تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 53

الموضوع: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    بسم الله الرحمن الرحيم..
    الحمد لله الذي حكم لأهل العلم على من سواهم فقال"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"..والصلاة والسلام على إمام العلماء القائل "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"..وعلى آله وأصحابه الميامين ..والتابعين لهم بإحسان من حملة العلم والمجاهدين

    أما بعد..فهذا سِفر كتبته بعون اللطيف..اقتبسته من نور الكتاب..وأمليته عن الفؤاد إلا في مواضع نادرة اقتضتني دقة النقل فيها أن أرجع لمصادرها ..وعلى الله في ذلك العماد
    وهو الهادي سبحانه إلى سبيل الرشاد
    وقصدت به أن يكون ذخيرة لي قبل إخواني من طلبة العلم، وإن كنت والله عيّلا عليهم.
    جمعت فيه بين شرائط العلم وأسبابه ..ولطائف معارف وفرائد فوائد..مقتصرا على مرجع وحيد هو كتاب الله عز وجل في تقرير الأصول مستعينا بالسنة وكلام السلف..ليكون عمدة في انتهاج هذا المنحى في استخراج اللآليء من كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..وعدّة للطالب في المسير..بحيث تكون أمّات هذا المبحث مستحضرة في ذهنه وأضواء الطريق منتشرة من حوله ..بمحفوظه من الآيات ..ولم أعز الشواهد من السنة إلى مصادرها استغناء بصحتها..
    عن عزوها..
    والله المستعان وعليه التكلان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    *"واتقوا الله ويعلمكم الله"
    رتّب العلم على التقوى..لأن حقيقة العلم نور يقذفه الله في الصدور..
    وليس هو مجرد حفظ مدونات السطور..
    وكرر لفظ الجلالة..مع أن المعهود في التكرار إذا خلا عن سبب وجيه..
    خروج عن البلاغة..وإملال للأذن..
    فلو قال قائل:واتقوا الله ويعلمكم..لم يلحن في ذلك..
    ولكنه سبحانه كرر اسمه الشريف..تنبيها على علاقة العلم بالتقوى..
    فكأن الله أراد أن يقول..اتقوا الله..لأن من تتقونه هو ذاته الله الذي يعلمكم..
    فثم من يقول..إن الواو..لا تتضمن ترتيبا....بحجة أنها للعطف وليس من معانيها الترتيب كالفاء وهذا صحيح من حيث الأصل
    قال شيخ الإسلام في الفتاوى (قد يقال: العطف قد يتضمن معنى الاقتران والتلازم..كما يقال:زرني وأزورك وسلم علينا ونسلم عليك ونحو ذلك..إلى أن يقول رحمه الله تعالى(فقوله "واتقوا الله ويعلمكم الله قد يكون من هذا الباب فكل من تعليم الرب وتقوى العبد يقارن ذلك ويلازمه ويقتضيه فمتى علمه الله العلم النافع اقترن به التقوى بحسب ذلك ومتى اتقاه زاده من العلم وهلمّ جرا) انتهى)

    والناظر في علم الصحابة..يعلم أن سببه الأعظم بعد شرف استقائهم من معين المعصوم ..الورع والتقوى الفريدان..فلم يكن ابن عباس أو ابن مسعود رضي الله عنهما أو غيرهما من فقهاء السلف..يحفظون المتون العلمية والمصنفات الضخمة كما هو حال المتأخرين سوى ما معهم من كتاب وسنة..
    وقد قرن الله بين الأمر بالتقوى والأمر بالعلم في غير موضع كقوله "واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم" تأكيدا على المعنى السابق

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء"
    قال الإمام أحمد مقتبسا من نور الآية:أصل العلم الخشية..
    وقد وصف الله تعالى أنبياءه عليهم الصلاة والسلام فقال"الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله"
    وثبت عن خاتمهم صلى الله عليهم وسلم أنه قال للثلاثة المتنطعين: أما إني أتقاكم لله وأخشاكم له
    فليس غريبا أن تكون الخشية من أخص خصائص ورثتهم الحقيقيين وهم العلماء الربانيون
    والمـتأمل في اختصاص ذكر الخشية بالعلماء..دون غيرها..يقع على السبب
    فلم يقل سبحانه:إنما يرجو الله من عباده العلماء..وما قال:إنما يحب الله من عباده.. ولا غير ذلك..
    لأن الخشية منزلة تجعل من طالب العلم..لا أقول عاملا بما يعلم فحسب..بل داعيا غيره..
    آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر..دون مخافةٍ في الله لومة لائم
    وهذه صفة العالم الرباني
    ولأن العلم بالخالق..وأسمائه وصفاته..يورث مراقبته..وقدره سبحانه حق قدره..وهذه حقيقة الخشية..
    وبالعكس..فإن خشيته سبحانه..تورث عناية من الله تعالى بعبده..يرزق بها مزيدا من العلم
    والحب لله تعالى يقتضي الاتباع كما قال "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني"..ولايك ن الاتباع لأحد في الأصل إلا عن معرفة به..وهو ما يلزم من الخشية
    قال الراغب "الخشية خوف يشوبه تعظيم وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه"..وهذا دقيق بتأمل السياقات التي ورد فيها ذكر الخشية..
    والخشية تمنع صاحبها من الكذب..الذي ينافي العلم..ويناقضه جملة وتفصيلا..ولهذا ترد رواية الضعيف فضلا عن الكذاب أو المتهم..
    ولهذاأيضا تجد الخوارج لا يقعون في الكذب ويروي عنهم البخاري وغيره..يرغم بدعتهم المغلظة ..ولا يكفّرون على الصحيح..وبدعتهم على التحقيق:أنهم عبدوا الله بالخوف وحده ثم غلوا فيه حتى عميت أعينهم عن آيات سوى الترهيب..بخلاف الرافضة فهم أكذب الطوائف
    وأما الرجاء..فالغالب في الناس أنهم يرجون الله وما عنده..لأن النفس مجبولة على حب ذاتها والطمع..دون ارتباط ذلك بالعلم بنفس الوتيرة الذي يرتبط به الخوف..أو الخشية بتعبير أدق
    فإن قيل قد قدّمت الخوف على منزلة الحب..والمعلوم أن الحب بمثابة رأس الطائر كما يقول الإمام بن القيم..والخوف والرجاء جناحاه
    قلت:ليست الخشية هي ذات الخوف..بل هي معنى يلتئم من الخوف والتوقير والإجلال"فلا تخشوهم واخشوني"
    والتعظيم والتوقير المبني على حق..يتضمن الرجاء في المعظّم..بدليل سيدة السور فإذا قال العبد" مالك يوم الدين" قال الله مجدني عبدي فدل أنه تعظيم..وحينئذ..يق ول العبد"اهدنا الصراط المستقيم"..والدع ء رجاء
    وبدليل سيد الاستغفار..فإن العبد يقدم بين يدي حاجته تعظيما فيقول"اللهم أنت ربي خلقتني..إلى أن يقول فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
    ثم هذا التوقير والتعظيم..يقتضي الطاعة..والطاعة علامة المحب كما قال الشاعر:
    لو كان حبك صادقا لأطعته...إن المحب لمن يحب مطيع..

