بسم الله الرحمن الرحيم
قضايا منهجية
الأصول العلمية للدعوة السلفية
د عبد الرحمن عبد الخالق
الدرس[1]
إن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أعمالنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد.
الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق مثله مثل سائر المشايخ والدعاة هو من أهل السنة ومن السلفيين وصنف ؟؟؟ الدعوة السلفية هذا الكتاب صنفه سنة 1975 وقدر الله U لهذا الكتاب الانتشار والقبول وتلقاه أبناء المنهج السلفي بالقبول، لكن أيضا الشيخ عبد الرحمن شأنه شأن سائر الشيوخ له ما له وعليه ما عليه فبعض العلماء له عليه اعتراضات ثم كل من ألف فقد نصب نفسه غرضا للناس والشيخ من المعمرين يعني هو من مواليد تسع وثلاثين الآن قارب عمره ثلاث وسبعون عاما ،يبارك في عمره، ويبارك في سعيه، فالإنسان إذا طال عمره وكان من المجتهدين والعاملين في الدعوة والذين كثروا تأليفهم فيكون الغرض هناك من يوافقه وهناك من يخالفه، ونحن كسلفيين أو كأهل سنة كل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي r، ولكن يبقى حقيقة هي أن الشيخ ربنا يحفظه أحد أعلام الدعوة السلفية.
الكتاب اسمه (الأصول العلمية للدعوة السلفية) تقف مع العنوان ما لمراد بالأصول العلمية، يقول الشيخ أحمد فريد في كتابه السلفية قواعد وأصول: (ومعنى الأصول العلمية: القضايا الكلية التي تهتم بها هذه الدعوة، وتجعلها نُصْبَ عينيها)، المراد بالأصول العلمية يعني القضايا الكلية التي تهتم بها هذه الدعوة تجعلها نصب عينيها فكأن هذا الكتاب يضع لك ملخصا للقضايا الكلية الكبرى التي تهتم بها هذه الدعوة، الدعوة السلفية بحيث تضعها نصب عينيها فتهتم بها علما، وتعليما، ودعوة وتطبيقا، وصبرا على هذه القواعد.
أبواب الكتاب :الكتاب يدور في عدة أبواب.
الباب الأول: يتكلم فيه عن المقدمات، والمقدمات مهمة إن شاء الله نقف معها،.
الباب الثاني: يتكلم عن أصول عماد الدعوة السلفية وهي ثلاث أصول( التوحيد والإتباع، والتزكية،)وطبعا هذه الرسالة مطلوب منا إتقان هذه الأصول، وإتقان هذه المسائل جدًا، بحيث تكون متقنًا تماما لمنهجك ما هى أصوله؟، ما هى أهدافه؟ ماهي مميزاته؟ ، بحيث لما تأتي تعرض القضية الناجحة التي عندك تعرضها عرضا وافيا جذابا بحيث معك حق تعرضها بصورة مشوقة، الباب قلنا يتكلم عن الأصول العلمية للدعوة السلفية التي هو التوحيد، والإتباع، والتزكية، ثم تكلم في نهاية الباب عن أهداف الدعوة السلفية أتى بأربع أهداف.
أهداف الدعوة السلفية:
الهدف الأول: إيجاد المسلم الحقيقي.
الهدف الثاني: إيجاد المجتمع المسلم الذي تكون كلمة الله فيه هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
الهدف الثالث: إقامة الحجة لله.
الهدف الرابع: الاعذار إلى الله بأداء الأمانة، ثم يأتي على الباب الثالث ويتكلم عن مميزات الدعوة السلفية وقال هذه الدعوة بهذه الأصول وهذه الأهداف لها عدة مميزات:
مميزات الدعوة السلفية:
الميزة الأولى: تحقيق التوحيد.
الميزة الثانية: تحقيق الوحدة وهو اتحاد الأمة يعني.
الميزة الثالثة: تيسير فهم الإسلام.
نتكلم أولاً ما هي كلمة السلفية؟ الآن طبعا قلنا فيه قذف إعلامي مركز وفيه هجوم شرس على مسألة السلفية فنحن محتاجون نعرف وطبعا في الحديث، في صحيح البخاري حديث أبي موسى الأشعري أن النبي r قال: «إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم» أريدك أن تستصحب دائما هذا الحديث وأنت تسير إلى الله U وتتلقى هذا القذف الإعلامي، وتتلقى هذا البهتان والتشويه والكذب على الدين وأهل الدين تتذكر هذا الحديث «إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم».
أمثله تدل علي أن الله عز وجل ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم
المثال الأول: تسمعون عما يسمى بالاستشراق، الاستشراق الذي هو دراسة علوم الشرق، وهذا نوع من أنواع الدراسات أو العلوم ظهر في أوروبا كان الهدف منه اختراق المجتمع الإسلامي، يعكفون على كتب الشرق التي هي كتب المسلمين ومناهجهم يدرسونها بعناية ثم يحاولوا إخراج الشبهات وبزعمهم يقفون على مكامن ونقاط الضعف، الحمد لله ليس في المنهج نقاط ضعف وإن كان فيه هناك نقاط ضعف فيه ممن طبق المنهج، إنما يقفون على بعض ما يسمونه نقاط الضعف ويبدءوا يسيروا الشبهات ،المهم حتى ييسروا على أنفسهم دراسة علوم الشرق أو علوم المسلمين، ماذا فعلوا؟
عكف مجموعة من العلماء المجدين النشطين الذين انقطعوا لهذا الهدف، عكفوا على أن يفهرسوا بطريقة علمية دقيقة جدا كتب السنة النبوية، المهم عملوا تحفة من التحف طبعا هذا الكلام كان قبل ظهور الكمبيوتر، اسمها (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي،) حتى الذي يشاهد هذا المعجم في المكتبة يجده مكتوبا عليه بالإنجليزي من الخارج، وكذلك مكتوبًا عليه ،أعده مجموعة من المستشرقين، يقال أن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، الشيخ أحمد شاكر من محدثي الديار المصرية الفضلاء الكبار، بل على حد تصريح الشيخ أبو إسحاق أو استعير عبارته هو فارس الميدان هو يقول آخر محدثي الديار المصرية، طبعا نحن عندنا آخر محدثي الديار الشيخ الحويني، لكن الشيخ يقول على الشيخ أحمد شاكر آخر محدثي الديار المصرية، فالشيخ أحمد شاكر كان محدثا فعلا وكان عالما متبحرا، لما وصل إليه هذا الكتاب قال لو طالعته لوفر علي شطر عمري، فالشيخ أحمد شاكر تصدى لتصحيح المسند، مسند الإمام أحمد وصحح طبعًا جامع الترمذي وله مساهمات معروفة في تحقيق كتاب المحلى لابن حزم، وتحقيق إحكام الأحكام لابن حزم وغير ذلك فهو كان عالما متبحرا وكان محققا واعيا، لكن يقول ضاع مني شطر كبير من حياتي بسبب أنه لم يكن يوجد فهارس، يقول لو أنا كنت رأيت هذا الفهرس كان وفر علي شطر عمري، فهدف هؤلاء المستشرقين الطعن في الدين، كانوا لا يتمنوا أن يصل هذا الكتاب إلى أيدي المسلمين، ولكن قدر الله U هذا الأمر ووصل إلى أيدي المسلمين فانتفع به الخلق وكان أحد القواعد القوية لقيام الصحوة الإسلامية المعاصرة ورجوعها إلى النهج الذي أراده الألباني رحمه الله وهو مسألة التصفية والتربية، تخريج أي حديث، والحكم عليه، والوصول إلى ألفاظه بسهولة، أنتم تعرفون البحث في المعاجم والفهارس كيف يفهرس إخواننا الذين يخرجوا الحديث، تأتي بأي لفظة في الحديث يخرجها لك من كل الكتب، من الكتب التسعة كلها، بالإضافة كذلك للمصنفات، أنا أذكر ، كان فيه معها مصنف عبد الرزاق، ومصنف ابن أبي شيبة، فتخيل هذا، أي لفظة ، تدخل في هذا الكتاب مفهرس بألف باء تدخل على أي مادة تجد مكتوبا فيها كل المصادر التي فيها، كل ما جاء في الأحاديث كلها الصحيح والضعيف كله، تصل لها أنت، فلكل لفظ بحث مستقل ، هذا جهد ضخم جدًا، مكثوا ثلاثا وثلاثين عاما متفرغين لهذه الموسوعة، من أجل إخراج هذه الموسوعة التي هي المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي كي يهدموا به الدين «إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم».
مثال ثاني: السادات محمد أنور السادات، أحد الذين فعلا عاثوا في الأرض فسادا وأحد الذين خانوا قضية فلسطين خيانة واضحة، لو ظللنا نحصي كل مساوئ السادات لن نحصيها، محمد حسنين هيكل الذي ينقد من وجهة نظر غير إسلامية كتب فيه ثلاث مجلدات في خريف الغضب، فلك أن تتخيل لو جلسنا نتكلم كم سنستغرق، الفريق سعد الشاذلي رحمه الله كتب فيه مجلد كبير من القطع الكبير خمسمائة صفحة لكن تعلم ويكفيك أن تعلم أن السادات هو الذي صخره الله U لإعادة تجديد شباب الدعوة الإسلامية مرة أخرى إبان المرحلة من سبعين إلى ثمانين، عبد الناصر لما جاء قضى على أي مظهر إسلامي وملأ السجون والمعتقلات بكل الإسلاميين على مختلف الطوائف، وحل جميع الأحزاب، الثورة حلت جميع الأحزاب، ولغي كل الجمعيات، أصبح لا يوجد شيء في مصر غير عبد الناصر فقط أو الثورة ومجلس قيادة الثورة، أو الاتحاد الاشتراكي وغير ذلك، بعد ما عمل هذه القصة وخلاص ضعف أمر الدعوة جدا جدا وامتلأت السجون والمعتقلات وكان من نتيجة ذلك خروج ما يسمي بالفكر التكفيري وغير ذلك من داخل السجون.السادات عندما ما تولى الحكم ،فتح المعتقلات والسجون وأفرج عن كل المعتقلين الإسلاميين وفتح لهم كل مرافق الدولة وكل مناحيها، وأهم مؤسسة فتحها للدعوة كانت الجامعة، فتحها لهم واستطاعوا أن ينتشروا فيها، حدثنا الشيخ أبو إسحاق ربنا يحفظه يقول وأنا في السبعينيات سنة ست وسبعين تقريبا كنا في القاهرة يعمل لنا معسكرات صيفية إسلامية، معسكرات مثل هذه لطلب العلم، والدعوة وغير ذلك في القاهرة قال كان يأتينا الأكل من وزارة الداخلية، كانت معسكرات المشرف عليها الدولة كتب ابن تيمية كانت تطبع في جامعة القاهرة أنا عندي رسائل منها، رسالة الحجاب لشيخ الإسلام ابن تيمية الجامعة الإسلامية بجامعة القاهرة تطبع على نفقة الدولة، وكان رئيس لاتحاد الطلاب كان من الإسلاميين كان عبد المنعم أبو الفتوح كان يدخل مجلس الشعب، فانظر ماذا قدم السادات ؟ يقولون انقلب السحر على الساحر ، السادات هو الذي أخرج المارد من القمقم ولم يستطيع إرجاعه مرة ثانية لكن هم لا يفهمون السنن الكونية «إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم» فما لذي نريده من ذكر هذين المثالين؟ هم الآن يكثفون الهجوم على السلفية، فنقول
وإذا أراد الله نشر فضـــيلة
طويت أتاح لها لســان حسود
ولولا اشتعال النار في ما جاورت
ما كان يعرف طيب عرف العود
عود البخور مستحيل يكون له رائحة ،إلا إذا احترق، فهذا يعني مما لا شك فيه أنه سيكون وسيلة لإعزاز هذا الدين.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: (وإذا أراد الله نشر دينه قيض له من يعارضه) فسنة الدفع ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ﴾ [البقرة: 251]. فهم الآن يهجمون هجوما شديد على السلفية فيسأل جميع الناس ما هي السلفية؟ فنقول شكرا على الدعاية المجانية، فدورنا نحن كعموم أخوة أن نتقن قضايا المنهج السلفي، ونتقن ما هي السلفية ؟ونذهب لجموع المتعطشين نقول لهم هذه هي السلفية، السلفية هي واحد، اثنان، ثلاثة، وبذلك يكون قدم لك خدمة جليلة جدا أنه قام بالعنصر الإعلامي والإعلاني الذي لا تقدر تدفع فيه نقود، فلو أحببت تكتب كمية المقالات هذه في التعريف باسم السلفية أو تعمل إعلانات مرئية أو مسموعة أو برامج تتحدث عن السلفية ليس عندك طاقة مالية ولا طاقة بشرية، فهو عمل هذا الأمر من باب «أن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم».
فما هي السلفية؟ تعريف السلفية نأخذه إن شاء الله من كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي للدكتور علاء بكر، نتكلم عن السلفية لغة، واصطلاحا، وتاريخًا.
(السلفية: مصدر صناعي بإضافة الياء والتاء أصل سلف من الفعل سلف يعني تقدم والسَّالف هو المتقدم، قال تعالى: ﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ﴾ [الزخرف: 56].
قال الفـراء) الفراء من أئمة اللغة (يقول: جعلناهم سلفا متقدمين ليتعظ بهم الآخِرون، بكسر الخاء، (قال الجوهري: سلف يسلف سلفا، مثال طلب يطلب طلبا أي مضى، وسلف الرجل هم آباؤه المتقدمون).
(والسلف أيضا: من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل). بهذا الإطلاق اللغوي السلف بالنسبة لنا ،آباؤنا الذين تقدموا في السن والفضل من الصحابة والتابعين، والأئمة المتبوعين.
(وردت لفظة سلف في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [البقرة: 275]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [النساء: 22] إلى غير ذلك من الآيات.
ووردت في حديث عن النبي r أنه قال لفاطمة رضي الله عنها لما اعلمها بقرب أجله قال لها: «أنت أول من يلحقني من أهل بيتي وأنا خير سلف لك» أو كما قال r.
(معنى السلفية من الناحية التاريخية: فالمراد بالسلف: الصحابة والتابعون وتابعوهم من وافق الكتاب والسنة، فمن خالف برأيه الكتاب والسنة فليس بسلفي وإن عاش بين أظهر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين) مصطلح السلف تاريخا يطلق على الحقبة التاريخية التي يطلق عليها اسم السلف، الصحابة والتابعون، ولذلك لما فطنوا الآن في الإعلام لهذا الأمر بدءوا يقولون نحن جميعا سلفيون، ونقول لهم أيضا شكرا مرتين، لأن بهذا الأمر يقضوا على بدعة الشيعة، الشيعة أساسهم ، يكفروا الصحابة، فلو أنهم يقولون في الإعلام نحن أيضًا سلفيون ونحن أولى بأبي بكر وعمر منكم نقول لهم شكرا جزيل أنتم بذلك تتصدوا معنا الهجوم الصفوي والهجوم الشيعي، والهجمة الشيعية التي تهدف إلى تكفير الصحابة وزعزعة الثقة بهم.
ما معنى السلفية اصطلاحا؟
(واصطلاحاً: فالمراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة وعرف عظم شأنه في الدين، وتلقى الناس كلامهم خلفاً عن سلف، كالأئمة الأربعة وسفيان الثوري والليث بن سعد وابن المبارك والنخعي والبخاري ومسلم وسائر أصحاب السنن، دون من رمي بالبدعة أو شهر بلقب غير مرضي مثل: الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة. فكل من التزم بعقائد وفقه هؤلاء الأئمة كان منسوبا إليهم وإن باعدت بينه وبينهم الأماكن والأزمان، وكل من خالفهم فليس منهم وإن عاش بين أظهرهم وجمع بهم نفس المكان والزمان)
الاصطلاح أي الاتفاق، فما هو الاصطلاح الذي اتفق أهل العلم عليه؟ فالمراد بكلمة سلف (فالمراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة وعرف عظم شأنه في الدين، وتلقى الناس كلامهم خلفاً عن سلف) مثال: من هم سلفنا ؟هم آباؤنا المتقدمون من ذوي الفضل والمتقدمون علينا في السن (الأئمة الأربعة وسفيان الثوري والليث بن سعد وابن المبارك والنخعي والبخاري ومسلم وسائر أصحاب السنن، دون من رمي بالبدعة أو شهر بلقب غير مرضي) يستثني من الحقبة التاريخية النقية ، الذي رمي بالبدعة (مثل: الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة وغيرهم. فكل من التزم بعقائد وفقه هؤلاء الأئمة كان منسوبا إليهم وإن باعدت بينه وبينهم الأماكن والأزمان)، أنت هنا في مسجد أنس سنة 1432 وتعتقد نفس عقيدة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وعمر رضي الله عنهم أجمعين، وتعتقد عقائدهم ومنهجهم في الاستدلال، وترى رأيهم وتتبع نفس الدين الذي نزل على النبي r نقيا بدون أي شوائب فأنت على نفس مذهبهم.
واحد عاش في وسط الصحابة مثل ذو الخويصرة التميمي، كان يعيش على عهد النبي r، الذي قال للنبي rاعدل فإنك لم تعدل و هو رأس الخوارج، هذا كان يعيش في وسط الصحابة، وكان في عهد النبي rلكن ليس من هؤلاء السلف، لأنه رمي ببدعة ولقب بلقب غير مرضي وهو لقب الخوارج.
(وكل من خالفهم فليس منهم وإن عاش بين أظهرهم وجمع بهم نفس الزمان والمكان،فمن حيث المصطلح أصبحت السلفية علماً على أصحاب منهج الاقتداء بالسلف من الصحابة والتابعين من أهل القرون الأولى، وكل من تبعهم من الأئمة) فمصطلح السلفية :
1-علم على أصحاب هذا المنهج من الصحابة والتابعين من أهل القرون الأولى.
2- يشمل كل من تبعهم من الأئمة كالأئمة الأربعة والسفيانين وغيرهم.
3- يشمل شيوخ الإسلام المحافظين على طريقة الأوائل مع تباين العصور وتفجر المشكلات وتحديات جديدة مثل ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب، وكذلك أصحاب الاتجاهات السلفية المعاصرة سواء في مصر وأفريقيا وسوريا والجزيرة العربية والهند وغير ذلك.
مضمون السلفيةً، ما هي السلفية وهل هي بديل عن الإسلام أما لا؟
(السلفية هي منهج الإسلام في ذروته الشامخة وقمته الحضارية، وتوجيه إلى النموذج الذي طبقه ونفذه وحققه عمليًا من القرون الأولى، ومن هذا المنهج وبتطبيق هذه القرون الفاضلة له استمدت حضارة المسلمين مقوماتها وأصولها، ومدارها على التوحيد وفهم دور الإنسان في الحياة كما ورد في آيات الكتاب الكريم وسنة النبي r وبتنفيذ أحكام الشريعة الإلهية بجوانبها المتعددة في مختلف مجالات الحياة).
إذن (فالسلفية منحصرة في المدرسة التي حافظت على العقيدة والمنهج الإسلامي بعد ظهور الفرق المختلفة طبقا لفهم الأوائل الذين تلقوه جيلا بعد جيل)،.
هل السلفية بديل عن الإسلام،؟
نقول لا السلفية هي الإسلام، لماذا لا نقول عليها الإسلام؟ لأن الإسلام علق به بدع وشوائب، فالإسلام بدون البدع والشوائب التي علقت به يسمى السلفية، والسلفيون أو السلف لهم فترات زمنية أخذوا بعض الألقاب غير لقب السلفيين فمثلا (عرفوا في فترات بأنهم أهل الحديث حيث كان أهل الحديث رواية ودراية هم السائرون على ما كان عليه صحابة النبي r والمحافظون على ما كانوا عليه علما وعملا، وفي بعض الأدوار عرفوا باسم أهل السنة والجماعة استنادا إلى كونهم الملتزمين بجماعة المسلمين المحافظين على عقائد الأمة وتمييزا لهم عمن خرج عن عقائد الأمة وشذ عن الجماعة من أهل البدع والأهواء.
والسلفية قبل ذلك كله -وفي مدلولها الخاص- اقتداء بالنبي r والذي كانت سيرته العطرة القمة التي يتطلع إليها سلفنا الصالح وحولوها إلى سيرة حية في كيانهم) عندنا عدة أسماء، ولذلك نحن لا نتعصب لاسم السلفية ممكن يبقى اسمنا أهل السنة والجماعة مثلما كان يقول ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه ، وممكن يبقى اسمهم أهل الحديث، والأثر، الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية، السلفيون أي شيء يعني الاسم في حد ذاته لا يعقد عليه ولاء وبراء، الاسم في حد ذاته لا يكون سبب لتفريق الأمة أبدا إنما هو اسم مميز لمن ارتضى لنفسه منهج النبي r وصحابته الكرام، هذا فيما يتعلق بمعنى السلفية، فهذه المقدمة الطيبة التي كلمتكم عليها، هذه مقدمة الطبعة الثانية التي يقول فيها الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: بعض الشبهات والردود طبعا هذه الطبعة الثانية هذه انطبعت بعد الطبعة الأولى بسبع سنوات، الطبعة الأولى كانت 75 الطبعة الثانية كانت 82 .
يقول: ولم تسلم الدعوة السلفية المعاصرة من أهل الهوى الذين ما فتئوا يلقون شبهاتهم حول الدعوة، ونحمد الله سبحانه وتعالى أن هذه الشبهات تسقط دائماً تحت الأقدام، وتتعرى دائما مع الأيام).سيسرد شبهتين.
شبهات وردود
الشبهة الأولى: يقول لماذا تتسمون بالسلفية وهو اسم لم يرد في كتاب ولا سنة؟
والرد على ذلك أن نقول: (أن إطلاق الأسماء على أي حقيقة لا ضرر منه مطلقاً، سواء في الشرعيات أو المباحات، والتسمية لأي أمر شرعي - إذا لم يشتمل على باطل - فليس فيه ضرر، بل قد يكون هذا من الواجبات: كما أطلق المسلمون على علم الإسناد: (مصطلح الحديث،) ولم يكن على عهد الرسول r مثل هذا العلم، وليس هذا بدعة؛ لأن التثبت في الأخبار والنقل عن الرسول مطلوب).
وكذلك سمي بعض المسلمين بـ ( المهاجرين ) من أجل الهجرة، وبعضهم بـ (الأنصار ) من أجل النصرة، وبعضهم بـ ( التابعين ) من أجل اتباعهم للسلف من المهاجرين والأنصار المشهود لهم بالخير.
فما هو الضير من أن نتسمى بـ ( السلفيين )؛ أي: الذين يتبعون منهج السلف الصالح في فهم الدين، والسلف الصالح الذين نتبعهم هم الصحابة وتابعوهم بإحسان، وهم خير القرون.
وهذه التسمية ضرورية لتميز هذه الطائفة المهتدية عن سائر طوائف الضلال الذين تركوا منهج الصحابة في فهم الدين، واتبعوا طريق الخوارج الغالين المتشددين، أو المؤولين المتنطعين، أو المقلدين الجامدين.
ومع هذا؛ فنحن لا نتعصب لهذا الاسم، بل نحب كل مسلم يشهد الشهادتين ويعمل حسب استطاعته بمقتضاهما، ونوالي كل مسلم يحب الله ورسوله، ولا ننصر السلفي إن كان مبطلاً، ولو كان عدوه كافراً؛ فنحن لا نوالي السلفية في الظلم، بل نوالي كل مسلم حسب دينه واعتقاده وإيمانه،.
ونحن في النهاية حملة دعوة تسمى الدعوة السلفية. وهذه الدعوة منهج كامل لفهم الإسلام والعمل به والدعوة إليه.
وقد تضافر العلماء السلفيون على شرح هذه الدعوة وبيانها عبر القرون وإلى يومنا هذا، ونحن على منهج هؤلاء العلماء العاملين: فمن يستطيع أن يستغني عن أصول الفقه التي كتبها الإمام الشافعي في كتابه ((الرسالة )) ؟!
الشبهة الثانية: قول بعضهم: ((أنتم مقلدون )).
يقولون على السلفيين أهم عبارة عن مجموعة من المقلدين يعيدوا اجترار الماضي يعيشوا في أثواب السالفين والذين انتهى عصرهم، فيقول: وهذا افتراء؛ فلسنا مقلدين، وإنما السلفي الحقيقي متبع للحق والدليل، معظم لعلماء الأمة، ومقدر لجهودهم، وغير متطاول على فقههم وعلمهم، ومتبع للحق أنَى وجده؛ غير طعًان ولا لعًان ولا فاحش ولا بذئ).
والسلفي الحقيقي: أيضاً يستحيل أن يكون غلاماً لم يبلغ الحلم بعد وقد درس قليلاً من القرآن والسنة، ثم يضع نفسه موضع علماء الأمة المشهود لهم بالخير والفضل، فيقول فيقول مثلا: أنا مثل مالك أو الشافعي ! أو أفهمكما يفهم أحمد بن حنبل وأبو حنيفة!! بل يضع نفسه موضعها، ويعرف حق سلف الأمة وعلمائها .
يقول باختصار: السلفيون ليسوا مقلدين، وإنما هم متبعون، ثم هم أيضا ليسوا من أهل الوقاحة والتطاول على مقام العلماء بالتجريح والطعن والتشنيع، وإنما مقالتهم دائما: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ولَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].
فعلا هذا المنهج منهج قبيح منهج الذي يعتمد على السب كما قال بعض الفضلاء فهؤلاء أي المدرسة التي أسست للطعن في العلماء والدعاة، فهؤلاء مع العلماء والدعاة خوارج يعني يكفرونهم باستمرار،
الشيخ بكر أبو زيد كان أحد أعضاء اللجنة الدائمة للفتوى في السعودية، وكان عضو بالمجمع الفقهي الإسلامي وكان أحد الربانيين يعني عليه رحمة الله وأحد الراسخين، فالمهم هذه المدرسة تتسرع جدا في إطلاق التبديع والتكفير على الدعاة والمشايخ بشدة، لذلك يقول لك أنت مع المشايخ والدعاة مشايخ طيب في المقابل مع الطواغيت مع حسني مبارك والقذافي وهؤلاء الجماعة، مرجئة يقولوا عليهم ولاة أمر، ولاة أمر يعني شرعيين يعني وإن جلد ظهرك وأخذ مالك وهو ولي أمر وولايته غير قابلة للنقض طيب مع المحتلين جبرية يقول لك لا ينفع أن تقاومهم، والله قال رجل لا يجوز الخروج في العراق والذي في العراق اسمه خروج على ولي الأمر يعني ولي الأمر ذلك مين بريمر، فطبعا كلام غريب جدا فهم مدرسة في غاية العجب وينالون من الدعاة، وطبعا لهم حاجات مشهورة مثل شبكة سحاب حتى يسخرون منها عليها ويقولون شبكة سباب أنت تدخل تبحث عن الشيخ الذي تسمع له مبتدع أي بدعة وقائمة الاتهامات التي أمامه ، سلم منهم اليهود، وسلم منهم النصارى، وسلم منهم الشيوعيون، وسلم منهم الطواغيت ولم يسلم منهم أهل السنة والجماعة في غاية القبح والله.
فهذه مسألة مهمة أن المنهج السلفي يعرف لكل ذي فضلا فضله، لهم اسم لكننا من منهجنا لا نتكلم على أسماء أحد.
(وكذلك السلفيون يردون ما اختلف فيه من علم إلى كلام الله وكلام رسوله r؛ ويسترشدون في فهم كلام الله وكلام رسوله بكلام أئمتهم وسلفهم الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وليس عيبا أن نسترشد بأقوال هؤلاء لنفهم مراد الله ومراد رسوله r؛ لأننا لم نشاهد التنزيل أولاً، والصحابة أعلم منا بكلام الله وكلام رسوله، وكذلك العلماء المشهود لهم بالخير أفقه منا وأعلم، وذلك بإخلاصهم وتفرغهم الطويل للعلم والعمل).
لماذا تقول أريد أن أخذ بفهم الأقدمين؟ يقول لك لأن الأقدمين عاصروا التنزيل، الصحابة عاصروا القرآن وعاشوا مع النبي r وفهموا مقاصد الشريعة فضلا عن أنهم عرب أقحاح، فضلا عن أنهم زكاهم الله U، وزكاهم النبي r.
وباختصار السلفيليس مقلداً،: وهو أيضاً ليس متبجحاً وقحاً، يزعم أنه يستطيع الاستغناء عن فهم الصحابة والتابعين وعلماء الأمة وسادتها الذين حملوا هذا الدين بحق وبلغوه بإخلاص، ولكن السلفي الحقيقي متبع مسترشد مبصر، باحث عن الحق أبداً، وعن الدليل مطلقاً، معظما لعلماء الأمة وساداتها.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، ونستكمل في المرة القادمة إن شاء الله.
انتهى الدرس الأول نسألكم الدعاء أختكم أم محمد الظن