شكر النعمة الحقيقة أمر صعب .. لا يستطيع الانسان تذكره دائما ويغفل عنه في الحقيقة الكثير منا
مع ما أنعم الله عزوجل لنا من خيرات لا تحصى ولا تعد
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } .
اليوم أثناء العشـاء!
وانا اتناول وجبة العشاء انا وأحد الافاضل اذ عجوز تمر من امامنا وتبحث في القمامات أعزكم الله
وهل تعرفون تبحث عن ماذا!!
تبحث عن كرتون !!
نعم كرتون! عن ورق !!
حتى يصل الورق إلى إلى وزنٍ معينٍ ومن ثم تبيعه على المصنع بثمنٍ بخس دراهم معدودة!
فا لله المستعان !
فما أن انتهينا العشاء سارعنا لاطعاها مبلغا من المال..
فقالت بالحرف:الحمد لله الذي رزقني والحمد لله الذي اطعني ...
وقالت بالحرف :بهذا الحرف رب أوزعني أشكر نعمتك!!
فتذكرت مباشرة قول الله عزوجل عن سليمان
حيث قال الله عزوجل عنه {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ
نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ
الصَّالِحِينَ }
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } .
سبحان الله !
قد يظن ظان ان الخيرَ في الرزق والمال ! لا والله وكلا بل السعادة سعادة القلب
والرزق قادم إليك لا محالها
قال أحد السلف : عندما علمت أن رزقي لن يأخذه غيري أطمأنت نفسي
فكم من أشخاص كانوا على حالهم البسيط يحمدون الله ويشكرونه دائما بل ما ان تأتي الاجازة
الا وهو وعائلته في مكة!!
وعندما فتح الله عليه!! نسي مكة ومن عليها ..
وصار السفر دائما إلى فرنسا وغيرها !!
ويحسب ان هذا من نعمت الله عليه
ونسي أن الابتلاءَ قد يكون بالفقر وقد يكون بالغناء
واذا أصبته مصيبة رجع لله عزوجل وبمجرد أن تذهب المصيبة كفر بنعمة الله عزوجل
{ فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا
مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } .
تأمل حفظك الله !
قال في تيسر العزيز الحميد : في بعض الآثار الإلهية: إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعب
د غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليَّ صاعد، أتحبب إليهم بالنعم،
ويتبغضون إلي بالمعاصي. وكيف يعبده حق عبادته مَنْ صرف سؤاله ودعاؤه وتذلله واضطراره وخوفه
ورجاءه وتوكله وإنابته وذبحه ونذره لمن لا يملك لنفسه {ضَرّاً وَلا نَفْعاً}،[الفرقان، من الآية: 3]، ولا
{مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً}، [الفرقان، من الآية: 3]، من ميت رميم في التراب، أو بناء مشيد من
القباب، فضلاً مما هو شر من ذلك.
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ *
كتبه
أخوكم الصغير
أبو ريــان المدنيــ