الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وعلى اله وصحبهبسم الله الرحمن الرحيم
لقد اثبت العلم والواقع أن الخمر هو السم الفتا ك المرخص بتناوله على نطاق واسع و انه سبب الضياع والتردي في أحضان الرذيلة و أنه السبب المباشر للانتحارات المروعة والأمراض العقلية وكذلك أنه أحد أسباب تشمع الكبد وانه المسبب الرئيسي للسرطان والجلطة القلبية وتصلب الشرايين وانه يشكل 70% من حوادث الاصطدام و حوادث الطرق وانه سبب انهيار المجتمعات و الشعوب وانه السلاح الذي يقضي به على كل فضيلة وقد صرح احد مسئولي الدول المتقدمة قائلاً: أن النتائج المترتبة على تعاطي الخمور وشربها لهي اشد وابلغ ضرراً على الشعب من الضرر الناجم عن القنابل النووية، وقد ثبت لدى شركات التأمين على الحياة أن المدمنين على الخمر لا يعيشون طويلاً. وتأثير الخمر على العقل واضح ونظره واحدة على شاربي الخمر نرى عليهم علامات الخلل والاضطراب يقول احد الشعراء:
شربت الخمر حتى ضل عقلي كذلك الخمر تفعل بالعقول
ولهذا ولغيره حرم الله سبحانه الخمر
(يا أيها الذين أمنوا أنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) المائدة 90
فأذن الخمر حرام بنص القرآن الكريم والسنة النبوية
فما هي العلة بين الخمر و التدخين؟
هنا لابد من القول بان التدخين لم يكن معروفاً في زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لذا لم يصدر فيه نص في القرآن والسنة ولكن التدخين يمكن الحكم عليه شرعاً عن طريق القياس والذي يعد رابع الأدلة الشرعية العشرة في الفقه الإسلامي وهي: القرآن والسنة والإجماع والقياس والاستحسان والمصلحة المرسلة والعرف والاستصحاب وما شرع من قبلنا (تشريعات السابقين للإسلام الواردة في القرآن والسنة) ومذهب الصحابي.
والقياس في اصطلاح الأصوليين: هو إلحاق واقعة لا نص على حكمها بواقعة ورد نص بحكمها في الحكم الذي ورد به النص لتساوي الواقعتين في علة الحكم ويتكون القياس من أربعة أركان:
الأصل وهو ما ورد بحكمه نص أي المقيس عليه، والفرع وهو ما لم يرد بحكمه نص ويسمى المقيس، وحكم الأصل وهو الحكم الشرعي الذي ورد به النص في الأصل ويراد به، أن يكون حكماً للفرع، والعلة وهي الوصف الذي بني عليه حكم الأصل وبناء على وجوده في الفرع يسوى بالأصل في حكمه:
فما هي العلة التي تربط بين الخمر والتدخين؟
الخمر والتدخين كلاهما يضران بصحة الفرد والمحيطيين به وكذلك الأضرار باقتصاديات الفرد والمجتمع وتأثيرهما على الذهن والعقل تؤديان إلى الإدمان، والإدمان هو حالة من الاعتماد النفسي والجسمي التي تنشأ بعد الممارسة المستمرة للتدخين لفترة طويلة نسبياً وتكون هذه الحالة مزمنة تصاحب شخصية الفرد وتعتبر مظهر من مظاهر الاضطراب فيها. وفي وصف حالة الإدمان على الدخان يقول احد الشعراء:
اتخذتها أمةً حتى غدوت لها عبداً وها آنا أفنيها وتفنيني
وقد ثبت علماً أن مادة النيكوتين الموجودة في دخان التبغ تؤثر على الذهن وتؤدي إلى الإدمان وان أعطيت بجرعات كبيرة تؤدي إلى نوع من السكر لذلك فأن التدخين يدخل ضمن أنواع الخمر للحديث النبوي الشريف ( ما اسكر كثيرة فقليله حرام) وكذلك الحديث الذي روته أم سلمه رضي الله عنها ( نهى رسول الله عن كل مسكر ومفتر)
والمفتر: هو الأقل تأثيراً من الخمر ويقلل الهمة والقابلية الذهنية والبدنية . كما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (الخمر ماخامر العقل) وهو يعني أن أي مادة تؤثر على العقل تدخل في باب الخمر لذلك فهي حرام وهذا ينطبق على التدخين وغيره حيث اجمع العلماء على تحريم المخدرات جميعاً قائلين: أن ما افسد العقل يحرم تناوله مأكولاً كان او مشروباً ويقول بن تيميه رحمه الله : ( أن في الحشيش والأفيون ونحوهما من المفاسد أكثر مما في الخمر.
والتدخين والخمر لهما علاقة كبيرة بالأمراض وفي مقدمتها أمراض القلب والشرايين وسرطان الرئة والمثانة والسرطانات الأخرى والتي تقدر بأكثر من (27) مرض سرطان هذا في حالة تدخين الفرد علبة سكاير واحدة وعشرة أمراض في حالة تدخين الفرد سيكارة واحدة أولها الذبحة الصدرية ومن لايصدق فليجرب ولو التزم المدخنون بالحديث النبوي الصريح ( لا ضرر ولا ضرار) لاعلنوا الحرب والخصام مع الخمر والتدخين ورحم الله وحفظ العلماء القائلين بحرمة التدخين والذين لا تأخذهم في الله لومة لائم.
والحمد لله رب العالمين