س ـ عكرمة البربري عن ابن عباس رضي الله عنهما , عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ,شهر بن حوشب . مامدى صحة حديثهم , وماهي مرتبتهم جرحا وتعديلا؟

جواب الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير

عكرمة البربري, هذا اتهم برأي الخوارج ودافع عنه أهل العلم مثل الحافظين الذهبي وابن حجر ونفوا عنه هذه التهمة وخرج له البخاري رحمه الله ولذا قال العراقي

275 - فَفي(البُخَارِي ِ)احتِجَاجاً(عِ ْرِمَهْ) *** مَعَ(ابْنِ مَرْزُوْقٍ) ، وَغَيْرُ تَرْجَمَهْ

المقصود أن (أمير المؤمنين في الحديث) البخاري رحمه الله احتج به فقد جاز القنطرة

وأما
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , فقد اختلف فيه العلماء اختلافا كبيرا ,والسبب في مرجع عود الضمير في جده , هل هو يعود إلى أقرب مذكور فيكون المراد جد الأب (جد شعيب) وهو عبد الله بن عمرو بن العاص , او يعود إلى عمرو فيكون جده محمد ,فإذا كان الضمير يعود في جده على عمرو لتتحد الضمائر , فمحمد تابعي وليس بصحابي فما روي بهذه السلسلة يكون من قبيل المرسل ,والمرسل من قبيل الضعيف . وإذا قلنا الضمير في جده يعود إلى أقرب مذكور وهو الأب شعيب يكون جده عبد الله بن عمرو بن العاص يكون الحديث حينئذ متصلا , وهذا هو المرجع لأنه جاء بيان ذلك في بعض الطرق وفي بعض الأحاديث عند النسائي وغيره عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص وعلى هذا الأساس يكون السند متصل إلا ما قيل من عدم سماع شعيب من جده عبد الله رضي الله عنه , لكن المرجح أنه سمع منه لأنه تربى في حجره , وعلى هذا يكون خلاصة ما قيل في هذه السلسلة أنها وإن لم تصل إلى درجة الصحيح فلا تنزل عن درجة الحسن .

وأما
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده , فأبوه حكيم وجده معاوية بن حيدة ,ولا خلاف في رجوع الضمير في أبيه أنه حكيم الأب والجد معاوية بن حيدة وهو صحابي ,فالسند متصل لكن اختلف العلماء في الإحتجاج بهذه السلسلة نظرا للكلام في بهز لأن بعضهم لينه , وبعضهم يجعله كالسلسلة السابقة (يعني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده) من قبيل الحسن ويختلفون في الراجح من السلسلتين , أيهما أرجح , عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سئل البخاري عن حديث خرجه الترميذي وسأله عنه فقال صحيح أو قال أصح حديث في هذا الباب حديث روي بهذا الإسناد , والإمام البخاري خرج حديثا تعليقا عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فهل تخريجه للحديث وإن كان معلقا أفضل من حكمه على حديث خارج الصحيح أم العكس , ولذا يختلفون في أيهما المرجح لكن الأكثر على ترجيح عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده

وأما
شهر بن حوشب فالكلام فيه أيضا كثير من أهل العلم , والأكثر على تضعيفه ومنهم من وثقه , المقصود أنه ضعيف وضعفه ليس شديدا , قابل للإنجبار


س آخر ـ في شرح النووي على مسلم, قال النووي حين تكلم في المقدمة ,صفحة خمسين (ص 50) الطبعة الأميرية على يزيد بن زياد قال : قال الحافظ هو ضعيف , من يقصد النووي بالحافظ؟


الجواب

الذي يظهر أنه يقصد الحافظ أبا القاسم بن عساكر , لأن له كلاما في الرواة وورد ذكره وقال (أي النووي)قال الحافظ ابو القاسم , وقال أيضا قال الحافظ ابو عمر (يريد به بن الصلاح ) وقال الحافظ الخطيب , لكن الذي يظهر أنه في هذا الموطن يريد به الحافظ بن عساكر لأن له كلاما كبيرا في الرواة
وبالنسبة ل
يزيد بن أبي زياد هذا فيه كلام من أهل العلم ,وقد نزل مسلم وخرج عنه انتقاء

ولذا يقول الحافظ العراقي في ألفيته

70 - وَللإمَامِ ( اليَعْمُرِيِّ ) إنَّما *** قَوْلُ (أبي دَاوُدَ) يَحْكي (مُسْلِما)
71 - حَيثُ يَقُوْلُ : جُمْلَةُ الصَّحِيْحِ لا *** تُوجَدُ عِنْدَ ( مَالِكٍ ) وَالنُّبَلا
72 - فَاحْتَاجَ أنْ يَنْزِلَ في الإسْنَادِ *** إلى ( يَزيْدَ بنِ أبي زيَادِ )

لكنه على سبيل الإنتقاء , والإنتقاء باب معروف عند أهل العلم , أنهم ينتقون ما ووفق عليه الراوي ويكون حينئذ من صحيح حديثه

من فتاوى برنامج نور على الدرب ليوم السبت 11 ـ 06 ـ 1432 الموافق ل14 ـ 05 ـ 2011