بسم الله الرحمن الرحيم
..
...
....
هل أنين المريض يقدح في صبره ؟؟؟
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين :
وأما الأنين فهل يقدح في الصبر ؟
فيه روايتان
عن الامام أحمد. قال أبو الحسين ـ (من الحنابلة) ـ : أصحهما الكراهة ؛ لما روي عن طاوس أنه كان يكره الأنين في المرض. وقال مجاهد : كل شيء يكتب على ابن آدم مما يتكلم حتى أنينه في مرضه. قال هؤلاء : وإن الأنين شكوى بلسان الحال ينافي الصبر.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد : قال لي أبي ـ في مرضه الذي توفي فيه ـ أخرِجْ إليَّ كتابَ عبد الله بن إدريس ، فأخرجت الكتاب ، فقال : أخرج أحاديث ليث بن أبي سليم ، فأخرجت أحاديث ليث ، فقال : اقرأ عليَّ أحاديث ليث : قال : قلت لطلحة : إن طاووس كان يكره الأنين في المرض ، فما سُمع له أنين حتى مات ، فما سمعتُ أبي أنَّ في مرضه ذلك إلى أن توفي.
والرواية الثانية : أنه لا يكره ولا يقدح في الصبر. قال بكر بن محمد ـ عن أبيه ـ : سئل أحمد عن المريض يشكو ما يجد من الوجع ؛ فقال : تعرف فيه شيئاً عن رسول الله ـ (صلى اله عليه وسلم) ـ
قال : نعم. حديث عائشة (وارأساه) ، وجعل يستحسنه.
وقال المروذي : دخلت على أبي عبدالله ـ وهو مريض ـ فسألته ، فتغرغرت عيناه ، وجعل يخبرني ما مرَّ به في ليلته من
العلة.
والتحقيق : أن الأنين على قسمين : أنين شكوى ؛فيكره. وأنين استراحة وتفريج ؛ فلا يكره ، والله أعلم.
وقد روي في أثر أن المريض إذا بدأ بحمد الله ،
ثم أخبر بحاله ؛ لم يكن شكوى.
وقال شقيق البلخي : من شكى من مصيبة نزلت به إلى غير الله ؛ لم يجد في قلبه حلاوة لطاعة الله أبداً " .
انتهى كلامه رحمه الله ..
اللهم ارزقنا العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة