تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    Exclamation لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    1 - المقدمة
    لم تكن الكتابة واسعة الانتشار في عهد النبي صلى الله عليه وسلَّم كانتشارها اليوم، ومن الآداب التي جرى عليها العمل برهةً ثم نسيت آداب كتابة الرسائل،
    والذي دعاني إلى كتابة هذا البحث أنَّ كلَّ ما يكتبه أحدُنا – يشاركُ به في مواضيع الملتقى – إنما هو كتابٌ (بمعنى رسالة) منه إلى إخوانه من أهل الملتقى، فإنه يكتبها حقيقةً، وإن اختلف عن ما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلَّم المدادُ والقرطاس،
    وقد جمعت هنا ما صح لدي أو حسُن من كتب النبي صلى الله عليه وسلَّم والصحابة رضي الله عنهم، وعلماء التابعين من بعدهم،
    وأسأل الله تعالى أن يحييَ على أيدينا كلَّ سنة أُميتت بعد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم،
    وقد تبين لي أن الكتاب يبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم التعريف بالمُرسِل، (كقول الله تعالى: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم : النمل 30) والمرسل إليه، فإن كان المُرسَلُ إليه مسلما ذا فضلٍ جاز تقديمه، ثم السلام بالتنكير – خلافا للسلام عند اللقاء والمشافهة – فإذا كان المرسل إليه غير مسلم كُتِب هكذا :
    سلامٌ على من اتبع الهدى
    فإنه لا سلام على كافر، وإن كان المُرسل إليه مسلما، فالسلام هكذا:
    سلامٌ عليك،
    مع مراعاة الضمير من حيث الإفراد والتثنية والجمع،
    ثم حمد الله تعالى:
    فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
    ثم نصُّ الرسالة بعد
    وقد تختم الرسالة بالسلام مُعرَّفًا،
    وقد عقد الحافظ ابن القيم في زاد المعاد بابا لمكاتبة النبي صلى الله عليه وسلَّم الملوك، كما فعل ابن سيد الناس (ت 734هـ)، في كتابه عيون الأثر (من ص344 إلى ص357 وتوجد نسخة مصورة من المطبوعة على موقع المكتبة الوقفية، وهي صادرة عن دار ابن كثير ومكتبة دار التراث، بتحقيق د/محمد العيد الخطراوي ومحيي الدين مستو)، إذ عقد باب ذكر بعثه صلى الله عليه وسلَّم إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، وكلَّ ما ذكر فمن طريق الواقدي، والكلام فيه معروف، ولا يُعجبني الاحتجاجُ بخبره،
    وأقدم إليكم ما صحَّ لدي أو حسن في هذا الباب فيما يلي إن شاء الله تعالى، على حسب الخطة التالية:
    2 - كتاب النبي صلى الله عليه وسلَّم إلى هرقل عظيم الروم
    3 - كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
    4 - كتاب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
    5 - كتاب زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
    6 - كتاب عبد الله بن عمر رضي الله عنه إلى عبد الملك بن مروان
    7 - كيف كان عروة بن الزبير يكتب ؟
    8- كتاب عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان
    9 - كتاب الليث بن سعد إلى مالك بن أنس
    10 - كتاب مالك بن أنس إلى الليث بن سعد
    11 - كيف كان سفيان الثوري يكتب ؟
    12 - كتاب سفيان الثوري إلى عباد بن عباد
    13 - كتاب سفيان الثوري إلى ابن أبي ذئب
    14 - كتاب زكريا بن أبي زائدة إلى معاذ بن معاذ العنبري
    15 - كتاب إسماعيل بن إسحاق إلى أحمد بن إسحاق بن بهلول
    16- كتاب أحمد بن حنبل إلى علي بن المديني
    17 - كتاب أبي داود سليمان بن الأشعث إلى أهل مكة
    18 - ثم الخاتمة إن شاء الله تعالى
    2 - كتاب النبي صلى الله عليه وسلَّم إلى هرقل عظيم الروم
    فأبدأ هاهنا – إن شاء الله – بذكر كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، والحديث رواه البخاري في مواضع من صحيحه، ومسلم في صحيحه في حديث طويل اختصرته، فمن أراد زيادة التخريج فليرجع إلى تحفة الأشراف.
    قال الإمام البخاري في كتاب بدء الوحي باب 6 من الجامع الصحيح (طبعة المكنز)
    7 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِى رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ - وَكَانُوا تُجَّاراً بِالشَّأْمِ - فِى الْمُدَّةِ الَّتِى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِى مَجْلِسِهِ ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ
    قلت: فذكر أبو سفيان ما كان بينه وبين هرقل إلى أن ذكر عن هرقل:
    ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِى بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى ، فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
    مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ .
    سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ،
    أَمَّا بَعْدُ،

