تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: اسم الله ( الطيّب)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    202

    افتراضي اسم الله ( الطيّب)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الطيّب
    ورد هذا الاسم في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه – قال :قال رسول الله صلى الله عله وسلم : ( يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ،وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }[المؤمنون : 51] ،وقال :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }،ثم ذكر الرجل يطيل السفر ،أشعت أغبر ،يمد يديه إلى السماء:يا رب يا رب ،ومطعمه حرام ،ومشربه حرام ،وملبسه حرام ،وغُذِّي بالحرام ،فأنّى يُستجاب لذلك ) رواه مسلم .
    والمعنى :أنه تعالى مقدّس ومنزّه عن النقائص والعيوب كلها ؛لأن أصل الطيب الطهارة والسلامة من الخبث ،والله جل وعلا لم يزل ولا يزال كاملا بذاته وصفاته ،و أفعاله و أقواله صادرة عن كماله ،كمل سبحانه ففعل الفعل اللائق بكماله ،ومن هنا فأسماء الله الحسنى وصفاته العلا دالة على ما يفعله ويقوله ،فإنه سبحانه يفعل ويقول ما هو موجب كماله وعظمته ولا يفعل ولا يقول ما يناقض ذلك . فهو طيب ،وأفعاله طيبة ،وصفاته أطيب شيء ،و أسماؤه أطيب الأسماء ،واسمه الطيب لا يصدر عنه إلا طيب ،ولا يصعد إليه إلا طيب ،ولا يقرب منه إلا طيب ،فكلمه طيب ،وإليه يصعد الكلم الطيب ،وفعله طيب ،والعمل الطيب يعرج إليه ،فالطيّبات كلها له ،ومضافة إليه ،صادرة عنه ،ومنتهية إليه .
    وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )يدل على أن الله سبحانه لا يقبل من الأعمال والأقوال إلا ما كان موصوفا بالطيب ،وهو عام في جميع الأقوال و الأعمال ،فلا يعمل المرء المؤمن إلا صالحا ،ولا يقول إلا طيبا ، ولا يكتسب إلا طيبا ، ولا ينفق إلا من الطيب ،فإن الطيب تُوصف به الأعمال و الأقوال و الاعتقادات ،فكل هذه تنقسم إلى طيب وخبيث ،كما قال تعالى : {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ......} [المائدة : 100] ،والدين الحنيف كله دين طيب في عقائده وأحكامه وآدابه ، فعقائده التي ترجع إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره هي العقائد الصحيحة التي تطمئن لها القلوب ،وتطيب بها النفوس ،وتوصل معتقدها والمتمسك بها إلى أجلّ غاية وأفضل مطلوب ، و أحكامه وآدابه أطيب الأحكام و أطيب الآداب، بها صلاح الدين والدنيا والآخرة ،وبفواتها يفوت الصلاح كله .
    ولما طاب المؤمن في هذه الدار في عقائده و أعماله و أقواله أكرمه الله في دار القرار بدخول دار الطيبين التي لا يدخلها إلا طيب ،قال سبحانه :{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }،فعقّب دخولها على الطيب بحرف الفاء الذي يُؤذن بأنه سبب للدخول، أي :بسبب طيبكم قيل لكم :ادخلوها .
    اللهم اجعلنا من عبادك الطيبين الذين يُقال لهم يوم القيامة : { ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ }
    مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر

  2. #2

    افتراضي رد: اسم الله ( الطيّب)

    بارك الله فيكم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: اسم الله ( الطيّب)

