن الكلبي : ( وأما ما حكي عن ابن عباس فإنما أخذه عن تفسير الكلبي، والكلبي ضعيف.) انتهى .
كتاب معالم التنزيل للإمام البغوي
ترجمة الشيخ الدكتور محمد حسين الذهبي للإمام البغوي : ( مؤلف معالم التنزيل هو أبو محمد، الحسين بن مسعود بن محمد المعروف بالفرَّاء البغوى، الفقيه، الشافعى، المحدِّث، المفسِّر، الملقَّب بمحيى السُّنَّة وركن الدين. تفقه البغوى على القاضى حسين وسمع الحديث منه، وكان تقياً ورعاً، زاهداً، قانعاً، إذا ألقى الدرس لا يلقيه إلا على طهارة، وإذا أكل لا يأكل إلا الخبز وحده، ثم عدل عن ذلك فصار يأكل الخبز مع الزيت. توفى رحمه الله فى شوَّال سنة 510 هـ (عشر وخمسمائة من الهجرة) بـ "مروروز" وقد جاوز الثمانين، ودُفِن عند شيخه القاضى حسين بمقبرة الطالقانى.) .
أما عن تفسيره فقال : ( وصفه الخازن فى مقدمة تفسيره بأنه: "من أجَّلِ المصنفات فى علم التفسير وأعلاها، وأنبلها وأسناها، جامع للصحيح من الأقاويل، عار عن الشبُهِ والتصحيف والتبديل، محلَّى بالأحاديث النبوية، مطرَّز بالأحكام الشرعية، موشَّى بالقصص الغريبة، وأخبار الماضيين العجيبة، مرصَّع بأحسن الإشارات، مُخَرَّج بأوضح العبارات، مُفَرَّغ فى قالب الجمال بأفصح مقال".
وقال ابن تيمية فى مقدمته فى أصول التفسير: "والبغوى تفسيره مختصر من الثعلبى، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة".
وقال فى فتاواه - وقد سئل عن أى التفاسير أقرب إلى الكتاب والسُّنَّة: الزمخشرى. أم القرطبى. أم البغوى أم غير هؤلاء؟؟ - قال: "وأما التفاسير الثلاثة المسئول عنها، فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة البغوى، لكنه مختصر من تفسير الثعلبى، وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التى فيه، وحذف أشياء غير ذلك.) التفسير والمفسرون 1/169. ثم قال الشيخ الذهبي : (وقد قرأتُ فيه فوجدته يتعرض لتفسير الآية بلفظ سهل موجز، وينقل ما جاء عن السَلَف فى تفسيرها، وذلك بدون أن يذكر السند، يكتفى فى ذلك بأن يقول مثلاً: قال ابن عباس كذا وكذا، وقال مجاهد كذا وكذا، وقال عطاء كذا وكذا، والسر فى هذا هو أنه ذكر فى مقدمة تفسيره إسناده إلى كل مَن يروى عنه. وبيَّن أن له طرقاً سواها تركها اختصاراً. ثم إنه إذا روى عمن ذكر أسانيده إليهم بإسناد آخر غير الذى ذكره فى مقدمة تفسيره فإنه يذكره عند الرواية، كما يذكر إسناده إذا روى عن غير مَنْ ذكر أسانيده إليهم مِنَ الصحابة والتابعين، كما أنه - بحكم كونه مِنَ الحفَّاظ المتقنين للحديث - كان يتحرَّى الصحة فيما يسنده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعرض عن المناكير وما لا تعلق له بالتفسير، وقد أوضح هذا فى مقدمة كتابه فقال: وما ذكرتُ من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أثناء الكتاب على وفاق آية أو بيان حكم فإن الكتاب يُطلَب بيانه من السُنَّة. وعليها مدار الشرع وأُمور الدين - فهى من الكتب المسموعة لللحُفَّاظ وأئمة الحديث، وأعرضتُ عن ذكر المناكير وما لا يليق بحال التفسير".) التفسير والمفسرون1/169-170 .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «البغوي اختصر تفسيره من تفسير الثعلبي والواحدي، لكن هما أخبر بأقوال المفسرين منه، والواحدي أعلم بالعربية من هذا وهذا، والبغوي أتبع للسنة منهما».
وقال : «ولهذا لما اختصره أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، وكان أعلم بالحديث، والفقه منه، والثعلبي أعلم بأقوال المفسرين، والنحاة، وقصص الأنبياء، فهذه الأمور نقلها البغوي من الثعلبي.
وأما الأحاديث فلم يذكر في تفسيره شيئًا من الموضوعات التي رواها الثعلبي، بل يذكر الصحيح منها، ويعزوه إلى البخاري وغيره، فإنه مصنف كتاب «شرح السنة»، و«كتاب المصابيح»، وذكر ما في الصحيحين والسنن، ولم يذكر الأحاديث التي تظهر لعلماء الحديث أنها موضوعة، كما يفعله غيره من المفسرين كالواحدي صاحب الثعلبي، وهو أعلم بالعربية منه، وكالزمخشري، وغيرهم من المفسرين الذين يذكرون من الأحاديث ما يعلم أهل الحديث أنه موضوع»انتهى من كتاب : رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في التفاسير المطبوعة جمع وتعليق : بشير جواد القيسي .
والله تعالى أعلم
المراجع :
الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير د. محمد أبو شهبة .
التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي .
تفسير الإمام الطبري.
تفسير الحافظ ابن كثير.
تفسير الإمام القرطبي .
تفسير الإمام البغوي .
رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في التفاسير المطبوعة جمع وتعليق : بشير جواد القيسي .
الرد على البكري لشيخ الإسلام ابن تيمية .
ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة د. عبد الله القرني .
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية .
مصادر التفسير د. مساعد الطيار .
ملتقى أهل الحديث ومنتدى التفسير على الشبكة العنكبوتية .
منتدى أنا المسلم على الشبكة العنكبوتية .
موقع أهل القرآن على الشبكة العنكبوتية .