الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين .
عندما ذهبت الى الديار المقدسة لاداء العمرة وعندما وصلت هناك وجدت مئات الالاف من البشر قد جاءت من كل فجر عميق من شمال الارض وجنوبها وشرقها وغربها ,صورهم مختلفة واجسامهم مختلفة منهم الابيض والاسود والاصفر والاحمر والطويل والقصير والذكر والانثى والصبي المميز والطفل الرضيع ومنهم حافي القدمين ومنهم من انتعل الحذاء , عندما نظرت اليهم والى وجوههم واجسادهم والوانهم خطرت لي بعض الملاحظات احب ان اذكرها هنا عسى الله سبحانه يفيد بها من يقراها .
الاولى : ان الله سبحانه عندما ينظر الى الناس لا ينظر الى وجوههم او اجسادهم ولا ينظر الى ان هذا ابيض فيقدمه وهذا اسود فيؤخره ولا الى هذا الطويل فيكون من المقربين ولا الى هذا القصير فيكون من المبعدين , الله سبحانه عادل لا ينظر الى هذه الصفات الشكلية وانما ينظر الى ابعد من ذلك الى القلوب التي في الصدور
حيث يقول النبي (صلى الله عليم وسلم )
(ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم) .رواه مسلم وغيره
الثانية : ان النبي صلى الله عليه وسلم فهم المعنى ايضا عندما خاطب بلال الحبشي الاسود قائلا له (مالي اسمع دف نعليك في الجنة )
الثالثة : ابو لهب صاحب الوجه الجميل والحمرة التي تظهر على وجهه يقول الله عزل وجل له ( تبت يدا ابي لهب وتب *ما اغنى عنه ماله وما كسب *سيصلى نارا ذات لهب .....) المسد 1_3
الرابعة : وهذا احد الصالحين تعرض عليه اختين ليتزوج احدهما فيختار التي في عينها عورلانه نظر الى الجوهر وليس الى المظهر .
الخامسة : هناك بلدان سكانها من اجمل خلق الله ولكن تنتشر بينهم وبصورة واضحة الفاحشة وجريمة القتل والسرقة والاشراك بالله .
السادسة : والاعمى عندما يتزوج هل تصلح له الجميلة ام غير الجميلة ام صاحبة الدين التي ترعاه وتخاف الله فيه.
السابعة : الله سبحانه وتعالى يقول في سورة المنافقون اية 4
(واذا راأيتهم تعجبك اجسامهم .....)
فهم جميلي الصورة والجسم ولكن الله سبحانه ذمهم وجعل مكانهم في الدرك الاسفل من النار بسبب نفاقهم .
الثامنة : وعن علي كرم الله وجه يقول (انما المرء بأصغريه قلبه ولسانه) اي تقوم معاني الانسان بهما .
التاسعة : والشاعر زهير يقول :
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبقى الاصورة اللحم والدم
الذي اريد ان اخلص اليه ان تعامل البشر بعضهم مع البعض الاخر لا يكون حسب الصورة والاجسام وانما حسب الاعمال ومدى قربهم ام بعدهم عن الله سبحانه