تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عبقرية السلف أهل الحديث1/ 2

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    18

    Arrow عبقرية السلف أهل الحديث1/ 2

    عبقرية السلف أهل الحديث1/2
    صلاح بن فتحي هَلَل*
    بتاريخ : الإثنين 16-05-2011 04:11 مساء
    خاص بالمركز العربي للدراسات والأبحاث

    الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد صلِّ اللهمَّ وسلِّم وبارِك عليه، وارضَ اللهمَّ عن آله وصحبه الغُرِّ الميامين.
    وبعدُ:

    ففي خضم ما تعيشه الأمة المسلمة الآن مِن تطاول بعض الناس على أهل العلم والفضل في الأمة سلفًا وخلفًا؛ رأينا مَن يطعن في أهل الحديث، خاصة في كلامهم على الرواة، ويصول ويجول في الحديث عن مناهجهم بكلامٍ كثيرٍ لا وزن له ولا قيمة؛ إِذْ لم يصدر فيه عن عِلْمٍ ومعرفةٍ، وإنما هو كلام مرسلٌ لا زمام له، يسير أينما اتفق، حسبما يميل به هواه.


    فكأَنَّ المَعَرِّي قصدَهم بقوله([1]):
    قَدْ بالَغُوا في كلامٍ بَانَ زُخْرُفُهُ *** يُوهِي العُيونَ، ولم تَثْبُتْ له عَمَدُ.
    وكأَنَّ «أهل الحديث» يُردِّدون مع المعرِّي قوله([2]):
    بــأيِّ لســانٍ ذَامَنِي([3]) مُتَجَاهِلٌ عَلَيَّ، *** وخَفْقُ الرِّيحِ([4]) فِيَّ ثَنَاءُ
    تكلَّمَ بالقولِ المُضَلِّلِ حاسِدٌ، *** وكلُّ كلامِ الحاسدين هُرَاءُ
    وكأَنَّهم يردِّدون مع المعرِّي قوله([5]):
    تُعَدُّ ذُنوبي عند قومٍ كثيرةً، *** ولا ذنبَ لي إِلَّا العُلَى والفَواضِلُ
    وقد سارَ ذِكْرِي في البلادِ، فَمَن لهمْ *** بإِخْفَاءِ شمْسٍ، ضَوْؤُها مُتَكَامِلُ؟
    وأَغْدو، ولو أَنَّ الصَّباحَ صَوَارِمٌ([6])؛ *** وأَسْرِي([7])، ولو أَنَّ الظلامَ جَحَافِلُ
    ولَمَّا رأَيتُ الجهلَ في النَّاسِ فاشِيًا؛ *** تَجَاهَلْتُ، حتى ظُنَّ أَنِّيَ جَاهِلُ
    إِذا أَنتَ أُعْطِيتَ السعادةَ لَمْ تُبَلْ([8])؛ *** وإِنْ نظرَتْ، شَزْرًا، إليكَ القَبَائِلُ
    ولاشك أننا الآن في حاجة ماسة إلى إعادة نشر وطرح ما ذكره أئمة الإسلام في كتبهم ومناهجهم، بحيثُ يتعرّف الناس عليهم عن كثبٍ، خاصة في ظل ما تعيشه الشعوب الآن من تقارب مع دينها، وشوقٍ إلى تحكيمه وإعادة مهيمنًا على شئون حياتها كلها.

    إذ لا يقتصر الأمر في قضية الرجوع إلى أسلافنا على مجرد النقل، أو حكاية مذاهبهم وأقوالهم في قضية بعينها؛ وإنما يتعدَّى ذلك إلى اتباعهم في مناهجهم وأساليبهم التي ورثناها عنهم.
    بل إِنَّ الاتباع في المنهج آكد وأهم مِن الاتباع في الرأي والفتوى.

    ومن هنا تبرز أهمية التأكيد على بيان مناهج أئمتنا رضوان الله عليهم جميعًا، وبيان جهودهم العظيمة التي قاموا بها في سائر المجالات العلمية والحياتية.

    ومِن هذا الباب أقتصر الآن على إشارات سريعة إلى شيءٍ مِن جهود أهل السُّنَّة والحديث في الكلام على الرواة والأسانيد، التي هي عصب النَّقْل، وكما قال ابنُ المبارك رحمه الله: «الإسناد مِن الدين، لولا الإسناد إِذًا لقال مَنْ شاء ما شاء»([9]).

    فالإسناد هو الحاجز بين الناس وبين الافتراء أو التساهل في نقل الغث والسمين، والوقوع في أعراض الناس؛ إِذ الإسناد في الحقيقة هو البحث عن الدليل وراء هذا القول أو ذاك، أو هو التفتيش عن مصدر الكلام ومصداقيته.

    وإذا كانت الشريعة الإسلامية تُجَرِّم إلقاء الكلام جزافًا بغير تثبُّت، وتطالب الجميع بالتثبُّت في النقل، والمصداقية فيه، وتجعل الكذب صفة دنيئة مذمومة؛ فإنها في الوقت نفسه لم تقف عند حد النصّ على التجريم، وإنما تعدتْ ذلك إلى ضبط الوسائل والطرق المعينة على تحقيق هذه الغاية.
    ويقف الإسناد في هذه الحالة حائلًا يحول بين الناس وبين الوقوع في هذه الرزايا التي جرّمتها الشريعة الإسلامية، وبرزتْ فائدة عناية سلفنا الصالح بقضية الإسناد، لارتباطها بمطالب شرعية.
    فأهل الحديث في عنايتهم بالإسناد لا ينطلقون من باب البحث والترف العلمي المجرد، وإنما يقومون بتحقيق واجب شرعي يضبط الناس على جادة المصداقية، ويؤكّد بينهم مواثيق التثبُّت في الأقوال، بحيثُ يأمن الناس على أعراضهم وأنفسهم.

    فالإسناد أولًا: مطلبٌ شرعيٌّ.
    وثانيًا: منهج حياة، وسياج حماية ضد مَن تسوّل له نفسه أن يقع في أعراض الآخرين؛ إِذ ما يلبث أن ينكشف كذبه بمجرد عجزه عن إقامة الإسناد على ادعائه.

    فإذا كانت التقوى هي الشرطي الداخلي أو الباطن، الذي ينبع من داخل الإنسان؛ فالإسناد كذلك هو الشرطي الظاهري الرادع للإنسان عن الولوغ في أعراض الآخرين، أو التحديث بغير الصدق.
    وقد كانت عناية أهل الحديث والأثر بالإسناد عناية فائقة جدًا.

    فلم تقف جهود أهل الحديث وعنايتهم بالرواة والأسانيد عند الجهود الظاهرة، أو عند حدِّ العناية بالراوي منذ تَحَمَّل الرواية وسَمِعَها مِن شيخه، إلى أَنْ يُؤَدِّيها لغيره مِن الرواة، وإنما امتدتْ عنايتهم بالراوي فشملتْ حياته كلها، منذ وُلِدَ وأين ومتى، وكيف نشأ، وما هي سماته وأخلاقه التي نشأ عليها، والعوامل التي أثَّرَتْ في تشكيل شخصيته فيما بعدُ؟.

    لأننا نعلم أن الإنسان ابنٌ لبيئته المكوّنة له، والمحيطة به، فهو يتصرّف بناء على هذه البيئة، يتأثر بها، ويؤثّر فيها، بشكلٍ أو بآخر.

    ومِن هنا تبرز أهمية دراسة البيئة المحيطة بالراوي، والعوامل المؤثّرة في تشكيل شخصيته، بناء على دراسته مكان مولده، والأحوال السائدة فيه في زمن ولادته، ونحو هذه المسائل المهمة في التعرُّف على شخصية الإنسان عامة، والراوي أو الناقل للحديث خاصة.

    فوجدنا أهلَ الحديث يتكلمون عن تاريخ ميلاد الراوي أو الناقل أو العالم، ومكان الولادة([10])، ومَنْ وُلِدَ معه في نفس العام أو بعده، أو قبله([11])، ثم يتحدَّثون عن الزمن الذي بدأ فيه هذا المولود الجديد مراحله العلمية، متى بدأ بالتحديد، وعلى يد مَن بدأ يتلقَّن القرآن والسُّنَّة في بداية أَمْرِه، ثم متى بدأتْ ملامحه الحديثية تظهر عليه، فمال لطلب الحديث، وآثر الرِّحْلة في جَمْعِه وسَماعِه مِن شيوخه.

    وفي هذه المرحلة المُبَكِّرَة مِن عُمْر الراوي نجد أهل الحديث يتابعونه في نشأته، ويُسجِّلون العوامل التي شكَّلَتْ شخصيته، ودور الأب في العناية بابنه([12])، كما حدث مِن زُهَيْر بن حرب :، عندما اعتنى بابنه أحمد بن زُهَيْر، المعروف بابن أبي خيثمة، صاحب «التاريخ الكبير» المشهور([13]).

    فإِنْ نشأ المولود يتيمًا سَجَّل أهلُ الحديث مراحل نشأته هذه، وكيف اعتنتْ به أُمُّه، كما اعتنت أُمُّ الأوزاعيُّ رحمه الله بابنها، ودارتْ به في البلاد يتيمًا فقيرًا، حتى أغناه الله عز وجل مِن فضله العظيم، ووهبه سبحانه الإمامةَ في الدين والعِلْم([14]).

    كما يُسجِّل أهل الحديث شيوخ هذا الصغير الذين يولونه عنايتهم الخاصة، ويتعهَّدونه بالتعليم والرعاية، وينتقون له الشيوخ.

    ويُراقب أهلُ الحديث هذا الشِّبْل، ويرقبون هِمَّته وعنايته وحِفْظَه ومواهبه التي منحه الله إِيَّاها، ويفتشون في سماعه أثناء صِغَرِه([15])، وهل كان مُؤَهَّلًا آنذاك للسماع والحِفْظ؟([16]) أم لا؟([17]) أم أنه تحمَّل الرواية بالإجازة لا السماع؟ وكيف ومتى حصل ذلك؟ وبحضور مَن؟

    فإذا شَبَّ عن الطوق وبدأ يرحل، سار أهلُ الحديث معه، خطوة بخطوةٍ، يسجّلون البلاد التي دخلها، ومتى دخلها، ومِمَّن سَمِع فيها؟ وهل سَمِع في الحج ووسط الزحام؟ أم سَمِع بمفرده؟ وما هي كيفية سماعه؟ وهل يستوي سماعه بهذه المدينة مع تلك؟ أم أن حديثه في الأولى يختلف عن حديثه في الأخرى؟ كما اختلفَ حديث معمر بن راشد بالبصرة عن حديثه باليمن؟.

    وإذا كان الشيخ يُملي الحديث على الناس، ويعاونه المُسْتَمْلي في تسميع الذين هم في آخر الحلقة، يقف أهلُ الحديث وقفةً مع هذا المُسْتَمْلي، كما يقفون مع الورَّاق الذي يكتب وينسخ للراوي، وهناك أمثلة مشهورة مثل ورَّاق سفيان بن وكيع الذي أفسدَ حديثَه وأدَّى إلى تضعيفه.

    حتى قال عنه الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله: «كان وراقة نقمة، كان يعمد إلى أحاديث من أحاديث الواقدي فيجيء بها إليه، فيقول: قد أصبت أحاديث، عن أسامة بن زيد فلان، وفلان فاكتبها بخطك حتى ندخلها في الفوائد فتحملها على الشيوخ الثقات حتى قال يوما قد بلغــت الفوائد ألفي حديث»([18]).

    "حقوق النشر محفوظة لموقع "المركز العربي للدراسات والأبحاث"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
    --------------------------------

    ([1]) «شرح اللزوميَّات» نظم أبي العلاء المعرِّي (1/403).

    ([2]) والأبيات في «سقط الزّند» (ص/189) ضمن قصيدة «أمراء القوافي».

    ([3]) ذَامَ فلانٌ فلانًا: عَابَه وحَقَّرَهُ. انظر: «تهذيب اللغة» للأزهريِّ (15/25).

    ([4]) صوتها أو حركتها.

    ([5]) المصدر السابق (ص/193- 194) ضمن قصيدة «ألا في سبيل المجد».

    ([6]) الصَّارِمُ: السَّيف القاطع، والجمع صوارم، ومعنى البيت أَنَّه سيظل يسير إلى غايته مهما كانت التحدّيات التي يلاقيها، حتى لو كان الصباح سيوفٌ قاطعة والليل جيوشٌ مهلكة.

    ([7]) يعني يسير بالليل.

    ([8]) لم تُبالِ.

    ([9]) «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (2/16).

    ([10]) قال الأثرم في «سؤالاته لأبي عبد الله أحمد بن حنبل» (ص/41): «سمعتُ أبا عبد الله يقول: وُلِدَ سفيان بن عُيَيْنَة سنة سبع ومئة، وقَدِمَ الزُّهْرِيُّ للحجِّ في سنة ثلاث وعشرين، فرجعَ مِن الحج، وماتَ سنة أربعٍ. قيل له: وأبو إسحاق؟ فقال: أبو إسحاق مات سنة تسعٍ وعشرين؛ يعني السَّبِيعيَّ» أهـ.
    فهو هنا يتكلم عن تاريخ ميلاد بعض العلماء ووفياتهم، بل ويؤرّخ لحجةٍ حجّها إمام من أئمة المسلمين، فيذكر متى حجَّها أيضًا.

    ([11]) قال الأثرم في «سؤالاته لأبي عبد الله أحمد بن حنبل» (ص/44): «سَمِعْتُ أبا عبد الله ذَكَرَ أَنَّ مُعْتَمِرًا وُلِدَ سنةَ سِتٍّ، فقلتُ له: هذا كبير يا أبا عبد الله؟ فقال: نعم؛ كبير؛ لَقِيَ الرُّكَيْن وفلانًا، وكان كبيرًا، ثم قال: هو أكبر مِن ابنِ عُيَيْنَة، ابنُ عُيَيْنَة سَبع وهو سِتّ» أهـ.
    فالفارق الزمني بين ولادة الرجلين هنا كان واضحًا لدى الإمام أحمد رحمة الله عليه، ذَكَرَهُ، وبنى عليه بحثًا آخر في غاية الأهمية، عندما ذكر مَن لقيهم الرجل، وأَنَّ تاريخ ولادته هذا قد مَكَّنَه مِن لقاء فلان وفلان.
    فالمسألة لا تقتصر على مجرّد معرفة تاريخ الولادة، وإنما هي أساليب ووسائل تخدم نتائج أخرى، فالتاريخ وسيلة نعرف مِن خلاله مَن أدركهم الرجل ممن فاته إدراكهم، كما نعرف مصداقية فلان في نقله لبعض الأمور التي يمكن له مشاهدتها، بخلاف غيره ممن لا يمكن له مشاهدة هذه الوقائع، إلى آخر ما يمكن أنْ تفيده معرفتنا بتأريخ ولادة الناس ووفياتهم.

    ([12]) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمهم الله: «ولما سَمِعَ يحيى بنُ أكثم مِن ابنِ المبارك وكان صغيرًا صَنَعَ أبوه طعامًا ودعا الناس ثم قال: اشْهَدوا أنَّ هذا سَمِعَ مِن ابنِ المبارك وهو صغيرٌ» أهـ مِن «العلل ومعرفة الرجال» لأحمد برواية عبد الله (2/86 رقم 1633).

    ([13]) انظر: «التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة (1/15- 16، السِّفْر الثالث مِن الكتاب، تحقيق: صلاح فتحي هَلَل، الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة).
    وقد سمع ابن أبي خيثمة من عبد الله بن جعفر في حضرة والده أبي خيثمة، بينما نهاه والده عن السماع من أبي مُصْعَبٍ الزُّهري، وقال له: «لا تكتب عن أبي مُصعب واكتُب عمَّن شئتَ» [انظر المصدر السابق: 4650، 3446].

    ([14]) قال الإمام الذَّهَبِيُّ في «سير أعلام النبلاء» (7/110): « قال العباسُ بن الوليد: فما رأيتُ أبي يَتَعَجَّبُ مِن شيءٍ في الدنيا تَعَجُّبَهُ مِن الأَوْزَاعِيِّ، فكان يقول: سبحانك تفعلُ ما تشاء! كانَ الأَوْزَاعِيُّ يتيمًا فقيرًا في حَجْرِ أُمِّهِ، تَنقُلُهُ مِن بلدٍ إلى بلدٍ، وقدْ جَرَى حُكْمُكَ فيه أَنْ بَلَّغْتَه حيثُ رأيتُه، يَا بُنَيَّ! عَجَزَتِ الملوكُ أَنْ تُؤَدِّبَ نفسَها وأولادَها أَدَبَ الأَوْزَاعِيِّ في نفسِه، ما سَمِعْتُ منه كلمةً قَطُّ فاضلةً إِلاَّ احْتَاجَ مُسْتَمِعُهَا إلى إثباتها عنه، ولا رأيتُه ضاحكًا قَطُّ حَتَّى يُقَهْقِهَ، ولقد كان إذا أَخَذَ في ذِكْرِ المَعَادِ أَقُوْلُ في نفسي: أَتُرَى في المجلسِ قَلْبٌ لَمْ يَبْكِ؟!» أهـ.

    ([15]) قال الإمام أحمد رحمه الله: «رأيتُ يعقوبَ الحضرمي جاء إلى عبد الرحمن بن مهدي قيل له: لِمَ لَمْ تكتب عنه؟ قال: كانوا يقولون: إنه كان صغيرًا عند شعبة» أهـ. مِن «العلل ومعرفة الرجال» لأحمد (3/282 رقم 5253). ولهذا قال ابنُ سعدٍ رحمه الله في «الطبقات» (7/304): «وليس هو عندهم بذاك الثبت، يذكرون أنَّه حَدَّثَ عن رجالٍ لَقِيَهم وهو صغيرٌ قبل أنْ يُدْرِك» أهـ.

    ([16]) قال الأثرم في «سؤالاته للإمام أحمد» (ص/40- 41): «قال أبو عبد الله: سبحان الله! ما أعلم ابن عيينة بعمرو بن دينار؟ أعلم الناس به ابن عيينة. وذَكَرَ عِلْمَ شُعْبَةَ وأيوب وابن جُرَيْجٍ. قلتُ له: فأيّ الناس أعلم به؟ فقال: ما أعلم أحدًا أعلم به مِن ابنِ عُيَيْنَة، قيل له: كان ابن عيينة صغيرًا؟ قال: وإِنْ كان صغيرًا؛ فقد يكون صغير كَيِّس» أهـ.

    ([17]) قال الإمام يحيى بن مَعِين رحمه الله: «سعيد بن المُسَيِّب قد رأى عُمَر [رضي الله عنه] وكان صغيرًا» فقال الدُّورِيُّ ليحيى: «هو يقول: ولدتُ لسنتين مَضَتَا مِن خلافةِ عُمَر؟ فقال يحيى: ابنُ ثَمَان سنين يحفظُ شيئًا؟» أهـ نقلًا عن «تاريخ ابن معين» برواية الدوري (3/191 رقم 858).
    وقال الإمام أبو حاتمٍ الرَّازيُّ رحمه الله في حديثٍ لعبد الله بن زيدٍ رضي الله عنه: «وهذا عندي مدخول؛ لأن عبد الله بن يزيد كان صغيرًا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يُحَدِّث عبد الله بن يزيد عن البَرَاء وعن أبي أيوب وعن زيد بن ثابت؛ فهذا يدلُّ على صِغَرِه» أهـ. نقلًا عن «العلل» لابن أبي حاتم (2/190- 191، بإشراف الحميد والجريسي).

    ([18]) «الضعفاء» لأبي زرعة (2/404 ـ أبو زرعة وجهوده).




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: عبقرية السلف أهل الحديث1/ 2


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •