بحث عن مكتبات بغداد القديمة ومالكيها بقلم زين النقشبندي

[رشيد الكيلاني]

البحث بعنوان سوق الكتبيين في بغداد وقد تضمن معلومات قيمة نادرة عن تاريخ مكتبات بغداد ومالكيها من علمائنا الاجلاء امثال محمد السعدي اضافة الى التبادل العلمي والثقافي بين علماء الامة الاسلامية وقد اخترت من البحث الحلقة الثانية والثالثة لاهميتهما
/ سوق السراي والطرابيش
وكما ذكرنا سابقا لم يكن سوق السراي معروفا ببيع الكتب في اوائل هذا القرن وما قبله فقد عرف عن العاملين في سوق السراي انهم كانوا يتعاطون بيع الطرابيش والكلاوات والشارات العسكرية والصناعات الجلدية المختلفة وبيع التتن وآلة التدخين الجوبقجية ولم يكن يوجد في بغداد كلها في حينها سوق متخصص ببيع الكتب وانما كان البيع يتم في جوامع معينة ببغداد مثل جامع الوزير والاصفية الذي كان مقرا للمولوية وقد عرف واشتهر العديد منهم ببراعته ودقته في الخط والزخرفة وكما يبدو انه كان ذلك جزء من هذه الطريقة حيث كان هؤلاء الخطاطين يسكنون في غرف بالطابق الثاني من هذا الجامع وقد ازيلت هذه الغرف في الآونة الاخيرة عند اجراء التعمير والتجديد لهذا الجامع القديم في بغداد وكان هؤلاء الخطاطون يمتهنون اضافة الى حرفة الخط والتزويق والزخرفة حرفة تجليد الكتب باعتبارها مكملة لعملهم حيث انهم عند انتهائهم من استنساخ الكتب كان لابد من ان يقوموا بتجليدها كذلك لقربهم من دوائر الدولة السراي والمحاكم
مزادات الكتب في الجوامع
وكان يجري بيع كتب المتوفين بمزادات في ساحات هذه الجوامع كما ذكرت الصحف الصادرة في حينها ومن الذين عرفوا واشتهروا في حينها بائع كتب يدعى عبد الرحمن الدلال وهو من المعممين حيث ورد اسمه في اعلان بيع كتب بجامع الوزير المذكور نصه في جريدة الزوراء : ان عبد الرحمن افندي خطيب جامع الوزير عنده كتب معتبرة نفيسة فالذين يرغبون لها من العلماء الاعلام والمامورين الكرام فليحضروا نهاري الجمعة والثلاثاء الى المزاد الذي فيها في الجامع المذكور من الساعة الثانية عشر صباحا الى الساعة الرابعة ولاجل البيان تحرر الاعلان نص الاعلان المنشور في جريدة الزوراء 260 في 26 ربيع الثاني 1289هـ/ 20 حزيران 1872م واعلان اخر ان عبد الرحمن افندي هو بائع الكتب وهوعبد الرحمن افندي الكتبي منشورا في جريدة الزوراء 264 في 1 جمادي الاولى في 1289 هـ وهناك اعلان اخر منشور في جريدة الزوراء 274 في 15 جمادي الاخرة 1289هـ جاء فيه:
ان بائع الكتب ملا محمود يقع دكانه قرب جامع الوزير
وكذلك في جامع المدرسة المرجانية حيث بيعت كتب العلامة علاء الدين الالوسي ت 1922 التي طبعها في الاستانة وهي من جملة مخطوطات الاوقاف في بغداد مثل المستدرك على مقامات الحريري لابن الخشاب وغاية السؤال في سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وكتاب التوحيد للمضل الضبي
المسجد الكاظمي والمسجد الكيلاني:
اضافة الى هذا كان هناك العديد من باعة الكتب في الكاظمي الكيلانية بتلك الفترة يقومون ببيع الكتب المخطوطة والمطبوعة في بولاق وبومباي وبيروت وحلب والاستانة وايران اضافة الى مطابع ولاية الموصل من مطبعة الاباء الدومنيكان والمطبعة الكلدانية ومطبعة الولاية ومطبعة عيسى محفوظ ومطبعة مدينة كركوك ومطبعة مدينة كربلاء والمطابع التي في ولاية بغداد مطبعة كامل التبريزي ومطبعة الولاية ومطبعة الفيلق ومطبعة دار السلام ومطبعة دنكور ومطبعة الشابندر التي تحولت فيما بعد الى مقهى مازال موجودا حتى الان قائما ومطبعة الآداب والمطبعة الحميدية ومطبعة الرياض لصاحبها سليمان الدخيل ومطبعة ولاية البصرة ومطابع النجف اضافة الى دور العبادة والمدارس اليهودية والنصرانية حيث كانت مكانا لتوزيع المطبوعات مثلا كان جبرائيل يوحنا اضغر وكيل مجلة الجنان البيروتية بين عامي 1870/ 1886 في ولاية بغداد والبصرة اما وكيلها في ولاية الموصل فقد كان داود قيس عبد المسيح للمزيد راجع هذه المجلة وما كتب عنها الدكتور فاروق صالح العمر سلسلة الموسوعة التاريخية الميسرة الطبعة الاولى 1990 دائرة الشؤون الثقافية العامة بغداد وكان الاب الكرملي وكيل توزيع عدد من الصحف والمجلات العربية في بغداد منها المسرة والمشرق والمجلات العربية الاخرى للمزيد يراجع دار المخطوطات العراقية وثيقة رقم 10 و 24 الملفة 35004 ويعود تاريخها الى مايس 1903 ومما يذكر ايضا ان مجلة الهلال المصرية وصلت العراق منذ ميلادها وكان وكيلها في بغداد محمود درويش معاون محاسبة نظارة الديوان العمومية الذي كتب في عام صدورها عن اوضاع بغداد الاجتماعية والثقافية واستمرينشر فيها الى الاعداد الصادرة سنة 1883 ينظر ع11/ تموز صفحة 509- 548 وع 189421 علما ان الاستاذ عباس العزاوي ذكر درويش هذا في مخطوطة الادب العربي المعاصر في العراق بعد العهد العثماني 1917- 1946 صفحة 24 -26 والمخطوط موجود في المجمع العراقي هذا اضافة الى ادارة هذه المطابع التي كان قسم منها مكان لبيع وتوزيع الكتب المطبوعة في العراق وخارجه
اوائل المكتبات البغدادية
يكمن وجه الصعوبة في دراستنا لتتبع اوائل المكتبات البغدادية في ضياع الكثير من اصولها ففي غياب تشريع قانوني عراقي متكامل للكتاب تصبح مهمة البحث عن أهم المكتبات والكتب والتي طبعتها في تلك السنوات مغامرة لايعرفها الا من تكبدها هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان عدم احتفاظ اغلب باعة الكتب بسجلات توثق عملهم او ضياع وتلف هذه السجلات بعد وفاتهم خاصة وان اغلب هذه المكتبات قد اغلقت ابوابها ولم تعد موجودة لحد الان كل هذه الاشياء وغيرها من الاسباب تزيد مهمة الباحث في هذا المضمار صعوبة فاذا اضفنا الى ذلك عزوف اصحاب مكتبات بيع الكتب والناشرين الا نادرا عن تسجيل مذكراتهم او ذكرياتهم يصبح مفهوما لما عز المؤرخون الذين يؤرخون لحركة الكتاب بصفتها المعين الاول لحركة الفكر في العهود السابقة المعلومات وتقديرا لاهمية هذا الامر وتوثيقا لدور رواد نشر الثقافة في العراق فقد قمنا منذ عقدين بنشر عدد من الدراسات والمقالات التي توثق وترصد بعض جوانب التاريخ الثقافي في العراق وذلك من خلال عرضنا لتاريخ سوق السراي المعقل الاول لتجارة الكتب في بغداد وكان بعض هذه الدراسات قد جرى القاؤه في ندوات مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد اما اقدم المكتبات التي فتحت في بغداد :
مكتبة الكتبي عبد الرحمن افندي الذي كان يقع دكانه قرب جامع الوزير كما ورد في جريدة الزوراء العدد 164 الصادر في 1 جمادي الاولى سنة 1289هـ/ 1869 م
مكتبة الكتبي الملا محمود التي كانت تقع قرب جامع الوزير كما يرد في جريدة الزوراء العدد 15 الصادر في 15 جمادي الاخرة سنة 1289هـ/ 1869 م
مكتبة الكتبي الملا خضر والتي انشات في سوق السراي عام 1870 م
مكتبة الكتبي محمد رشيد السعدي الذي فتح مكتبته في منطقة الفلاحات في كرخ بغداد ويعد كتاب اطواق الذهب لجار الله الزمخشري المطبوع 1304هـ / 1884م من اقدم منشورات هذه المكتبة التي وصلت الينا وكان صاحبها يقوم بطبع كتبه بمدينة بومبي الهندية ومن بغداد مقر مكتبته يقوم بتوزيعها لانحاء العالم
مكتبة العربية لمؤسسها الكتبي نعمان الاعظمي والتي انشات في سوق السراي عام 1905م
مكتبة الكتبي المعلم يوسف منشىء والتي انشات سنة 1910 وكانت تقع عند راس الجسر كما ورد على غلاف كتاب عسكري تلغرافمباحثي المطبوع في مطبعة ولاية بغداد
7.مكتبة محمود سامي التي كانت تقع في سوق الميدان بالمحل المرقم8 حيث ورد الاعلان عنها في مجلة لغة العرب للكرملي العدد الثالث السنة الاولى الصادر في 1 ايلول 1911
مكتبة الكتبي عبد اللطيف ثنيان 1867م-1944م التي كان مكانها الاول في سوق الصفافير حيث كان دارهم ثم انتقلت الى المكان المتصل بمكتب الحقوق امام القشلة حيث يرد الاشارة الى هذه المكتبة في رساالة العلامة السيد محمود شكري الالوسي الى الاب انستاس ماري الكرملي المؤرخة في 15 ايلول 1911
مكتبة الكتبي سلمان بن صالح الدخيل تقع هذه المكتبة بالمكان المتصل بمكتب الحقوق حيث ترد الاشارة الى هذه المكتبة في رسالة العلامة السيد محمود شكري الالوسي الى الاب انستاس ماري الكرملي المؤرخة في 15 كانون الاول 1912م
مكتبة الكتبي هاشم افندي الاعظمي والتي انشات في سوق السراي محل نمرة 26 عام 1913 كما يرد في مطبعة الزهور
مكتبة العصرية التي اسسها الكتبي محمود حلمي والتي انشات في سوق السراي عام 1914 والتي مازالت حتى الان قائمة وهي بعد اول مكتبة انتقلت من سوق السراي الى شارع المتنبي سنة 1947 وقد بيعت سنة 1964 بعد ضائقة مالية المت بمؤسسها الى الاديب المرحوم صادق القاموسي وما يزال ابنه ابو عبد الله يدير هذه المكتبة
مكتبة الكتبي عبد الهادي اليماني والتي انشئت في سوق السراي ازاء مكتبة نعمان الاعظمي الكتبي كما ورد في الاعلان المنشور في جريدة العرب الصادرة في7 ايلول 1917
مكتبة الشرق التي اسسها الكتبي عبد الكريم خضر والتي انشات في سوق السراي عام 1920
مكتبة الاهلية التي اسسها الكتبي السيد عبد رب الامير الحيدري والتي انشات في سوق الاستربادي في مدينة الكاظمية المقدسة ثم انتقلت الى سوق السراي 1922
مكتبة الوطنية التي اسسها في سوق السراي الكتبي عبد الحميد زاهد الشخصية الوطنية المعروفة واحد ثوار العشرين سنة 1923 .
يتبع.....

[محمد بن سعد العيد]

عزيزي الكريم
بارك الله فيك
لعلك تضع روابط بقية الحلقاتن
وجزاك الله خيراً