أغلب طلبة العلم يعرف أن للحافظ العراقي شرحان على ألفيته الموسومة بـ((التبصرة والتذكرة)) والمشهورة بـ((ألفية الحديث)) ، وقد انتهى العراقي من نظم ألفيته تلك يوم الخميس ثالث جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وسبع مئة، كما سطره في شرحه لها المطبوع (3/280) = شرح مبسوط ، والآخر متوسط.
لكن هناك خلط عند بعض طلبة العلم ناتج عن أن شرح العراقي المتوسط على ألفيته في الحديث قد طبع مرتين بعنوانين مختلفين فظن بعض الطلبة أن التنوع في العنوان بسبب اختلاف الشرحين وليس الأمر كذلك ، والصواب أن للعراقي شرحين على منظومته في علم الحديث :
الشرح الأول: شرح كبير لم يطبع ذكره في مواضع عديدة من شرحه المتوسط الذي يأتي الكلام عليه، وهذا الشرح لم يكتمل ذكر العراقي أنه عدل عنه لميوله إلى شرح متوسط (1/3 و30 و43 و66 .... وغير ذلك)، وقد ذكره السخاوي في "فتح المغيث" ونقل عنه (1/121)، وهو غير مطبوع ، قال عنه الشيخ عبد الكريم الخضير في مقدمة تحقيق فتح المغيث للسخاوي (ص153) : ولم أقف له على ذكر في فهارس المخطوطات .
الشرح الثاني: شرح متوسط ، وقد طبع هذا الشرح مرتين :
الأولى : بالمطبعة الجديدة بطالعة فاس سنة 1354هـ باسم : شرح التبصرة والتذكرة، اعتنى بتصحيحها وتعليق مقدمة عليها محمد بن الحسين العراقي الحسيني. وبذيلها طبع فتح الباقي على ألفية العراقي ، للشيخ زكريا بن محمد الأنصاري (ت926هـ). وأعيد تصويرهذه الطبعة بدار الكتب العلمية – بيروت بدون تاريخ.
الثانية : بمصر سنة 1355هـ بعناية رجال جمعية النشر والتأليف الأزهرية باسم: ((فتح المغيث بشرح ألفية الحديث)) وعلق عليها الأستاذ محمود ربيع المدرس بالأزهر.
وأمَّا فيما يتعلق بتحقيق عنوان هذا الشرح ، فقد بين الشيخ عبد الكريم الخضير في مقدمة تحقيقه على "فتح المغيث" للسخاوي (ص163 – 164) أن شرح السخاوي على ألفية العراقي اسمه (فتح المغيث) ثم ذكر اختلاف العلماء في تسمية شرح العراقي وبين أن الفصل في ذلك للنسخ الخطية الموثقة فإن وجد منها ما سمي بفتح المغيث من شرح المصنف فلا مانع من التوافق في التسمية لوجوده في كثير من كتب العلم ن فهذا أبو حيان يسمس تفسيره بـالبحر المحيط ، والزركشي يسمي كتابه في أصول الفقه بالبحر المحيط أيضًا ، ومن تصفح كشف الظنون وذيله وجد من ذلك الأمثلة الكثيرة حتى إنا وقفنا ضمن مؤلفات السيد صديق حسن خان على كتاب اسمه : فتح المغيث بفقه الحديث .