مَنْ يَهُنْ يَسْهُل الْهَوَانُ عَليْهِ ... (( خَاطِرَةٌ )) قبْلَ الثّوَرات
بقَلم / ربيع الأديب
كتبتُ هذه الخاطرة في أحد شوارع المدينة التي أسكنها عندما رأيتُ أمراً ساءني كثيرا وذلك في مساءَ الأربعاء 30 نونبر 2010 / واليوم قد عنّ لي أن أنشُرَها هنا :
(( يَنْتَابُنِي شُعُورٌ بالضّيقِ وَعَدم الارْتياحِ فِي ظِلِّ هَذِه هذهِ الحياةِ العَرْجَاءِ الّتِي أحيَاهَا ، فِي هذهِ البلادِ الْبَائِسَةِ الّتِي تقْبَعُ تَحْتَ رَحْمَة الظّالِمِينَ ، الّذينَ لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ ولاَ ذِمّة ، ولَو وَجَدُوا السّبيلَ إلى ذَبْحِنَا كما تُذْبَحُ النّعاجُ لَمَا تَرَدّدوا عن ذلكَ طَرفَةَ عَينٍ ...ضَيْقٌ لاَ تفْسيرَ لهُ إلا أنّك خُلِقْتَ لاَ كماَ يُريدُ لكَ اللهُ عزّ وجلّ ولكن كما يريدُ لك الأوغادُ الفاسقون [ والكلّ تحتَ مَشيئَة الله ] ...نَحْنُ خلَقنا اللهُ أحْراراً فكيفَ نسمح للغيرِ أن يتحكّمَ في رِقابنا وأرزاقنا وحتّى في هيئات لباسنا !! ...
ولاَ يعني هذا الضّيقُ الْمُضنِي وَ وذَيّالكَ الكُرهُ الْبَغِيضُ الذي أحُسّهُ – أنا كمسلم مغربي – أنّني سَاخطٌ ومتبرّم من قضَاءِ الله وقدَره معاذَ الله ...إلاّ أنّني رجُلٌ أكرَهُ وأضيقُ ذرعاً بالظّلم الذي يُمارسُ علينا نحنُ كَمُسْلِمينَ هُنا ..وقد رضينا بالذّلّ والهَوانِ ... وكأنّ المتنبي عنانا بقوْلِه :
مَنْ يَهُنْ يَسْهُل الْهَوَانُ عَليْه ...مَا لِجُرْحٍ بِمَيّتٍ إيلامُ
أضيقُ عندما أدخُلُ للمساجدِ فأجدُ حمّالةَ الحَطبِ ((الْمُبْتَدعة)) في الصّفوفِ الأمامية بينما الإخوة الْمستقيمون على دين الله قد رضوا كلّ الرضا بأواخرِ الصّفوف ...
أضِيقُ عندمَا أرى إعلامنا قدْ استولى عليه شرّابُ الخمور والزّناة والْمُرَابون بينما قارئُ القُرآن ومُرَتِّلهُ ينتظر في زاوية من زوايا الإهمال ليختموا ببعض ترتيلاته إذاعتنا الوطنية !!!
أضِيقُ عندما أذهبُ للإدارات والمقاطعات فأجدُ الإنسانَ المتمرّدَ المرتشيَ والمدخن كما أجد المتبرجات والسّافرات ...
يا الله وإخواننا وأخواتنا في سوق الخضر الرّديئة والملابس البالية [ الجّوطية ] قابعين تحت حرّ الشّمس في الصّيفِ وقرص البرد في الشّتاء وهم فوق ذَلِكَ مطاردون من طَرَفِ القائِدِ وزبانيته وهلمّ شرّا ...
أضيقُ عندما أسألُ أكثرَ الإخوة أو الأخوات عن مستواهم الدّراسي فيطْرقون حياءً لأنهم لم يتجاوزوا السّابعةَ إعدادي بينما الفجّار والفسّاق والشّيوعيون والليبيراليون والدّيموقراطيون قد حازوا على أعلى الرُّتبِ والمناصِب !!
فيا أيها المسلمُ ويا أيتها المسلمة :
سؤال أختم به ما جال في خاطري هذا المساء ..
لماذا تأخّرنا وتكاسلنا وتقدّم واجتهد غيرُنا ؟!
فمالكَ ترْضى بِذُلِّ القُيُـودِ ...وَتَحْنِي لِمَنْ كَبّلُوكَ الْجِبَاهْ
وَتَقْنَعُ بِالعَيْشِ بَيْنَ الْكُهُوفِ ...أتَرْهَبُ نورَ الفضَا فِي ضُحاهْ ))
وكتبَ ربيعُ بنُ المدنِي الأديب مساءَ الأربعاء 30 نونبر 2010