والله يعلم أني بذلت النصح لولاة الأمر في أمر انفلات النساء الذي طرأ على هذه البلاد مؤخرا سرّاً وعلانية، وبذلته لغيرهم علانية،ومما نشر لي في ذلك هذه الرسائل: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟!))، و((الدفاع عن الصحابي أبي بكرة رضي الله عنه ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال))،و((العدل في شريعة الإسلام وليس في الديمقراطية المزعومة))، و((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها))، و((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها))، وكتبت عدة كلمات نُشرت متفرقة ونُشر عشر منها مجتمعة بعنوان: ((عشر كلمات في تحذير رجال بلاد الحرمين من الإفلات ونسائها من الانفلات)).
ومن النصح للولاة وغيرهم سرّاً وعلانية ما يكون فيه مرارة، لكنها بالنسبة إلى الناصح مرارة قول الحق المأمور به في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه، وفيها: ((وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مرّاً، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم)) رواه أحمد في مسنده (21415) بإسناد حسن، وأما بالنسبة للمنصوح فالمرارة فيه شبيهة بمرارة الدواء الذي يكون في استعماله الشفاء بإذن الله، وفي صحيحي البخاري (7200) ومسلم (4768) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر،والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم))، وفي لقاء خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله هيئة كبار العلماء بعد صدور أمره بتعيينهم في أول ربيع الأول سنة (1430هـ) طلب منهم أن يقولوا الحق وألا يخافوا في الله لومة لائم.
ومع توالي النصح للولاة وغيرهم، فحركة تغريب المرأة في بلاد الحرمين بمكر الماكرين بها سائرة على قدم وساق؛ لأنه كما قيل: مَن أمن العقوبة أساء الأدب، وهؤلاء الماكرون بالرعاة والرعية الذين يسعون للإفساد في الأرض بعد إصلاحها ظالمون لأهل هذه البلاد حكومة وشعبا، وظلم الناس في دينهم وأخلاقهم وفضائلهم أشد من ظلمهم في أموالهم، ودعوة المظلوم مستجابة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ((واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) رواه البخاري (1496) ومسلم (121).
وإني داع وطالب من كل غيور على هذه البلاد أن يدعو للولاة ويدعو على أعدائهم، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لهداك واجعل عملهم في رضاك، اللهم وانصر بهم دينك وأَعْلِ بهم كلمتك، واحفظ بهم هذه البلاد من كل سوء في دينها وأخلاقها وسائر أحوالها، اللهم امنحهم السداد وأعنهم على كل ما فيه صلاحهم وصلاح العباد والبلاد، اللهم وفقهم للأخذ بنصح كل ناصح يدعوهم إلى الجنة والحذر من مكر كل ماكر يدعوهم إلى النار، اللهم من مكر بهذه البلاد حكومة وشعبا فامكر به، ومن كادها فردَّ كيده في نحره وأشغله بنفسه عن الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، اللهم ومن كان منهم قريبا من ولاة الأمور ولم يَرْعَوِ عن ظلمه ولم يمنحهم نصحه وحجب عنهم نصح الناصحين اللهم فاحجب عنه عافيتك وأشغله بنفسه عن الإضرار بالراعي والرعية، اللهم اكف هذه البلاد حكومة وشعبا شر هؤلاء الماكرين جميعا بما شئت وجاز من استمر منهم على مكره بما يستحق، اللهم اكف هذه البلاد حكومة وشعبا شر هؤلاء الماكرين جميعا بما شئت وجاز من استمر منهم على مكره بما يستحق، اللهم اكف هذه البلاد حكومة وشعبا شر هؤلاء الماكرين جميعا بما شئت وجاز من استمر منهم على مكره بما يستحق، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
20/8/1431هـ،
عبد المحسن بن حمد العباد البدر