    فَإِنِّى أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ وَ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )
    رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ . أطرافه 51 ، 2681 ، 2804 ، 2941 ، 2978 ، 3174 ، 4553 ، 5980 ، 6260 ، 7196 ، 7541 - تحفة 4850 - 8/1
    3 - كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري
    قال الإمام البيهقي في كناب الأقضية من السنن الكبرى (المكنز)
    16450- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِىُّ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ جَرِيرٍ:
    أَنَّ رَجُلاً كَانَ ذَا صَوْتٍ وَنِكَايَةٍ عَلَى الْعَدُوِّ مَعَ أَبِى مُوسَى فَغَنِمُوا مَغْنَمًا فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوسَى نَصِيبَهُ وَلَمْ يُوَفِّهِ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ إِلاَّ جَمِيعًا فَضَرَبَهُ عِشْرِينَ سَوْطًا وَحَلَقَ رَأْسَهُ فَجَمَعَ شَعَرَهُ وَذَهَبَ بِهِ إِلَى عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَرِيرٌ وَأَنَا أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْهُ وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ مِنْهُ فَأَخْرَجَ شَعَرًا مِنْ جَيْبِهِ فَضَرَبَ بِهِ صَدْرَ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَا لَكَ؟ فَذَكَرَ قِصَّتَهُ
    قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِى مُوسَى:
    سَلاَمٌ عَلَيْكَ
    أَمَّا بَعْدُ،
    فَإِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ أَخْبَرَنِى بِكَذَا وَكَذَا وَإِنِّى أُقْسِمُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ فِى مَلأٍ مِنَ النَّاسِ جَلَسْتَ لَهُ فِى مَلأٍ مِنَ النَّاسِ فَاقْتَصَّ مِنْكَ وَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ فِى خَلاَءٍ فَاقْعُدْ لَهُ فِى خَلاَءٍ فَلْيَقْتَصَّ مِنْكَ.
    قَالَ لَهُ النَّاسُ : اعْفُ عَنْهُ. قَالَ : لاَ وَاللَّهِ لاَ أَدَعُهُ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. فَلَمَّا دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ قَعَدَ لِلْقَصَاصِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ : قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ لِلَّهِ.
    قلت: وقال ابن عدي في الكامل (1522): حدثنا أحمد بن علي بن بحر، ثنا عبد الله الدورقي، قال: قال يحيى ابن معين: وحديث شعبة وسفيان وحماد بن سلمة عن عطاء بن السائب مستقيم.
    وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحيى يقول : شعبة وسفيان وحماد بن سلمة في عطاء خير من هؤلاء الذين بعدهم. (ذكره الحافظ بن رجب في شرح العلل 2/557 عتر – 2/735 همام)
    وراجع ترجمة حماد بن سلمة في باب معرفة من خلط من الرواة في آخر عمره، بملتقى الجرح والتعديل.
    وأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ هو محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، قال الخطيب (تاريخ مدينة السلام 667): كتبنا عنه وكان ثقة.
    و أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد، ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (2673)، وقال: كان صدوقا، وذكر أن السلمي سأل الدارقطني عنه، فقال: ثقة، (وراجع سؤالات السلمي للدارقطني 13)، وذكر الخطيب أن أبا بكر البرقاني سئل عنه، وهو يسمع، فقال: صدوق.
    وأما إسحاق بن الحسن الحربي، فقد ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (3369)، قال عبد الله بن أحمد، وإبراهيم الحربي، والدارقطني: ثقةٌ،
    4 - كتاب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
    قال الإمام مسلم (كتاب الأقضية باب 5):
    4583 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِىُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِىُّ عَنْ وَرَّادٍ قَالَ:
    كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ:
    سَلاَمٌ عَلَيْكَ
    أَمَّا بَعْدُ،

    فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ ثَلاَثاً وَنَهَى عَنْ ثَلاَثٍ حَرَّمَ عُقُوقَ الْوَالِدِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ وَلاَ وَهَاتِ . وَنَهَى عَنْ ثَلاَثٍ قِيلٍ وَقَالٍ وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ . تحفة 11536 - 593/14
    5 - كتاب زيد بن ثابت إلى معاوية بن أبي سفيان
    قال الإمام البخاري في الأدب المفرد (باب 527- صدر الرسائل بسم الله الرحمن الرحيم)
    1122- حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال : حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن كبراء آل زيد بن ثابت، أن زيد بن ثابت كتب بهذه الرسالة:
    ( بسم الله الرحمن الرحيم
    لعبد الله معاوية أمير المؤمنين، من زيد بن ثابت،
    سلامٌ عليك أمير المؤمنين ورحمة الله،
    فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
    أمَّا بعد،
    )
    وقال الإمام البيهقي في كتاب الفرائض من السنن الكبرى:
    12800- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنِى أَبُو طَاهِرٍ : أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى الزِّنَادِ قَالَ : أَخَذَ أَبُو الزِّنَادِ هَذِهِ الرِّسَالَةَ مِنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَمِنْ كُبَرَاءِ آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    لِعَبْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
    فَذَكَرَ الرِّسَالَةَ بِطُولِهَا ..........
    قلت: عبد الرحمن بن أبي الزناد ترجمه الخطيب (5312) في تاريخ مدينة السلام:
    وذكر تضعيف يحيى بن معين له من طريق ابن الغلابي ومعاوية بن صالح وابن محرز (سؤالاته ج1- رقم183) وتضعيف النسائي له (الضعفاء والمتروكون 367- ط دار المعرفة)،
    وذكر قول علي بن المديني فيه:
    حديثه بالمدينة مقاربٌ، وما حدث بالعراق فهو مضطرب.
    وذكر الخطيب قول علي فيه أيضا:
    ما حدَّث عبد الرحمن بن أبي الزناد بالمدينة فهو صحيحٌ، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون. ورأيت عبد الرحمن خطط على أحاديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، وكان يقول في حديثٍ عن مشيختهم ولقَّنه البغداديون عن فقهائهم، وعدهم: فلان وفلان وفلان
    وذكر الخطيب عن عمرو بن علي الفلاس، قال:
    عبد الرحمن بن أبي الزناد فيه ضعفٌ، ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد، كان عبد الرحمن، يعني ابن مهدي، يخط على حديثه.
    وذكر الخطيب عن زكريا بن يحيى الساجي، قال:
    عبد الرحمن بن أبي الزناد فيه ضعفٌ، ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد.
    قلت: فإن عددنا هذا حديثا فهو – في أسوأ أحواله – صالحٌ للاستشهاد، إن لم يكن صالحا للاحتجاج، وإن عددناه شهادة منه على أبيه، فإنها جائزةٌ إن شاء الله تعالى، وأظنه أعلم في مثل هذا به، والله تعالى أعلم.
    6 - كتاب عبد الله بن عمر إلى عبد الملك بن مروان
    قال الإمام البخاري في باب كيف يكتب صدر الكتاب ؟ من الأدب المفرد (المكتبة السلفية):
    1119- حدَّثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، أنَّ عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه، فكتب إليه:
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    أَمَّا بَعْدُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
    سَلاَمٌ عَلَيْكَ
    فَإِنِّى أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ

    وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا اسْتَطَعْتُ
    وقال البخاري رحمه الله في كتاب الأحكام من صحيحه:
    7272 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ ، وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ . طرفاه 7203 ، 7205 - تحفة 7245
    وقال الإمام البيهقي في كتاب أهل البغي من السنن الكبرى (المكنز):
    17006- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ : أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ:
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    أَمَّا بَعْدُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
    سَلاَمٌ عَلَيْكَ
    فَإِنِّى أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ

    وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا اسْتَطَعْتُ. رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِى أُوَيْسٍ عَنْ مَالِكٍ.
    (ملحوظة: الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم باللون الأزرق ليس في مطبوعة الأدب المفرد، ولا فضل الله الصمد)
    وقال البيهقي في كتاب قتال أهل البغي أيضا :
    17007- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ : عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ ابْنُ الْحَمَّامِىِّ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ : لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ :
    سَلاَمٌ عَلَيْكَ
    أَمَّا بَعْدُ،
    فَإِنِّى أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا اسْتَطَعْتُ وَإِنَّ بَنِىَّ قَدْ أَقَرُّوا بِمِثْلِ ذَلِكَ وَالسَّلاَمُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ وَعَمْرِو بْنِ عَلِىٍّ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ سُفْيَانَ.
    قلت: أَجَل: رواه البخاري في كتاب الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس، قال – رحمه الله:
    7203 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ حَيْثُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ - قَالَ - كَتَبَ إِنِّى أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مَا اسْتَطَعْتُ ، وَإِنَّ بَنِىَّ قَدْ أَقَرُّوا بِمِثْلِ ذَلِكَ . طرفاه 7205 ، 7272 - تحفة 7164
    وقال البخاري في كتاب الأحكام من الصحيح أيضا:
    7205 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ لَمَّا بَايَعَ النَّاسُ عَبْدَ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ:
    إِنِّى أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ ، وَإِنَّ بَنِىَّ قَدْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ . طرفاه 7203 ، 7272 - تحفة 7164 - 97/9
    7 - كيف كان عروة بن الزبير يكتب ؟

    قال محمد بن سعد في الطبقات (الطبقة الثانية من أهل المدينة من التابعين – عروة بن الزبير بن العوام- عن موسوعة جوامع الكلم):
    5971- أخبرنا مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن زيد عن هشام بن عروة، أن عروة كان يكره أن يكتب : سلامٌ عليك، حتى يلحق معها: فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
    8 - كتاب عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان

    قال الإمام أحمد في المسند (نسخة المكنز):
    26522- حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ:
    سَلاَمٌ عَلَيْكَ
    فَإِنِّى أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
    أَمَّا بَعْدُ

    فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَىَّ تَسْأَلُنِى عَنْ أَشْيَاءَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ فَأَخْبَرَتْنِى عَائِشَةُ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ ظُهْراً فِى بَيْتِهِمْ وَلَيْسَ عِنْدَ أَبِى بَكْرٍ إِلاَّ ابْنَتَاهُ عَائِشَةُ وَأَسْمَاءُ إِذَا هُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وَكَانَ لاَ يُخْطِئُهُ يَوْماً أَنْ يَأْتِىَ بَيْتَ أَبِى بَكْرٍ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ ظُهْراً فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ إِلاَّ أَمْرٌ حَدَثَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِمُ الْبَيْتَ قَالَ لأَبِى بَكْرٍ « أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ ». فَقَالَ لَيْسَ عَلَيْكَ عَيْنٌ إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَاىَ . قَالَ « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذِنَ لِى بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ الصَّحَابَةَ . قَالَ « الصَّحَابَةَ ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ خُذْ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْن ِ وَهُمَا الرَّاحِلَتَانِ اللَّتَانِ كَانَ يَعْلِفُ أَبُو بَكْرٍ يُعِدُّهُمَا لِلْخُرُوجِ إِذَا أُذِنَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ إِحْدَى الرَّاحِلَتَيْن ِ فَقَالَ خُذْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَارْكَبْهَا. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ ». معتلى 11945
    قلت:يزيد بن أبان العطار، أبو يزيد، قال الحافظ في التقريب: ثقة له أفراد، من السابعة، فقال د/بشار عواد وشعيب الأرناؤوط: بل ثقة لينه بعضهم بلا حجة، فقد قال أحمد: ثبتٌ في كل المشايخ، ووثقه يحيى بن معين، والنسائي، وابن شاهين، والعجلي، وابن حبان، والذهبي، ولم يثبت فيه جرحٌ معتبر،
    قلت: بمراجعة ترجمة أبان في المصادر التالية، أرى أنهما قد أصابا في هذا، وإن كان ابن عدي قد ذكر له أفرادا، فمن من الثقات سلم من مثل هذا؟:
    1- تاريخ الدوري (3768)
    2- سؤالات ابن محرز (1/317 و 540 و541 و567)
    3- سؤالات ابن الجنيد (476)
    4- الجرح والتعديل (2/1098)
    5- بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم بتحقيق وصي الله بن محمد عباس(15)
    6- سؤالات أبي داود للإمام أحمد (491) بتحقيق د/ زياد محمد منصور
    7- معرفة الثقات للعجلي (18) ط مكتبة الدار
    8- مشاهير علماء الأمصار لابن حبان (1250)
    9- الكامل لابن عدي (209)
    10- ميزان الاعتدال للذهبي (20- ط دار الكتب العلمية)
    11- ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق للذهبي أيضا (3)
    12- الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد أيضا (3)
    9 - كتاب الليث بن سعد إلى مالك بن أنس
    قال أبو الفضل الدوري في التاريخ:
    (5411) حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين، قال: هذه رسالة الليث بن سعد إلى مالك.
    حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من الليث بن سعد إلى مالك بن أنس
    سلامٌ عليك
    فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد،

    فذكر الرسالة بتمامها
    وختمها الليث بقوله:
    والسلام
    قلت: وعبد الله بن صالح كاتبُ الليث!
    والرسالة أخرجها أيضا يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/687- 1/697 بتحقيق أكرم العمري)
    قال أبو يوسف: حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي، قال: هذه رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس:
    سلامٌ عليك
    فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    قلت: فذكر الرسالة بتمامها وختمها الليث بقوله:
    والسلام عليك ورحمة الله
    10 - كتاب مالك بن أنس إلى الليث بن سعد
    قال أبو الفضل الدوري في التاريخ:
    (5412) بسم الله الرحمن الرحيم
    وهذه رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد. قال يحيى: حدثنا عبد الله بن صالح:
    من مالك بن أنس إلى الليث بن سعد،
    سلامٌ عليك،
    فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    فذكر الرسالة بتمامها.
    وختمها بقوله:
    والسلامُ عليكم ورحمة الله
    قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي (1/695):
    حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: هذه رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد:
    سلام عليك
    فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    فساق الرسالة بتمامها،
    وقد ختمها مالك بقوله:
    وكتاب الليث إلى مالك، وكتاب مالك إلى الليث قد رواهما يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/687- 1/697 بتحقيق أكرم العمري)
    11 - كيف كان سفيان الثوري يكتب ؟
    قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في باب ما ذكر من زهد سفيان الثوري وورعه من كتاب تقدمة المعرفة:
    ذكره أبي، قال كتب إلىَّ عبد الله بن خبيق الأنطاكي، قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: سمعت سفيان الثوري: يقول أفضل الأعمال الزهد في الدنيا.
    قال: وحدثنا يوسف، قال: كان سفيان إذا كتب إلى رجل كتب:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من سفيان بن سعيد إلى فلان بن فلان،
    سلامٌ عليك،
    فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو
    وهو للحمد أهل تبارك وتعالى له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،
    أما بعد، فاني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب جعلنا الله وإياك من المتقين.
    12 - كتاب سفيان الثوري إلى عباد بن عباد
    وذكر أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم كتاب الثوري إلى عباد بن عباد، قال:
    نا إسماعيل بن إسرائيل السلال، نا الفريابي، قال: كتب سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد، فقال: من سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد
    سلام عليك
    فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
    أمَّا بعد فإنى أوصيك بتقوى الله فإن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا...
    قلت: فذكر الرسالة بطولها
    13 - كتاب سفيان الثوري إلى ابن أبي ذئب
    قال علي بن الجعد في مسنده (بتحقيق عامر حيدر، ط مؤسسة نادر – عن موسوعةجوامع الكلم):
    1635- حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت أبا نُعيمٍ يقول: سمعت سفيان كتب إلى ابن أبي ذئبٍ،
    من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد الرحمن،
    سلامٌ عليك،
    فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،

    وأوصيك بتقوى الله، فإنك إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس فلن يغنوا عنك من الله شيئا، فعليك بتقوى الله،
    أمَّا بعدُ،
    قلت: وأخرج هذه الرسالة أيضا:
    • أبو الفتح بن أبي الفوارس في الجزء السادس من الفوائد المنتقاة (حققه قسم تحقيق المخطوطات بشركة أفق للبرمجيات)، عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز عن عثمان به،
    • وأبو طاهر السلفي في الجزء الثاني والعشرين من المشيخة البغدادية (حققه قسم التحقيق المتقدم ذكره) من الطريق نفسه
    14 - كتاب زكريا بن أبي زائدة إلى معاذ بن معاذ العنبري
    قال الخطيب البغدادي في الكفاية (باب ذكر النوع الثالث من الإجازة):
    1099- وقد اختلفت ألفاظ أهل العلم في حكاية المكاتبة، فمن أحسن ذلك ما حدثناه أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن البادا بلفظه، ثنا أبو عبد الله أحمد بن قانع بن مرزوق القاضي، ثنا الحسن بن المثنى بن معاذ، ثنا عمي عبيد الله بن معاذ، قال: كتب زكريا بن أبي زائدة – وهو قاضي الكوفة - إلى أبي - وهو قاضي البصرة :
    من زكريا بن أبي زائدة إلى معاذ بن معاذ،
    سلامٌ عليك،
    فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
    وأسأله أن يصلي على محمد عبده،
    أما بعد،
    أصلحنا الله وإياك بما أصلح به الصالحين، فإنه هو أصلحهم،
    حدثنا العباس بن ذريح عن الشعبي قال: كتبت عائشة إلى معاوية:
    أما بعدُ، فإنه من يعمل بمعاصي الله يعُد حامده من الناس له ذامَّا،
    والسلامُ
    قال حسن بن المثنى : وأنا رأيت الكتاب الذي كتبه ابن أبي زائدة إلى أبي.
    قلت: قال الحميدي في مسند عائشة من مسنده (نسخة المكنز)
    282 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِى زَائِدَةَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ إِلَى عَائِشَةَ أَنِ اكْتُبِى إِلَىَّ بِشَىْءٍ سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . قَالَ فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّهُ مَنْ يَعْمَلُ بِغَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ يَعُودُ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامًّا » .
    قلت: وهو في نسخة دار المغني بتحقيق حسين سليم أسد: 268
    وأخرجه أحمد – موقوفا - في باب زهد عائشة من الزهد(ط دار ابن رجب ):
    923- حدثنا وكيع، حدثنا زكريا ، عن عامر، قال: كتبت عائشة إلى معاوية: أما بعدُ، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله يعُد حامده من الناس ذامَّا.
    وكذلك أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (ط دار الرشد بتحقيق حمد بن عبد الله ومحمد بن إبراهيم اللحيدان).
    31156- حدثنا ابن نمير عن زكريا عن العباس بن ذُريح عن الشعبي قال: كتبت عائشة إلى معاوية: أما بعدُ، فإنه من يعمل بسخط الله يعُد حامده من الناس ذامَّا
    15 - كتاب إسماعيل بن إسحاق إلى أحمد بن إسحاق بن بهلول
    وقال الخطيب في هذا الباب (باب ذكر النوع الثالث من الإجازة) أيضا :
    1104- قرأت بخط إسماعيل بن إسحاق القاضي إجازةً قد كتبها لأحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي نسختها:
    بسم الله الرحمن الرحيم،
    من إسماعيل بن إسحاق إلى أحمد بن إسحاق بن بهلول
    سلامٌ عليك،
    فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،

    وأسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله،
    أما بعد،
    فقد أجزت لك كتاب الناسخ والمنسوخ، عن ابن زيد بن أسلم، وكتاب العلل عن علي بن المديني، وكتاب الرد على محمد بن الحسن، وكتاب أحكام القرآن، ومسائل ابن أبي أويس عن مالك، فاحمل ذلك عني،
    وكتب إسماعيل بيده
    قلت: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، قال الخطيب في تاريخ بغداد (): كان عالما متقنا فقيها ...
    16 - كتاب أحمد بن حنبل إلى علي بن المديني
    قال الخلال في السنة – باب في توقف أبي عبد الله في المارقين (ط دار الفاروق/ وطبعة دار الراية):
    115- أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد، قال: نسخة كتاب أحمد بن حنبل إلى علي بن المديني قبل أن يُحدث، عنوانه: إلى أبي الحسن علي بن عبد الله من أحمد بن محمد بن حنبل، وداخله:
    إلى أبي الحسن علي بن عبد الله من أحمد بن محمد بن حنبل:
    سلامٌ عليك،
    فإني أحمدُ إليك الله الذي لا إله إلا هو،

    أما بعدُ،
    أحسن الله إليك في الأمور كلها، وسلَّمك وإيانا من كل سوء برحمته،
    فذكر أحمد الكتاب، ثم ختمه بقوله:
    والسلامُ وعليك ورحمة الله
    قلت: في طبعة دار الراية نسختُ بدل نسخة.
    وعبد الملك بن عبد الحميد – لمن لا يعرفه - هو الحافظ الكبير الميموني (راجع ترجمته في الجرح والتعديل:5/1690 وطبقات الحفاظ وسير أعلام النبلاء والتهذيب)
    17 - رسالة أبي داود سليمان بن الأشعث إلى أهل مكة
    وهذه الرسالة من رواية الحافظ عبد الغني المقدسي (ت 600هـ) بسنده إلى أبي داود، وهي مطبوعة ضمن كتاب ثلاث رسائل في علم مصطلح الحديث، بعناية الأستاذ عبد الفتاح بن أبي غدَّة، وصدر عن مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب (ط1 1417هـ):
    سلامٌ عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

    وأسأله أن يُصلي على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلَّم كلما ذُكِر،
    أما بعد،
    ثم ذكر سائر الرسالة، وختمها بقوله
    والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته، وصلَّى الله على سيدنا محمد النبي وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتخبين وأزواجه أمهات المؤمنين، وسلَّمَ تسليما، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    قلت: هكذا في المطبوعة
    18 - الخاتمة
    فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أسأل الله تعالى أن يحيي هذه الآداب التي عمل بها الصحابة، أخذا من النبي صلى الله عليه وسلَّم، وجرى عليها عمل التابعين من بعدهم، ثم علماء الحديث من بعدهم، ثمَّ نُسيت بعد،
    وإنَّ أحدنا إذا كتب مشاركة منه في بعض المواضيع بهذا الملتقى المبارك، فإنما يكتبُ كتابا إلى أهل الملتقى، فلنكتب كما كان السلف الصالح يكتبون،
    فستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلى الله. إن الله بصيرٌبالعباد
    وصلِّ اللهمَّ على محمد عبدك ونبيك ورسولك وعلى آله وسَلِّم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  2. #2

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

  3. #3

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز بن عبدالله مشاهدة المشاركة
    أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
    اللهم آمين ..
    لفتة رائعة .. كثير منا في غفلة عنها .. ثقل الله بهذا الجهد ميزان حسناتك يوم العرض عليه.. وأثابنا وإياكم وجميع المسلمين الفردوس الأعلى .. آمين . والحمد لله رب العالمين..
    برشة من سحاب كرمه يجعل الأرض ريا
    وبنظرة من عين عنايته يجعل الكافر وليا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    جزاك الله خيرا
    ينظر:
    "صناعة الكُتَّاب" لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي النحّاس، اللُّغوي المفسِّر الأديب، (ت338وقيل337)، ت الأستاذ الدكتور بدر أحمد ضيف.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    بارك الله في الجهود .
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    لا تعرضن بذكرهم مع ذكرنا ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    117

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    يرفع للفائدة

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    جزاك الله خيراً ، و بارك في قلمك ...

    في انتظار رسائلك ( إبتسامة ) ...

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    ينظر:
    "صناعة الكُتَّاب" لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي النحّاس، اللُّغوي المفسِّر الأديب، (ت338وقيل337)، ت الأستاذ الدكتور بدر أحمد ضيف.
    وإياكم، أخي الفاضل،

    فهل لك أن تتكرم بذكر دار النشر، وسنة النشر ؟

    وجزاك الله تعالى كل خير
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,453

    Lightbulb رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
    أهلا وسهلا بأبي مريم،
    ط1، بيروت دار العلوم العربية، 1990م. 392 ص 24 سم.
    http://catalog.library.ksu.edu.sa/digital/363533.html
    وهذه ليست بيانات نسختي (فيما عدا عدد ص ..)، ويبدو أن الأخيرة مصوّرة من الأولى ... والله أعلم.
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    جزاك الله خيرا.
    وينظر كذلك "معالم الكتابة ومغانم الإصـابة" ، للقاضي عبدالرحيم بن علي بن شيث القرشي (550هـ - 625هـ) ، ت. محمد حسين.

  12. #12

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    جزاك الله خيرا يا أبا مريم على معلوماتك القيمة .....
    قال القاضي بدرالدين بن جماعة :
    " وليحذر من التقيد بالمشهورين وترك الأخذ عن الخاملين فقد عدّ الغزالي وغيره ذلك من الكبر على العلم وجعله عين الحماقة ؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها "

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: لم لا يكتب بعضنا إلى بعض كما كان السلف يكتبون

    أخي الفاضل :

    هذه العبارة ترددها كثيرا ، وأسأل عن معناها ، فلا مجيب ! فقلتُ : لأسأل صاحبها بنفسه ..

    ( فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو )

    ممكن - من فضلك - تشرح لنا ما المقصود منها ؟!

    وبارك الله فيك ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •