تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أسس الاختيار عند الزواج /بقلم الدكتور أنس العمايرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    المملكة الأردنية الهاشمية
    المشاركات
    19

    Post أسس الاختيار عند الزواج /بقلم الدكتور أنس العمايرة

    أسس الاختيار عند الزواج /بقلم الدكتور أنس العمايرة



    بقلم الدكتور أنس العمايرة


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله . ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ([أل عمران : 102] ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا([النساء: 1]) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا([الأحزاب : 70-71]ثم أما بعد :

    لا شك أن الشاب والشابة عندما يبلغا مرحلة الزواج يضع الواحد منهم شروطا وصفات لقرينه في المستقبل ، وتختلف نظرتهما إلى تلك الصفات باختلاف التربية التي نشأ عليها كل منهما ، وباختلاف نظرتهما إلى هذه الحياة الجديدة . حيث نجد بعضا من الناس يهبط في نظرته ودوافعه إلى مستوى لا يرقى إلى معنى الإنسانية ، فيجعل الهدف محصورا في المتعة الجسدية واللذة الجنسية التي يشاركه فيها الحيوانات ، بينما نجد الإسلام لا يقر بذلك ؛ لأنه يهدف من وراء الزواج : عقد رابطة روحية سامية فاضلة تنتظم كل متطلبات الانسان بشقيه وجانبيه المادي والروحي . ونوجه الشباب والشابات هنا الى الأسس الإسلامية التي ينبغي أن يراعوها عند اختيار شريك العمر . ونبدأ بالصفات التي يجب توافرها في الزوجة ؛ لأن المرأة هي أساس البيت ومربية الأجيال وناشئة الأمة :



    المطلب الأول
    الأسس التي يقوم عليها اختيار الزوجة



    أولاً : أن تكون ذات دين

    يجب أن يقوم اختيار المرأة على أساس الدين أولا ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :( تنكح المرأة لأربع : لمالها، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها . فاظفر بذات الدين تَرِبَت يداك)[رواه البخاري برقم: 4802، ومسلم برقم:1466]يبيّن صلى الله عليه وسلم في الحديث الأهداف الرئيسية التي يقصد من ورائها الزواج عند عامة الناس ، فمن كان عنده نزعة لحب المال كانت نظرته مادية ، فيبحث عن صاحبة المال ؛ ليصبح من أصحاب رؤوس الأموال .
    ومن كان من اتباع أبي جهل بحث عن الحسب ؛ وقلد الجاهليين الذين يقسمون المجتمع إلى طبقات ويبحثون عن الحسب والنسب ولا يلتفتون إلى الدين ؛ لأنهم لا يؤمنون بقول الله تعالى : )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ( [الحجرات : 13 ] .
    ومن كان من أصحاب الشهوة الهابطة بحث عن الجمال فقط .
    ومن كان من المؤمنين الأتقياء بحث عن الدين ، فإذا أراد أن يتزوج سأل عن صلاة الفتاة وصيامها ولباسها وخشوعها وبكائها وقيامها الليل وحفظها للقرآن ..... . ولقد فضل النبي صلى الله عليه وسلم صاحبة الدين على غيرها عندما قال :(فاظفر بذات الدين تَرِبَت يداك) أي : إذا لم تأخذ ذات الدين لم تجد في يديك سوى التراب بعد العمل الطويل والسعي الكادح ، أو التصقت يداك بالتراب من ثقل الخير الذي حزته بزواجك صاحبة الدين .
    وقد قال صلى الله عليه وسلم : (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) [رواه مسلم برقم : 1467 وغيره ].
    ومن أسباب التزام الفتاة وتدينها : التزام ُ أهلِها ، فإذا كانت من بيئة كريمة وأسرة صالحة معروفة بالتدين والالتزام والبعد عن الانحرافات السلوكية والنفسية فغالبا ما تكون الفتاة صالحة ؛ لأن الأصل يتفرع عنه الفرع ، وبما أنها تربت في أحضان هذه الأسرة فهي فرع منها والفرع يحن إلى الأصل دوماً :



    وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه

    فالناس معادن كمعادن الفضة و الذهب ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا [رواه مسلم برقم : 2638].
    وإن كانت الأسرة غير صالح نبتت الفتاة منبت سوء .
    فالمال والحسب والجمال وإن كانت من متطلبات الزواج إلا أنه لا يصلح أن يكون أساسا لهذه العلاقة المتينة ؛ إذ لا بد من شيء أقوى من شهوة المال والحسب والجمال وإلا انهارت هذه الصلة ، فالمرأة ذات الجمال من غير دين امرأة مغرورة ، وذات المال من غير دين امرأة طاغية ، وذات الجاه والحسب من غير دين امرأة متكبرة ، أما ذات الدين فهي خلوقة متواضعة مطيعة . فإذا استطاع الشاب أن يتزوج بذات الدين والجمال والمال والحسب فنور على نور .
    واعلم أن اختيار المرأة على أساس غير أساس الدين غالبا ما يؤدي إلى انقلاب الحياة الزوجية انقلابا سيئا . فإن كانت الحياة الزوجية قائمة على المال ثم ذهب المال تعكرت صفوة الحياة الزوجية . وإن كانت قائمة على الجمال وتشوه الجمال تعكرت صفوة الحياة الزوجية ؟ وإن كانت قائمة على الجاه وتغير الحال تعكرت صفوة الحياة الزوجية ؟!أما إذا كانت الحياة الزوجية قائمة على أساس الدين فإن الدين عقيدة قوية راسخ لا تتزحزح ولا تتفتت إن شاء الله . لذا قيل : من تزوج المرأة لمالها أورثه الله فقرها ، ومن تزوجها لجمالها أورثه الله قبحها ، ومن تزوجها لحسبها أورثه الله مذلتها ، ومن تزوجها لدينها أورثه الله بركتها . وقيل : لا تزوجوا النساء لمالهن فعسى مالهن يطغيهن ، ولا تزوجوا النساء لجمالهن فعسى جمالهن أ ن يرديهن .


    ثانياً : تفضيل الفتاة الودود

    فأساس السعادة في الأسرة هي : المرأة ؛ حيث أنها تصنع من البيت جنة في الدنيا ، وذلك إذا كانت متصفة بالود والتحبب إلى زوجها . أما إذا اتصفت بالمزاج النكد ، والنفسية المتعكرة ، والعبوس ، والتبرم ، وانطواء الشخصية ، فإن ذلك كله من شأنه أن يخلق جوا مليئا بالشحناء والبغضاء ؛ لذا قال صلى الله عليه وسلم لجابر:(هلا جارية ؛ تلاعبها وتلاعبك ، وتضاحكها وتضاحكك)[رواه البخاري برقم : 5052 ، ومسلم برقم : 715] فجعل الملاعبة والمضاحكة ليس من الزوج فقط بل من الزوجة أيضا.
    وقد جعل صلى الله عليه وسلم جزاء المرأة الودود:الجنة ، حيث قال:(.... ونساؤكم من أهل الجنة : الودود "أي : المتحببة إلى زوجها" الولود "أي : كثيرة الولادة" .....) [سلسة الأحاديث الصحيحة رقم : 287] وقال صلى الله عليه وسلم : (ثلاثة من السعادة و ثلاثة من الشقاء فمن السعادة : المرأة الصالحة تراها فتعجبك..... و من الشقاء : المرأة تراها فتسوؤك......)[كشف الخفاء برقم:1047، والترغيب والترهيب برقم:2949، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير:3056] و عن أبي هريرة قال قيل : يا رسول الله أي النساء خير ؟ قال : ( التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره ) [رواه النسائي برقم : 3231 وغيره ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 3298 ، وهو في سلسة الأحاديث الصحيحة برقم : 1838]وفي رواية أخرى عن عبد الله بن سلام عنه صلى الله عليه وسلم : ( خير النساء من تسرك إذا أبصرت و تطيعك إذا أمرت و تحفظ غيبتك في نفسها و مالك)[صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 3299] والإعجاب والسرور في الأحاديث الثلاثة الأخيرة له معاني كثيرة منها : الابتسامة والكلمة فضلا عن الجمال .


    [ثالثاً : تفضيل الفتاة الولود

    عن معقل بن يسار قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت امرأةً ذات حسب وجمال ، وإنها لا تلد أفأتزوجها ؟ قال : " لا " ثم أتاه الثانية فنهاه ، ثم أتاه الثالثة فقال: ( تزوجوا الودود الولود فإِنِّي مكاثرٌ بكم الأمم ) [أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم قال عنه الألباني في صحيح سنن أبي داود: (حسن صحيح ) برقم :2050]ومعنى الولود: ( كثيرة الولادة) ويعرف ذلك : بسلامة بدنها وبالنظر إلى نسل أمها وأخواتها وخالاتها ..... .
    وفي ذلك تكثير لبياض المسلمين ، ومضاعفة هذه الأمة المحمدية وسبب في عزتها . وليس كما يتصور بعض الجهلة أن كثرة الأمة سبب لفقرها وجوعها ومؤدي إلى ما يسمونه "التفجير السكاني"! والله يقول:)وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا([هود : 6].


    رابعاً : تفضيل ذوي الأبكار

    ويفضل أن يختار الشاب الفتاة غير المتزوجة من قبل ؛ لما في ذلك من إعطائه حقه بشكل وافٍ . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير)[أخرجه ابن ماجة في سننه برقم :1861 ، وحسنه الألباني في الصحيحة برقم : 623] وعن جابر بن عبد الله قال:( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أتزوجت؟" قلت:نعم ، قال:" بكرا أم ثيبا؟ " فقلت:ثيبا،قال:" أفلا بكرا تلاعبها وتلاعبك" ؟)[رواه البخاري برقم:5052، ومسلم برقم:715].



    خامساً: تفضيل من تخلوا أسرتها من الأمراض المعدية


    كالجنون والصرع والسكري والسرطان ..... لحديث عائشة الذي فيه قال رسول الله e : ( تخيروا لنطفكم , أنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم )[أخرجه ابن ماجة في النكاح وحسنه الألباني في الصحيحة برقم : 1968].


    سادساً : الجمال النسبي

    لا يقصد الجمال لذاته ، وإنما إن كانت ملتزمة ومتدينة وجميلة فهو خير وبركة فعن أبي هريرة قال:( كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أنظرت إليها قال : لا. قال:(فاذهب فانظر إليها ، فإن في أعين الأنصار شيئا " ) [رواه مسلم برقم : 1424 وغيره ]
    و قال صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) [سنن أبي داود برقم : 2082، وأحمد برقم 14626 ، والمستدرك على الصحيحين برقم : 2696 وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وغيرهم]
    وعن أبي هريرة قال قيل:يا رسول الله أي النساء خير قال:(التي تسره إذا نظر.....)[رواه النسائي برقم : 3231 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 3298 ، وهو في سلسة الأحاديث الصحيحة برقم : 1838]
    وفي رواية لعبد الله بن سلام عنه صلى الله عليه وسلم:( خير النساء من تسرك إذا أبصرت .....)[صحيح الجامع الصغير برقم : 3299]
    وقال صلى الله عليه وسلم:(ثلاثة منالسعادة و ثلاثة ، من الشقاء فمن السعادة : المرأة الصالحة تراها فتعجبك ..... و من الشقاء : المرأة تراها فتسوؤك ........) [كشف الخفاء برقم : 1047 ، والترغيب والترهيب برقم : 2949 ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم : 3056] ولا شك أنه يدخل في معنى (تسرك وتعجبك) :الجمال البدني المتمثل بالوجه .



    المطلب الثاني
    الأسس التي يقوم عليها اختيار الزوج


    كما أن للشاب حق اختيار الفتاة ، فإن للفتاة أيضا حقا في اختيار شريك العمر ؛ لأن الزواج من أدق وأهم قضايا الفتاة ، فلا بد أن يكون لها رأي فاصل في قضيتها الشخصية وفي مستقبل أيامها ، فلا تُكره على أمر يخصها ، و يجب إعطاؤها حريتَها في اختيار زوجها ؛ لذا قال صلى الله عليه وسلم:(لاتنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ، قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال : أن تسكت) [البخاري برقم : 4843 ، ومسلم برقم : 1419] وهذا يدل دلالة عظيمة على احترام الإسلام لرأي المرأة وتقديرها واعطائها حرية التعبير والاختيار ومساواتها بالرجل في الأمور التي تمسها .
    وعلى الفتاة العاقلة الرزينة الفطنة أن تختار شريك عمرها بكل دقة وعناية ودراسة وتؤدة ؛ لأنها سوف تعيش معه تحت سقف واحد طيلة العمر . لذا يجب أن يكون اختيارها موفقا ولا يكون كذلك إلا إذا كان :
    الاختيار على أساس الدين والخلق
    فعن أبي حاتم المزني قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد . قالوا : يا رسول الله وإن كان فيه ؟ قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات)[أخرجه الترمذي في سننه برقم : 1085 وقال الألباني: ( حسن لغيره ) ، والبيهقي في سننه الكبرى برقم : 13259 بزيادة ( وفساد كبير، وفي رواية عريض ) ]
    فاعلمي أختاه أن صاحب الدين إذا أحبكِ أكرمكِ وإذا أبغضكِ لم يظلمكِ . لذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بتزويج صاحب الدين والخلق ولم يقل : إذا جاءكم من ترضون ماله وعقاراته فزوجوه !! ولم يقل : إذا جاءكم من ترضون حسبه ونسبه فزوجوه !! ولم يقل : إذا جاءكم من ترضون شهاداته ومرتبته فزوجوه !! ولم يقل : إذا جاءكم من ترضون وظيفته ورصيده فزوجوه !! ولم يقل : إذا جاءكم من ترضون جماله وشقاره فزوجوه !! لا وألف لا ، بل: الدين والخلق . والدين والخلق أمران متلازمان ؛ فلا يكفي الدين من غير خلق ، ولا يكفي الخلق من غير دين ، بل الدين : أخلاق ومعاملة ؛ لأن صاحب الدين يفقه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله)[رواه ابن حبان في صحيحه برقم : 4186 و 4177 ، والترمذي برقم : 3895 ، والحاكم وقال: " صحيح الإسناد " ، ووافقه الذهبي ، وغيرهم] .
    فصاحب الدين يحفظ زوجته ويحميها ويصونها ويعفها ويكرمها ويعينها على طاعة الله جل جلاله . ولا يضرب ولا يشتم ولا يسب ولا يلعن ولا يظلم ولا يخون ولا يجور ولا يتخلى , فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لا يظلمها ولا يجعلها كالمعلقة بل يسرحها سراحا جميلا.جاء في الإحياء:( والاحتياط في حقها أهم ؛ لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها ، والزوج قادر على الطلاق بكل حال) [الإحياء للغزالي نقلا عن فقه السنة 2/149].

    واعلم أخيّ أن عليك أن تختار لابنتك الأتقى ، فلا تزوجها إلا لمن عنده دين وخلق ؛ فإن عاشرها عاشرها بالمعروف ، وإن تركها تركها بإحسان . ولا بأس بأن تعرض ابنتك أو أختك على أهل الخير والصلاح ؛ لحديث عمر رضي الله عنه: قال:( تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس يعني ابن حذافة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا فتوفى بالمدينة . فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة . فقال : سأنظر في ذلك . فلبثت ليالي فلقيته فقال : ما أريد أن أتزوج يومي هذا . قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة . فلم يرجع إليّ شيئا . فكنت عليه أوجد مني على عثمان رضي الله عنه ( أي غضبت على أبي بكر أكثر من غضبي على عثمان ) فلبثت ليالي فخطبها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأنكحتها إياه . فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليّ حين عرضت علىّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا ؟ قلت : نعم . قال : فإنه لم يمنعني حين عرضت علي أن أرجع إليك شيئا إلا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها ولم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها نكحتها) [أخرجه النسائي برقم:3248 باب عرض الرجل ابنته على من يرضى . وصححه الألباني ] .

    هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    بقلم




    الدكتور أنس العمايرة





    المرجع : كتاب مفتاح السعادة للعروسين تأليف الدكتور أنس العمايرة - الدار العثمانية - الأردن



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ~✿على ضفة البحر الأبيض المتوسط✿~
    المشاركات
    4,884

    افتراضي رد: أسس الاختيار عند الزواج /بقلم الدكتور أنس العمايرة

    بارك الله فيك دكتور أنس ، جزاك الله خيرا .
    اللهم ارزق أمتك شميسة ووالديها حُسن الخاتمة
    اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: أسس الاختيار عند الزواج /بقلم الدكتور أنس العمايرة

    جزاك الله كل خير
    موضوع في مكانه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    58

    افتراضي رد: أسس الاختيار عند الزواج /بقلم الدكتور أنس العمايرة

    بارك الله فيك و جعل مقالك في ميزان حسناتك، جزاك الله خيرا
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,731

    افتراضي رد: أسس الاختيار عند الزواج /بقلم الدكتور أنس العمايرة

    جزاك الله خيرا دكتور ... نتشرف بكون أمثالكم معنا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •