تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سياسة العفو .. رؤية للنقاش

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    65

    افتراضي سياسة العفو .. رؤية للنقاش

    سياسة العفو





    "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين"



    العفو مقام عظيم، قال تعالى "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم" والآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ليس فقط ليعفو عمن خاض في عرض ابنته بل ليتصدق عليه أيضا.

    في ظروفنا بعد الثورة: أليس لنا في سيدنا يوسف عليه السلام أسوة، فقد ألقاه إخوته في الجب وتركوه، وبعد أن أتوه خاضعين وقد وصل إلى حكم مصر قال لهم "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" وبعد فتح مكة عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة الذين آذوه وآذوا أصحابه وقال لهم نفس مقولة يوسف عليه السلام "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين". وقد فسر سيدنا يوسف عليه السلام ما حدث من إخوته رغم أنه ذنب عظيم بأنه من نزغ الشيطان فقال "من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي". هذا هو السمو فوق الأحقاد عند القوة، فإذا كان العفو أفضل بلا أسباب فكيف وهو يحقق مصلحة راجحة لأمن الدولة واقتصادها واستقرارها ونهضتها. ومن بين من عفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة صفوان بن أمية الذي حارب المسلمين يوم أحد والخندق، وطلب من عمير بن وهب قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يتكفل بنفقة عياله ويسدد عنه دينه، لكن عميرا أسلم عندما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما دار بينه وبين صفوان في حجر الكعبة.


    نعم ... العفو حق للضحايا وحدهم، لكن تعويضهم تعويضا مجزيا، واسترضائهم، وإقناعهم بالتنازل عن حقهم في الإعدام مقابل إبداء حسن النوايا ورد 50% من المبالغ المأخوذة من الدولة قبل التحقيقات، لتحقيق مصالح مصر العليا ولحل المشكلة الاقتصادية ولبناء مستقبل بلا أحقاد تقسم المجتمع قسمين هو وظيفة الدولة وله أسباب وجيهة منها:

    (1) سلاح أمن الدولة متمرس في نشر الإشاعات واستخدام البلطجية، وله عملاء في الجماعات الإسلامية وغير الإسلامية، ويعرف كيف يتنوع في نشر فتن لا تنتهي، قد ينفق عليها ملايين الدولارات، وتزهق فيها أرواح بريئة تفوق ما زهقت أثناء الثورة وتعوق نجاح الثورة وربما تفشلها. فالعفو وتعويض الضحايا من هذه الملايين أولى.
    (2) سلاح أمن الدولة كانت وظيفته حماية النظام من الانهيار، فالاستقرار في ظل نظام فاسد أفضل من الفوضى والاقتتال، وقد رأينا ما حدث في العراق، لكن فساد النظام وضع بصماته على الجميع، والذين يرفضون سياسة العفو الآن ربما لو افتتنوا بالسلطة في عصر مظلم بلا قيم لكانوا أسوأ منهم، فهذه طبيعة البشر.
    (3) إعدام الرئيس مبارك أو غيره يشوه صورة الثورة الحضارية البيضاء، وعندما طلب عمر بن الخطاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب عنق المنافق عبد الله بن أبي لقوله "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" وكان يقصد أن النبي هو الأذل وهي كلمة كفر، قال صلى الله عليه وسلم "دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" وقال لابنه عبد الله «بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا».
    كما أن الحكمة تقتضي أن نعرف طبائع البشر ودور اللوبي الصهيوني في تدمير شخصيات والسيطرة على مراكز القوى وصناع القرار في العالم بعملاء ونساء وضغوط وأساليب جهنمية تناسب كل دولة وكل رئيس. وبدء الانزلاق يؤدي إلى اكتمال منظومة الفساد، قال الرئيس مبارك يوما "إذا كان الوصول إلى الحكم صعبا فتركه أصعب" وهذا يشير إلى الأخطبوط الذي كان مسلطا عليه، وهذا تحليل للظروف وليس تبريرا لأخطاء.
    (4) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على أشخاص زاد إجرامهم، فكان يقنت ويقول: "اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أمية"، فنزل قوله تعالى "ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون"فتوقف عن الدعاء عليهم ثم تاب الله عليهم بعد ذلك، كما ذكر ابن كثير. فأي مجرم قد يكون فيه خير مهما زاد إجرامه، والتوبة والتعاون من أجل مستقبل مصر أحب إلينا من الانتقام. والذي لا يستطيع التعايش مع عصر الحضارة والحريات واحترام آدمية الإنسان يحال للتحقيق ويترك منصبه.
    (5) شرع الله القصاص لحفظ الأرواح وحماية المجتمع، قال تعالى "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" وهذا الهدف يتحقق في الظروف العادية، أما إذا كان القصاص جماعيا ويهدد المجتمع بمزيد من القتل وغياب الأمن فالاستقرار أولى، وهذا مسلك علي بن أبي طالب مع قتلة عثمان.
    (6)نجاح الثورة معجزة إلهية لم يكن متوقعا، وساعد عليه أن قيادات في الجيش والنخبة الحاكمة كانت حزينة على مصر وهي تباع وتنهب.عميد شرطة كان يحقق معي في شكوى وجهت صورة منها للشرطة وصورة لأمن الدولة، وبعد أن اطمأن إلى براءتي تكلم معي بصراحة فقال: (نحن وظيفتنا حماية النظام، ولو قامت دولة إسلامية غدا سنقوم بحماية النظام، نحن نعلم حجم الفساد في الدولة ولو قام الشعب كله ضد الفساد سنقوم معه ونسانده، ولكن إذا قام مئات أو آلاف لابد من ضربهم للحفاظ على الأمن، هذه وظيفتنا)
    (7) كيف يكون للدولة بلايين الدولارات في الخارج ثم تدخل في أزمة اقتصادية طاحنة حتى تحتاج إلى ثلاثة مليارات دولار، تضطر إلى اقتراضها بفائدة، وقد تضطر إلى تقديم تنازلات عن سيادتها بسببها.

    لذا أرى من الحكمة وقف الإعدام والتشهير والشماتة، وبدء عهد حضاري جديد، لتحقيق مشروع الإسلام الحضاري، مقابل إبداء رموز النظام السابق لحسن النوايا ودعم اقتصاد مصر قبل اكتمال التحقيقات والمطالبات، فقد كانت فتنة عظيمة ويجب أن ننظر إلى الأمام ويجب أن يتعاون في هذه المرحلة كل المخلصين المحبين لمصر ولعهد جديد.




    للمزيد عن مشروع الإسلام الحضاري انظر موقعي:


    الرئيسية - قيادة إسلامية www.keyadaislameya.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    65

    افتراضي رد: سياسة العفو .. رؤية للنقاش

    لا أدري سر عدم التعليق على هذا الموضوع الهام الذي طرحته للنقاش خشية أن أكون مخطئا: فهل السكوت علامة الرضا عن سياسة العفو...

    يتكاتف العالم وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل مع نظام مبارك الذي مازال يحكمنا من أجل إفشال مكاسب الثورة، وقد نجحوا في ضرب القدرة على المليونيات التي كانت تحمي إنجازات الثورة، كما نجحوا في حرق شعبية القيادات الإسلامية وغير الإسلامية عن طريق عقد صفقات معهم ثم إحراجهم أمام الرأي العام. هل قيادات الجيش كانت عاجزة عن الاجتماع بأهالي الشهداء وإقناعهم بقبول الدية حتى تستعين بالقيادات السلفية لتحقيق ذلك. يجب أن ندرك البعد وراء هذه الصفقات المشبوهة من الجيش مع القيادات السلفية والإخوانية والتي تهدف إلى فقدان الثقة بهم. يجب أن نتسم بالحكمة والدهاء قبل أن يأتي يوم يقول الشعب: إن حكم مبارك رغم مساوئه أفضل مما وصلنا إليه من أزمات طاحنة وغلاء أسعار وعداء دولي يهدد بحرب علينا لا طاقة لنا بها، يجب أن نفيق ونتكاتف وتعود الثقة بيننا وتعود القدرة على المليونيات التي تحمي إنجازات الثورة، والتي كان الجيش يضطر لأن يخطو خطوة إلى الأمام قبل كل مليونية، والآن بدت بوادر إلقاء الثورة وإنجازاتها في سلة المهملات.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •