18
بسم الله الرحمن الرحيم
(ياايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا لايقدرون على شيء مما كسبوا والله لا
يهدي القوم الكافرين * ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابها وابل فا تت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير )
الايتان \ 264و 265
الحمد لله\
يخاطب الله تعالى المؤمنين او الذين امنوا بالله ولقائه يوم القيامة او يوم البعث والنشور ان لايبطلوا صدقات ا موالهم التي أخرجوها منها ويجعلون هذه الصدقات خالية من الاجور والخير والثواب بحيث يجعلونها كمثل المن وا يكون احدهم عندما يخرج صدقة ماله كمن من على الذي اعطاها له او بالاذى في ما حصل عليه فيكون اشبه الذي ينفق ماله نفاقا او ينفقه لكي يقول الناس عليه منفقا اومعطاءا فهؤلاء مثلهم كمثل الذي لايؤمن بالله ولا باليوم الاخر ايمانا خالصا فما انفقه يكون لاخير فيه ولا جزاء
يقول الله تعالى ان مثل هؤلاء المنفقين كمثل قطعة ارض مكونة من حجر املس كبير مغطى بقليل من التراب فاذا زرع الزارع فوقه زرعا وامطرت عليه مطرا شديدا او مطرا ثقيلا وهو المطر الذي يحي الارض ويسقيها فينبت الزرع فان المطر النازل سيذهب بالترا ب من فوق الحجر الأملس ويتركه مجردا لا ينبت عليه شيء ولا يرجو الخير منه الا التعب والانفاق وكذلك معطي هذه الصدقة يعطيها من ماله غير انه يعطيها ليقال عنه منفقا او يعطيها ثم يتبعها بكلام فيه اذى او يخدش من اعطاه فهذا المن او الاذى ياكل ما اعطى من صدقة ولا يحصل غير خسارة المال وهذه من علامات النفاق والكفر.
اما الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله وابتغاء مرضاته وتثبيت انفسهم على الايمان فمثلهم كمثل جنة بربوة أي كمثل بستان في مكان مرتفع ارضه طيبة خصبة فاصابها المطر الكثير ذو النقاط الكبيرة اوالمطر الخفيف ذو النقاط السغيرة او اصابها الطل والندى فجرا- والندى في بعض الاحيان يكون بمثابة مطرة كاملة لما يغذي الاشجار والاوراق منها فيبللها - فاعطت جنى ثمارها مضاعفا الذي تعنيه الاية الكريمة ان ما ينفقه المؤمنون والذي لا يتبعون نفقاتهم بمن او اذى تكون هذه النفقات مضاعفة الاجر والثوب
وجاء في تفسير ( روح المعاني) ان حاصل هذا التشبيه ان نفقات هؤلاء زاكية عند الله لاتضيع بحال وان كانت تتفاوت بحسب ما يقارنها من الاخلاص والتعب وحب المال والايصال الى الاحوج التقي فهناك تشبيه حال النفقة النامية لابتغاء مرضاة الله تعالى الزاكية عن الادناس لانها للتثبيت الناشىء عن ينبوع الصدق والاخلاص بحال جنة نامية زاكية بسبب الربوة زاحد الامرين الوابل واطل والجامع النمو المقرون بالزكاة على الوجه الاتم )
والله تعالى مطلع على كل ما تعملون
****************************** ********