    خطبة: من أسماء الله: الطيّب للشيخ الوليد الشعبان

    من أسماء الله الطيّب

    إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً أما بعد:
    عباد الله:
    اتقوا الله تعالى، واعلموا أن اسم الله (الطيّب) ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيب" رواه مسلم.
    والمعنى: أنه تعالى مقدَّس ومنزه عن النقائص والعيوب كلها؛ لأن أصل الطيب الطهارة والسلامة من الخبث، والله جل وعلا لم يزل ولا يزال كاملاً بذاته وصفاته، وينتظم تقرير هذا المعنى والدلالة عليه من اسمه الطيب قولُ المصلِّي في التشهد "والطيبات" أي: لله عز وجل. قال ابن القيم رحمه الله: "وكذلك قوله: "الطيبات" أي: الطيبات من الكلمات والأفعال والصفات والأسماء؛ لله وحده، فهو طيب، وأفعاله طيبة، وصفاته أطيب شيء، وأسماؤه أطيب الأسماء، واسمه الطيب، لا يصدر عنه إلا طيب، ولا يصعد إلا طيب، ولا يقرب منه إلا طيب، فكلمه طيب، وإليه يصعد الكلم الطيب، وفعله طيب، والعمل الطيب يعرج إليه، فالطيبات كلها له، ومضافة إليه، صادرة عنه، ومنتهية إليه، ولا يجاوره من عباده إلا الطيبون، كما يقال لأهل الجنة: (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [الزمر: 73]، وقد حكم سبحانه [في] شرعه وقدره أن الطيبات للطيبين ، بل ما طاب شيء قط إلا بطيبته سبحانه، فطيبُ كل ما سواه من آثار طيبته، ولا تصلح هذه التحية الطيبة إلا له" اهـ.
    فإن الطيب توصف به الأعمال والأقوال والاعتقادات، فكل هذه تنقسم إلى طيب وخبيث، كما قال تعالى: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) [المائدة: 100]، وقد قسم الله تعالى الكلام إلى طيب وخبيث فقال: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) [إبراهيم: 24]، (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) [إبراهيم: 26]، وقال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) [فاطر: 10]، ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث، ووصف المؤمنين بالطيب بقوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) [النحل: 32]، وإن الملائكة تقول عند الموت "اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب" رواه أحمد وابن ماجه واسناده صحيح ، وإن الملائكة تسلم عليهم عند دخول الجنة ويقولون لهم: (طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [الزمر: 73].
    وقد ورد في الحديث أن المؤمن إذا زار أخاً له في الله تقول له الملائكة: "طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا" رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم وله شواهد .
    فالمؤمن كله طيب، قلبه ولسانه وجسده، بما سكن في قلبه من الإيمان وظهر على لسانه من الذِّكر، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان وداخلة في اسمه.
    ولما طاب المؤمن في هذه الدار في عقائده وأعماله وأقواله أكرمه الله في دار القرار بدخول دار الطيبين التي لا يدخلها إلا طيب قال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [الزمر: 73]، فعقَّب دخولها على الطيب بحرف الفاء الذي يؤذن بأنه سببٌ للدخول، أي: بسبب طيبكم قيل لكم: ادخلوها.
    فالدُّور يوم القيامة ثلاثة: دار الطيب المحض، وهي لمن جاء بطيب لا يشينه خبثٌ، وهم المؤمنون الكمَّل، ودار الخبث المحض، وهي لمن يأتي بخبث لا طيب فيه، وهم الكفار، ودار لمن معه خبث وطيب، وهم عصاة الموحدين، فهؤلاء إذا دخلوا النار فإنهم لا يخلدون فيها بل يعذبون فيها بقدر أعمالهم، ثم يخرجون منها ويدخلون الجنة، فلا يبقى بعد ذلك إلا داران: دار الطيب المحض، ودار الخبث المحض.
    اللهم اجعلنا من عبادك الطيبين الذين يقال لهم يوم القيامة: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) [الأعراف: 49].
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ؛ أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
    الخطبة الثانية
    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، وأَشْهدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهَ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشهدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبدُ اللهِ ورَسولُهُ ، صَلَى اللهُ عَليْهِ وسلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا. أما بعد :
    عباد الله: ومن الآثار المترتبة على معرفة اسم الله الطيّب :
    محبة الله لصفاته وأسمائه وأسمائه الطيبة الكريمة
    ومنها أنه لا ينبغي للعبد أن يتقرب إلى ربه (الطيب) الا بالطيب من الاقوال والفعال والاموال.
    ومنها: محبة من اختاره الله من عباده لأن يكون طيبا من مخلوقاته لأنه لا يختار ولا يختص من المخلوقات إلا أطيبها.
    ومنها حمده سبحانه واللهج بذكره وشكره على ما هدى وأنعم علينا.
    اللهم أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت بها علينا، اللهم أوزعنا أن نشكر نعمك التي أنعمت بها علينا. اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، يا ذا الجلال والإكرام.
    = اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا ، و إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تشمت بنا أعداء و لا حاسدين ، اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ، ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك .
    = اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى وألّف بين قلوبهم ووحد صفوفهم وارزقهم العمل بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
    = اللهم أصلح أحوالنا ونياتنا وذرياتنا واختم بالصالحات أعمالنا وبلغنا فيما يرضيك آمالنا. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: اسم الله ( الطيّب)

    رقم السؤال:
    72870
    العنوان:
    الطيب من أسماء الله تعالى
    السؤال:
    هل اسم الطيب من أسماء الله تعالى أم من باب الأوصاف والأخبار؟ وما هو الضابط في تمييز الأسماء من الأوصاف والأخبار ؟
    الجواب:
    الحمد لله
    أولا :
    الطيب من أسماء الله تعالى ؛ لما روى مسلم (1015) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَقَالَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ).
    وقد عدّ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله اسم "الطيب" من أسماء الله تعالى الثابتة بالسنة الصحيحة. انظر : "القواعد المثلى" ضمن مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (3/278).
    ثانيا :
    الفرق بين الاسم والصفة :
    جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/16) سؤال عن الفرق بين الاسم والصفة ، فأجابت :
    " أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به ؛ مثل : القادر ، العليم ، الحكيم ، السميع ، البصير ؛ فإن هذه الأسماء دلَّت على ذات الله ، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر ، أما الصفات ؛ فهي نعوت الكمال القائمة بالذات ؛ كالعلم والحكمة والسمع والبصر ؛ فالاسم دل على أمرين ، والصفة دلت على أمر واحد ، ويقال : الاسم متضمن للصفة ، والصفة مستلزمة للاسم " انتهى .
    وانظر السؤال رقم (22642) وقال الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف : " ولمعرفة ما يُميِّز الاسم عن الصفة ، والصفة عن الاسم أمور ، منها :
    أولاً : أن الأسماء يشتق منها صفات ، أما الصفات ؛ فلا يشتق منها أسماء ، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم ، صفات الرحمة والقدرة والعظمة ، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر.
    فأسماؤه سبحانه وتعالى أوصاف ؛ كما قال ابن القيم في النونية
    أسماؤُهُ أوْصافُ مَدْحٍ كُلُّها *** مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعان ِ
    ثانياً : " أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله ؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب ، أما صفاته ؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال ، لذلك قيل : باب الصفات أوسع من باب الأسماء "
    [مدارج السالكين 3/415].
    ثالثاً : أن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها ، لكن تختلف في التعبد والدعاء ، فيتعبد الله بأسمائه ، فنقول : عبد الكريم ، وعبد الرحمن ، وعبد العزيز ، لكن لا يُتعبد بصفاته ؛ فلا نقول : عبد الكرم ، وعبد الرحمة ، وعبد العزة ؛ كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول : يا رحيم ! ارحمنا ، ويا كريم! أكرمنا ، ويا لطيف! الطف بنا ، لكن لا ندعو صفاته فنقول : يا رحمة الله! ارحمينا ، أو : يا كرم الله ! أو :يا لطف الله ! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف ؛ فالرحمة ليست هي الله ، بل هي صفةٌ لله ، وكذلك العزة ، وغيرها ؛ فهذه صفات لله ، وليست هي الله ، ولا يجوز التعبد إلا لله ، ولا يجوز دعاء إلا الله ؛ لقوله تعالى : ( يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) النور : 55 ، وقوله تعالى : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )غافر :60 ، وغيرها من الآيات " انتهى من "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة" ص 17
    وأما الفرق بين باب الأسماء والصفات ، وباب الأخبار فمن وجهين : الأول : أن الأسماء والصفات توقيفية ، فلا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم . وفي الإخبار يجوز أن يخبر عن الله تعالى بما لم يرد في الكتب والسنة مما يصح معناه ، كقولهم : قديم الإحسان ، واسع الجود .
    والثاني : أن أسماءه سبحانه حسنى ، وصفاته علا ، كما قال : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأعراف/180 ، وقال : ( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) النحل/60
    والحسنى : تأنيث الأحسن ، أي أسماؤه بالغة في الحسن غايته . والمثل الأعلى : الوصف الأعلى ، قال الشوكاني في "فتح القدير" (4/314) : " قال الخليل : المثل الصفة : أي وله الوصف الأعلى في السموات والأرض " انتهى .
    أما الأخبار : فيجوز أن يخبر عن الله تعالى بما لا نقص فيه ، وإن لم يتضمن أعلى الكمال ، كالإخبار عن الله بأنه قديم وموجود وشيء ، قال تعالى : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) الأنعام/19
    قال ابن القيم رحمه الله : " ويجب أن تعلم هنا أموراً :
    أحدها : أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ، كالشيء والموجود والقائم بنفسه ، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا .
    الثاني : أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه ، بل يطلق عليه منها كمالها ، وهذا كالمريد والفاعل والصانع ، فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ، ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق ، بل هو الفعال لما يريد ، فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا . الثالث : أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق ، كما غلط فيه بعض المتأخرين ، فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر ، تعالى الله عن قوله ؛ فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها ...
    السابع : أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي ، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا ، كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه .
    فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع .
    الثامن : أن الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل ، فيخبر به عنه فعلا ومصدرا ، نحو السميع البصير القدير يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة ، ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو: ( قد سمع الله ) ( فقدرنا فنعم القادرون ) هذا إن كان الفعل متعديا ، فإن كان لازما لم يخبر عنه به نحو : الحي ، بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل ..." انتهى من "بدائع الفوائد" (1/170).
    والله أعلم .
    للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: اسم الله ( الطيّب)

    من أسماء الله الطيب ويجوز التكني به
    السؤال: هل الباعث من أسماء الله؟ وكذلك الطيب؟ وهل يجوز التكني بأبي الطيب؟ الجواب: لا أذكر نصاً خاصاً في اسم الباعث. أما الطيب فقد ورد في صحيح مسلم : (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً). ويجوز أن يسمى الإنسان الطيب، وأن يكنى بأبي الطيب؛ لأن من أسماء الله ما يسمى بها غيره، ومنها ما لا يسمى به سواه سبحانه وتعالى، فمما يسمى به غيره: الرءوف والرحيم والسميع والبصير تطلق على المخلوق كما قال الله عز وجل: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]، والمقصود بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عز وجل: إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [الإنسان:2]، وكذلك العزيز وكذلك الكريم، لكن ما يضاف إلى الله عز وجل يختص به وما يضاف إلى المخلوقين يختص بهم، وهناك أسماء لا تطلق إلا على الله مثل: الله والباري والصمد والرحمن وغيرها.
    الكتاب : شرح سنن أبي داود
    المؤلف : عبد المحسن العباد

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: اسم الله ( الطيّب)

    أحاديث الشيعة أخي خصوصا اذا كانت شيعي كوفي عن شيعي كوفي توقوها اذا كانت دون شواهد عواضدة خصوصا في الأمور التي تتطلب أدلة احتجاج وليس أدلة اعتبار . .

    وعدي بن ثابت احرص فقط على احاديث عن البراء ولكن بشرط ايضا رواية مثل شعبة عنه . . ويتوقى روايات الاعمش وماشابه فما بالك بفضيل بن مرزوق

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: اسم الله ( الطيّب)

    حدثنا ابن نمير ، حدثنا الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، قال : قال علي : والله إنه لمما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه لا يبغضني إلا منافق ، ولا يحبني إلا مؤمن. (مسند أحمد ابن حنبل - 632)


    حدثنا خلف ، حدثنا قيس ، عن الأشعث بن سوار ، عن عدي بن ثابت ، عن أبي ظبيان ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي ، إن أنت وليت الأمر بعدي ، فأخرج أهل نجران من جزيرة العرب. (مسند أحمد ابن حنبل - 652)


    حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي ، قال : عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم : أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق. (مسند أحمد ابن حنبل - 720)

    حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش ، عن علي ، قال : عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق. (مسند أحمد ابن حنبل - 1039)


    أخي بيومي اذا مر هنا . . .طريق ابي هريرة هل له طريق محترم غير الذي في صحيح مسلم؟
    ؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: اسم الله ( الطيّب)

    أظن قال الحاكم . . وتأمل . . عيب مسلم بذكر فضيل بن مرزوق في صحيحه او عبارة مشابهة. . (للمراجعة) . . . وليس له الا حديثين عند مسلم ومحال ان يخرج البخاري عنه فيما ليس المجال لذكره هنا . .
    والمقصد عندما نتصدى لأمر جلل حول "الله عز وجل" ابحث عن الرصين المتين . . .
    نتوقى . . .فرب كلمة جاذبة فيها مايخفى الا اذا ثبتت دون شكوك وقتها تحتج بها . . .
    مثلا وصف الله بالعارف . . وماشابه . . أو القديم كما ذكر الطحاوي في عقيدته . . .. الخ . .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: اسم الله ( الطيّب)

    نأتيل لمتن الحديث فمطلعه تلين له الأبشار . . . ولكن آخره "أن الله لا يستجيب الدعوة للبعض" وهو خلاف المحكم الثابت . . أنه لا يرد يدي عبده خائبيتين . .مهما كانت ذنوبه ومعاصيه . .

    وبالمجمل حديث اعتباري وليس احتجاجي . .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •