تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الرد المنتقي على سرقات صاحب السلسبيل النقي -عامله الله بما يستحق-.

  1. #1

    Arrow الرد المنتقي على سرقات صاحب السلسبيل النقي -عامله الله بما يستحق-.

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
    ألا سَمِع هذا السارق بالأثر الوارد عن نَاقِله رضي اللهُ عنه: (بَركةُ العلم عَزْوُه إلى قَائله).
    ولا رأى صنيع (المُزني) حيثُ قال فِي أَول "مُختصره" الذي كساهُ اللهُ لإخْلاصهِ إجلالاً ونورا، وزاده في الآفاقِ سُموا وظهورا:
    كتابُ الطهارة، قال الشّافعيُ: قال اللهُ تعالى: }وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا{.
    أفما كان المزني رأى هذه الآية في المُصْحف فينقلها مِنه بدون عَزْوها إلى إمَامِه؟ قال العلماءُ: إنّما صنع ذلك لأنّ الافتتاح بها من نظام الشّافعي لا من نِظامهِ.
    ولقد نقل الإِسنوي في (المهمات) عن تلميذه الحافظ زين الدين العراقي وعدّ ذلك من مناقبه التي تصعده إلى المراقي.
    وكان الحافظ ابن حجر يُعَلِّم طلبتَهُ إذا نقلوا حديثاً أورده لهم أو أَثَرا أن يقولوا: رواه فلانٌ أو خرّج فلانٌ بإفادة شيخنا ابن حجر.
    كل ذلك حرصاً على أداء الأمانة، وتجنّب الخيانة فإنها بئست البطانة، وامتثالاً للحديث، واقتداءً بالأئمة في القديم والحديث، وتَحَرُّزا عن الكذب... وتوفية لحقّ التتبع، ورغبة في حصول النفع والبركة، ورفع تصنيفهم إلى أعلى درجة من أسف دَرَكَهْ.
    وقياماً بشكر العلم وأهله، وإعطاء السابق حقَّه لفضله.
    وليتميز ما غاصَ المصنِّف عليه –ممّا استخرجه غيره – من درر البحار، وليسلم من أن يصاب من قبل من ظلمه بالخيانة بسهم من سهام الأسحار، فقد حكى السّبكي وغيره عن الشيخ أبي حامد الإسفراييني أنه قيل له: إن فلانا صنف كُتبا بكثرة. فقال: أرُوني إيّاها، فرآها مسروقة من كُتبه، فقال: بَتَرَ كُتُبي بَتَرَ اللهُ عمره.
    فمات ذاك عن قرب ولم يتمتع بنفسه، ولا وصلَ إلى ما وصل إليه أبناءُ جنسه.
    وسُنة الله فيمن أغار على كتب المُصَنّفين، ولم يؤد الأمانةَ من المؤلفين، أن يخمل ذكره وذكر كتبه، ويعدم النفع به في الدنيا إلى يوم مآبه.
    وهذا الرجل أفحش في سرقة كتابي، وأغار على جميع ما أودعتُ فيه، وصَدّرَ ما أوردَهُ ب (قلت).
    كأنه الذي أَقام دهرا يتتبعه فجعل ذلك من تتبعه، فإن كان صادقا في أنّه القائل المُتضلع، والجّامع المُتتبع، فشكر اللهُ مَسْعاه، وبارك فيما ادّعاه، وإن كان سارقا سالخا، وناسخا ماسخا، ومُدّعيا ما لا حاصل عنده به ولا محصول، ومُغيرا على تصنيفي، ومُنْتحلا لتأليفي، فلا يأمن أن يحرمَهُ اللهُ نَفْعه وثوابه، وأنّ عليه نفسه وكتابه.
    ثُمّ لا يرفع عند كبير ولا جليل، ولا يُقتنى عند صديق ولا خليل.
    فليت شعري ما الذي ألجأه إلى ولوج هذا الباب وليس له طاقة، وما الذي اضطره إلى التشبه بأهل الإفاقة، وهو من أهل الفاقة، فإن ظنّ بذلك أنه ربح فإنما هُو يخسر، وإن توهم أنه يُدعى بذلك رأسا فإنما هو رأسُ مِنْسَر.
    وإن زكاهُ أحد فما خائنٌ عندنا بمزكّى، والله إنّ سارقا يسرق الأشعار وهي بالنسبة إلى العلم رخيصة الأسعار، فيعز على المسروق منه ويشتد، ويُنبه على سرقته ويعتد، ويساعده على ذلك أهلُ الأدب، وينتدبون لإفصاحه مع من انتدب، ويؤلفون الكتب في هتكه، ويدرجونه في خبر المهمل وسلكه، أَلَمْ تَرَ إلى كتاب: "الحُجّة في سرقات ابن جِجّة"؟.
    كل ذلك إعطاء للفضائل حقّها، وتوفية بنسبة الحقوق إلى من استحقها.
    فلذلك هتكنا أَمْرَهُ وإنّا لصادقون، وبعثنا مؤذنا في ناديه: }أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ{.
    ولا يقبل الله صدقةً من غلول وللغالّين عذابٌ واصب.
    فاحذروا معاشرَ المصنفين أن يُغير على كتبكم إن كنتم بعزّة العلم توقنون، واخشوا شياطين سحره أن: }يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ{.
    وأرسلوا عليه من ألسنتكم سبعا شِداداً، ومن أقلامكم ألْسِنَةَ حِدادا، ومن محابِركم بحارا مدادا، ومن أقوالكم جيشا عرمرما لا يَدَعُ تلاعا ولا وهادا.
    وأولوا هذا السارق قطعا، وامنعوا عنه الكتب مَنْعا، والمبطل فاقدعوا، والخائن فاردعوا، والسارق فاقطعوا.
    واهدموا بنيانه من أصله، وألحقوا كلّ شكل بشكله، وردّوا كل شيئ إلى أهله، وقولوا: جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ.
    وإن انتصر له حبيبٌ أو خليل فقولوا له: أنتَ عن هذا بمعزلْ، وإن كنتَ عندنا في أشرف محلّ وأعلى منزلْ.
    وما أظنُ الحامل له على كلمة أمضاها: إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا، وإن غرّه قومٌ جاءوا إليه، وحسّنوا له الإصرار على ما هو عليه، وزعموا أنهم ينصرونه بألسنتهم السفيهه، ويذبوا عنه بإفتراء ما يُقال هي بأفعال بني إسرائيل فوالله ما يزداد هو ومن أغراه إلا نزولاً، وسيرونّ عجائبَ قدرة الله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا.
    وإن تاب هذا الرجل من الخيانة قبلناه، وإن ردّ الأمانة إلى أهلها أهلناه، وإن أَصَرّ على خيانته، واستمر في جنايته نزّلناه وسفلناه، وعددناه في زمرة الخائنين وكتبنا على قَفاه: }وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ{.
    التفاصيل هنا:
    الرد المنتقي على سرقات صاحب السلسبيل النقي -عامله الله بما يستحق-.
    تكمن أهمية المخطوطات في كونها تراثًا يربط الماضي التليد بالحاضر، ونحن بحاجة ماسة إلى هذه الصلة، ومن المعروف أنه ليس هناك عمل تراثي متقنٌ إلا بعد مقابلته على نص مخطوط ...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    293

    افتراضي رد: الرد المنتقي على سرقات صاحب السلسبيل النقي -عامله الله بما يستحق-.

    جزاكم الله خيرا
    ساعد في نشر العلم http://olom.banouta.net

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •