الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه ملحوظات كتبتها بعد قراءتي لكتاب ((مختصر التحفة الاثني عشرية)) للعلامة محمود شكري الآلوسي رحمه الله بتحقيق الدكتور مجيد خليفة. وعند مشاهدتي الكتاب لأول مرة فرحت به، إذ كتب على غلافه أنه محقق، وينبغي أن يكون التحقيق علمياً لا سيما أن محققه يحمل شهادة الدكتوراه. إلا أنني منيت بخيبة أمل لقراءتي لأول صفحة من الكتاب؛ وهي مقدمة التحقيق، للأسباب الآتية:
أولاً: ركاكة الأسلوب، فحين تقرأ الجمل الواردة في المقدمة لا ترى بينها ارتباطاً موضوعياً، فضلاً عن هذا الخطأ في التعبير أو قل عدم صلاحية الجمل، فمثلاً: (وقد نشأ على العلم ، وفي ربوع المعرفة في هذه الأسرة الجليلة ، بدأ أخذ العلم على يد عدد من الشيوخ منهم) لا تستقيم هذه الجمل إلا على لغة أعجم طمطم.
ومثال آخر في (الصفحة السابعة) : فجاءت بمنتهى الفصاحة والبيان ، بعيداً عن التصحيف والإطناب. الأمثل أن يقول: فجاءت بمنتهى الفصاحة والبيان، خالية من التصحيف والتحريف، بعيدة عن الإيجاز المخل والإطناب الممل.
ثانياً: الأخطاء اللغوية والإملائية:
قوله: (من يهده الله فهو المهتد) المهتد أصله المهتدي وهو اسم منقوص، وإذا عرف الاسم المنقوص أُثبتتْ ياؤه في حالتي الرفع والجر، وتحذف منه إذا كان نكرة غير معرف.
قوله: (وقد اشتهرت هذه الأسرة بكثرة علماءها) والصواب: علمائها لأن الهمزة مكسورة بسبب الإضافة.
قوله: (ولعل من أشهر علمائها على الإطلاق أبو الثناء الآلوسي الكبير) الصواب أبا الثناء لأنه اسم لعل مؤخر.
قوله في منهج التحقيق: علماً أن بعض الآيات قد جاء محرفاً. الصواب جاءت محرفة. المحقق عنده إشكالية في التذكير والتأنيث.
قوله: سواء كانت لأهل السنة والجماعة أو لغيرهم. الصواب: أم لغيرهم.
ثالثاً: الأخطاء العلمية التي وردت في الكتاب، فمثلاً:
قوله عند تعداد كتب الدهلوي: التحفة الأثنا عشرية ، وهي في الرد على الإمامية ، وقد ترجم ملخصها فيما بعد الآلوسي.
وهذا خطأ لأن الآلوسي اختصر ترجمتها، كما هو مثبت على النسخة التي طبعها العلامة محب الدين الخطيب. وكما ذكر ذلك المحقق في الصفحة السابعة بقوله: (قام الشيخ غلام محمد الأسلمي بعمل جليل إذ بدأ بترجمة أصل الكتاب من الفارسية إلى العربية وانتهى منها في شعبان 1227هـ) .
قوله: (ومن هذه الأسرة أيضاً أبو البركات نعمان خير الدين الآلوسي ( 1252 – 1317هـ ) وهو ابن الآلوسي الكبير) وهذا خطأ؛ لأن ابنه الكبير هو عبد الله( 1248 – 1291هـ ) والد العلامة محمود شكري، وقد ذكر المحقق سني ولادة نعمان الآلوسي وعبد الله.
قوله: (ثم عـلي علاء الدين الآلوسـي ( 1277 – 1340هـ ) وهو ابن أبي الثناء وابن عم أبي المعالي محمود شكري وتلميذه). وهذا من المضحكات والله، لأنَّ أبا الثناء قد توفي سنة (1270هـ) كما ذكر المحقق وهو صحيح، فكيف يكون عـلي علاء الدين الآلوسـي ولده وقد أرخت ولادته سنة 1277هـ. والصواب أنه ابن العلامة نعمان الآلوسي، وابن عم العلامة محمود شكري.
قوله في تعداد كتب الآلوسي: (الضرائر وما يسوخ للشاعر دون الناثر) الصواب وما يسوغ.
قوله في تعداد كتب الآلوسي: (ثم أعيد طبعه في القاهرة باعتناء محب الدين الخطيب سنة 1344هـ . وهي هذا الكتاب .). كيف يستخدم الدكتور المحقق الضمائر العربية، فقال: أعيد طبعه (بهاء المذكر)، بمعنى الكتاب. ثم يقول وهي (بضمير مؤنث) هذا الكتاب.
وهذا نموذج آخر لاستخدام الضمائر الرائع!!: (وهي(ضمير مؤنث) رسالة نقد فيه (ضمير مذكر) علم).
أكتفي الآن بنقد مقدمة المحقق للكتاب، لأن تتبع أخطاء الكتاب كاملاً تحتاج إلى مصنف مستقل.
المهم في الموضوع أن كثيرا من المحقيقين اليوم يفتقرون إلى اللغة التي تمكنهم من قراءة النص قراءة صحيحة، وصار جل اهتمامهم تكثير الهوامش، مع أن الغاية الأولى من التحقيق هي إخراج الكتاب كما أراده لمصنف.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله أولا وآخراً