    كما أن المقصود بيان علاقة الخشية بالعلم علاقة السبب بالمسبب..فهي أوثق من علاقة الحب به....ذلك أن آية حب الله الاتباع..ولايكون الاتباع حقيقيا بل لا يكون متصوّرا إلا عن خشية..تورث علما..أو عن علم يورث خشية
    ولهذا تميّز الأئمة والعلماء الصّديقون الربانيون..عبر الزمان بقولهم الحق..دون أن يخافوا في الله لومة لائم..
    ولو أدى ذلك إلى سجنهم أو قتلهم..أو التنكيل بهم..لسبب يسير ألا وهو تقديم خشيتهم لله على خشية من سواه"فالله أحق أن تخشوه"
    وكان السلف كما يفهم من كلامهم..يغلبون في الوعظ جانب الخوف على الرجاء..إلا من وجدوه قانطا عالجوه بما ينفعه من الرجاء..والمتتبع لآي القرآن..يجد أن النار مذكورة أكثر بكثير..من الجنة..وهذا بميزان العليم القائل"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    الرحمن* علم القرآن*خلق الإنسان*علمه البيان"
    مقدمة هذه السورة الشريفة..نبهت على أصل العلم..وهو الوحي القرآني..
    فلابد على طالب العلم..أن يتقصد البدء بحفظ كتاب الله..وفهم معانيه..
    ولما كان القرآن عربيا..ألمحت الآية إلى أن علم القرآن متعلق بالبيان..
    فيلزم ممن قصد فهم الكتاب ومقاصده وأسراره وإعجازه..أن يكون متضلعا بالقدر الكافي من العربية..وهذا جلي في قوله ""كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون"
    وأوحت الآية كذلك.. بطريق الإيماء..أن صاحب القرآن قوي الحجة..لأن البيان اسم مصدر من بيّن..
    وخير البيان هو القرآن..فمن اختلط حبه للقرآن بشحمه ولحمه ودمه..أكسبه ذلك قوة في الحجة..وبراعة في المنطق والبرهان
    ولكن صاحب الحديث أقوى حجة منه..لأن السنة من مراميها (بيان) ما أجمله الله تعالى في كتابه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    "اقرأ باسم ربك الذي خلق*خلق الإنسان من علق*اقرأ وربك الأكرم*الذي علم يالقلم*علم الإنسان مالم يعلم"
    تضمنت هذه الآيات على نفائس..والسعيد من يوفقه الله بالعمل بها بعد الظفر بفهمها..
    الأولى-أن الله تعالى قيّد تعليمه الإنسان..بالقلم.. فدل أن معالجة آفة نسيان العلم تكون بتقييده بالقلم..بالتلخيص وتدوين الفوائد والنكت والملاحظات
    الثانية-أن الأمر بالقراءة..جاء معدّى بباء الاستعانة..والمع نى أن فهم القرآن خاصة والوحي بعامة وما يتفرع عنه من علوم..
    لابد أن يصحبه من الاستعانة بالله والافتقار إليه والتوكل عليه..والتنصّل من الحول الذاتي..إلى حول الله وقوته..ما على مثله تتحقق معية الله تعالى وعنايته وفتحه على السالك في مدراج العلم..ولا يخفى مافي التوسل باسم الرب من التوفيق والتسديد والإلهام..لأن الربوبية مصدر جامع لمعاني أسماء الله تعالى وصفاته..وهي حجة الله على عباده في إلزامهم بتأليهه"ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله"
    وسير أكابر أئمة أهل العلم..ملأى بما يدل على عنايتهم بهذا الشرط..ومن أبرز ذلك ما كان من أمر شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
    فلطالما عفّر وجهه بالتراب في المساجد المهجورة..وهو ساجد يقول:اللهم يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني..ولهذا قال الملائكة" سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا"

    الثالثة:-تكرار لفظ فعل الأمر"اقرأ" مرتين..ويقارنها تكرير لفظ الفعل الماضي"علّم"..
    وفي ذلك إشارة إلى أن القراءة مرة بعد مرة..والمراجعة تلو الأخرى..وترديد المحفوظ بعد الترديد..
    شرط في ثبوت العلم..وازدياد الفهم للمعلوم..
    وليس عبثا أن يأتي فعل التعليم..بصيغة الماضي الدال على التحقيق..في حين جاء فعل القراءة بصيغة الأمر
    كأن الله تعالى يقرر أنه كما خلق وهو أمر لا يجادل فيه أحد..فإنه سبحانه هو من علّم..وما عليك يابن آدم..سوى القراءة بتحقيق الشروط

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    يتبع إن شاء الله تعالى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    "وعلم آدم الأسماء كلها"
    يستشف منها ضرورة اهتمام طالب العلم بمفردات اللغة..ومعرفة لسان العرب
    فقد عبر بلفظ العموم "كل"..والراجح في أصل اللغة أنها تعليم من الله بالإلهام..
    ولا ينافي هذا أن تكون تطورت مع الزمان..لكن أن يقال إن مجموعة من العقلاء اصطلحوا على تسمية الأشياء..فبعيد..و ليس عليه دليل قط

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون"..
    التفصيل هو الإسهاب في ذكر ما أوجز وأحكم..
    فعلى طالب العلم أن يعتني بتقسيم المباحث وتفصيل إشكالاتها وفروعها..حتى تكون حاضرة..في ذهنه وقت الحاجة إليها
    ومن سمات بحور العلم..اتضاح الفروق بين دقائق المسائل..وتفريعا تها
    ونضرب على هذا مثالا يسيرا..بالتوحيد..
    فهو في مجمله إذا لخص بجملة :شهادة أن لا إله إلا الله..وأن محمدا رسول الله
    فإذا أردت استقراء التوحيد وجدته منقسما إلى ثلاثة أنواع:-
    توحيد الألوهية..وتوحيد الربوبية..وتوحيد الأسماء والصفات..
    وكل واحد من هذي الأقسام..يتفرع عنه شعب ومقتضيات ولوازم..وهكذا

    يتبع إن شاء الله تعالى

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم"
    هذه قاعدة جليلة..وهي على صغرها ,يندرج تحتها من الفوائد واللطائف علم جمّ وأسوق إليك طرفا من ذلك..وبالله التوفيق ومنه السداد:-
    -قدّم العلم على العمل..ولذلك بوّب البخاري باب العلم قبل العمل

    -ذكر من العلم أخصّه..وهو التوحيد الخالص الذي يطهر القلب من الشرك..والشبهات
    وذكر من العمل الذكر..وخصّ الاستغفار..لأنه يطهر القلب من الغفلة..والشهوات
    واجتناب البدع والمعاصي صفة طريق المسلم الحق..مثلما أن تحقيق الاعتقاد مقدم على معرفة تفاصيل الحلال والحرام في طريق طالب العلم..
    وخص الاستغفار كذلك.. تلويحا على أن الله" "لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء"

    -وجمع بين طلب العلم والاستغفار ..تطهيرا لطالب العلم من العُجب..وحبه محمدة الناس..والتفاته لحظوظ نفسه

    -ذكر سبحانه المعمول في فعل "اعلم"..وحذفه في فعل "استغفر"..لأن من عَلِم اللهَ وأنه لا إله إلا هو حق المعرفة..استغفره ولابد ..والقرآن جاء بأبلغ عبارة دالة على المقصود..والاختص ار من طرائق الطلبة الأذكياء..إذا استشرحوا أو قرؤوا المطوّلات..وقد حذف سبحانه من شهادة التوحيد ههنا الأمر بعلم أن محمدا رسول الله..لأن الخطاب له عليه الصلاة والسلام..فاكتفى بذلك عن ذكرها..ولأن الأصل أن العلم بالله..سبب للعلم برسله وأنهم واسطة الحق إلى الخلق في التبليغ

    -نصّ على الذنب في حق الرسول صلى الله عليه وسلم..فقال "لذنبك"..وحذفه في حق المؤمنين والمؤمنات..لأن الأصل أن يستغفر الإنسان لذنبه هو فلا يتكل على غير ربه..ولأن المؤمنين والمؤمنات..أولى بثبوت الذنوب في حقهم سدا لذريعة أن يداخل أحدهم كبر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله"ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"..ولأنه صلى الله عليه وسلم أسوة لنا..فاستغفاره ربه..سبب لأن يقتفي المؤمنون أثره في ذلك


    -ختم بقوله "والله يعلم متقلبكم ومثواكم"..فقابل تحقيق التوحيد بالمثوى..وقابل الاستغفار بالتقلّب
    لأن الجنة مثوى كل موحد وإن وقع في الكبائر..والمعاص ي سبب لتقلب القلوب والاستغفار سبب لثباتها..ومنه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"

    والله أعلم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    الله ينفع بك أبا القاسم

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    وبك أخي سيف..وبورك فيك على المرور والدعاء الكريم
    --------------

    وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين"
    هذه إشارة أن المبالغة في الاشتغال بالشعر..يصرف عن العلم النافع ..
    ولهذا قال الشافعي:ولولا الشعر بالعلماء يزري...لكنت الآن أشعر من لبيدِ
    وأبلغ منه قول النبي صلى الله عليه وسلم:لأن يمتليء جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتليء شعرًا
    وكثير من الطلبة..يقضي الأوقات الطوال في حفظ الأشعار..على حساب السنة..وربما القرآن
    فيقال لمثلهم..إنما يستعان بدواوين العرب طلبا لفهم اللغة والقرآن..
    أما صرف الهمم للإحاطة بأشعار العرب..أو الإكثار من النظم..
    فثم ما هو أولى منه..وإني لأعجب من اشتغال فئام من أهل العلم بوضع المنظومات إلى يومنا هذا..مع كون القدامى لم يتركوا فنّا إلا كتبوا فيه عشرات المنظومات..
    فألئك ضوّعوا العلم ..وبعض هؤلاء ضيّعوه..وإن كان قد يلتمس العذر لبعضهم....ومن باب الترف هذا..أن يجرد أحد علماء النحو وقته لإعراب ألفية ابن مالك!

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    977

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    جميل....عسلك الله حبيبي أبا القاسم
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    240

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    مسدَّداً دمتَ أبا القاسنم .
    وما عبَّرَ الإنسَانُ عن فضلِ نفْسِهِ ** بمثلِ اعتقادِ الفضلِ في كلِّ فاضلِ
    وليسَ من الإنصافِ أنْ يدفعَ الفتى ** يدَ النَّقصِ عنهُ بانتقاصِ الأفاضل !

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    بورك فيكما أيها الكريمان العزيزان على دعوتيكما..ولكم بمثل
    ------------------

    -"لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"آل عمران
    -"هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"الجمعة-2
    -"كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون"البقرة 151
    -"ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم"129البقرة
    وههنا هنا ملحوظات..وبإزائه ا تعليقات
    -يلاحظ من تدبر هذه الآيات..أن الله سبحانه وتعالى قدم التزكية على تعليم الكتاب والحكمة.. ما خلا آية ..فتقدم تعليم الكتاب والحكمة على التزكية..
    والسر في ذلك ..أن الآية التي تقذّم فيها ذكر التعليم على التزكية..هي حكاية على لسان الخليل عليه السلام..والمقام مقام دعاء..والأليق بالدعاء أن يقدّم العلم..كما علم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم"وقل رب زدني علما"..وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا لابن عباس فقال"اللهم فقهه في الدين"..وفي لفظ"وعلمه التأويل"
    وأنه دعا لمعاوية فقال"اللهم علمه الكتاب"..لأن الدعاء بذكر السبب غالبا ما يكون أصدق من الدعاء بالغاية..
    فهناك من يقول:اللهم أدخلني الجنة..وثم من يقول:ارزقني الشهادة في سبيلك..فالأول قد لا يلتفت للعمل..والثاني لحظ معنى ثمن الجنة..وأنها محفوفة بالمكاره..فإبراه يم عليه السلام..قد قدم علم الكتاب على التزكية..باعتبار أن الاستنارة بالوحي..سبب لتزكية النفس ورفعتها فهو عليه الصلاة والسلام لحظ هذا المعنى وفيه قوله تعالى"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"..وحرف الخفض"من" للجنس وليست للتبعيض قطعا..وكذلك قوله سبحانه"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"..والقرآن خير الذكر....والنفس المطمئنة..نفس زكيّة

    أما في الآيات الثلاث الأخر..فهي من كلام الله ابتداء..وهي في مقام الامتنان..فناسب كرمه سبحانه أن يقدم الغاية التي أرادها إبراهيم..
    وهي التزكية..بمنزلة من سأل الله شيئا..فأعطاه الله خيرا مما سأل..
    وأيضا..فإن تزكية النفس وتهذيبها بالإيمان ومكارم الأخلاق وأدب الطلب..يجب أن يتقدم على العلم البحت
    ويدل عليه..ما ورد عن ابن مسعود..وابن عمر..من تعلم الإيمان قبل القرآن
    وكذلك ما نقل عن غير واحد من السلف كسفيان الثوري "تعلمنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله"..
    فلو أنه تزكى في البدء..لما قال ذلك..لكنّ الله تكرّم عليه ولطف به ..فصرف توجهه إليه..وزكى قلبه بحرصه على العلم
    والحاصل أن العلم سبب لرفعة النفس في مقام التزكية..والاهتم ام بتزكية النفس عن الرزايا..شرط للعلم الذي ينفع صاحبه..فالنسبة بينهما مطردة

    -كل الآيات اشتركت في البداءة بذكر وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها تلاوة الآيات
    لأن هذا هو الأصل ولكن بشرط الفهم والتدبر والعمل..كما نقل عن عبد الرحمن السلمي"حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل..قال فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا"
    فيجب على طالب العلم دونما أدنى ريب..أن يقدم حفظ الكتاب..وتدبره..و فهمه ما استشكل عليه..ولو بتفسير صغير الحجم..
    ثم يشرع بعد ذلك في التوسع في المتون وغيرها..مع الأخذ بحظ وافر من القرآن..لأن الله قدم الكتاب على الحكمة..التي هي السنة..وكما قال الشافعي"كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهه من القرآن مستدلا بقول الله"وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم"

    -ثلاث آيات منهن اختتمت ببيان حال الأمة قبل البعثة من التيه والانحراف لمناسبة ذلك في معرض الامتنان ( ثنتان منها نصت على الضلال المبين..وواحدة أشارت إلى تفسير هذا الضلال وأنه الجهل السابق بقوله تعالى"ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون")..وآية اختتمت بالثناء على الله تعالى وذكر اسمين من أسمائه الحسنى "العزيز الحكيم"..لأن مقام الدعاء يلائمه الثناء..


    وأما اختصاص ذكر هذين الاسمين ههنا..فهو أدب الأنبياء..فنبّه على العزة..لأن هداية الضلّال ..لا ينفع الله بشيء ..كما أن معصيتهم..لا تضره..وثنى بـذكر اسم الله "الحكيم"..لأن إرسال الرسل بالكتب المشتملة على الحجة البالغة والرحمة الهادية..هو من لازم حكمة الله تعالى..وهذا نظير قول عيسى عليه السلام"إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون"
    من ثمار العلم الصحيح..أن يعقل أهل العلم الأمثال التي يضربها الله عز وجل..
    ويضربها نبيه صلى الله عليه وسلم..
    كذلك من أسباب الإعانة على الفهم والتمكن في العقل عن الله..أن يعتني الطالب بأمثال القرآن..
    وإن كان المطلوب بالطبع أن يعتني بكل آية..لكن المقصود..أن العناية بالأمثال خاصة..من أسرار الدربة على الفهم..ولهذا قال سبحانه عقيب مثل البعوضة "فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم"

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    "إن في ذلك لآيات للعالِمين"
    التفكر في ملكوت الله ومخلوقاته..والوق وف على دلائل جبروته ورحموته..
    وجلاله وعظمته..ما انفك صفةً أصيلة في كل مؤمن..وهي في حق العالم أوجب منها في حق عامة الناس..وقد نبه الإمام الجهبذ بن القيّم وأفاض في ذكر بعض عجائب ما خلق الله عن متابعة دقيقة منه وليس نقلا عن غيره.. كحديثه عن النحل مثلا..في شفاء العليل

