س ـ أرجع دائما إلى كتاب المصباح المنير لسهولته ولترتيبه ولوضوح عبارته , فهل يغني هذا الكتاب عن غيره؟
جواب العلامة الخضير
المصباح المنير سهل كما قال السائل في ترتيبه وفي عبارته, ويعطي الفائدة من قرب , لكن ينبغي لطالب العلم أن يتنبه لأمر ,و هي أن المصباح المنير يخدم كتاب فقهي لأنه في غريب الرافعي الكبير المسمى بفتح العزيز شرح الوجيز ,وهو متأثر بالفقه الشافعي وشرحه وبيانه للمفردات الغريبة من جهة نظر مؤلف الكتاب الأصلي, وقل مثل ذلك في المُغرِب للمُطَرزي متأثر باصطلاحات الحنفية, المُطلِع متأثر باصطلاحات الحنابلة ,والكتب المتأثرة بالإصطلاحات يستفيد منها طالب العلم ولا يقال أنها تترك , يستفاد منها مع المقارنة بغيرها , فإذا طلب معنى لغوي يُختلف في حقيقته الشرعية بين المذاهب فإنه لا يعتمد عليها ,وإذا كان المؤلف حنفي فهو متأثر بمذهب الحنفية, وإذا كان شافعي فهو متأثر بمذهب الشافعية وهكذا ,فإما أن يُرجع إلى الكتب كلها , فيُنظر ما تتفق عليه وتجتمع عليه ,وإما أن ـ وهذا أولى ـ يرجع إلى الكتب الأصلية التي ألفت قبل التأثر بهذه المذاهب ,فالكتب المتقدمة من كتب اللغة موجودة , منها التهذيب للأزهري وهذا من أنفس الكتب في هذا الباب ,وأيضا الصِحاح للجوهري وهذه كتب متقدمة وموثوقة ولا تخلو من الملاحظات ولا سيما الصحاح وجد عليه بعض الملاحظات لكن نبه عليها بعض أهل العلم,فطالب العلم عليه أن يهتم بالكتب المتقدمة ويكون اعتماده على الكتب المتأخرة إذا أراد شيئا زائدا على ما وجده في الكتب المتقدمة.
هناك كتب جوامع جمعت الكتب المتقدمة مثل لسان العرب ,تاج العروس, وإذا كان في الصحاح (للجوهري) من المواد الشيء القليل الذي لا يكفي طالب العلم لقدمه , فقد زيد عليه ممن جاء بعده ,والكتب التي جمعت ووفقت بين كتب اللغة كلسان العرب الذي يشتمل على ثمانين ألف مادة (80000)لا يستغني عنه طالب علم , لكن يكون معوله في الأصل على الكتب المتقدمة ويأخذ ـ كما قلنا ـ القدر الزائد من مثل لسان العرب أو تاج العروس الذي قالوا أن فيه مئة وعشرين ألف مادة (120000) , والقاموس على صغر حجمه قالوا أن فيه ستون ألف مادة (60000), هذه كتب جوامع جمعت أكثر من كتاب يهتم بها طالب العلم لكنها لا تغني عن كتب المتقدمين.
شيخنا في هذا السياق هل للحنابلة في هذا الباب مثل هذه الكتب , وهل يعتمد اصطلاحاتهم؟
المطلع في تحرير ألفاظ المقنع (للموفق بن قدامة)موجود ومطبوع
من فتاوى سلسلة الهدى والنور ليوم السبت 11 ـ 06 ـ 1432 الموافق ل14 ـ 05 ـ 2011