هذا الحديثُ رواهُ غيرُ حلبس، عن سفيان الثوري، موقوفاً على ابن مسعود، وفيه قصّة؛
أخرجـهُ أبو نُعيم في "الحلية" 6/374 !! قال:
( حدّثنا عثمان بن محمد بن عثمان، ثنا عبدُ الله بن جعفر، ثنا أحمدُ بن محمّد بن رشدين،
حدّثني سعيدُ بن خالد بن يزيد المروزيّ، حدّثني سالم (هكذا)الخوّاص، قال:
قال رجلٌ لسفيان الثّوري: يا أبا عبد الله إنّ فيك لعجبا.
قال: يا ابن أخي ما الذي بان لك مني،حتىّ عجبت؟
قال: تنقّلك من بلد إلى بلد، إنّ للناس مأوى، وللسبع مأوى، وما لك مأوى تأوي إليه.
فقال له سفيان: أيّ رجل كان المغيرة بن مقسم الضّبي؟
قال: رجل صالح إن شاء الله.
قال: وأيّ الرّجال كان إبراهيم النّخعي؟
قال: بخ بخ.
قال: فأيّ الرجال كان علقمة؟
قال: لا تسأل.
قال: فأيّ الرّجال كان عبد الله بن مسعود؟
قال: الثّقة الصدوق.
فـقال سفيان: حدّثنا المغيرة بن مقسم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال:
" اقْتحمَ على أهل الجنّة نورٌ في قبابهم، كاد أنْ يخطفَ نُورُهُ أبصارَ القومِ، فإذا نُورُ سِنِّ حوراء، ضحكتْ في وجهِ وليّها."
فما كنتُ أدع هذا الخير أبداً لقولك، ثم أنشأ سفيانُ يقول:
ما ضر من كانت الفردوس مسكنه * ماذا تجرع من بؤس وإقتار
تراه يمشي كئيبا خائفا وجلا * إلى المساجد يمشي بين أطمار
ثم أقبل على نفسه فقال:
يا نفس ما لك من صبر على النار * قد حان أن تقبلي من بعد إدبار.) انتـهى
قال أبو نعيم :
"وهذا الحديث رواه حلبس بن محمد الكلابي مرفوعا من دون الأبيات والقصة." اهـ
ثم أسندهُ مرفوعاً من طرقٍ؛ عن عيسى بن يوسف الطّباع، عن حلبس بن محمد...
قلتُ: والعجبُ من صاحبنا السكندري -حفظه الله-؛ يخرّجُ الحديثَ من "الحلية"(6/374-375) مرفوعاً ويُغفل الوجه الموقوف -وهو من أشدّ الناس حاجة إليه ليخدم به "تخريجه"- وهو في نفس الصفحة وفي نفس السياق !!
أهو الاعتماد على البرامج الحديثية الحاسوبية، دون النّظر في الكتب الأصلية الورقية ؟؟
هذا وسأترك لصاحبنا النظر في إسناد الموقوف.. ولنا عودة إن شاء الله.