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    " أأنتم أعلم أم الله"..؟
    هذا سؤال استنكاري من الله تعالى..والجواب:ب الله أعلم..
    وهذا الجواب الحتم سر من أسرار التواضع..فإنك لا تجد عالما نحريرا مخلصا إلا أكثر من هذه الإحالة إلى علم الله المطلق..ولا تجد متطفلا على العلم أو معجبا بعلمه..إلا أقلّ منها..دفعا لتوهم الناس –في ظنه-أن يقولوا لو كان راسخا لجزم في المسألة..

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا"
    هذا على قراءة الوقف عند قوله"وما يعلم تأويله إلا الله"..
    وفرق بين العالم..والراسخ في العلم..فكلاهما قد يشترك في حفظ ذات الأشياء
    أما الراسخ..فهو كالجبل لا تهزه عواصف الشبهات التي يوردها المبطلون..وإن لم يهتد لبيان مشكلها أو ما ظاهره التعارض..فتراه مسلّما بأنه الحق..كما لو كان يراه رأي العين أو أزيد من ذلك..وقد أسدى الإمام بن تيمية..لتلميذه ابن القيم نصيحة نفيسة احتفى بها فقال له"لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها"

    فتكسوه هذه الخصلة من كرامة الله له والعناية به باستعماله في مرضاته والذب عن دينه
    في المواطن التي يعز فيها الرجال..مع ما يصحب ذلك من الثبات في المحن والصبر على اللأولاء

    وأما على الوقف على قوله "والراسخون في العلم"..فيكون الراسخون مشمولين في علم تأويل المتشابهات..
    ودخولهم في علم ذلك بواو العطف مع الله تعالى..شرف لا يدانيه شرف
    والله أعلم

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم"
    فالاختلاف من بعد مجيء العلم دليل على البغي ..والتعصب..والظلم
    وليس هو من باب اختلاف التنوع..إذا كان في المسألة دليل شرعي واضح ليس معارَضا بغيره
    ولهذا قال الشافعي :إذا صح الحديث فهو مذهبي..وقال أحمد : من ترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة..وقال أبو حنيفة:إذا أتاك الحديث من رسول الله فاضرب بقولي عرض الحائط..وقال مالك:كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر
    فمن وجد نفسه يختار قول إمام يبجله أو شيخ يحبه..مع كون حجة غيره أقوى..فليتهم علمَه وقلبه
    ويكون بذلك تخلّق بخصلة من خصال اليهود..الذين لم يكن مجيء العلم إياهم..إلا مزيد إضلال لهم حين بغوا برفضهم الإذعان له

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: تنوير الطلاب..بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب

    "قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
    لابد على طالب العلم مهما بلغ شأنه ..أن يظل مستحضرا أن ما أوتيه من العلم قليل..
    فلا يغتر بما معه..فيعاقب بالحرمان والطغيان..وقسوة القلب وفساد النية
    وقد قيل في مراتب طالب العلم في ذلك:-
    -المبتدي..وهو يتوهم بحفظه لبعض المتون وإتقانه لبعض المسائل..أنه غدا في عداد الراسخين أو من يحق لهم الفتوى..والجسارة على ما ليس من حقه
    -والمتوسط..وهو من فجأته كثرة العلوم والكتب واطلاعه على علم العلماء ..فأكسبه ذلك تواضعا وانكسار نفس
    -والمنتهي..وهو من إذا سألته عن حجم علمه..قال لك:لا أعلم شيئا!
    ثم اعلم أن استذكار المرء لكون علمه قليلا جدا..يحفزه لمواصلة المسير..بقدر ما يتيقن من هذه الحقيقة..

    يتبع إن شاء الله عز وجل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •