المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
المذهب الشافعي منشور مشهور في العالم الإسلامي منذ أن ولد
وهو الآن مشهور في الشام ومصر واليمن
ولعل الأخ يقصد بنشره صنع صفحة أو مدونة أو موقع يجمع ما ذكر
وهذا حسن بسن وفيه خير كثير وهو باب عظيم من أبواب نشر العلم
لكن هذا لا يكفي لنشر المذهب عند من أراد أن ينشره
ولعل جماع طرق نشر المذهب يكون بأمرين:
تحقيق وطبع مخطوطات المذهب الشافعي
الاعتناء به درسا وتدريسا وإقراءً وتسجيل هذه الدروس صوتيا
كما فعل الحجازيون في عصرنا مع المذهب الحنبلي والمغاربة مع المالكي والهنود مع الحنفي
ولا شك أن محبي المذهب الشافعي والمنتسبين إليه مقصرون بالمقارنة مع من ذكر
ولكن ثمة جهود طيبة وإن كانت لا تشفي الغليل كجهود اليمنيين في نشر وإقراء المذهب وكجهود مكتبة المنهاج في جدة في إخراج وتحقيق مخطوطات المذهب
والمذهب الشافعي من أمتن المذاهب في فهم نصوص الوحيين وتكييف المسائل وتخريج الفروع والحوادث والنوازل لمتانة أصوله وإمامة مؤسسه ولانتساب كثير من محققي العلماء والمحدثين إليه
وفي كل المذاهب خير وبركة
ونشره يعد جزء من نشر تراث الأمة العلمي
فهو خير كثير خاصة للمتفقه والفقهاء
لكن من كتب المذهب ما لا حاجة لنشره لقلة فائدته ويغلب هذا في كتب المتأخرين من بعد سنة 900 هـ
ولذلك يحسن التركيز على أصول المذهب والكتب المحققة فيه وهي كثيرة عند المتقدمين منهم ولا زالت مخطوطة وفي نشرها فتح عظيم للفقيه
ولا تعارض بين العمل على نشره وبين نشر كتب الحديث والسنة أو بين دعوة الأمة للرجوع للكتاب والسنة
لأن هذه النصوص تحتاج إلى فهم وفقه صحيح لأنها حمالة وجوه
وفقه الفقهاء ومنهم الأئمة الأربعة ومن بنى على أصولهم يمثل أمتن الفهوم والفقه وأقربها للصواب فلا يسع الفقيه والعالم اليوم إلا أن يستفيد من فهمهم وفقههم
وبذلك يسلم من الزلل فلا للنصوص ترك ولا للفهم المغلوط ركب
كما لا تعارض بين الجهود
بل تنويع الجهود مطلوب
فأناس يشتغلون بنشر كتب الحديث وآخرون بنشر أحد المذاهب وآخرون يجاهدون وآخرون يدعون وآخرون يردون ويدافعون وآخرون يبنون ويعمرون
وهكذا تصلح الأمم وتُعز
والله أعلم