قال الشيخ ابن عرفة في حديث "أو عِلْمٍ ينتفع به":
تدخل التآليف في ذلك، إذا اشتملت على فوائد زائدة، وإلا فذلك خسار للكاغد -أي القرطاس-.
قال الأبي: ويعني بالفائدة الزائدة على ما في الكتب السابقة عليها، وأما إذا لم يشتمل التأليف إلا على نقل ما في الكتب المتقدمة فهو الذي قال فيه خسار للكاغد، وهكذا كان يقول في مجالس التدريس: "إذا لم يكن في مجلس الدرس التقاط زيادة من الشيخ فلا فائدة في حضوري مجلسه، بل الأولى ممن حصلت له معرفة الاصطلاح، والقدرة على فهم ما في الكتب، أن ينقطع لنفسه، ويلازم النظر".
وضمّن ذلك في أبيات نظمها وهي:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتةٌ ....... وتقريرُ إيضاحٍ لمشكل صورةِ
وعزوُ غريبِ النقلِ أو حلُّ مقفلٍ......... أو اشكالٌ آبدتُه نتيجةُ فكرةِ
فَدَعْ سعيه وانظر لنفسك واجتهدْ ...... ولا تتركن فالتركُ أقبحُ خَلَّةِ
مناهج الشرف للشيخ محمد الخضر حسين
ص31 - 32