معذرة إخوتي وأخواتي على كثرة الاستفسارات فسامحوني على ذلك
لم أكتب هذه الاستفسارت إلا لأنها أشكلت علي وكلي أمل بعد الله عز وجل أن الإخوة والأخوات في هذه الضفة لن يقصروا في توضيح الإشكال

فبارك الله فيكم ونفع بكم
------------------

كيف يكون ذلك من حذف المعطوف؟
قَولُ الشَّاعِر:

تَنُوطُ التميِم وتَأْبَى الغَبُو قَ مِنْ سِنَةِ النَّومِ إلاَّ نَهَارَا
يصِفُ امرأةً بالتَنَعُمِ وكَثْرَة الراحِةِ، فهي تَأبى أنْ تَغْتَبِق، أي: تغتذي بالعشيِّ؛ لئلا يَكُون ذَلِكَ عائقًا لها عن الاضطجاعِ والراحةِ، ويُريدُ: "لا تغتذي الدهر إلاَّ نهارًا"، هكذا أخَذَ الفَارِسِي مَعْنَى البيت.
قَالَ المُصَنِّف والأولى جَعْل ذَلِكَ مِنْ حذف المعطوفِ وإبقاءِ المعطوف عليه".
-----------------------
لم أفهم المقصود بالتخالف في المعنى والتوافق

وأورد على مَذْهَب السِّيرَافِي، نحو: "قَبضتُ عَشْرةً إلاَّ أربعةً إلاَّ درهمًا إلاَّ ربعًا"، ونحو ذَلِكَ مِمَّا تكرر فيه الاسْتِثْنَاء مع التخَالفِ في المَعْنَى، ونحو: "قامُوا إلاَّ زَيدًا إلاَّ عَمْرًا"، ونحوه مِمَّا تكرر فيه الاسْتِثْنَاء مع التوافُقِ في المَعْنَى، فإنَّ القولَ بكونِ العامل في المُستَثْنَى هُو ما قَبْل "إلاَّ" بواسطتها، يلزم عَنْه في التركيب الأوَّل تعدية عامل وَاحِد بواسطة حرف بمعنيين مختلفين، وهما: الحطّ، والجبر، ويلزم عَنْه في التركيب الثاني تعدية عامل إلى شيئين دون عطف.
-------------------------------

مالمقصود بانتصاب المستثنى عن تمام الكلام
--------------------

لم أفهم المقصود بما لون بالأحمر:

وينبغي أن نعلم أنَّ الاسْتِثْنَاء باعتبار ملاحظة دخول المُستَثْنَى وخروجه، وحصول العلم بذلك أو الظن أو الجَوَاز قَبْل الاسْتِثْنَاء أربعة أصنافٍ:
الصنف الأوَّل: ما لولاه لعُلِم دخوله، وهَذَا كالاسْتِثْنَاء مِنَ النصوص، نحو: "عِنْدِي عَشْرة إلاَّ اثنين".
الصنف الثاني: ما لولاه لظنَّ دخوله، كالاسْتِثْنَاء مِنَ الألفاظ الظاهرة، نحو: "اقتلوا المشركين إلاَّ زَيدًا".
الصنف الثالث: ما لولاه لجَازَ دخوله، كالاسْتِثْنَاء مِنَ الأزمان، نحو: "صَلِّ إلاَّ عِندَ الزوالِ"، والأحوالِ، كقَولِه تَعَالَى: (لتأتيني إلا أن يحاط بكم)؛ لأنَّ اللَّفظ لا يشعر بخصوصها فانتفى العلم والظنُّ.
الصنف الرابع: ما لولاه لقُطع بَعْدم دخوله، كالاسْتِثْنَاء المنْقَطِع.
--------------------
مالمقصود بـ(رد كلام تضمنه الاستثناء)؟
(فإن كَانَ المُستَثْنَى بِـ"إلا" مُتَّصِلًا مؤخرًا عن المُستَثْنَى مِنْهُ المشتمل عليه نَهي [أو معناه]، أو نَفي صَرِيح، أو مُؤَول غير مردود به كَلام تَضَمَّنَ الاسْتِثْنَاء، اختير فيه متراخيًا النَّصْب، وغير متراخ الإتْبَاع إبْدَالًا عِنْدَ البَصْرِيِّين
------------------------------------

مالمقصود بالتشاكل، وعروض الاستثناء
وإنْ عُدم التراخي ترجح الإتْبَاع؛ لأنَّ ترجح الإتْبَاع إنَّما هُو طلب التشاكل، وقَدْ ضعفت المشاكلة بالتباعد. وعروض الاسْتِثْنَاء عِنْدَ بَعْضهم مرجح للنَّصْب -أيضًا-
----------
مالمقصود بالصلاحية للإيجاب وعدم الصلاحية؟
(و)كذا (لا) يشترط (في جَوَاز الإبْدَال عدم الصلاحية للإيجاب، خِلافًا لبَعْض القدماء) فَإنَّه شرط ذلك؛ فيلزم النَّصْب على هَذَا الرأي في نحو: "ما أتاني القَومُ إلاَّ أبَاك"؛ لصلاحيته للإيجاب.
وإنَّما يَجُوزُ البَدَل على هَذَا الرأي في نَحْوَ: "ما أتاني أَحَدٌ إلاَّ أبوك"، ونحو ذَلِكَ مِمَّا المُستَثْنَى فيه غير صَالِح للإيجاب، وهَذَا القول مردود بالسَّمَاع والقياس، أمَّا السَّمَاع فقوله تَعَالَى: (ﭜﭝﭞﭟﭠ)، والضمير ليس مِنَ الألفاظ المختصة بالنَّفي.
وأما القياس فلأنَّ مسوغ البَدَل في المَوضِع المتفق على جوازه إنَّما هُو الصلاحية لحذف المُستَثْنَى منه، وإقامة المُستَثْنَى مقامه، وهَذَا موجود في نَحْوَ: "ما أتاني القَومُ إلاَّ أبوك"، كوجوده في نَحْوَ: "ما أتاني أَحَدٌ إلاَّ أبوك"، فينبغي أنْ يحكم بتساويهما في جَوَاز ذَلِكَ؛ لتساويهما في الموجب له.
---------------------------
- ما المحذور الذي يقصده؟
واعْلَمْ أنَّ الإبْدَال في هَذَا النوع، إنَّما هُو مِنْ وَضْع العام مَوضِع الخاص؛ لأنَّ إبْدَال الكل مِنَ البَعْض ليس مِنْ أقسام البَدَل، ولملاحظة هَذَا مَنَعَ الجُمْهُورُ رفع المُستَثْنَى حال تقديمه وأوجبوا نَصْبه، قالوا: لأنَّ الرفع إمَّا أنْ يكُون على الفاعليةِ وبَدَلِيَّة "أَحَد"، أو بالعكس، والأوَّل يلزم عَنْه إبْدَال العام مِنَ الخاص، والثاني يلزم عَنْه تقديم البَدَل على المُبدَل منه. وجَوَاز الرفع مَذْهَبٌ مشهور للكُوفِيِّينَ والبغداديين، وقَدْ حكاه سِيبَوَيْه-كما ذَكَرنا- وحكاية سِيبَوَيْه لا ترد، ووضع العام مَوضِع الخاص سائغ، فيسلك ذَلِكَ هنا؛ ليخرج عن المحذور، وإذَا فرغنا على نَصْب المُستَثْنَى، وعطفت عليه قَبْل المُستَثْنَى مِنْهُ، فالحكم نَصْب المعطوف ليس إلاَّ، نَحْوَ: "قَامَ إلاَّ زَيدًا وعَمرًا القوم".
ـــــــــــــــ ــــــــــــــ--------------ــــــ
- هل هذا الكلام يدل على فعلية عدا عند سيبويه؟
الكتاب 2/348 قال: "وأما عدا وخلا فلا يكونان صفة ولكن فيهما إضمار كما كان في ليس ولا يكون وهو إضمارٌ قصته فيهما قصتهفي لا يكون وليس‏...".
--------------------
ما الذي يقصده بتشبيه المستثنى بالمفعول معه؟
واعْلَمْ أنَّ تقديم المُستَثْنَى على المُستَثْنَى مِنْهُ والمنْسُوب إليه معًا، مختلف فيه على ثلاثة أقوال:
أَحَدها: المنْع بإطلاق؛ تشبيهًا للمُستَثْنَى بالمفعول معه، وهَذَا القول هُو الذي صار إليه المُصَنِّف.
-------------------------------
لم أفهم المقصود بهذا الكلام.
لا يُستثنى بأداةٍ وَاحِدةٍ دون عطفٍ شيئان)، ولا يَجُوزُ في نَحْو "أعْطيتُ النَّاسَ دراهمَ ودنانيرَ": "أعطيتُ النَّاسَ دراهمَ إلاَّ عَمرًا الدنانيرَ"؛ لأنَّ أداة الاسْتِثْنَاء إنَّما يُستثنى بها وَاحِدٌ، / (ومُوهِم) جَوَاز (ذلك) في نَحْوَ: "مَا أعْطَيتُ أَحَدًا درهَمًا إلاَّ عَمرًا دَانِقًا"، (بَدَل، ومعمُول عامل مضمر، لا بَدَلان)؛ لأنَّ البَدَل في الاسْتِثْنَاء لابُد مِنْ اقترانه بِـ"إلاَّ"، فهُو شبيه بالمعطوف بالحرف، فكما يمتنع وقوع معطوفين بَعْد حرف العطف، يمتنع وقوع بَدَلين بَعْد حرف الاسْتِثْنَاء، وعلى هَذَا ينبغي أنْ يخرج إنْ سُمِع مِنْ هَذَا شيءٌ، لا على أنَّهما بَدلان (خِلافًا لقوم) منهم ابن السراج فَإنَّه جعل ذَلِكَ بَدَلين.
-----------------------------------------
ما المقصود برفع ما تناوله اللفظ؟
يجوز استثناء الأكثر بالسماع والقياس ...
وأما القياس؛ فلأنَّه إذَا جَازَ اسْتِثْنَاء الأقل، فليجز اسْتِثْنَاء الأكْثَر؛ لأنَّ كلًّا منهما رفع ما تناوله اللَّفظ.
----------
مالمقصود بالأقارير؟
فأمَّا قوله تَعَالَى: (ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ)، فإنما جاز فيه الاسْتِثْنَاء مِنْ اسم العدد؛ لأنَّ "الألْف" قَدْ يستعمل للتكثير تقول: "أقعد ألفَ سَنة"، تُريد: زمانًا طويلًا، وهُو على هَذَا التقدير لا يدخله لَبْس، فاستبيح الاسْتِثْنَاء منها لذلك، ويمنع في غيرها لما ذَكَرنا، لكن على القول بجَوَاز / الاسْتِثْنَاء مِنَ العدد فرع الفقهاء أحكام الأقارير.
----------------------------
راجع إلى المتأخر (يقصد ماذا):
(والسابقُ بالاسْتِثْنَاء مِنْهُ أولى مِنَ المتأخر عِنْدَ توسُّط المُستَثْنَى(وإ ْ تأخر) الاسْتِثْنَاء (عنهما، فالثاني أولى مطلقًا) فاعلًا كان، أو مفعولًا رعيًا للقرب، فإذَا قيل: "غَلبَ مائة مؤمِن مائة كافر إلاَّ اثنين"، فالاسْتِثْنَاء راجع إلى المتأخر، (وإن تقدم) عليهما، (فالأوَّل أولى إنْ لم يكن أَحَدهما مرفوعا ًلفظًا أو مَعْنَى)، فإذَا قيل: "استَبدَلت إلاَّ زَيدًا مِنْ أصحابنا [بأصحابكم] فالاسْتِثْنَاء راجع إلى الأوَّل؛ لأنَّه أقرب.