رفع الصوت والتنازع في المسجد
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ررر أنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَلَاثًا وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ.
رواه مسلم
قال النووي في شرحه على مسلم:
"وإياكم وهيشات الأسواق: هي بفتح الهاء وإسكان الياء وبالشين المعجمة أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها".
قال ابن منظور في لسان العرب:
"...وفي حديث ابن مسعود إِياكم وهَيْشاتِ الليلِ وهَيْشاتِ الأَسواقِ والهَيْشاتُ نحوٌ من الهَوْشات .... وهاشَ القومُ بعضهم إِلى بعض وتَهَيَّشُوا وهو من أَدْنى القِتالِ وتَهَيَّشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض تَهَيُّشاً. أَبو زيد: هذا قتِيلُ هَيْشٍ إِذا قُتِل وقد هاشَ بعضُهم إِلى بعض والهَيْشُ الاختلاطُ وهاشَ في القوم هَيْشاً عاثَ وأَفْسَدَ. الجوهري: الهَيْشةُ مثل الهَوْشةٍ وهاشَ القومُ يَهِيشُون هَيْشاً إِذا تحرّكوا وهاجُوا قال الشاعر:
هِشْتُم علينا وكنتم تَكْتَفُون بما
نُعْطِيكمُ الحَقَّ منا غيرَ مَنْقُوصِ
وهاشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض للقتال والمَصْدَرُ الهَيْشُ ; أَبو زيد: هاشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض هَيْشاً إِذا وَثَبَ بعضُهم إِلى بعض للقتال...."
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بألا يجهر بعضنا على بعض بالقرآن , فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعض بالقراءة".
فإذا كان رفع الصوت بالذكر والقرآن منهي عنه , فما دونه من باب أولى!
قال الزرقاني في شرحه على الموطأ : "....وقال ابن عبد البر : وإذا نهي المسلم عن أذى المسلم في عمل البر وتلاوة القرآن ، فإيذاؤه في غير ذلك أشد تحريما...".
وقد أُثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أنه أراد أن يوجع من رفع صوته في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنهما كانا من خارج البلاد, فقال رضي الله عنه : " لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُم َا, تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
فما بال أصواتنا لا تنفك عن طرق مسامع جدران مساجدنا ؟
وما عسى أن يفعل بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه - وحشرنا وإياه - لو أدركنا وأدرك حالنا؟ أو علم أسباب ارتفاع أصواتنا؟
فإضافة إلى أصوات الباعة العجيبة أثناء الصلاة.
تجد المصلين قد تشكلوا وانقسموا إلى فريقين وتنازعوا لأجل:
الجمع بين الصلاتين, فتح النافذة أو اغلاقها, فتح المراوح أو اغلاقها, إطفاء المدفأة وتشغيلها, الصلاة بين السواري, فتح المكيف أو اغلاقه, الإمامة....الخ (من أسباب ما أنزل الله بها من سلطان).
ورحم الله الشافعي حين قال : "رضى الناس غاية لا تدرك"
نسأل الله أن يعين أئمتنا وﺃﻥ ﻳﻠﻬﻤﻨﺎ ﺭﺷﺪﻧﺎ ﻭﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ.
والله أعلم.
رد مع اقتباس
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا
