بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد وعلى اله وصحبه
جمعتني وإياها جلسة عائلية فسألتها هل شاهدت فلما من أفلام الرعب , فضحكت وقالت ومن لم يشاهد هذه الأفلام وهي السلعة الرائجة على الشاشة المرئية فقلت لها هل يمكنك وصف صفحة واحدة من هذه الأفلام قالت نعم شاهدت رجلا حي يجتمع عليه جمع من الناس يأكلونه ويتلذذون في أكله حتى العظم. عندها قلت لها إنها صورة قريبة من وصف الله سبحانه ( للغيبة ) إلا إن وصف الله للغيبة كان على أفحش وجه وأعظم لان المأكول في وصف الله كان ميتا و أكل الميت أبشع بكثير من أكل إنسان وهو حي , حيث إن النفس تعافه ولا تقربه ولكن المغتابين يأكلونه ويتلذذون به يقول الله سبحانه { ......وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ...... } الحجرات 12
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يصف اللذين يقعون في أعراض الناس في الحديث الذي يرويه انس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) رواه أبو داود/ صحيح
قالت وكيف لا اغتابه وأعماله تجرح القلب كما إني لم أتعدى عن ذكر أوصافه التي يتصف بها قلت لها هي هذه التي تسمى الغيبة ,أما إذا كانت هذه الأوصاف لم تكن فيه فهو بهتان, أي افتريت عليه بالكذب . وإذا كنت مشاركة في التلذذ بغيبة الآخرين من غير معرفتهم فهذا أفك وأنت تحسبينه هينا وهو عند الله عظيم
وأزيدك معرفة إن الذي تغتابينه لا يخسر شيئا بل هو الرابح , حيث سيأخذ من حسناتك وان لم تكن عندك حسنات سوف تؤخذ سيئاته وتضاف إلى سيئاتك .
يقول احد الصالحين إن كان لابد من إن اغتاب احد فاني اغتاب أمي وأبي لأنهم أحق الناس بأخذ حسناتي. ورحم الله الحسن البصري عندما قيل له إن فلان يغتابك فما كان إلا إن اخذ له حلوى وقال له : سمعت أنك أهديت لنا حسناتك فأحببت أن أهديك هذه الحلوى .
لنتعاهد إذن أمام الله أن لا نغتاب أحدا من العالمين .
والحمد لله رب العالمين