محاضرة
حاضر عن «الأندلسية» في «دار الآثار»
د.سوتو: الجامع الكبير في قرطبة جوهر الحضارة الإسلامية

د. خوان سوتو
ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية ألقى د.خوان سوتو أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة يونيفرسيداد كومبلوتنس دومدريد ونائب الاتحاد الأوروبي للمستعربين والمهتمين بالدراسات الإسلامية محاضرة بالإنكليزية تحت عنوان «الجامع الكبير في قرطبة والعمارة الأموية في الأندلس» مساء الاثنين الماضي في مركز الميدان الثقافي.
قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش بدر أحمد البعيجان رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء «الدار».
تناول د. سوتو في بداية محاضرته الدلاله الحضارية في العمارة الإسلامية قائلا ان لكل دولة ما يمثلها ماديا، وفي حالة الدولة الإسلامية يجب ان يعكس أي تمثيل مادي لها جوهرها وطقوسها الدينية وسياستها، وإذا أردنا مثالا على عمارة تمثل جوهر الدولة الإسلامية فسوف يتبادر إلى أذهاننا على الفور المسجد الكبير في قرطبة، وهو بناء شيدته الدولة ليمثل شخصيتها، مضيفا: «هكذا يتجلى نشوء وقيام الدولة الأموية في كافة تطوراتها في الأندلس في الجامع الكبير في قرطبة».
وعن الأصول التاريخية وضح المحاضر انه بعد الانقلاب العباسي عام 750م أقام الخليفة عبد الرحمن الداخل دولته في شبه الجزيرة الأيبيرية، وكانت امتدادا للدولة الأموية التي مدت نفوذها إلى أقاصي الغرب، وعندما تحققت الدولة في الأندلس جعلت العمارة في عاصمتها قرطبة عبارة عن نسخة معمارية من المسجد الأقصى في القدس (709-715م)، مع لمسة واضحة من الحرم الشريف وإيحاءات رمزية مشابهة له، وقد قام أمراء الأندلس بتطوير الدولة التي أسسها عبد الرحمن الداخل مع تطوير وإتمام عناصرها بشكل متدرج بقدر ما سمحت به الإمكانات وفرضته الظروف. ولعل تدخل الأمراء في الجامع الكبير في قرطبة أكبر مثال على هذه العملية.
واثر الاضطرابات في دول الأندلس على العمارة قال د.سوتو انه رغم ذلك وجدنا ان الأمير المنذر والأمير عبدالله بن محمد لم يتوانيا عن «ترك بصماتهما» في هذا المسجد والتي تمثلت في بذخ الأمير عبدالله والدولة في تعزيز سلطة الدولة المادية تدريجيا، كما تمثلت في الاحتفاء بالطابع الشرقي في الخلافة الأموية في دمشق البعيدة، وهو ما يناقض تماما الفكرة السلبية لدينا عن تلك الفترة.
وأنهى د.سوتو محاضرته متناولا المراحل الأخيرة في القرن الحادي عشر عندما تولى الخلافة بعد الحكم الثاني ابنه هشام الثاني، والذي في ظل حكمه تصرف محمد ابن أبي عامر المعروف بالمنصور كوصي على العرش، يأمل في اغتصاب العرش منه بناء على عنصرين هما: روح الجهاد، والخضوع السابق لحكم الأمويين ولشخص الخليفة نفسه. وربما يتجلى انعكاس صورة هذين الشخصين في عمليات التوسعة الضخمة للجامع الكبير في قرطبة، وإن لم يتم إدخال أية تجديدات جوهرية، إبقاء على الجامع كنسخة طبق الأصل عن المراحل السابقة التي مر بها، باستثناء الجوانب الفنية، كما لم يتم اعتبار أي عناصر فيه «امتيازا» خاصا بالخليفة.
الموضوع منقول من هنا:
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=19042009