السؤالات والفوائد عن العلامة المحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف (1)
السؤالات والفوائد عن العلامة المحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف
رحمه الله تعالى
توفي شيخنا في (المحرم عام 1429) الموافق (يناير/2008)
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد أشرف خلق الله أجمعين، وعلى آل بيته ، وصحابته الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا
أما بعد:
فحيا الله إخوتي القائمين على هذا المجلس العلمي الطيب المبارك، والذي أسأل الله تعالى أن ينفع به وبالمشاركين فيه، ومما لا يخفى على أحد من أهل العلم أن أحد طرق تلقي العلم هو السؤال لأهل العلم، وقد دون أهل العلم كثيرا من هذه السؤالات، والفوائد، وطبع منها عدد لابأس به، وممن سعدت برؤيته والتحدث إليه، وسماعه، وسؤاله عن أعظم شيء بعد كتاب الله تعالى وهو سنة الحبيب المصطفى r شيخنا العلامة المحدث الرباني محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله تعالى، وأسكنه الفردوس الأعلى ، وعامله بالحسنى وزيادة ، وقد بقي عندي بقية – من بعد ما فقدت الكثير- من الفوائد المدونة عن الشيخ سواء أكان ذلك من سؤالي له رحمه الله تعالى أو من سؤال بعض إخواني حفظهم الله تعالى ، وقد استشرت بعض أحبتي من أحبة الشيخ في نشرها فوافقوني على ذلك ، لكن أنبه إلى ثلاثة أشياء:
الأول: أنه من الممكن أن يكون الشيخ رحمه الله تعالى قد رجع عن بعض هذه الإجابات، خاصة وأن آخر لقاء لي بالشيخ كان في شهر (11/2005م) وبعده تم اعتقالي فلم أخرج إلا بعد وفاة الشيخ بعام أو أزيد تقريبا ، فالينبهني من صحب الشيخ في هذه الفترة الأخيرة أو قبل ذلك.
الثاني: لا يفهم من قرأ كلامي أني من تلامذة الشيخ المنشغلين بهذا العلم الشريف؛ – أعني علم علل الحديث - بل حقيقة الأمر أني كنت جارا للشيخ ونصلي في مسجد واحد ، وقد حبب إلي رحمه الله تعالى معرفة سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فكنت أسأله رحمه الله تعالى عنها كما يسأل غيري ، وأسمع الإجابات كما يسمعها غيري ، فإن وقع خلل في لفظ الإجابات فمني والشيخ منه براء ، وسوف أجتهد في الضبط إن شاء الله تعالى ، ومنه العون والتوفيق والسداد، وأسوقها بلغة يفهمها الكثير، لأن الشيخ كان يتكلم باللغة الدارجة عندنا في بلدنا مصر حماها الله تعالى، لكني لم أخرج قِيْدَ أُنملة عن معنى ما سمعته من الشيخ رحمه الله تعالى إن شاء الله تعالى.
الثالث: هذه الفوائد غير مرتبة ، فسوف أجتهد في ترتيبها ونشرها على حلقات.
هذا والله أسأل أن ينفعني وإخواني بها في الدارين إنه سميع مجيب الدعوات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الفائدة الأولى:
سئل الشيخ رحمه الله تعالى عن كيفية طلب الحديث ، والتمكن فيه؟
فقال رحمه الله تعالى: على الطالب أولا أن يلزم محدثا ليشم منه رائحة الحديث، والمحدثين ، وينظر إلى هديه وسمته ، واقتفاءه لسنن رسول الله r ، ومواظبته عليها، ثم اقتفاءه لسنن المحدثين ومجالسهم، وسماع عبارات ذلك المحدث، والأسامي التي يذكرها، حتى يأنس هذه العبارات و تلك الأسامي ، التي يرددها المحدث في مجالسه، وفي هذه الفترة على الطالب أن يعتني بالصحيحين، ويسأل الشيخ -إن لم يكن يشرح- عما أشكل عليه، من الحديث.
قلت: حفظكم الله تعالى إن أغلب أهل عصرنا من المحدثين لا يمكن للطالب ملازمتهم.
فقال: عليه بالدراسة الجادة وسؤالهم إن لم يتمكن من الملازمة.
قلت: كيف يدرس وحده؟
قال: يدرس مثلا الإسناد فيعمل ترجمة للراوي فيطبق فيها ما يقرأه في كتب المصطلح، فيعرف اسم الراوي ونسبه وكنيته ولقبه ، وهل هو مشهور باسمه أم بكنيته أم بلقبه. وهل رحل في طلب الحديث أم لا؟ وأي البلاد التي دخلها؟ ويعرف سنة وفاته، ومكانها، وهل هو من المصنفين أم لا، فإن كان، فليسأل عن الكتب التي طبعت له. وعليه أن يعرف جملة من مشايخه وتلاميذه ، تعينه بعد ذلك في التعرف على الراوي عند الاشتباه بغيره.
لكن عليه أن يسأل أيضا شيخا عن ألفاظ الجرح والتعديل، أو يطالع ما كتب في شرحها ويواظب على ذلك، وسينتفع إن شاء الله تعالى.
قلت: كم يمكث على ذلك إن لم يجد شيخا ؟
قال: عشرين سنة ، وبعدها سيفهم مع المواظبة إن شاء الله تعالى.أهـ
قلت: وقد قرأ لنا شيخنا رحمه الله تعالى عدة تراجم من كتاب «تقدمة المعرفة للجرح والتعديل» لابن أبي حاتم رحمه الله تعالى، وكان ينبهنا على ذلك كله أثناء القراءة.
رد مع اقتباس
