الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أما بعد:
الجواب الشيخ سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله:
أنَّ الجهات بالنسبة إلى المخلوق ست : قدام وخلف وفوق ، وتحت ويمين وشمال ، ومراد المصنف أن الله سبحانه لا يشبه خلقه في ذلك ولا في غيره من الصفات ، بل هو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه عالٍ عليهم ، كما قال أعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم : " أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ " [ رواه مسلم (2713) ] .
هذا مراد المصنف رحمه الله ، ولكن ذكر الجهة والتحيز ونحوهما من الألفاظ المجملة ، كالجسم والجوهر والعرض ونحوهما فيما يتعلق بذات الرب وصفاته تعالى ، لا يجوز إطلاقه على الرب سبحانه ، لا نفيا ولا إثباتا ، عند أهل السنة والجماعة ، بل عندهم أنه تعالى لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام أحمد رحمه الله : " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، لا يتجاوز القرآن والحديث " .
ومثل هذه الألفاظ المجملة التي حقا وباطلا لا توجد ولا يوجد مثلها في كلام الربِّ سبحانه وتعالى ، ولا فيما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحدٍ من السلف الصالح المقتدى بهم في باب أسماء الرب سبحانه وتعالى وصفاته ، كما ذكر ذلك علماء السنة المقتدى بهم في هذا الباب ، كشيخ الإسلام وغيره ، وقد صرَّحوا بأن المتكلم بهذه الألفاظ ونحوهما فيما يتعلق بصفات الرب سبحانه مخطئ وإن كان قصده حسنا ، كما يقع ذلك في كلام كثير من المثبتين للصفات المتبعين للسلف الصالح .
والله أعلم
أبو المنذر السيوطي