تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 27

الموضوع: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أم لا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    984

    Question هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أم لا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هل أحد من الإخوة الفضلاء عمل دراسة لحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أم لا ؟؟

    أنا أعلم أن الشيخ الألباني رحمه الله صحح الحديث في صحيح أبي داود وخرجه تخريجا مفصلا لكن بعض الإخوة لم يصحح ذلك الحديث كما في ذلك الرابط
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...E1%E3%D2%E4%ED

    فهل من بيان للراجح في هذه المسئلة هل الحديث يصح أم لا يصح ؟؟
    وهل هو عروة هو المزني أم ابن الزبير ؟؟
    وهل حبيب بن ثابت مدلس حقا أم لا ؟؟
    وهل الروايات التي أوردها الشيخ الألباني بخلاف رواية حبيب كما في صحيح أبي داود تصلح لأن تكون متابعة قوية وشاهدا للحديث أم لا ؟؟

    بارك الله فيكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    بارك الله فيكم.

    الحديث مداره على الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة.
    ورواه عن الأعمش جماعة، منهم: وكيع -وروايته أشهر روايات الحديث-، وأبو بكر بن عياش، وزائدة، وعبد الحميد الحماني، وأبو معاوية الضرير.

    وخالفهم عبد الرحمن بن مغراء، فقال: ثنا الأعمش، أخبرنا أصحاب لنا عن عروة المزني، عن عائشة، بهذا الحديث. وابن مغراء منكر الحديث عن الأعمش، ونكارة روايته هذه عن الأعمش ظاهرة، فقد خالف أصحاب الأعمش الكبار الثقات.

    ولم يُعيَّن عروةُ في سائر روايات أصحاب الأعمش، إلا في روايتين عن وكيع، جاء فيهما أنه: (عروة بن الزبير):
    إحداهما: رواية أحمد بن حنبل في مسنده عنه،
    والثانية: رواية ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، كلاهما عن وكيع. مع أن ابن أبي شيبة نفسه رواه في مصنفه فلم يعين عروة.

    وتعيينه بعروة بن الزبير قوي، ويدل له أن بعض الأئمة -كالقطان والبخاري والدارقطني- قرن تضعيف هذا الحديث بنفي سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة، وعروة هذا الذي لم يسمع منه حبيب؛ هو ابن الزبير.

    كما أن إطلاق (عروة، عن عائشة) منصرفٌ إلى عروة بن الزبير، ابن أختها -رضي الله عنهما-.

    وحبيب لم يسمع من عروة شيئًا، ونقل الإمام أبو حاتم الرازي الإجماع على ذلك، وهذا مغنٍ عن سرد من قال بالانقطاع، وهو دالٌّ على غرابة قول من قال بالاتصال، وأنه قول خطأ مخالف لإجماع أهل الحديث، قال أبو حاتم: " كما أن حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له السماع من عروة بن الزبير، وهو قد سمع ممن هو أكبر منه، غير أن أهل الحديث قد اتفقوا على ذلك، واتفاق أهل الحديث على شيءٍ يكون حجة "، وفي ذكره أن حبيبًا سمع ممن هو أكبر من عروة= ردٌّ على من ردَّ كلام نفاة السماع بأن حبيبًا عاصر عروة، فمن نفى السماع يعلم بوقوع المعاصرة، إلا أنه لا يثبت له سماعًا منه.

    وقد قوّى بعض المتأخرين رواية حبيب المنقطعة هذه بما جاء عن هشام بن عروة عن أبيه:
    1- فقد جاء الحديث من طريق حاجب بن سليمان، عن وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
    وهذه المتابعة خطأ من حاجب، والخطأ أحد اثنين:
    الأول: في المتن، وهو ما ذكره الدارقطني بعقبها، قال: " والصواب عن وكيع بهذا الإسناد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل وهو صائم "، ورواية وكيع التي أشار إليها الدارقطني رواها عنه أحمد في مسنده (6/207).
    الثاني: اضطراب وخطأ في الإسناد، فإن أصحاب وكيع (واجتمع لي منهم خمسة عشر راويًا وزيادة، فيهم أحمد بن حنبل وابن راهويه...) رووه عن وكيع، عن الأعمش، عن حبيب، عن عروة،
    وقد وافقهم حاجب بن سليمان في إحدى الروايتين عنه -أخرجها الدارقطني (1/137)-، ثم خالفهم، فجاء بالإسناد الآخر في الرواية الثانية عنه -أخرجها الدارقطني (1/136)-، فقال: عن وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فاضطرب فيه.
    وحاجب له أوهام، وذكر الدارقطني بعقب هذا الحديث أنه لم يكن له كتاب، وأنه كان يحدث من حفظه، وهذا -مع انعدام قوة الضبط- مدعاةٌ للخطأ والوهم والتخليط.
    فهذه المتابعة خطأ على الحالين كلتيهما، ولا يصح الاعتداد بها.

    2- وجاء الحديث عن علي بن عبد العزيز، عن عاصم بن علي، عن أبي أويس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبل وهو صائم، ثم لا يتوضأ "، قال الدارقطني عقبه: " لا أعلم حدث به عن عاصم بن علي هكذا غير علي بن عبد العزيز "، وبيّن في العلل (15/64) أن ذلك وهم، وأن الصواب: عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل وهو صائم.
    ووجه ذلك هنا: أن أبا أويس -عبد الله بن عبد الله بن أويس المدني- رواه عن هشام بن عروة، فذكر القبلة في الصيام، وزاد: " ثم لا يتوضأ "، وقد رواه عن هشام جماعة من أئمة الحفاظ لم يذكروا هذه الزيادة؛ كمالك وابن عيينة ووكيع ويحيى بن سعيد القطان وأبو معاوية الضرير وحماد بن سلمة، ووافقهم غير واحد؛ كعمر بن علي المقدمي وأنس بن عياض والجراح بن الضحاك وشريك. كل أولاء رووه عن هشام بن عروة به، فلم يذكروا ترك الوضوء من القبلة، واقتصروا على ذكر القبلة في الصيام.
    وأبو أويس الذي انفرد بالزيادة ضعَّفه غير واحد، وهو صالح عند آخرين، وانفراده بهذه الزيادة عن هشام بن عروة دون أصحابه الحفاظ لا يحتمل منه، وهي خطأ منكرة.

    3- كما روى الحديث بقية، عن عبد الملك بن محمد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبلها وهو صائم، وقال: " إن القبلة لا تنقض الوضوء، ولا تفطر الصائم "، وقال: " يا حميراء، إن في ديننا لسعة ".
    وعبد الملك شيخ بقية قال فيه الدارقطني بعد ذكر هذا الإسناد في العلل (15/64): " شيخ له -أي: لبقية- مجهول "، وقد نقل قول الدارقطني الذهبيُّ في الميزان (2/663)، فقال: " قال الدارقطني: (عبد الملك ضعيف) "، وأشار الذهبي إلى إعلال هذا الإسناد، فقال: " وعنه -أي: عن عبد الملك- بقيةُ بـ(عن) ".
    وتفرد هذا المجهول -أو الضعيف- عن هشام بن عروة بهذا الحديث بتمامه منكر، فغيره لا يرويه عن هشام.
    فهذه علة هذا الإسناد، وأعله ابن راهويه بعد إخراجه في مسنده (2/172)، قال: " أخشى أن يكون غلط ".

    4- وجاء الحديث عن هشام بن عبيد الله الرازي، عن محمد عن جابر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة به. علّقه الدارقطني في العلل (15/64)، ومحمد بن جابر هذا -وهو السحيمي الحنفي- ضعيف، قال بعض الأئمة: " ساقط "، وقيل: " ليس بشيء "، ولم يشتد ضعفه عند بعض الأئمة، إلا أن روايته -وهذه حالُهُ- عن ثقة جبل مكثر كهشام بن عروة لا تعد شيئًا.

    5- وجاء الحديث عن نوح بن ذكوان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة به. علّقه الدارقطني في العلل (15/64)، ونوح بن ذكوان هذا واهٍ، ضعيفٌ جدًّا. وذكر الدارقطني أنه " زاد فيه زيادة كبيرة تفرد بها، كلها وهم ". فروايته هذه واهية منكرة.

    فهذا الحديث برواية عروة عن عائشة، وهذه متابعاته، وظهر أنه منقطع، وأن متابعاته مناكير، فلا تفيدُهُ تقويةً.

    والحديث ذاتُهُ -بإسناده هذا: حبيب، عن عروة، عن عائشة- أنكره غير واحد من أجلة أهل الحديث المتقدمين:
    - فذكر ابن المديني أن يحيى القطان ضعّفه جدًّا وقال: " شبه لا شيء "،
    - وأنكره يحيى بن معين،
    - ونقل الترمذي أن البخاريَّ ضعّفه وضعّف كل أحاديث الباب،
    - وقال أبو حاتم: " لم يصح "،
    - وقال الترمذي: " لا يصح عندهم -يعني: أصحابه أهل الحديث- لحال الإسناد ".

    وتصحيحُهُ وقبولُ تصحيحه صعبٌ مع تظافر هذه الأقوال عن هؤلاء الأجلة، وهو دليل على قوة نظر المتقدمين من الأئمة ودقتهم في هذا العلم.

    تنبيه: لم أتكلم هنا إلا عن رواية عروة عن عائشة -رضي الله عنها-، وهناك روايات أخرى عنها، ولربما فاتني شيء من روايات عروة أيضًا، فليُسدّ النقص إن كان ثم نقص، ورحم الله من نبهني على خطأ أخطأتُه.

    والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    984

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    بارك الله فيك شيخنا الفاضل محمد بن عبد الله

    لكن هلا أكملت بحثك الماتع لتتبع باقي روايات الحديث عن عائشة من غير طريق عروة لكي يتسنى لنا الحكم على الحديث بمجموع الطرق والشواهد والمتابعات هل يصح حديث في ذلك المعنى أم لا ؟؟ لأن هذا يترتب عليه خلاف فقهي قوي وهو هل لمس المرأة بلا شهوة ناقض للوضوء أم لا ؟؟

    عموما ليتك أخي الفاضل تكمل المسيرة

    وجزاكم الله خيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    اخي الكريم تقول لأن هذا يترتب عليه خلاف فقهي قوي وهو هل لمس المرأة بلا شهوة ناقض للوضوء أم لا ؟؟
    قلت الصواب أن مس المرأة لا ينقض الوضوء مطلقاً وبالذات مع غير الشهوة الااذا امذى. وهذا مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله .
    وذلك لان الأصل بقاء الطهارة وعدم نقضها حتى يأتي دليل صحيح يدل على أن هذا الشيء ناقض للوضوء ، ولا يوجد هذا الدليل هنا ، وأما الآية فالمراد بها الجماع ، وليس مطلق الملامسة روى ابن جرير عن سعيد بن جبير قال : اختلفت أنا و عطاء و عبيد بن عمير في قوله : أو لامستم النساء ، فقال عبيد بن عمير : هو الجماع. وقلت أنا وعطاء : هو اللمس . قال : فدخلنا على ابن عباس فسألناه فقال : غلب فريق الموالي ، وأصابت العرب ، هو الجماع ، ولكن الله يعف ويكني .
    .ويشهد لقول ابن عباس رضي الله عنه واته ليس مجرد اللمس النصوص الاتية
    1- عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا ) رواه البخاري (382) وفي رواية للنسائي (166) بإسناد صحيح : (حَتَّى إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ مَسَّنِي بِرِجْلِهِ ) صححه الألباني في سنن النسائي .
    2- وعنها رضي الله عنها قالت : ( فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَبِمُعَافَاتِك َ مِنْ عُقُوبَتِكَ ) رواه مسلم (486) ، وفي رواية للبيهقي بإسناد صحيح : ( فَجَعَلْتُ أَطْلُبُهُ بِيَدِي فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ سَاجِدٌ ..) وهي عند النسائي أيضاً (169) .
    وظاهر هذه الأحاديث بلا شك أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مس عائشة رضي الله عنها وهو يصلي ، ولو كان مس المرأة ناقضاً للوضوء لبطل الوضوء والصلاة .
    وأجاب الشافعية عن هذه الأحاديث جواباً ضعيفاً ، فقالوا : لعله كان من فوق حائل !!
    قال الشوكاني : وهذا التأويل فيه تكلُّف ومخالفة للظاهر .
    3- وعنها رضي الله عنها ( أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ) رواه أبو داود (179) وصححه ابن جرير وابن عبد البر والزيلعي ، والألباني في صحيح أبي داود .
    وضعفه كثيرون : منهم سفيان الثوري ويحيى بن سعيد القطان ، وأحمد بن حنبل والدارقطني والبيهقي والنووي .
    فإن صح هذا الحديث فهو ظاهر جداً في الدلالة على هذا القول ، وإن لم يصح فإنه يغني عنه الأحاديث الصحيحة السابقة ، مع التمسك بالأصل وهو صحة الطهارة ، وعدم الدليل على نقض الوضوء بمس المرأة
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    984

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    أخي الفاضل
    بارك الله فيك
    دعك من الخلاف الفقهي المترتب على هذا الحديث لأنه ما من دليل يستدل به على عدم النقض إلا وفيه رد عليه أبسطها قلت أخي الفاضل أن المراد باللمس في الآية الجماع وهو محل خلاف بين المفسرين وهذا قد يتمشى معك أخي الفاضل على قراءة أو "لامستم " لكن ما التفسير على قراءة " لمستم " فهي ظاهرة في مطلق اللمس - لكن ما المراد بالنساء هل جنس الإناث أم الزوجات فيكون المراد اللمس بشهوة - فهذا الحديث إن صح كان هو العمدة في عدم نقض الوضوء من لمس المرأة بلا شهوة أما إن لم يصح كان هناك محل نظر ومحل خلاف في ما المراد بالآية ؟؟ هل مطلق اللمس أم اللمس بشهوة أم المراد به كناية عن الجماع ؟؟

    عموما بغض النظر ما هو المذهب الفقهي الراجح في هذه المسئلة فأنا أريد من الإخوة الفضلاء عموما الذين عندهم علم في هذا الحديث وخصوصا - شيخنا محمد بن عبد الله وأخينا أبي حازم الكاتب - أن يشاركا في هذا الموضوع هل يصح حديث بمجموع الطرق والشواهد والمتابعات عن عائشة أن النبي قبل بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ أم لا ؟؟ سواء من طريق عروة عن عائشة أو من طريق غيرها ؟؟

    بارك الله في الجميع ونأمل المشاركة للوصول للحكم على هذا الحديث

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    عجبا لامرك اخي الكريم مجدي فياض وفقك الله
    تعتمد على حديث ضعفه الائمة الكبار المتقدمون هذا ان ثبتت صحته عند المتاخرين وتغفل عن مافي صحيح البخاري
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا ) رواه البخاري (382)
    ثم ما معنى قولها رضي الله عنها ((فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ ))
    اليس هذاهو اللمس باليد والا فماالمرادمنه افدنا بارك الله فيك؟؟
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    984

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    أخي الفاضل لو قال إنسان أنا ضربت فلان هل يستلزم ذلك أن يكون الضرب ملامسة اليد للجسد أم لو ضربه من فوق ثيابه صح أن يقال أيضا قد وقع الضرب أيضا ؟؟
    فالضرب وكذلك الغمز قد يكونان من فوق الثياب وهذا أمر مشاهد عيانا فهو ليس احتمالا بعيدا بل احتمالا مساويا وهذه واقعة فعل تحتمل للأمرين

    عموما أخي الفاضل كما قلت لك دعك من الخلاف الفقهي في هذه المسئلة فلنجعل هذا موضوعا حديثيا وليس فقهيا فأنا أريد من الإخوة الفضلاء عموما الذين عندهم علم في هذا الحديث وخصوصا - شيخنا محمد بن عبد الله وأخينا أبي حازم الكاتب - أن يشاركا في هذا الموضوع هل يصح حديث بمجموع الطرق والشواهد والمتابعات عن عائشة أن النبي قبل بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ أم لا ؟؟ سواء من طريق عروة عن عائشة أو من طريق غيرها ؟؟

    بارك الله في الجميع

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    جزى الله الجميع كل خير

    هذا بحث لشيخنا الشيخ مفلح بن سليمان .. وفقه الله وبارك في علمه وعمره

    عنوانه (توضيح المخبوء فيما روي في القبلة بعد الوضوءِ)
    الباب الثاني:
    في ذكر الدليل بأن القبلة لا توجب الوضوء و بيان طرق حديث عائشة في ذلك و الجواب عن بعض علله .

    الطريق الأول:قال الإمام النسائي رحمه الله :
    (1)-أخبرنا محمد بن المثنى ( ) عن يحي بن سعيد ( ) عن سفيان ( ) قال : أخبرني أبو روق ( ) عن إبراهيم التيمي ( ) عن عائشة ( ) رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ )) ( )
    -و قال أبو داود رحمه الله :
    (2)حدثنا محمد بن بشار ( ) حدثنا يحي و عبد الرحمن ( ) قالا : حدثنا سفيان عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (( قبلها ، ولم تتوضأ ))( ) .
    و كذلك رواه أحمد و أبو بكر بن شيبة عن وكيع ( ) عن سفيان بهذا الإسناد( ) .
    -و قال الدارقطني رحمه اله :
    (3)حدثنا الحسين بن إسماعيل ( ) حدثنا أبو هشام الرفاعي ( ) حدثنا وكيع /ح/ و حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ( ) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي /ح/ و حدثنا الحسين بن إسماعيل عن زيد بن أخرم ( ) حدثنا أبو عاصم ( ) كلهم عن سفيان الثوري /ح/ و حدثنا الحسين بن إسماعيل و عمر بن أحمد بن علي القطان ( ) قالا: حدثنا محمد بن الوليد البسري ( ) حدثنا محمد بن جعفر (غندر ) ( ) حدثنا سفيان الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يتوَضأ ، ثم يقبل بعدما توضأ ، ثم يصلي و لا يتوضأ )) ، هذا حديث غندر ، و قال وكيع : أن النبي صلى الله عليه وسلم (( قبل بعض نسائه ثم صلى و لم يتوضأ )) و قال بن مهدي : أن النبي صلى الله عليه وسلم (( قبلها ولم يتوضأ )) ، و قال أبو عاصم : كان النبي صلى الله عليه وسلم (( يقبل ثم يصلي و لا يتوضأ )) ( ) .
    -وقال الدارقطني أيضا :
    (4)حدثنا أبو بكر النيسابوري ( ) حدثنا الجرجاني ( ) حدثنل عبد الرزاق ( ) عن الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة ( رضي الله عنها ) أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبل بعد الوضوء ثم لا يعيد الوضوء –أو قالت –يصلي )) ( ) .
    (5)حدثنا جعفر بن أحمد المؤذن ( ) حدثنا السري بن يحي ( ) حدثنا قبيصة( ) حدثنا سفيان ، بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبل بعد الوضوء ثم يصلي )) مثله ( ) .
    كذلك رواه البيهقي من طريق عبد الرزاق عن سفيان ( ) .
    و كذا رواه أبو نعيم في (( الحلية )) من طريق قبيصة عن سفيان الثوري بهذا الإسناد . ( )
    (( رواية أبي حنيفة لهذا الحديث ))
    -قال الدارقطني رحمه الله : و أما حديث أبي حنيفة ( )
    (6)فحدثنا محمد بن مخلد ( )
    حدثنا محمد بن الجارود القطان ( ) حدثنا يحي بن نصر بن حاجب ( ) عن أبي حنيفة عن أبي روق الهمداني عن إبراهيم ابن أبي يزيد عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ( رضي الله عنها ) ( ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنه كان يتوضأ للصلاة ثم يقبل و لا يحدث وضؤا)) ( ) .
    (( الإسناد و أقوال العلماء فيه ))
    (1)قال النسائي – بعد أن رواه من الطريق المتقدم -:
    (( ليس في هذا الباب حديث أحسن من هذا الحديث و إن كان مرسلا))( ).
    (2)و قال أبو داود – بعد روايته له -:
    (( هو مرسل ، إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة )) ( ) .
    (3)و قال الترمذي :
    (( و لا نعرف لإبراهيم التيمي سماعا عن عائشة )) ( ) .
    (4)و قال الدارقطني :
    (( لم يرويه عن إبراهيم غير أبي روق عطية بن الحارث ، و لا أعلم حدث به عنه إلا الثوري و أبي حنيفة ، و اختلف فيه ، فأسنده الثوري عن عائشة و أسنده أبو حنيفة عن حفصة و كلاهما أرسله و إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة و لا من حفصة و لا أدرك زمانهما ، وقد روى هذا الحديث معاوية ابن هشام ( ) عن الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة ، فوصل إسناده و اختلف عنه في لفظه ، فقال عثمان بن أبي شيبة ( ) عنه بهذا الإسناد : أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبل وهو صائم )) ، و قال عنه غير عثمان : أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبل ولا يتوضأ)) و الله أعلم )) ( ) .
    (5)وقال البيهقي :
    ((... أبو روق ليس بقوي ضعفه يحي بن معين و غيره .. و الحديث الصحيح عن عائشة في (( قبلة الصائم)) فحمله الضعفاء من الرواة على ترك الوضوء منها و لو صح إسناده لقلنا به إن شاء الله تعالى )) ( ) .
    (6)و قال ابن حزم :
    (( و هذا الحديث لا يصح ، لأن راويه * أبو روق وهو ضعيف )) ( ) .
    (7)و قال بن عبد البر :
    (( وهو مرسل لا خلاف فيه ، لأنه لم يسمع إبراهيم التيمي عن عائشة ولم يروه أيضا غير أبي روق و ليس فيما انفرد به حجة و قال الكوفيين : أبو روق ثقة،ولم يذكره أحد بجرحة , و مراسل الثقات عندهم حجة , و إبراهيم التيمي أحد العباد و الفضلاء )) ( ) .
    (( مناقشة هذه الأقوال و الجواب على بعضها ))
    -و بعد أن ذكرت أقوال هؤلاء الأئمة الحفاظ و آرائهم في هذا الإسناد , أذكر ما يستخلص من هذه الأقوال مع ذكر تلخيص الجواب على بعضها و بالله التوفيق .
    -(1) لقد أجمع كل من النسائي و الترمذي و أبي داود و الدارقطني على أن هذا الحديث مرسل (أي منقطع الإسناد ) لأن إبراهيم التيمي لم يدرك عائشة رضي الله عنها و لم يسمع منها , و هذا إجماع قوي لا مناقض له , و قد أقره البيهقي و ابن عبد البر .
    -(2) و لم يتعرض أحد من هؤلاء الأئمة الستة لذكر دليل صريح لصحة ما ذهبوا إليه , إلا أن أبا داود قال : (( و مات إبراهيم التيمي و لم يبلغ أربعين سنة )) ( ) . و قول الترمذي صريح في أنه لا يعرف له سماع منها , و لم تذكر لنا المصادر التي اطلعنا عليها متى ولد إبراهيم من الاتفاق فيها على أنه تابعي كوفي عابد , و قد وثقه ابن معين و أبو زرعة و رماه بالإرجاء كما سبق ذكره في الحاشية .
    و أما وفاته فكانت سنة اثنتين و تسعين , و قيل مات في حبس الحجاج بواسط سنة ثلاث و تسعين و قيل : أربع و تسعين , هذا كل ما ذكرته المصادر عن وفاته . ( )
    -(3)و لقد توفيت عائشة رضي الله عنها سنة سبع و خمسين كما جزم به الحافظ في " التقريب " و قيل في رمضان سنة ثمان و خمسين ( ) .
    -(4)و استنادا لما ذكرنا من وقت وفاة إبراهيم التيمي و لقول أبي داود (( مات .. و لم يبلغ أربعين سنة )) و لما ذكرنا من تاريخ وفاة عائشة رضي الله عنها و لما ذكره غير واحد من الحفاظ , فإن الإسناد منقطع لعدم ثبوت سماع إبراهيم من عائشة , ولكن قد ذكر الدارقطني أن معاوية بن هشام رواه عن الثوري عن أبي روق عن إبراهيم عن أبيه عن عائشة , و هذا إسناد متصل , و معاوية بن هشام استشهد به مسلم في "صحيحه " ( ) و لا مناص من القول بأن رواية من رواه عن الثوري منقطعا أولى بالصواب , و ذلك لأنهم جمع من الثقات الأثبات ( ) , و معاوية بن هشام لم يتابعه أحد على وصله لهذا الإسناد , لا سيما و هو صدوق له أوهام ( ) .
    -(5)و لقد قال الدارقطني : (( لم يرويه عن إبراهيم التيمي غير أبي روق عطية بن الحارث )) وقال البيهقي : (( و أبو روق ليس بقوي ، ضعفه يحي بن معين و غيره )) و قال ابن حزم : (( ضعيف )) . فأما تفرد أبي روق عن إبراهيم بهذا الحديث ،فهو تفرد لا يضر ، لأن أبا روق صدوق لا بأس به كما تقدم في ترجمته ، و قد وثقه يعقوب بن سفيان ووقه الكوفيون فيما قاله بن عبد البر عنهم ، و لم يتكلم فيه الدارقطني مع شدة رأيه في تعليل هذا الحديث من جميع طرقه بجرح . و أما تضعيف بن معين له فلم أقف عليه عند البيهقي ، وهو معارض بقول بن معين فيه : (( صالح )) . و أما قول البيهقي (( ليس بقوي )) ، فهو أيضا معارض بأقوال أئمة الجرح و التعديل المتقدمة في ترجمته حيث لم يضعفه أحد ممن يعتمد قوله في الرجال فيما علمت . و أما تضعيف بن حزم له ، فهو غير معتبر ، لما عرف منه من شذوذه و مخالفته للجمهور في مواضع كثيرة و منها هذا الموضع .
    فتفرد أبي روق هنا كتفرد غيره من الرواة في كثير من الأحاديث , و هو تفرد مقبول في نظري , لأنه لا مخالف له عن سيخه و لا مطعن له في عدالته .
    -(6) قال الدارقطني : ( و لا أعلم حدث به عنه غير الثوري و أبي حنيفة , و اختلف فيه , فأسنده الثوري عن عائشة , و أسنده أبو حنيفة عن حفصة, و كلاهما أرسله)) . و الجواب عن هذا الاختلاف من وجهين :
    -(الأول) : أن سفيان الثوري إمام حافظ حجة و هو أوثق من أبي حنيفة و أضبط منه للإسناد , فهو مقدم عليه عند الاختلاف . و قال الدارقطني في حديث (( من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة )) : (( لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة غير أبي حنيفة و الحسن بن عمارة و هما ضعيفان )) ( ) .
    -((الثاني )) ثم إنه لا مانع من رواية هذا الحديث عن عائشة و عن حفصة جميعا عن النبي صلى الله عليه و سلم كما صح عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم (( كان يقبل و هو صائم )) ( ) .
    -(7) قال الدارقطني : ((و قد روى هذا الحديث معاوية بن هشام عن الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة فوصل إسناده , و اختلف عنه في لفظه , فقال عثمان بن أبي شيبة عنه بهذا الإسناد : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقبل و هو صائم , و قال عنه غير عثمان : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقبل و لا يتوضأ)).
    فأما الاختلاف عن الثوري في الإسناد فقد سبق الجواب عنه , و خلاصته هنا : أن الاختلاف لا قيمة له على مذهب الدارقطني و غيره من حفاظ الحديث و نقاده , و ذلك أن معاوية ابن هشام خالف من هو أوثق منه و أحفظ , و هو جماعة و هو فرد , و قد قال فيه أحمد : هو كثير الخطأ , و قال ابن حبان : ربما أخطأ , فلا شك الصواب رواية الجماعة .
    و أما الاختلاف على معاوية في لفظ الحديث فالجواب عته هو نفس الجواب السابق , و هو رد رواية معاوية و الأخذ برواية الجماعة , أضف إلى ذلك أن عثمان بن أبي شيبة قد خولف في لفظه عن معاوية فروى عنه مثل رواية الجماعة كما قال الدارقطني .
    (8)قال البيهقي : (( و الحديث الصحيح عن عائشة في " قبلة الصائم" فحمله الضعفاء من الرواة على "ترك الوضوء منها " )) و قد سبقه إلى تعليل هذا الحديث بحديث عائشة في"قبلة الصائم " شيخ مشايخه الإمام الدارقطني فقد أعل حديث الباب من حيث المتن بحديث "قبلة الصائم" في ثلاث مواضع تقدم أحدها و الجواب عنه , و يأتي فيما بعد ذكر الموضعين الثاني و الثالث مع تحقيق القول فيهما إن شاء الله .
    و قبل الجواب على كلام البيهقي هذه طرق حديث عائشة في "قبلة الصائم" نذكر تخريجها باختصار :
    -(أ) (( ... عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه و هو صائم , ثم ضحكت ))( ) .
    -(ب) و (( ... عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقبل و يباشر و هو صائم و كان أملككم لإربه ))( ) .
    -(ج) و (( ... عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلني و هو صائم , و أيكم يملك إربه ( ) كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يملك إربه )) ( ) .
    -(د) و ((... عن زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل في شهر الصوم )) ( ) .
    -(هـ) و (( ... عن أبي الزناد عن علي بن الحسين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقبل و هو صائم )) ( ) .
    -(و) و(( ... عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله _ يعني ابن عثمان _ عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلني و هو صائم و أنا صائمة )) ( ) .
    -(ز) و (( ... عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل و هو صائم و يباشر و هو صائم , ولكنه أملككم لإربه ))( ) .
    -(ح) و ((... عن إبراهيم عم الأسود قال : انطلقت أنا و مسروق إلى عائشة رضي الله عنها فقلنا لها : أ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يباشر و هو صائم ؟ قالت نعم , ولكنه كان أملككم لإربه أو من أملككم لإربه ...)) ( ) .
    -(ط) و (( ... عن أبي سلمة أن عمر ابن عبد العزيز أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقبلها و هو صائم )) ( ) .
    -(9) و لما انتهيت من تلخيص طرق حديث عائشة رضي الله عنها في" قبلة الصائم" و تخريجها تخريجا مختصرا , رأيت أن المناسب أ ن أذكر هنا في هذه الفقرة (التاسعة) تلخيصا و تخريجا لطرق حديثها الثاني ( و هو الذي نحن في صدد الكلام عليه ) ثم نتكلم بعد ذلك على طرقه بالتفصيل , و الغرض من ذكرها ملخصة في هذه الفقرة هو : الوقوف و الاطلاع على طرق الحديثين مجتمعة ة التحقق من صحة كلام البيهقي و من ثم موافقته أو مخالفته .
    -(أ) (( ... عن أبي روق الهمداني عن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل ثم صلى و لم يتوضأ )) ( ) .
    -(ب) و (( ... عن حبيب ابن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل بعض نساءه ثم خرج إلى الصلاة و لم يتوضأ.. قلت لها من هي إلا أنت ؟ فضحكت)) ( ) .
    -(ج) و (( ...ثنا عمرو بن شعيب ن زينب أنها سألت عائشة رضي الله عنها عن الرجل يقبل امرأته و يلمسها أ يجب عليه الوضوء ؟ فقالت لربما توضأ النبي صلى الله عليه و سلم فقباني ثم يمضي فيصلي و لا يتوضأ )) ( ) .
    -(د) و (( ... عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله علي و سلم كان يقبل ثم يصلي و لا يتوضأ )) ( ) .
    -(هـ) و (( ... عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قلت : قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم بعض نساءه ثم صلى و لم يتوضأ )) ( ) .
    -(و) و من طريق هشام بن عروة أيضا (( عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها بلغها قول بن عمر "في القبلة الوضوء " فقالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل و هو صائم ثم لا يتوضأ )) ( ) .
    -(ز) و من طريقه أيضا (( عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ليس في القبلة وضوء )) ( ) .
    -(ح) و من طريقه أيضا (( عن أبيه ... أن رجلا قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن الرجل يقلب امرأته بعد الوضوء فقالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل بعض نساءه و لا يعيد الوضوء )) ( ) .
    -(ط) و (( ... عن ابن أخي الزهري ( عن الزهري ) عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : لا تعاد الصلاة من القبلة , كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل بعض نساءه و يصلي و لا يتوضأ )) ( ) .
    -(ي) و(( ... عن الزهري أيضا عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت :لقد كان نبي الله صلى الله عليه و سلم يقبلني إذا خرج إلى الصلاة و ما يتوضأ ))( ) .
    -(10) و بعد أن خرجت الحديثين و أشرت إلى طرق كل واحد منهما باختصار ليكون الجواب عن كلام البيهقي واضحا لمن تأمله , أذكر بعون الله و حسن توفيقه ما يظهر لي من تفاوت طرق الحديثين و اختلاف مخارجهما مع الجوال على كلام البيهقي السابق .
    -(أ) لم يصب البيهقي و من قبله الدارقطني قي تعليل حديث عائشة الضعيف _ على زعمهما _ بأنه وهم من بعض الرواة الضعفاء و أن الصواب هو حديثها الصحيح الذي جاء في " قبلة الصائم " و ذلك لاختلاف طرق الحديثين و تعدد رواة كل واحد منها عن عائشة , و على تقدير صحة قول البيهقي فقد روى هذا الحديث الضعيف من طريق إبراهيم التيمي و من طريق عطاء بن أبي رباح و من طريق زينب السهمية عن عائشة و لم يرو واحد منهم حديثها في "قبلة الصائم " , أضف إلى ذلك أن الأعمش قد رواه عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة , و هذا الطريق و إن اشترك أحد رواته و هو عروة في رواية الحديث الصحيح في "قبلة الصائم " عن عائشة فإنه لم يتكلم أحد من الأئمة في ضبط واحد من رواته و لا في حفظهم و لم يذكر له الدارقطني علة سوى الانقطاع بين حبيب بن أبي ثابت و عروة بن الزبير فهذه الطرق الأربعة لا ينطبق عليها قول البيهقي .
    -(ب)إذا كان النبي صلى اله عليه و سلم يقبل عائشة رضي الله عنها و هو صائم فما الذي يمنعه أن يقبلها و هو مفطر ؟ و قد قالت : (( و أيكم يملك إربه كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يملك إربه )) .
    و مع ذلك فقد روى عبد الله بن كعب الحميري (( عن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أ يقبل الصائم ؟فقال له رسول الله صلى عليه و سلم :"سل هذه " لأم سلمة , فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع ذلك , فقال يا رسول الله : قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر , فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم " أما والله إني لأتقاكم لله و أخشاكم له " )) ( ) .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    (( الطريق الثاني ))

    -قال الإمام أحمد رحمه الله :
    (7)حدثنا وكيع ( ) حدثنا الأعمش ( ) عن حبيب بن أبي ثابت ( )

    عن عروة بن الزبير ( ) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم (( قبل بعض نساءه , ثم خرج إلى الصلاة , و لم يتوضأ )) قال عروة : قلت لها : من هي إلا أنت ؟ فضحكت . ( )
    و كذلك رواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة و علي بن محمد عن وكيع و رواه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة , و رواه الترمذي عن قتيبة و هناد و أبي كريب أحمد بن منيع و محمود بن غيلان و أبي عمار الحسين بن حريث و رواه ابن جرير عن أبي كريب كلهم عن وكيع عن الأعمش بهذا الإسناد ( ) و عند ابن ماجة: " حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة " , و أما الباقون فقالوا : " عن عروة عن عائشة " ( ) .
    -و قال الإمام الدارقطني رحمه الله:
    (8)حدثنا محمد بن موسى بن سهل البربهاري ( )
    حدثنا محمد بن معاوية بن مالج( ) حدثنا علي بن هشام ( ) عن الأعمش /ح/ وحدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا أبو هشام الرفاعي /ح/ وحدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا حاجب بن سليمان ( ) /ح/ و حدثنا سعيد بن محمد الحناط ( ) حدثنا يوسف بن موسى ( ) قالوا : حدثنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قبل بعض نسائه ثم خرج و لم يتوضأ )) قال : عروة : فقلت لها : هي أنت ؟ فضحكت .
    قال ابن مالج : (( يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ )) قلت من هي إلا أنت ؟ فضحكت ( ) .
    -(9)حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا علي بن حرب ( ) و أحمد بن منصور ( ) و محمد أشكاب ( ) و عباس بن محمد ( ) قالوا حدثنا أبو يحي الحماني


    ( ) حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثلبت عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله يصبح صائما ، ثم يتوضأ للصلاة فتلقاه المرأة من نسائه فيقبلها ثم يصلي )) قال عروة : قلت لها : من ترينه غيرك ؟ فضحكت ( ) .
    -(10)حدثنا عثمان بن جعفر بن أحمد بن اللبان ( ) حدثنا محمد بن الحجاج ( ) حدثنا أبو بكر بن عياش ( ) /ح/و حدثنا الحسين بن أحمد بن صالح ( ) حدثنا علي بن إسماعيل بن أبي النجم ( ) بالرافقة حدثنا إسماعيل بن موسى ( ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن حبيب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ )) لفظها واحد ( ) .
    (( طريق آخر يخالف ما قبله ))
    -و قال أبو داود بعد روايته له من طريق الأعمش ( ) :
    (11)حدثنا إبراهيم بن مخلد الطالقاني ( ) حدثنا عبد الرحمن بن مغراء ( ) حدثنا الأعمش أخبرنا أصحاب لنا ( ) عن عروة المزني ( ) عن عائشة رضي الله عنها بهذا الحديث ( ) .
    (( أقوال الأئمة الحفاظ في هذا الإسناد ))
    الإسناد رجاله ثقات ,رجال الشيخين و إنما أعل بالانقطاع بين حبيب و عروة .
    -(1) قال الدارقطني : حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا عبد الرحمن ابن بشر ( ) قال :سمعت يحيى بن سعيد يقول –و ذكر له حديث الأعمش عن حبيب عن عروة –فقال: (( أما إن سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا زعم أن حبيبا لم يسمع من عروة شيئا )) .
    -(2) حدثنا محمد بن مخلد حدثنا صالح بن أحمد ( )حدثنا علي بن المديني ( ) قال سمعت يحيى و ذكر عنده حديثا الأعمش عن حبيب عن عروة عن عائشة ((تصلي و إن قطر الدم على الحصير )) و قي ((القبلة )) قال يحيى : (( احك عني أنهما شبه لا شيء))( ).
    -(3) و قال الترمذي : (( و إنما ترك أصحابنا ( ) حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد )) .
    -(4) قال : و سمعت أبا بكر العطار البصري ( ) يذكر على علي بن المديني قال:((ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدا و قال : هو شبه لا شيء )) .
    -(5) قال : سمعت محمد بن إسماعيل ( ) يضعف هذا الحديث و قال : (( حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة )).
    -(6) ثم أشار الترمذي إلى رواية إبراهيم التيمي عن عائشة ثم قال : (( و ليس يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم في هذا الباب شيء ))( ) .
    -(7)و أما أبو داود فقد حكى قول القطان المتقدم عند الدارقطني ثم قال : (( وروى عن الثوري قال : ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني ، يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء )) .
    -(8)قال أبو داود : (( وقد روى حمزة الزيات ( ) عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثا صحيحا )) ( ) .
    -(9)قال ابن عبد البر : (( و هذا الحديث عندهم معلول ( يعني عند الحجازيين )؛ فمنهم من قال لم يسمع حبيب من عروة و منهم من قال ليس هو عروة بن الزبير ؛ و ضعفوا هذا الحديث و دفعوه ؛ و صححه الكوفيون و ثبتوه لرواية الثقات أئمة الحديث له؛ و حبيب ابن أبي ثابت ، لا ينكر لقاؤه عروة , لروايته عمن هو أكبر من عروة , و أجل , و أقدم موتا و هو إمام من أئمة العلماء الجلة )) ( ) .
    -(10) و قال الحافظ جمال الدين المزي , ما ملخصه:
    (( روى حبيب بن أبي ثابت, عن عروة, عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل امرأة من نساءه , ثم خرج إلى الصلاة , و لم يتوضأ . و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول : (( اللهم عافني في جسدي... )) ( ) و عن عروة , عن فاطمة بنت لأبي حبيش في الاستحاضة ( ) و عن ابن عمر في اعتمار النبي صلى الله عليه و سلم في رجب و إنكار عائشة لذلك ( ) . وقع في رواية أبي داود و الترمذي , غير منسوب , و نسب في رواية ابن ماجه : عروة بن الزبير )).
    -(11) و تعقبه الحافظ ابن حجر , في زياداته على الأصل , فقال :
    ((فعروة المزني على هذا شيخ لا يدرى من هو , و لم أره في كتب من صنف في الرجال إلا هكذا , يعللون به هذه الأحاديث , و لا يعرفون من حاله بشيء )) ( )
    -(12)و قال الحافظ في ((الدراية)) :
    (( وقع في رواية ابن ماجه و الدارقطني في حديث الباب : عن عروة بن الزبير أيضا فالسؤال الذي في رواية أبي داود ظاهر في أنه ابن الزبير ؛ لأن المزني لا يجسر أن يقول ذلك الكلام لعائشة )) ( )
    -(قلت) : و لذلك لم يلتت الإمام الدارقطني لهذا القول الذي رده ابن حجر لا في (السنن ) ولا في (العلل) مع شدة رأيه في تعليل الحديث , بل اكتفى بأن حبيبا لم يسمع من عروة .
    -(13) و قال العلامة أحمد محمد شاكر –بعد أن خرج الحديث و نبه على اتفاق الرواة في قولهم : عن عروة , و زيادة نسبته إلى ابن الزبير عند بعضهم : (( و هذا حديث صحيح لا علة له ؛ و قد علله بعضهم بما لا يطعن في صحته )) .
    ثم أشار إلى تعليل الحديث على نحو ما سبق , ثم قال : (( و هذا يدل أولا على أن عروة في هذا الإسناد هو عروة بن الزبير ((يعني كلام البخاري الذي حكاه عن الترمذي )) ... و يدل كلام أبي داود ثانيا على أنه يرى صحة رواية حبيب عن عروة ؛ و يؤيده أن حبيب بت أبي ثابت لم يعرف بالتدليس , بل هو ثقة حجة و قد أدرك كثير من الصحابة و سمع منهم , كابن عمر و ابن عباس و أنس ؛ و ابن عمر مات سنة أربع و سبعين , و ابن عباس سنة ثمان و ستين؛ و هما أقدم وفاة من عروة فقد توفي بعد التسعين ؛ و حبيب مات سنة تسع عشرة و مئة , و عمره ثلاث و سبعين سنة أو أكثر ... و إنما صرح من صرح من العلماء بأنه لم يسمع هذا الحديث من عروة , تقليدا لسفيان الثوري و موافقة للبخاري في مذهبه ؛ وقد تبين مما مضى أن سفيان أرسل الكلمة إرسالا , من غير دليل يؤيدها ؛ و إن أبا داود خالفه , وأثبت صحة رواية حبيب عن عروة ؛ و البخاري شرطه في الرواية معروف , و هو شرط شديد خالفه فيه أكثر أهل العلم ))( ) .
    -(قلت) : و مما يستدرك عليه –عفا الله عنا و عنه – قوله : ((إن حبيب ابن أبي ثابت لم يعرف بالتدليس )) ؛و أما قوله : (( بل هو ثقة حجة ))فهو كما قال ؛ وفي ((التقريب )) : (( ثقة فقيه جليل , كان كثير الإرسال و التدليس )) و قد وصفه بالتدليس : ابن خزيمة و ابن حبان و الدارقطني ؛ و ذكره في المدلسين :الذهبي و العلائي و المقدسي و الحلبي و ابن حجر ( ) .
    -(14) و ممن صحح الحديث و دافع عنه دفاعا قويا : أبو الفيض الغماري في كتابه (( الهداية في تخريج أحاديث البداية )) ؛ فقد ذكر الحديث ثم ذكر بعده قول ابن رشد : (( و إلى تصحيحه مال أبو عمر و ابن عبد البر)) ثم قال: (( و هو الواقع ؛ و إن أعله البخاري و أبو داود والترمذي و النسائي و الدارقطني و البيهقي و ابن حزم و جماعة ؛ و زعموا أنه لا يصح في هذا الباب شيء )) .
    -(قلت ) و هذا القول فيف نظر ؛ فإن هؤلاء الأئمة المذكورين لو أجمعوا على تعليله؛ لما كان لأحد من بعدهم كلاما مقبولا يخالف قولهم ؛ و قد قال نحو هذا الإمام النووي –عفا الله عنا و عنه – كما سيأتي في الفقرة (15) و الواقع أن الإمام البخاري أعل رواية حبيب ابن أبي ثابت وحدها بالانقطاع وكذا الترمذي و النسائي ؛ و أما أبو داود فقد حكى عن الثوري و القطان ما يدل على الانقطاع , ثم عقب بما يدل على الاتصال و أعله الترمذي و النسائي جميعا من رواية إبراهيم التيمي عن عائشة بأنه لم يسمع منها ؛ ولكن النسائي ارتضاه و خرجه في ((المجتبى))و قال : (( ليس في هذا الباب حديث أحسن من هذا الحديث , و إن كان مرسلا )) و لم يخرجه من حديث حبيب ؛و معلوم أن للحديث غير هذين الوجهين ما جاء من رواية عطاء عن عائشة , و من رواية زينب السهمية عنها ؛ و لم يتكلم فيها البخاري و لا غيره من الأئمة المذكورين بعده إلا الدارقطني و البيهقي, فقد أعلاه من جميع الوجوه و الله أعلم .
    -قال أبو الفيض : (( و الحديث صحيح مقطوع به , إن شاء الله , و إنما يحملهم على التتابع في الطعن و التعليل بدون دليل " عدم إدراكهم المخرج من معارضة النصوص التي هي أقوى و أصح في نظرهم , أو في الواقع كظاهر القرآن ؛و لو أدركوا المخرج من ذلك لما احتاجوا إلى مخالفة الأصول , و مناقضة القواعد التي يثبت بمثلها الحديث فإنها قاضية بصحة هذا الحديث ,لمن التزم الإنصاف ؛و ذلك أن الحديث رجاله ثقات متفق عليهم : رواه وكيع , عن الأعمش , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عروة , عن عائشة ؛ و هؤلاء كلهم رجال الصحيحين , فالحديث على شرطهما؛ ثم إنه رواه عن وكيع : قتيبة و هناد و أبو كريب و أحمد بن منيع و محمود بن غيلان و أبو عمار كما عند الترمذي ؛ و عثمان بن أبي شيبة ؛ كما عند أبي داود , و أبو هشام الرفاعي و حاجب بن سليمان و يوسف بن موسى ؛ كما عند الدارقطني ؛ و إبراهيم بن عبد الله العبسي ؛ كما عند البيهقي )) .
    ((كلهم قالوا: عن وكيع , عن الأعمش , عن حبيب ,عن عروة ؛ مطلقا , غير منسوب ؛و تابعهم على ذلك : زائدة , كما ذكره أبو داود , وعبد الحميد الحماني و علي بن هشام و أبو بكر بن عياش ؛ كما خرجه الدارقطني ؛ أربعتهم عن الأعمش به مثله .
    -((قلت)) : و تابعهم كذلك أبو معاوية , محمد بن خازم الضرير , فرواه عن الأعمش كما رواه الجماعة , و هو ثقة من أحفظ الناس لحديث الأعمش؛ كما في التقريب ؛ خرج حديثه البيهقي في المعرفة ( ) )) .
    -قال أبو الفيض : (( وغير جائز و لا معقول أن يكون شيخ حبيب بن أبي ثابت هو عروة المزني المجهول , ثم يتفق جمهور الأئمة الحفاظ الثقات الأعلام , و هو من سمينا من أصحاب وكيع , و من أصحاب الأعمش , على إطلاقه الموهم الموقع في الخطأ و تصحيح الضعيف ؛ فإن عروة عند الإطلاق لا ينصرف إلا عروة بت الزبير الثقة المعروف المشهور , لا إلى عروة الذي لا يعرف ؛ فلو كان هذا وحده الدليل على كونه عروة بن الزبير , لكان قاطعا أو كالقطع على ذلك ؛ فكيف وقد صرح جماعة من كبار الحفاظ بأنه عروة بن الزبير , و هو : أحمد بن حنبل ؛ كما في مسنده ؛ و أبو بكر بن أبي شيبة و علي بن محمد , كما في سنن ابن ماجه ؛ فإنهم رووه عن وكيع عن الأعمش , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عروة بن الزبير , عن عائشة ؛ فلم يبق مع هذا شك , على أنه عروة بن الزبير , و أن الجماعة السابقة ما أطلقوه فلم يقيدوه إلا اعتمادا على كونه الذي تنصرف إليه الأذهان )) .
    -((قلت)) : و هذا كلام جيد , بل هو صحيح في غاية الصحة إلا قوله –عفا الله عنا و عنه – (( و إنما يحملهم على التتابع في الطعن و التعليل بدون دليل : عدم إدراكهم المخرج من معارضة النصوص التي هي أقوى و أصح في نظرهم , أو في الواقع كظاهر القرآن...)) فهذا اتهام باطل لا شك في بطلانه , فإنهم أعلم منه و أجل و أكمل علما من أن ينسب إليهم نقصان العلم و يتهمون بالعجز عن التوفيق بين المتعارض من النصوص و لا سبيل إلى المعارضة أصلا بين حديث عائشة و غيره فيما نعلم , بل هو موافق لظاهر القرآن كما جزم به الإمام الطبري , و اعتبره الإمام الشافعي حجة إذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم و كذا ابن المنذر و غيره .
    -ثم قال في آخر كلامه على الحديث : (( تنبيه : ليس المراد من تصحيح الحديث القول بمضمونه , و أن اللمس لا ينقض , بل المراد إظهار الحقيقة و إبطال الباطل من زعم ضعف الحديث , و هو صحيح , ولكنه مع ذلك منسوخ بالآية الكريمة )) ( ) .
    -((قلت)) : و هذا هو المخرج الذي عناه أبو الفيض في عبارته الآنفة الذكر و ادعى قصور أئمة العلم و الهدى عن إدراكه ؛ و لست أدري ما الذي حمله على ذلك بعد أن بدل غاية الجهد في تصحيح الحديث و الدفاع عنه ؟ هل كان حنفيا ثم انقلب شافعيا؟ أو كان عالما في أول أمره ثم انقلب علمه عليه وبالا؟ أو اعتل عقله بعد أن كان صحيحا؟ و لله در من قال :
    ((" إذا لم تكن للمرء عين صحيحة فلا غرو أن يرتاب و الصبح مسفر ")) .
    -(15) و ممن ضعف الحديث و ادعى الاتفاق على تضعيفه أبو زكريا النووي فقد قال : (( و أما الجواب على احتجاجهم بحديث حبيب بن أبي ثابت ؛ فمن وجهين , أحسنها و أشهرها : أنه حديث ضعيف باتفاق الحفاظ , ممن ضعفه سفيان الثوري و يحيى بن سعيد القطان , و أحمد بن حنبل وأبو داود و أبو بكر النيسابوري و أبو الحسن الدارقطني و أبو بكر البيهقي و آخرون من المتقدمين و المتأخرين ؛ قال أحمد بن حنبل و أبو بكر النيسابوري و غيرهما : غلط حبيب من قبلة الصائم إلى القبلة في الوضوء ؛ و قال أبو داود روي عن سفيان الثوري أنه قال : ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني ؛ يعني لا عن عروة بن الزبير؛ و عروة المزني مجهول ؛ و إنما صح من حديث عائشة : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقبل و هو صائم .
    -و الجواب الثاني : لو صح ,لحمل على القبلة فوق حائل ؛ جمعا بين الأدلة )) ( )
    -((قلت)) : وليته اكتفى بالجواب الأول دون الثاني ؛ فأن فيه تكلف لا يخفى , و الذي دعاه إليه : التعصب المذهبي ؛ و سأجيب –بعون الله تعالى – عن الأول , ه هو دعوى الاتفاق على تضعيف الحديث , فأقول : هذا الكلام الذي قاله الإمام النووي ليس على إطلاقه , عند التحقيق الصحيح و النظر الثاقب في أقوال الأئمة المتقدم ذكرها , بل هو كلام مطلق من غير تثبت و لا تأمل في تمييز قول بعضهم من بعض ؛ بل لا شك أنه غير صحيح عن بعض ما نسب إليه : كالإمام أحمد و أبي بكر النيسابوري .
    فهذه مراجع السنن و المسانيد و العلل و التواريخ بين أيدينا شاهدة ناقطة بآثار المحدثين ليس فيها قول يذكر عن أحمد بن حنبل و لا عن أبي بكر النيسابوري و لو كان فيها أدنى رواية عن واحد منهما لما خفيت على الدارقطني و لا على البيهقي من بعده و هما المتعصبان حقا لمذهب الشافعي و الناصران له , لا سيما و أبو بكر النيسابوري من شيوخ الدارقطني ؛ فكيف علم الإمام النووي قولهما دون غيره ؟؟
    و أما قول يحيى القطان عن سفيان : بأن حبيبا لم يسمع من عروة ؛ فقد صح هذا القول عن يحيى , و أخذ بقولهما البخاري ثم الترمذي , فأعلوه بالانقطاع من هذا الوجه و مع ذلك فقد جنح أبو داود إلى عدم الانقطاع , كما يتضح من عبارته الآنفة الذكر فأثبت صحة رواية حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة ؛ و مع ذلك كله؛ فقد روى يحيى القطان هذا الحديث عن سفيان من وجه آخر عن عائشة و سكت عليه فدل ذلك أنه إنما أعل رواية حبيب وحدها ؛ و نحن نعلم أن حبيبا لم يتفرد به عن عروة ؛ فقد تابعه وكيع عم هشام بن عروة عن أبيه ؛ فدلت هذه المتابعة على أنه عروة بن الزبير من غير شك ؛ و الله أعلم .
    -((استدراك )) : قال ابن قدامة في المغني : قال أحمد : (( المدنيون و الكوفيون ما زالوا يرون أن القبلة من اللمس , تنقض الوضوء حتى كان بأخرة و صار فيهم أبو حنيفة, فقالوا لا تنقض الوضوء ؛ و يأخذون بحديث عروة ؛ و نرى أنه غلط )) ( ) .
    -((قلت)) و في ثبوت هذا عن الإمام أحمد نظر , لأن بن قدامة نقله عنه هكذا بغير إسناد , و من غير عزو إلى مصدر معين على الأقل ؛ و قد فتشت عنه في عدة مصادر من أهمها : كتاب العلل و معرفة الرجال ؛ من رواية ابنه عبد الله عنه ( ) و كتاب العلل و معرفة الرجال ؛ من رواية المروذي و الميموني و صالح بن أحمد جميعا عنه ( ) و مسائل أبي داود ؛ ومسائل ابن هانيء و مسائل عبد الله بن أحمد فلم أظفر على شيء يذكر عن الإمام أحمد من تعليل الحديث المذكور ؛ و مع ذلك فقد أخرجه في ثلاث مواضع من مسنده و لم يتعقبه بشيء يذكر ؛ و على تقدير ثبوت هذا القول فالجواب عنه من وجهين :
    -(( أولا )) : إن يحيى القطان حدث عن سفيان الثوري فقال :أما سفيان كان أعلم الناس بهذا , زعم أن حبيبا لم يسمع من عروة ؛ و معلوم أن القطان هو شيخ الإمام أحمد و هو من أعلم شيوخه , فلا مانع أن يتلقى ذلك عنه كما تلقاه غيره ؛ و قد علمت مما سبق أن يحيى بن سعيد القطان ضعف الحديث من رواية حبيب عن عروة عن عائشة , وارتضاه من وجه آخر من رواية الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عنها .
    -((ثانيا)) : أن هشام بن عروة قد تابع حبيبا على روايته إياه عن أبيه عن عائشة كما رواه عنه وكيع وأبو أويس المدني ؛ و قد خفيت هذه المتابعة على كثير من حفاظ الحديث ؛ و لا غرابة في ذلك ؛ فهذا الإمام مالك إمام دار الهجرة و قدوة الحفاظ في وقته يذكر عنه تلميذه عبد الله بن وهب فيقول : (( سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء ؟ فقال : ليس ذلك على الناس , فقال و ما هي فقلت : حدثنا الليث بن سعد و ابن لهيعة و عمرو بن الحارث , عن يزيد بن عمرو المعافري ,عن أبي عبد الرحمن الحبلي , عن المستورد بن شداد القرشي , فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن هذا الحديث حسن , و ما سمعت به قط إلا الساعة . ثم سمعته بعد ذلك يسأل , فيأمر بتخليل الأصابع )) ( ) .
    - و خلاصة القول : أنه لا يثبت عن الإمام أحمد تعليله لحديث حبيب عن عروة عن عائشة ؛ وإن ثبت ذلك عنه ؛ فهو محمول عن المتابعة لقول يحيى القطان عن سفيان كما تابعه على ذلك البخاري و غيره ؛ و قد سبق الجواب عنه غير مرة ؛ و ثمت كلمة أخرى . و هي : أن الحديث صحيح من غير هذا الوجه الذي أعله أحمد و البخاري و غيرهما كما سوف تعلم .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    -((الطريق الثالث )) :

    -قال الإمام الدارقطني رحمه الله :
    -(12) حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا حاجب بن سليمان ( ) حدثا وكيع عن هشام بن عروة ( ) عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت :

    (( قبل رسول اله صلى الله عليه و سلم بعض نسائه ثم صلى و لم يتوضأ )) ثم ضحكت . ( )
    -((رأي الدارقطني هي هذا الإسناد )) :
    -قال الدارقطني : ((تفرد به حاجب عن وكيع و وهم فيه , و الصواب عن وكيع بهذا الإسناد : " أن النبي صلى اله عليه و سلم كان يقبل و هو صائم " , و حاجب لم يكن له كتاب , إنما كان يحدث من حفظه )) .
    -((قلت)) : هذا هو الموضع الثاني من المواضع الثالثة المشار إليها فيما سبق حيث أعل الدارقطني حديث عائشة هذا بحديثها الآخر في "قبلة الصائم" و زعم أن حاجبا قد وهم في متنه على وكيع و أن الصواب عنه عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم "كان يقلب ه هو صائم " . و الجواب عنه من ثلاثة أوجه :
    -((أولا)) :أن الحديثين ثابتان عن عائشة من طرق مختلفة كما سبق , و رواية حاجب رواية صحيحة عن وكيع , و مما يدل على صحتها أن وكيعا قد توبع عن هشام عن أبيه عن عائشة أكثر من متابعة كما سنذكره قريبا , و هذه المتابعات أو بعضها صالح للاعتبار , و هي تنفي عن حاجب نسبة الوهم إليه في لفظ الحديث .
    -((ثانيا)) :ثم إن حاجبا قد روى عنه النسائي و وثقه ,و هو غير متساهل في التوثيق كما قد عرف , و حاجب شيخه فهو أعلم من غيره , و إن كان الأمر كذلك فتحديثه من حفظه لا يضر و إن لم يكن من كتاب و إلا فلا يكون ثقة .
    -((ثالثا)) و لقد وصف الدارقطني شيخه أبا بكر النيسابوري بأنه عالم بزيادات الألفاظ في المتون و حافظ للأسانيد كما سبق في ترجمته ( ) ,و هذا يدل أيضا أن حاجبا لم يهم في هذا الإسناد و المتن لأنه من رواية النيسابوري عنه و لم يقل قد وهم حاجب فيه عن وكيع .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    -((الطريق الرابع)):

    -قال الإمام الدارقطني رحمه الله :
    حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا علي بن عبد العزيز الوراق ( ) حدثنا عاصم بن علي ( ) حدثنا أبو أويس ( ) حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها بلغها قول ابن عمر "في القبلة الوضوء " فقالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل و هو صائم ثم لا يتوضأ )) ( ) .
    -((رأيه فيه )) : قال :
    (( و لا أعلم حدث به عاصم بن علي هكذا غير علي ابن عبد العزيز )).
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    -((الطريق الخامس )) :

    -قال الدارقطني :
    -(14) و ذكره ابن أبي داود ( ) قال حدثنا ابن المصفي ( )

    حدثنا بقية ( ) عن عبد الملك بن محمد ( ) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ((ليس في القبلة وضوء )) . ( )
    و رواه الإمام إسحاق بن راهويه ( ) في مسنده , فقال –رحمه الله تعالى -:
    -(15)أخبرنا بقية بن الوليد , حدثنا عبد الملك بن محمد , عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ؛أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قبلها و هو صائم , و قال : (( إن القبلة لا تنقض الوضوء و لا تفطر الصائم )) و قال (( يا حميراء إن في ديننا لسعة )) قال أبو إسحاق : (( أخشى أن يكون غلطا )) ( ) .
    -((قلت)) : و هكذا ذكره الإمام الزيلعي في نصب الراية ؛ و الحافظ في الدراية نقلا عن هذا الموضع من المسند , دون قول إسحاق ((أخشى أن يكون غلطا)) و لم يتعقبا بشيء ( ) .
    و هذا الإسناد و كذا الذي قبله رجاله ثقات , غير عبد الملك بن محمد الراوي عن هشام , فقد ترجم له الذهبي في الميزان و ذكر له هذا الحديث , و أشار إلى أن الراوي عنه هو بقية بالعنعنة و ذكر قول الدارقطني فيه : عبد الملك ضعيف ؛ و كأنه وقف على رواية الدارقطني و لم يقف على رواية إسحاق التي صرح فيها بقية بالتحديث و كأن الحافظ استدرك ذلك عليه , فلم يرمز إلى رواية بقية عن عبد الملك (بعن) كما فعل الذهبي ولكنه لم يزد في اللسان على ما في الميزان بشيء كعادته في زياداته على الأصل .
    و بناءا على ما سبق , فعبد الملك مجهول لا يعرف ؛ و هذا اللفظ الذي أتى به عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ؛ لفظ منكر , لا يثبت من قول النبي صلى الله عليه و سلم ؛ و إنما الثابت أنه كان يقبل و هو صائم ؛ و كان يقبل ثم يصلي و لا يحدث وضوءا؛ و لذلك قال إسحاق : (( أخشى أن يكون غلطا )) يعني _و الله أعلم _ أنه لا يثبت من قول النبي صلى الله عليه و سلم , وإنما هو ثابت من فعله .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    -((الطريق السادس )):


    -قال الدارقطني رحمه الله :
    -(16) حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا العباس بن الوليد نب مزيد ( ) أخبرني محمد بن شعيب ( ) حدثنا شيبان بن عبد الرحمن ( ) عن الحسن بن دينار ( ) عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير أن رجلا قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن الرجل يقبل امرأته بعد الوضوء ؟ فقالت : (( كان رسول الله صلى عليه و سلم يقبل بعض نساءه و لا يعيد الوضوء (( . فقلت لها : لئن كان ذلك , ما كان إلا منك ؟ فسكتت.( )
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    -((الطريق السابع)):

    -قال الدارقطني : هكذا قال فيه " أن رجلا قال سألت عائشة "
    -(17)و ذكره ابن أبي داود قال : حدثنا جعفر بن محمد بن المرزبان ( ) حدثنا هشام بن عبيد الله ( ) حدثنا محمد بن جابر ( ) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا ( ) .
    -((قلت)) : قول الرازي : أن رجلا قال كذا و كذا , أو أن امرأة قالت كذا و كذا , و هو يريد نفسه ؛ كثير في السنة المطهرة ؛ و ليس هو بعلة عند أهل الحديث قاطبة , فقد عبر واحد من الصحابة بنحو هذا التعبير ؛ ثم إن قوله _في آخر المتن _ ((قلت لها :لئن كان ذلك , ما كان إلا منك ؟ )) دال على أنه هو السائل من غير شك ؛ و الله أعلم.
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    -((الطريق الثامن )):

    -قال الدارقطني رحمه الله :
    -(18)حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق ( ) حدثنا محمد بن الحسين الحنيني ( ) حدثنا جندل بن والق ( ) حدثنا عبيد الله بن عمرو ( ) عن غالب ( ) عن عطاء ( ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ربما قبلني رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يصلي , و لا يتوضأ )) ( ) .
    -قال الدارقطني : "غالب هو ابن عبيد الله : متروك " .
    -قال رحمه الله تعالى :
    -(19)حدثنا أبو احمد الدقاق حدثنا محمد بن غالب ( ) حدثنا الوليد بن صالح ( ) حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري ( ) عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبل ثم يصلي و لا يتوضأ )) ( ) .
    (( رأيه في هذا الإسناد ))
    -قال الدارقطني :
    (( يقال : أن الوليد بن صالح وهم في قوله عن عبد الكريم و إنما هو حديث غالب ، ورواه الثوري عن عبد الكريم عن عطاء من قوله و هو الصواب و إنما هو حديث غالب و الله أعلم . ))
    -(قلت): و هذا الإسناد الذي انتقده الدارقطني ؛ إسناد حسن رجاله ثقات ؛ لا مطعن لأحد في عدالتهم –فيما أعلم- ؛ فتعليل الدارقطني له تعليل غير مقبول لأن حديث الثقة لا يحكم عليه الوهم لمخالفة الضعيف له ، فكيف إذا كان المخالف له متروكا كما هو قول الدارقطني في غالب ابن عبيد الله ؛ و إنما الصواب ترجيح حديث الثقة ، و لاسيما إذا تابعه ثقة مثله ؛ و الوليد بن صالح الضبي أبو محمد الجزري نزيل بغداد ثقة كما قال الحافظ في التقريب ؛ و قد توبع عند البزار ؛ فدلت هذه المتابعة على أنه حفظ و لم يهم .
    و خلاصة القول :
    أنه لا يلتفت إلى تعليل الدارقطني لهذا الإسناد برواية غالب ابن عبيد الله فإنها رواية واهية ثم شاذة أما كونها واهية فمن جهة غالب بن عبيد الله نفسه فهو متروك كما قال الدارقطني ؛ و اما كونها شاذة فمن جهة جندل بن والق ؛ فقد خالف في روايته لهذا الحديث من هو أوثق منه وهو صدوق يغلط ويصحف ؛ كما قال الحافظ في التقريب ؛ و توضيح ذلك أن جندل بن والق رواه عن عبيد بن عمرو الرقي فقال فيه : (( عن غالب بن عبيد الله عن عائشة )) بينما رواه الوليد بن صالح و هو ثقة كما أسلفت عن عبيد الله بن عمرو فقال فيه : (( عن عبد الكريم عن عطاء عن عائشة )) و تابعه محمد بن موسى بن أعين عن أبيه عن عبد الكريم كما سيأتي عند البزار ؛ ورواه سفيان الثوري عن عبد الكريم عن عطاء من قوله ؛ كما سيأتي عند الدارقطني فدل ذلك على أن حديث جندل بن والق وهم منه على عبيد الله بن عمرو ؛ فانظر و تأمل كيف تناقض قول الدارقطني ، حيث قال : (( يقال : إن الوليد بن صالح وهم في قوله : عن عبد الكريم و إنما هو حديث غالب ، و رواه الثوري عن عبد الكريم عن عطاء من قوله وهو الصواب ، و إنما هو حديث غالب )) فإن كان الدارقطني يرى حديث الثوري هو الصواب ؛ قلنا : حبا و كرامة و زيادة الثقة مقبولة و الراوي قد يفتي من حفظه دون الإحتجاج إلى إثبات الحجة ؛ و إن كان الصواب في نظر الدارقطني حديث جندل عن عبيد الله عن غالب ؛ قلنا : كلا و ألف كلا فإن منهج أهل الحديث واضح جلي لمن تأمله ؛ و الحق أحق أن يتبع و الله أعلم .
    (( رواية الثوري لهذا الحديث ))


    -قال الدارقطني :
    (20)حدثنا ابن مبشر ( ) حدثنا أحمد بن سنان ( ) حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عبد الكريم الجزي عن عطاء قال: (( ليس في القبلة وضوء )) ( ) .
    (( متابعة جيدة للوليد بن صالح ))
    -حدثنا إسماعيل بن يعقوب بن صبيح ( ) حدثنا محمد بن موسى ابن أعين ( ) حدثنا أبي ( ) عن عبد لكريم الجزري عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبل بعض نسائه ، ثم يصلي ولا يتوضأ )) ( ) .
    (( أقوال العلماء في هذا الإسناد ))
    -(1) قال الحافظ ابن حجر : (( و رجاله ثقات )) ( ) .
    -(2) و قال ابن التركماني : (( وعبد الكريم روى عنه مالك في الموطأ و أخرج له الشيخان و غيرهما و وثقه ابن معين و أبو حاتم و أبو زرعة و غيرهم ، و موسى بن أعين مشهور وثقه أبو زرعة و أبو حاتم و أخرج له مسلم ( ) ، و ابنه مشهور روى له البخاري ( ) ، و إسماعيل روى عنه النسائي و وثقه و أبو عوانة الإسفرائيني و أخرج له ابن خزيمة في صحيحه و ذكره ابن حبان في الثقات ( ) ،و أخرج الدا رقطني من وجه آخر عن عبد الكريم ( ) )) قال :
    -(3) و قال عبد الحق بعد ذكره لهذا الحديث من جهة البزار : (( لا أعلم له علة توجب تركه ، و لا أعلم فيه مع ما تقدم أكثر من قول ابن معين : حديث عبد الكريم عن عطاء حديث ردئ ، لأنه غير محفوظ .و انفراد الثقة بالحديث لا يضره ، فإما يكون قبل نزول الآية الكريمة ،أو تكون الملامسة الجماع كما قال ابن عباس رضي الله عنه))( ).
    (( متابعة أخرى ))
    -و قال الدارقطني أيضا :
    (22)حدثنا أبو بكر النيسابوري و أبو بكر بن مجاهد المقرئ ( ) قلا : حدثنا سعدان بن نصر ( ) حدثنا أبو بدر ( ) عن أبي سلمة الجهني ( ) عن عبد الله بن غالب ( ) عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبل بعض نسائه ثم لا يحدث وضوءا )) ( ) .
    ( تعليله لهذا الإسناد )
    -قال الدارقطني : (( قوله : عبد الله بن غالب ، وهم ، و إنما أراد غالب ابن عبيد الله ، وهو متروك و أبو سلمة الجهني : هو خالد بن سلمة ، ضعيف ، و ليس بالذي يروى عنه زكريا بن زائدة )).
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    (( الطريق التاسع ))


    -قال الدارقطني رحمه الله :
    ( 23) حدثنا عبد الباقي بن قانع ( ) حدثنا إسماعيل بن الفضل ( ) حدثنا محمد بن عيسىبن يزيد الطرسوسي ( ) حدثنا سليمان بن عمر بن يسار * مديني ( ) حدثنا أبي ( ) عن ابن أخي الزهري ( )
    عن الزهري *( ) عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((لا تعاد الصلاة من القبلة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه و يصلي ولا يتوضأ )) ( ) .
    (( رأي الدارقطني في الحديث ))
    -قال الدارقطني : (( خالفه منصور بن زاذان في إسناده )) ( ) .
    -و قال التركماني : و ذكر البيهقي في الخلافيات (( أن أكثر رواته إلى ابن أخي الزهري مجهولون )) و ليس كذلك بل كلهم معروفون ( ) .
    (قلت ) و الحق أن فيهم من لا يعرف ، و فيهم من هو متهم ، و فيهم من تغير حفظه وفيهم من لا يتابع على حديثه ، و ابن أخي الزهري ربما وهم ، فالإسناد ضعيف جدا و الذي بعده أصح منه و أقوم و الله أعلم .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    (( الطريق العاشر ))

    -قال الإمام الدارقطني رحمه الله :
    ( 24) حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني محمد بن شعيب حدثنا سعيد بن بشير ( ) ، و حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ( ) حدثنا أبو حفص التنيسي ( ) حدثنا سعيد بن بشير حدثني منصور عن الزهري عن أبي سلمة ( ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( لقد كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقبلني إذا خرج إلى الصلاة ، و ما يتوضأ )). ( )
    (25)حدثني أبو بكر النيسابوري و الحسين بن إسماعيل و علي بن سلم ابن مهرا ( ) قالوا : حدثنا إبراهيم بن هانئ ( ) حدثنا محمد بن بكار ( ) حدثنا سعيد بن بشير عن منصور بن زاذان عن الزهري بهذا الإسناد ، نحوه ( ) .
    (( رأي الدارقطني فيه ))
    -قال الدارقطني:
    ((تفرد به سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري و لم يتابع عليه ، و ليس بقوي في الحديث و المحفوظ عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبل وهو صائم )) و كذلك رواه الحفاظ الثقات عن الزهري ، منهم معمر و عقيل وابن أبي ذئب ، و قال مالك عن الزهري : (( في القبلة الوضوء )) . ولو كان ما رواه سعيد ابن بشير عن منصور عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة صحيحا لما كان الزهري يفتي بخلافه ، و الله أعلم )) .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    (( الطريق الحادي عشر ))

    -قال الإمام الدارقطني رحمه الله :
    (26)حدثنا أحمد بن شعيب بن صالح البخاري ( ) حدثنا حماد بن سهل البخاري( ) حدثنا إسماعيل بن موسى ( ) حدثنا عيسى بن يونس ( ) عن معمر ( ) عن الزهري عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة قالت : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهوة صائم ، ثم يصلي ولا يتوضأ )) ( ) .
    قال الدارقطني: (( هذا خطأ من وجوه )) .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض أزواجه ثم صلى ولم يتوضأ وهل هو صحيح أ

    ((الطريق الثاني عشر ))

    -قال الإمام أحمد رحمه الله :
    (27)حدثنا محمد بن فضيل ( ) حدثنا الحجاج ( ) عن عمرو ابن شعيب ( ) عن زينب السهمية ( ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم يقبل و يصلي و لا يتوضأ )) ( ) .
    و كذلك رواه ابن ماجة عن أبي بك بن أبي شيبة ( ) عن محمد بن فضيل بهذا الإسناد ( ) .
    -و قال الدارقطني رحمه الله :
    (28)حدثني الحسين بن إسماعيل حدثنا أبو بكر الجوهري ( ) حدثنا معلى بن منصور ( ) حدثنا عباد بن العوام ( ) عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يقبلها ثم يصلي ولا يتوضأ )) قال : (( و كان عطاء لا يرى في القبلة وضوء ا)) .
    حدثنا أبو بكر الشافعي ( )
    حدثنا محمد بن شاذان ( ) حدثنا معلى ، مثله ( ) .
    (( متابعة جيدة للحجاج ))
    -و كان الإمام الدارقطني قد رواه قبل ذلك من غير طريق الحجاج فقال :
    (29)حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا أبو طاهر الدمشقي أحمد بن بشير بن عبد الوهاب ( ) حدثنا هشام ( ) حدثنا عبد الحميد ( ) حدثنا الأوزاعي ( ) حدثنا عمرو بن شعيب عن زينب أنها سألت عائشة رضي الله عنها : عن الرجل يقبل امرأته و يلمسها أيجب عليه الوضوء ؟ فقالت : (( لربما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم فقبلني ثم يمضي فيصلي و لا يتوضأ )) ( ) .
    -و كذلك رواه عبد الرزاق فقال :
    عن الأوزاعي قال: أخبرني عمرو بن شعيب عن امرأة سماها أنها سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : (( كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يتوضأ و كان يخرج إلى الصلاة فيقبلني ثم يصلي فما يحدث وضوءا ))( )
    -تعليل الدارقطني لهذا الحديث :
    قال الدارقطني : (( زينب هذه مجهولة و لا تقوم بها الحجة)) .
    -( قلت) : و قد أعله غير واحد من أهل العلم بأن في سنده الحجاج بن أرطأة حتى لقد أعله بهذه العلة صاحب التعليق المغني على سنن الدارقطني فقال : (( و فيه زينب السهمية هي بنت محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن عائشة و عنها ابن أخيها عمرو بن شعيب تفرد بحديثها حجاج بن أرطاة .....و العجيب من الحافظ جمال الدين الزيلعي أنه كيف قال : ( هذا سند جيد ) .
    -( قلت ) : بل العجيب منه هو كيف لم يتنبه للمتابعة التي ساقها الدارقطني قبل حديث الحجاج و هي بين يديه و لذلك لم يلتفت الدارقطني لتعليل الحديث بتفرد الحجاج كما زعم صاحب التعليق و الجواب عن تعليل الدارقطني له من وجهين :
    -الأول : قال الحافظ المزي رحمه الله ( رواه القاضي أبو يوسف عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن زينب بنت محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمية)( ) .
    -وقال الحافظ ابن حجر : ( ذكرها ابن حبان في الثقات )( )
    -و قال الحافظ الذهبي في آخر الميزان : ( فصل في النسوة المجهولات و ما علمت من النساء من اتهمن و لا من تركوها ) ( ) .
    -قال الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله معلقا على قول الذهبي : كأنه يذهب إلى أن الجهالة بهن تجعلهن من المستورات و المقبولات إذا روى عنهن ثقة ) ( ) .
    -الثاني : إن زينب السهمية قد توبعت عن عائشة أكثر من متابعة فقد تابعها عطاء بن أبي رباح و عروة بن الزبير و أبو سلمة و جهالة زينب جهالة حال لا جهالة عين فلا شك أنه يعتضد حديثها بالمتابعة و الله أعلم .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •