الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
وبعد :
ففي زمن غيبت فيه أصل دعوة الرسل ،
ورضي الدعاة لأنفسهم الهَيِّن منها ،
طلباً للسلامة ،
ودفعاً للملامة ،
حتى بات الذي يجلي حقيقة دعوة الرسل لا يُعطى له من الفضاء الواسع والمدن الرحبة منبرا صغيراً ليبلغ دين الله ،
جل ما يُعطاه منيبراً في ضيعة نائية لا ينكأ به عدواً ،
ولا يضع من خلاله الأغلال والآصار ،
ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون ،
ويأبى إلا أن يُظهر الحق على الدين كله ولو كره الكافرون ،
لذا أحبتي فإن من أوجب الواجبات تعلم التوحيد وما يُضاده ،
فأحببت أن أهديكم هذه المادة لما فيها من الأدلة الجلية على أشرف العلوم
المتعلقة بأحب معلوم وهو الله جل جلاله ،
فأرجو أن تصغوا السمع والفؤاد ، فالأمر جلل ، والمحاضر علمي ،
يحتاج منك أيها المستمع إلى صبر ، فلطالما أفسدت الأنغام والمؤثرات أسماع الخلق ، فانعقد المقياس للقبول عندهم بحسن الصوت وفن الإلقاء ، وأعطوا آذانهم للغث والسمين بشبهة صيانة الذوق ، وهذا شرط باطل لا أصل مطرد له
فقد يؤتى الرجل علماً منقطع النظير ولا يؤتى حسن البيان ،
أفيجوز هجره لذلك ؟
تلك إذا قسمة ضيزى !!
فالنصيحة الصبر على من أوتي علماً والبعد عن المؤثرات التي باتت تتحكم بشعور الكثير ، لدرجة أنهم شروا السمع والبصر والفؤاد بثمن بخس ،
فاستحكمت الشبه واستقرت وصارت أصلاً تنتفخ الأوداج للدفاع عنه ،
وضل سعي الكثير وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً .
لذا صيانة مني لقلوب الناس وحرصاً على المادة التي غُيبت عن الجماهير أهديكم هذه المحاضرة مذكراً إياكم أن العلم لا يُنال إلا بالصبر
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=47296
ولا تنسونا بدعاء في ظهر الغيب فالملك موكل بالقول للداعي :ولك مثل أجره
وكتبه ونقله لكم أخوكم :
مصباح الحنون
طرابلس الشام
الجمعة
13 ربيع الأول 1432