من دروس الشيخ الشنقيطي ومن موقعه على النت /
فضيلة الشيخ : ما حكم شم الطيب إذا كان الإنسان ليس عنده نية لشرائه . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :
هذه هي المشكلة . يقولونفي لسان العرب: القلاّش ، القلاّش يأتي إلى السوق ولا يريد أن يشتري،فيأتي في صباح رب العالمين مثلا يريد أن يفطر فيمر على الباعة يأخذ من هذالقمة كأنه يذوق، ثم يذهب إلى هذا ويأخذ منه لقمة فلا ينتهي من السوق إلاوقد ملأ الله بطنه ! فهذا يسمى القلاّش ، فما يجوز يعني الذي أعطاه هذاالقدر أعطاه من أجل أن يشتري ، فإذا علم أنه لا يشتري لم يعطيه والنصيحة للمسلم حتىلماّ يعرض عليك وأنت مار تقول له: أنا ما أريد أن أشتري ، فإذا قال لك: لا . خذها انظر إليه ، فإن وجدته عاملا فهو وكيل ، والوكيل ليس له حق البذلإلا لمصلحة ، والبعض من العمال يمد لك الشيء يريد أن تشتري فإذا قلت له : ما أريد ، يستحي ، فيقول لك: خذ ، فحينئذ تتورع وتمتنع ، فلا يجوز للمسلمأن يأكل من مال أخيه، وهو يظن أن أخاه يريد أن يقنعه بالسلعة ، مثل العسليحتاج إلى ذوق ، ومثل بعض الأطعمة تحتاج إلى أكل منها أو شرب منها، إذاعلم أنه لا يأخذ فإنه لا يستحل ذلك ولو كان قليلا ، فإن هذا القليل الذييراه يسيرا في عينه ثقيل في ميزان ربه{ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا نظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بهاوكفى بنا حاسبين }فالذي يدخل السوق وهو لا يريد أن يشتري ما يعرض عليه لاشك أنه فيه ضرر ،وحتىالطيب حينما يضع لك الطيب هذا القدر يؤثر في المبيع وبخاصة إذا كان عاملافلا تأخذ منه شيئا إلا وعندك الرغبة في الشراء ، وإذا أمكنك أن تشمه فيموضعه فهذا أحسن أبلغ في الورع وهو ترك ما لا بأس به خوف الوقوع فيما فيهبأس . والله –تعالى اعلم
__________________
منقول للافادة من ملتقى اهل الحديث