تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تابعوا معنا في هذه الصفحة سلسلة بُغية المشتاق لمكارم الأخلاق للشيخ إبراهيم شاهين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Arrow تابعوا معنا في هذه الصفحة سلسلة بُغية المشتاق لمكارم الأخلاق للشيخ إبراهيم شاهين

    الدرس الأول
    أن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله تعالى فلا مضل الله، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله r﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71، 72].
    أما بعد:
    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم من النار وكل ما قرب منها من قول أو فعل.
    عاقبة سوء الأخلاق:
    الباحث في وضع الأمة وفي عللها والباحث عن أدوائها يرى أن المصيبة متوارثة من الأمم السابقة فالهدى ميراث، وكذلك الأمراض والجراثيم ميراث أيضا فما أهلك الحضارات وضيَع الأمم إلا سوء الأخلاق، وسوء الأخلاق الآفة القصيرة التي تهدم الأفراد وتهدم البيوت، وتهدم الأمم وهو المرض الذي لا يدري المرض من أين يؤتاه ، رغم أنه مركوز في الفطر حب حسن الخلق، كل إنسان على وجه الأرض مؤمن أو كافر يأمل ويتمنى أن يكون في أعلى درجات الأخلاق، كل الناس يتمنى أن يكون هذا الشهم ذي المروءة الكريم الجسور الشجاع الوصول الودود الرحيم الرفيق كل هذه الصفات، كل منا، من جنس البشر مؤمن وكافر يتمنى أن تكون فيه هذه الصفات، ولذلك بعد بحث هذه المسألة في الأمم السابقة وفي أمتنا كان لابد لنا أن نصنع فيها بحثا وسلسلة طيبة وهي «بغية المشتاق إلى مكارم الأخلاق»، كيف تُجمع لك عناصرها؟ وكيف تُؤتى أكلها؟ وكيف تكون رجل على منوال الرجل الأول الذي ذكاه ربه ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾؟ [القلم: 4].
    مفهوم الدين الإسلامي:
    إن الأخلاق هو دين الإسلام، لو سئلت ما هو دين الإسلام، فالإجابة هي الأخلاق، كما قال النبي r«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، لأتمم مكارم الأخلاق، أي ما نقص من الأمم الأخرى كما بني بيتا أُدخِلَ وحُسِّنَ غير حجر واحد في جدار فيه، فقال النبيr فأنا الحجر وأنا آخر الأنبياء وأنا متمم الرسالات r، فجُمِعَت له هذه المكارم، ولذلك دهش أصحابه y من أخلاقه ومن سجياه، والأخلاق الفاضلة كنز مفقود بين جنبيه، لا تظنه سهل التناول أو أنه يأتي بالأماني،فالأخل اق لا تأت إلا بمجاهدة النفس مجاهدة شديدة، لكي تستقيم لك نفسك، فإن لم تستطع أن تجاهد هذه النفس من عوارها فلن تصل إلى الكمال أبدا، فمدار هذا المعترك على مجاهدة النفس، فرق كل ما يشين وفعل كل ما يُمدح ويجعلك رجل بسيط.
    فالأخلاق الفاضلة جهاد لرجال سبقوك، عصموا أنفسهم من الذلل ومن الخطأ وكل ما يتنقص منه البشر، ولذلك القرآن كله جاء أخلاق و كذلك الحديث كله أخلاق،و في هذه الحلقة أرسي قاعدة لأنها سلسلة قوية في النفس طويلة في المدد، وسنقسمها إلى أبواب ثم فصول، فكل باب له فصل فيه خلق من أخلاق الإسلام الذي تسموا بها وتنتثر.
    أما اليوم فنضع القواعد، قواعد ما ترموا إليه وما تصبوا إليه، فالإسلام كله أخلاق، كما قال تعالى اسمع: ﴿ وَيلٌ لّلْمُطَفِّفِين َ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ﴾ اسمع إلى الصوت الهامس ﴿أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: 1: 6] آية في سورة المطففين، ترسي قاعدة هامة جدا من القواعد، نتلوها بسرعة عجيبة ونمر عليها مرور الكرام، لا ندري ما هي القواعد التي أرستها هذه الآية؟
    من الآيات التي ترسي قواعد في الدين:
    قالI ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 110]، تخيل خير أمة أخرجت للناس من ظلمات الجاهلية ومن ظلامة الجهل، ومن عرامة الشهوة ومن فجاجة السلوك، من قطع طرق وزنا ودعارة وغيرها وأكل ربا، يخرج من كل هذا الغبش ومن كل هذا الغث، ومن كل هذا السيل الوبش خير أمة أخرجت للناس ما الذي هذبها؟ ما الذي شذبها؟ ما الذي رقق طباعها حتى وصلت إلى هذا المستوى المأنوس العالي؟ إنه الوحي، بشقيه: قرآن وسنة،انظر لمثل هذه الآية وهي ترسي قواعد مجتمع نظيف أن لك مثل الذي عليك وأنك وأخوك سيان في ميزان واحد لا تؤثر عليه ولا تستأثر عليه.
    كذلك قولهU ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]، ما الذي جعلك تكِيل بميزان؟ وتُكيِّل بميزان؟ حب الأثرة، الفردية، العلماوية الغربية، التي أرادوا أن يعمموها للناس، أي أن يكون الرجل عالما بذاته، لا علاقة له بمجتمعه، كالقط يخطف بغيته وينطلق، لا يبالي بمن جاع وبمن عطش وبمن مات وبمن مرض، الإسلام جاء لغير ذلك، ولذلك وضع قواعد العقاب في هذه المسألة الذي يحيا حياة فردية ليس معنى وليس منا ﴿ وَيلٌ لّلْمُطَفِّفِين َ﴾ أي أنك إنسان متفاعل مع المجتمع. أدب كريم، يعلمك كيف تحترم أخاك المسلم في بيعه وفي شرائه وفي حياته، ولذلك رتب هذا الباب.
    أسلم أبو هريرة في العام السابع الهجري، وذهب إلى خيبر كان النبي فيها، قدمنا على النبي في خيبر يوم أن أسلمنا، قال فأدركته وهو يصلي الفجر وهو يقرأ ﴿ وَيلٌ لّلْمُطَفِّفِين َ﴾، فجاء في ذهني البائع فلان الذي في بلادنا في دوس، قلت ويل له وويل له، أما لو سمع ذلك، جاء في ذهنه البائع الفلاني، ترسي قواعد مجتمع متماسك، آية واحدة، مجتمع متماسك، أن ما لك مثل الذي عليك.
    انظر الحديث الآخر وهو يبين ويوضح هذا، «المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يسلمه،كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»، أخلاق كاملة، بعض الناس أخذت هذه الأحكام من هذه الآيات ومن هذه الأحاديث ورتبت أنها آيات أحكام، نقول له أبدا هذه آيات أخلاق بناء أمة.
    كل القرآن بناء أخلاق.
    أنظر مثلا، ﴿ ولَا تَجَسَّسُوا ﴾ أدب، ﴿ولَا يَغْتَب بَّعْضُكُمْ بَعْضًا[الحجرات: 12] أدب يربيك على الأدب، بل في حالة الفتنة أيضا، يربيك على الأدب أن تقوم بواجب الأدب، ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [الحجرات: 9] أدب، ﴿فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى﴾ إلى من تنضم أنت؟ إلى من تنحاز؟ أدب، اسمع إلى هذه الروعة.
    كان خلق النبي r القرآن.
    لما سأل رجل عائشة t، كيف كان خلق النبي r؟ قالت بني: « كان خلقه القرآن، قال: فأخذتها وكفتني فلا أسأل بعدها شيء»كان خلقه القرآن، إذن كان منهجه القرآن، يخاصم من خاصم القرآن، ويصالح من صالح القرآن، ويقاتل من قاتل القرآن، ويحرِّم من حرم القرآن، ويحل ما أحلَّ القرآن، إذن كان خلقه القرآن، منهجه، إذن القرآن منهج أدب، والأدب موضوع أعلى من الأحكام.
    الفرق بين الأحكام والأدب.
    الأحكام فرع من الأدب، فالحكم أن تراعي منطوق النص، تخشى أن تقع في الإثم وتخشى العقوبة ولكن الأدب تراعي الحكم وتراعي ما يدور حوله، وتراعي واقع المجتمع وما تدور فيه الآيات والأحوال، درجة أعلى الأمم التي بادت ما بادت إلا بهذا السبب، فكل الناس جميعا يرنون إلى هذا المستوى العالي مستوى هذا الأخلاق الراقي.
    اسمع لأنس وهو يقول للنبي r: خدمت النبي عشر سنين: ما قال لي لشيء فعلته لم فعلته، وما قال لشيء لم أفعله لما لم تفعله، فإذا عنفني أهله، قال: «دعوه فإن كل شيء بقدر»قرآن يتحرك،ولذلك أمة متماسكة الأوصال قوية المفاصل حتى جاء الخلق الأخير، وفرطوا في قرآنهم وفرطوا في سنتهم وفرطوا في أدبهم وفي منهاجهم، وصاروا إلى العلماوية وإلى الفردية، كل يفكر في نفسه فقط، حتى المهتدين الذين يسمونهم الملتزمين، يقول أنا نفسي ما لي ومال غيري، ﴿ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: 105].يقول : نفسي نفسي، إذن نجحت العلمانية في تربية أفراخها، بين أعشاشنا وبين أوكارنا، مع أنها تأخذ من هدينا.
    أجمع آية في الأخلاق .
    قال جعفر الصادقأجمع آية في الأخلاق، في قوله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، أي ما فضل منهم، لا تعنتهم في أن تأخذ منهم نفقة، خذ منه لا تستقل، خذ العفو من أموالهم وخذ العفو من أخلاقهم.
    المراد بالعفو من الأخلاق.
    أي إذا اعتذر لك معتذر فاقبل عذره هذا عفو، ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ [البقرة: 219] عدم تحميل الناس مالا يطيقون، قد يطيقون، فلا تحرج الناس فيما لا يريدون، أدب عالي، معك ولا تريد أن تخرج، فأعطاك شيء بسيط، خذه منه، لا تسبب له حرجا، لأن أدب الإسلام أعلى من أي أدب،﴿ خُذِ الْعَفْوَ ﴾ أي من أخلاقهم، من أموالهم، من طباعهم، قد لا يحسن رجل الكلام فيتكلم معك بأسلوب خشن، فأنت تستهجنه،في هذه الحالة، قف، خذ العفو، العفو من أخلاقهم ، هذه هي إمكانياته، فلابد أن تأخذ هذا العفو، أي ما فضل منه وما استطاعه وما تمكن منه ﴿ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ﴾، والعرف هنا هو المعروف، ﴿وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾، ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].
    تخيل لو لم تُطَبق هذه القاعدة في خطاب الجاهلين، لو خاطبك جاهل ولم تقل سلاما، أو رددت عليه بما خاطبك به، لو كل إنسان فعل ذلك لهلك الحرث والنسل، لكن﴿ سَلَامًا ﴾ قاعدة من قواعد الإسلام، أي تترك هذا الجاهل وتعفو عنه ﴿ سَلَامًا ﴾ المسألة في غاية الأهمية، ترسي قاعدة من قواعد السلام الاجتماعي في المجتمع، حتى لا تصطدم طبقات المجتمع بعضها ببعض، وهي آية.
    ولذلك قال جعفر الصادق: هي أجمع آية في كتاب الله تعالى، أجمع آية، أي خذ ما سمح لهم يفسر بعضها أيضا في قوله r لمعاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن وقال له يا معاذ افعل كذا وكذا وكذا، و﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بهَا﴾ [التوبة: 103] «وإياك وكرائم أموالهم»، أي أفضل ما في أموالهم لا، هذا يبين لك خذ العفو، إياك والكرائم، والكريم من كل شيء أعلاه، وهذا باب في الكرم، مكارم الشجاعة ومكارم الأخلاق ومكارم العفة،ومكارم صلة الرحم، ومكارم الأخوة، كل باب اسمه مكارم، وهذا دل على أن كلمة مكرمة يعني أعلى ما في الشيء، فالنبي يقول له «إياك وكرائم أموالهم» أي لا تأخذ أفضل ما في أموالهم لا تأخذ السمينة من الإبل ولا تأخذ الأفضل من الحبوب،أي حاصل ضرب المتوسط، وهذه أخلاق عالية ومستوى من العدل عال جدا، يدشنه النبي r في بلاد اليمن مع داعيته معاذ بن جبل t، أي أخلاق كانوا عليها؟،والأخلاق تبدأ بحسن الخلق مع الله تعالى أولا، قبل أن تبدأ بحسن الخلق مع العبيد، فلو حسن خلقك مع الله تعالى، لزكاك وحسنت أخلاقك مع العبيد، .
    معنى حُسن الخلق مع الله تعالى.
    أن تصدق خبره على الغيب، وأن تؤمن به وتسلم به تسليما ولا تناقش ولا تجادل، هذا هو حسن الأدب مع الله تعالى، كما أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي r: «إذا سقط الذباب في شراب أحدكم فلا يمجه فليغمسه ثم يخرجه» حديث الذبابة مشهور، كذبه عشرات المتشككين في دينهم،لأن في أحد جناحيها داء وفي الآخر دواء، وعندما تسقط الذباب في الشراب تبدأ بالدفاع أولا، تقدم الجناح المسموم ،فكان من تمام الهدي وكماله أن تغمسها، لأن في أحد جناحيها داء وفي الأخر دواء، فأنت تعالج مافي الجناح الأول بالجناح الثاني، وهذا غيب من الغيوب لا يعلمه إلا اللهU الذي أوحاه إلى النبي r .
    فمن حسن الأدب مع الله تعالى: أن تصدق بغيوبه وتصدق ما صدقه نبيه r لا تناقش ولا تجادل، عشرات الألوف من هؤلاء المترددين في دينهم قالوا ما هذا الحديث؟ هذا حديث باطل لم يرويه النبي r إنه شيئا تعافه النفس وكذبوا وقالوا وقالوا، ومنهم علماء كرام تقول سبحان ربي، كما قال هو r ﴿سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا﴾ [الإسراء: 93] ولذلك نعم الأستاذ ونعم المؤدب r.
    وأيضا من حسن الأدب مع الله تعالى: عندما يأتيك الخبر بأن الخلائق يقفوا يوم القيامة خمسين ألف سنة خمسين ألف سنة،كيف ذلك؟ كم كذب بعضهم قال تدنوا الشمس من رؤوس الخلائق على قدر ميل، فقالوا ندري ما الميل أهو ميل المسافة أو ميل المكحلة؟
    على أي ميل لو دنت، العلماء يقولون لو دنت الشمس ملي متر واحد عما هي الآن لحرقت الأرض ومن عليها، الميزان الموضوع به الكواكب ميزان رباني لا يتغير ولا يتبدل، وتتعجب لما يكتمل البدر ليلة أربعة أو خمسة عشر يشتد جذر ومد البحر، وجذر ومد البحر لا يشتد إلا في عند تمام القمر، ما بالك لو أن القمر تمام دائما لغرقت الأرض.
    هل علمت الحكمة، ولذلك لابد أن تأخذ خبرة بالتصديق ولا الضالين آمين وهذا من حسن الأدب مع الله تعالى ومع النبي r فلابد أن تحسن أدبك مع الله ومع رسوله تقرب الشمس كيف؟ إذا كان الشمس لو ملي متر واحد قربت لحرقت من في الأرض فكيف تقرب على قدر ميل لو ميل المسافة ستة عشر كيلو يعني يبقى الأرض صارت جهنم.
    نقول له لا تقيس يوم القيامة بأيام الدنيا اختلفت عندك المقاييس، ودليل اختلاف المقاييس أنك ستقف على قدمك خمسين ألف سنة هل تستطيع في الدنيا أن تقف خمسين ألف دقيقة، إذن المقاييس سوف تختلف فلا تأخذ مقاييس يوم القيامة بمقاييس الدنيا لأنها تختلف بطبيعة الحال، إذن من يكذب هذا الخبر إلا سيء الخلق مع اللهU ومع رسوله r، يبقى إذن من أول الأدب الذي تأدب به حسن الخلق مع الله تعالى أن نصدق خبره عن الغيب، ونصدق رسوله r على الغيب، ونبدأ بذلك بحسن الأدب مع الله تعالى.
    ومن الأدب مع الله تعالى.
    عندما تقف بين يديه في الصلاة، ما هو أدبك مع الله تعالى؟ كيف خشوعك؟ وأنت تنظر إليه وهو قبالتك في القبلة كيف تنظر إليه، وعقلك يتشتت يمنة ويسرى،. أي أدب مع الله تعالى وأي التزام بهذا الأدب عندما يناديك وأنت تترك الأذان وتسمعه وتطوحه ولا تلبي هذا النداء، أهذا أدب لأهل الإسلام مع الله تعالى في دينه وفي عبادته يناديهم منادي الصلاة ولا يجيبونه، إذن كي تتأدب بالأدب الصحيح لابد أن تتأدب مع الله أولا ثم مع بعد ذلك تأدب مع عباده .
    مكانة حسن الخلق .
    قال:r«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وكما جاء في الصحيحين وعند أهل السنن «إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» وأن أكثر ما يدخل الجنة البر وحسن الخلق، وحَسَن الخلق يدخل الجنة قبل العابد سيء الخلق ولذلك قال الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى- (لأن أصاحب فاجر حسن الخلق خير لي من أن أصاحب عابد سيء الخلق،) وحسن الخلق زمام في أنف صاحبه، زمام من البر في أنف صاحبه، والبر من الجنة يسوقه إلى الله تعالى وإلى الجنة، وسوء الخلق زمام من الشيطان يجر صاحبه إلى النار، ولذلك قال أهل العلم أن سيء الخلق ليس له توبة، لأنه كلما تاب من ذنب وقع في ذنب آخر، هذه حياته هكذا فحتى يفضي إلى النار، وكما سئل النبي r أو ذكر النبي r لامرأة كانت تصوم النهار وتصوم الليل ولكنها كانت تؤذي جيرانها قال: «هي في النار» لأن سوء الخلق مصيبة لا تنجبر أبدا، العبادات تنجبر أما سوء الخلق لا ينجبر، إذا أصيب الإنسان في خلقه فهذه أشياء لا تنجبر أبدا على الإطلاق ولا يجبرها شيء.
    ولذلك أقرب الناس إلى النبي r هم أحسن الناس خلقا، ولذلك كان أقرب الناس إليه من أصحابه أحب الناس إليه أكثرهم أخلاقا في رقة طبع ونفاسة معدن رضي الله عنهم جميعا.
    مفهوم حسن الخلق .
    إذن هذه مسألة لابد أن نراقبها، وحسن الخلق لا يأتي عفوا ولكن أن تجعل نفسك مراقبا على نفسك مراقبا على ألفاظك لا تخرج إلا الحسن ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ﴾ [الإسراء: 53]. ويقول التي هي أحسن فالتي هي أحسن لا تولد شجارا ولا عراكا ولا خلافا، إنما يولد الشجار والعراك والخلاف التي هي أفحش بطبيعة الحال، والشيطان دائما ينزغ بينهم فإذا قابلت إنسان لابد أن تقابله بكلام لين، ولذلك قالوا
    حسن الخلق شيء هين



    طلاقة وجه ولسان لين


    شيء هين طلاقة وجه ولسان لين فلما تقابل الرجل تخاطبه بأفضل أخلاقك وبأحسن ألقابه هكذا نبه النبي r؛ لأن من علامات القيامة أناس تقوم عليهم الساعة تحيتهم اللعن،ولذلك لا تخاطب أحدا قبل أن يلقي عليك السلام لأن السلام هو السلام وهو افتتاح لما هو طيب والشيطان لا يدخل مع السلام، فلذلك لابد أن تراقب فمك مراقبة شديدة ترقب لفظك، وترقب مطعمك، وترقب كسبك، وترقب أفكارك عن الناس، مسألة هامة جدا.
    لن تستطيع أن تصل إلى مستوى أخلاق الرسل إلا إذا كان أحاد المسلمين مثلك تماما: في الأهمية وفي التوقير والاحترام، هذا واجب النبي r كان يذكر رجل بالفحش والتفحش لما نادى من على الباب فلان بئس أخو العشيرة، فتعجبت عائشة لتصرف النبيr، قال لها: «يا عائشة إن من أشر الناس منزلة عند الله تعالى من يتقى مخافة فحشه» وهذا الفحش والتفحش ليس من الإسلام في شيء وليس من أخلاق النبوة والرسل في شيء ولذلك كان النبي هو الميزان الكامل ﴿ولَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ولَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [الحجرات: 11].
    هذا هو القرآن الذي كان هو خلق محمد r وواجب علينا أن يكون هذا من أخلاقنا ، إذن عندما نطبق القرآن كواقع أخلاقي وشرعي، تجد كم الانفصال الهائل عن هذا الدين يبين لك ويتضح كم الانفصال الهائل عن الدين للأمة كلها انفصال هائل تجد من يسمع وأنت لم تأذن له وهذا أدب غالي جدا من سمع لقوم رغم أنوفهم أو هم لا يرغبون في ذلك صب في أذنيه الآنك يوم القيامة لأنه سرق ونهى عن التجسس ونهى عن التصنت ونهى عن أن تسمع لأناس لا يريدونك أن تسمع كلامهم هذا لا يجوز لك أدب عالي،ونهى r أن يمشي الثلاثة فيتناجى اثنين دون الثالث لأن هذا يوغر صدره وهذا يؤثر في نفسيته وهذا لا يليق بالمسلمين أن يفعلوا ذلك.لأن السنة ترفض ذلك، إنك توغر صدره كيف تقرب رجل على حساب الآخر، دين متكامل من كل عناصره لو أخذته كله كهدي واهتديت به لصرت الإنسان الكامل الذي ترنوه، فالإسلام جمع كل الصفات، ومحمد r النموذج الذي نقيس عليه وبعد محمدr نتكلم عن أصحابه الذين بعده، وبعد أصحابه التابعين، أقول لك تخيل هذه خير أمة أخرجت للناس كيف طبقت كل عناصر الإسلام، انظر مثلا في الشجاعة كان محمد r من أشجع الناس وهل هذه صفة لا تكمل الأخلاق إلا بها، فإن الجبان لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، والجبان لا يقاتل ولا يحارب ولا ينصر دينا، ولا يرفع للإسلام راية، ولذلك من تمام كمال الإسلام خلق الشجاعة وهي حلقة من حلقات هذا الفصل الكبير سنذكرها في حينها إن شاء الله تعالى.
    وأعجل لك بعض رحيقها فقد حدث حادث في المدينة سمع صوت ضخم في المدينة فخرجت المدينة ليلا فلما خرجوا فإذا بالنبي r قادم راجع من ناحية الصوت على فرس للزبير ركبه عريا، ركبه عُريا أي فرس ليس عليه سرج ولا عليه شيء ،والسيف معلق في رقبته r فلما رجع الناس تسمع صوت فزع وخرجوا جميعا ولكن كان هو أسبق الناس إليه فلما رأى الصوت وعلم ما فيه فرجع قال: ارجعوا لا شيء عليكم لا خطر عليكم فكان من أشجع الناس ومن أقدم الناس لمواضع المهمات ،وكذلك قال علي بن أبي طالب كنا إذا حمي الوطيس أي حمت الحرب اتقينا بالنبي r،(اتقينا) أخذناه ستارة ضد العدو هذه شجاعة رجل وكمال أخلاق ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ .
    بما يكون كمال الخلق؟
    فكمال الخلق لا يكون إلا بالشجاعة لا يكون إلا بالمروءة، لا يكون إلا بالكرم، إلا بالجود والسخاء إلا بكل صفات المكارم، بالرفق واللين والحلم، والاعتراف بأهل الفضل والجميل كل هذه الأخلاق كل واحدة رتبت لك حلقة في حينها، انظر كم رُتب الهدي ترتيبا واضحا ولكن علينا مع حجاب الزمن هو الذي يجلي لنا هذه الفوائد وهذه الروائع حتى نعرف ما هو الإسلام، ومن هو الإسلام.
    متى تكون عظمة الإسلام؟
    الإسلام دين عظيم جدا لو قام به أصحابه خذ القرآن وابدأ به كمشروع أخلاقي كيف تتخلق بأخلاقه حتى تصل إلى ما وصل إليه النبي:r، من عجائب هؤلاء، سأعطيك نموذج ،يبين لك كيف كان أخلاق هؤلاء وسنبعد عن عصرين.
    القاضي يحيى بن أكثم .
    وهذا كان من قضاة العدل في الدولة العباسية عالم متمكن من علمه أديب، قال: بت ليلة عند المأمون،_ المأمون بن هارون_، فعطش فقام يزحف على أطراف أصابعه حتى لا يوقظني، حتى وصل إلى الماء وبينه وبين الماء ثلاثمائة قطر فأخذ كوزا من الكيزان وشرب ثم رجع يتخفف على أصابعه فلما وصل إلى الفراش نام فجاء عند الفجر فاستيقظ فيريد أن يصيح بالغلام لكي يأتيه بالماء للوضوء وغيره وهو ينظر إلى صاحبه نائم لا يريد أن يعكر عليه نومته قال فلما لامست ذلك فقمت قال فجلست على الفراش فلما وجدته يتنحنح ولم استيقظ فجلست على الفراش فلما جلست صاح يا غلام الصلاة ،قال كيف كان مبيتك يا أبا محمد،؟ قال:جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين لو استطعت أن أفديك بنفسي يوم القيامة لفعلت،فقد حباك الله بأخلاق الأنبياء، ومنهج الرسل كيف مشيت على أقدامك حتى لا توقظني؟ قال: هذه مروءة والواجب على الضيف ألا يوقظ ضيفه ولا يشغب عليه حتى يستريح، أدب عالي ،تعلمه من النبي r إذا دخل في مكان فيه أيقاظ أو نوام كان يلقي السلام بصوت خافت بحيث ،لا يستيقظ النائم، أدب تعلمه من النبي r ومن هذا الأدب أدب عجيب جدا كانت أخلاقهم تأتيهم على الوسائل طبعا ولذلك قال القائل :( كانت أخلاق أسلافنا تواتيهم على الخير طبعا وأنفسنا لا تواتينا على الخير إلا جهدا).
    الأخلاق إما فطرية وغما مكتسبة.
    ولذلك قالوا الأخلاق إما أخلاق فطرية أو أخلاق مكتسبة،وإذا كانت الأخلاق فطرية فهي أعلى درجة ،تواتيه نفسه على الخير طبعا إذا رأى مكان المروءة يقوم به بدون تفكير ولا روية، مكان للصدقة يقوم به بدون تفكير ولا روية، مكان للشجاعة والرجولة يقوم به بدون تفكير ولا روية، أما إذا كان هذا يحتاج منك إلى تفكير وروية وحسابات فاعلم أن هذه أخلاق مكتسبة قد تذهب عنك أحيانا وتأتيك أحيانا، فهي ليست أصلية فيك، ولذلك،لابد أن تجاهد نفسك كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾ [العنكبوت: 69]، فإن جاهدت ستصل ﴿لَنَهْدِيَنهُم سُبُلَنَا﴾ وهذا قول الله تعالى ووعده والله لا يخلف الميعاد، لئن جاهدت نفسك فيه وله ، سيهديك سبله بطبيعة الحال، ولذلك كانت توافيهم أخلاقهم مع الخير طبعا، هذه طبيعته، أما نحن لا تواتينا إلا جهدا،فكلما كانت أخلاق العبد فطرية كانت نفقته مقبولة ليس فيها رياء ولا منة ولكن إذا كانت مكتسبة فهو يرائي بها أحيانا،أو يحدث نفسه بها أحيانا فلذلك هي في الغالب تضيع عليه، فلذلك يجهد الإنسان نفسه ويجاهد حتى تكون أخلاقه أخلاق طبيعية.
    نماذج لعفوية السلوك.
    الحجاج بن يوسف أوقف رجلا للقتل، ولما جاء دوره في القتل قال له يا حجاج: (تذكر موقفي بين يديك وأنت كبير الموقف وتذكر موقفك بين يدي الله وأنت في مثل وضعي وفي مثل حالي. قال أف لهذه الرمم، أما كان فيهم رجل يحسن الاعتذار مثلك، فعفا عنه)، لأن العفو شيء طبيعي ليس متكلف.
    فارضة بنت عابد من أنصار بني أمية.
    جاءت الواثق والواثق كان يتشبه بالمأمون، والمأمون يتشبه بهارون، وهارون يتشبه بالنبي r فقالت: ( السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال: لست بذلك، قولي أيها الأمير، قالت السلام عليك أيها الأمير _فهذه امرأة من بني أمية من الذين قتلوا علي بن أبي طالب وقتلوا الحسين وسموا الحسن وسبوا علي على المنابر وإلى أخره، فعلوا من الجنايات ما لا عفو لهم فيه أبدا، _فلما جيء بها إليه قالت إني أطمع في عدلك، قال إذن ما أبقيت من بني أمية أحد حيا) فلما قالت أطمع في عدلك، (قال فلك ذلك)فهؤلاء كانت أخلاقهم تأتيهم على الخير طبعًا ،ليس فيه نوع من التكلف
    أبو طلحة الأنصاري.
    لما نزلت الآية ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا﴾ [آل عمران: 92].فلما سمع الآية تبرع بالحديقة فورا، لم يفكر ولو قليلاً، نفوس تأتيهم على الخير أخلاق فطرية صحيحة سليمة، كيف نصل إلى ذلك؟ أقول لك بالمجاهدة كما قال الله تعالى ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنهُمْ سُبُلَنَا﴾.
    قال ابن لقمان لأبيه.
    (يا أبتِ ما هو أفضل شيء في الدنيا قال: الدين يا بني،قال نعم أبغني ثانيا قال المال يا بني، قال أعطني ثالثا يا أبي: قال الحياة،قال يا أبتِ أبغني رابعة قال: حسن الخلق،قال يا أبتِ: أبغني خامسا قال السخاء يا بني،قال يا أبت أعطني سادسا: قال يا بني لا سادس لها فإن اكتملت هذه الخمس كان هذا عبدا ربانيا لله وليا ومن الشيطان بريا) انفصال بينه وبين الشيطان مستوى عالي، ولذلك هذه الحلقات لابد أن تقبض عليها بخناصرك وتعقد عليها الخناصر،لأنها مبذول فيها الجهد ومبذول فيها الوقت وأرجو ألا تضيع سدى، حتى نصل كيف وصل أصحاب محمد r إلى هذا المستوى العالي كانوا يرقبونه في طعامه وشرابه وفي نومه وفي قوله وفي فعله وفي حياته لأن خلقه كان القرآن، فالقرآن إذن ليس كتاب أحكام فقط، ولكن كتاب آداب، فالآداب جمعت الأحكام وما يدور حولها وما يراعيها، .
    ما يدل علي كمال الدين الإسلامي.
    ولذلك كان هذا الدين من أكمل الملل ومن أكمل الأديان وهو أكمل من اليهودية، وأكمل من النصرانية يدل ذلك في القصاص، القصاص في اليهودية ، من أحدث حدثا في اليهودية لابد من قتله،في المسيحية من أحدث حدثا لابد من العفو، في الإسلام فقد جمع بين الاثنين القصاص و العفو فدل على كماله وتمامه «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» فعند المسلمين هذا جائز وهذا جائز إذا تراضى أصحاب القصاص على الدية أخذوها إن لم يروا إلى القصاص، فالقصاص فالدين الإسلامي جمع بين محاسن الدينين وكمل كمالاً ما بعده كمال، ولذلك المشكلة التي تعانيها ونعانيها نحن أننا ما قرأنا هذا الدين بعد، ما درسناه دراسة منهجية علمية صحيحة بعد، كل الذي نسمعه محاضرات،لم تشبع من شيء لم تصل لمستوى علمي متين تعرف حلاوة هذا الدين، من علمك حلاوته من ساقك إلى موارده لكي ترتوي وترتوي وترتوي حتى تصل إلى هذا الرواء وتتخلق بأخلاقه، حركة إسلامية،ولحى وكل هذا ولا تجد فائدة، نعم لأنها لم تعرف الإسلام بعد لم تقرأه قراءة متأنية قراءة أصولية منهجية حتى تتخلق بأخلاقه وتتمنهج بمنهجه، ولذلك أيها الكريم لابد أن تتأصل تأصيلا علميا صحيحا حتى تعرف قدر هذا الدين لأنه من أعظم الأديان ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3]. والذي هو رضا لله تعالى لا يكون إلا كامل،من جميع نواحيه من الأخلاق ومن الآداب ومن الجهاد ومن غيره، فلذلك إن أردت أن تتسلح بالإسلام لابد أن تجمع هذه العناصر فليس للجبان نصيب، ولا البخيل نصيب، ولا للكذاب نصيب، ولا للخسيس والدنيء نصيب كل هذه المسائل ترمى في المزابل ليست لها قيمة عند محاسن الأخلاق وعند كمالها فلابد أن تتسلح بهذه العناصر التي سنسوقها إليك إن شاء الله تعالى في أيام قادمة، وكل واحدة تمرن نفسك عليها لا أقول لم تولد شجاعا ،والمرء لم يولد هكذا، ولكن لابد أن يكتسب هذه الأخلاق ولذلك لو لم تكن الأخلاق المكتسبة لها فائدة ما كان للوعظ والتعليم فائدة، نعلم أن الأخلاق المكتسبة لها فوائد لأننا اكتسبناها من التعليم والعلم وطالما هناك تعليم وعلم فلابد من اكتساب خبرات مع المركوز في الفطر كالأخلاق الفطرية.
    فادعوا الله تعالى أن يصلح حال المسلمين وأن يرزق المسلمين أخلاقا حسنة وأن يعلمهم دينهم، اللهم علمنا العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا العلم النافع والعمل الصالح، اللهم نسألك الصحة والعافية وحسن الخلق،رب آتي نفسي تقواها وزكها أنت خير من ذكاها أنت وليها ومولاها،أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
    الدرس الأول نسألكم الدعاء (أختكم أم محمد الظن )
    حمل الدرس مفرغ:
    http://www.ibraheemshaheen.tk/details.php?linkid=628
    الرابط الصوتي
    http://www.ibraheemshaheen.tk/details.php?linkid=78
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تابعوا معنا في هذه الصفحة سلسلة بُغية المشتاق لمكارم الأخلاق للشيخ إبراهيم شاهين

    الدرس الثاني
    إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهديه الله تعالى فلا مضل الله، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله r﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71، 72].
    أما بعد:
    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم من النار وكل ما قرب منها من قول أو فعل.
    * * *
    في سلسلة (بغية المشتاق إلى مكارم الأخلاق) كنا ذكرنا حلقة واحدة في هذه السلسلة وهاك الحلقة الثانية، الأخلاق الإسلامية أخلاق متميزة تختلف عن كل من كتب، فيها من ملل أخرى ومذاهب عِلمانية وفكرية وثقافية فكما ذكرت لكم القرآن كله أخلاق، والنبي r لما ربى ربى عن طريق القرآن وعن طريق الوحي، ولذلك لما سُئلت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها ماذا كان خلقه قالت: «كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويفرح لفرحه ويأمر وينهى بأمره ونهيه» نعم لأن هذه الأمة انبثقت من خلال سطور القرآن فهو الميزان الذي وزنها والذي رباها في كثير من عناصر الأخلاق في بعض الملل والديانات كالفلاسفة مثلا، يريد أن يقتلع منك أخلاق معينة، لكي يصل بك إلى المستوى الذي يرنو إليه ويهدف إليه لابد أن يحذف منك هذه العناصر، كغريزة الجنس مثلا التي احترمها الإسلام احترامًا شديدًا، وغريزة الجوع كالطعام، كل غرائز الإنسان غرائز ما حذفها الإسلام أبدًا ولكن هذبها وشذبها وخدد شوكتها، انظر للنصرانية لما اخترعت الرهبنة أي أن الإنسان لا يتزوج لا يكمل إلا إذا ترك هذا، وانظر للذين ضربوا على أنفسهم الصوم الأبدي في الصوامع وفي الخلاوي وعطلوا الحياة وعطلوا الإنتاج، وعطلوا الأسر وبناء المجتمعات وتعمير الأرض، ولذلك ترى الإسلام أكمل نظرية وأفضل دين إذا قلنا أن هناك أديان، ولكن هذا تعبير مجازي، لأنه دين واحد ورب واحد.
    والرب الواحد أنزل دينا واحد، لأنه ليس من معطيات العقل أن يكون ربا واحدا وينزل أديان متعددة، وتكون شرائع متصادمة ومتلاطمة، فهو دين واحد فحرف الأديان من حرف فاختلطت وتصادمت فهو تصادم عقول بشرية حرفت نصوص إلهية فسميناها أديان على التسمية المجازية، ولكن هو الدين واحد لأن الله واحد.
    من الخطأ الشائع.
    أن تقول الأديان السماوية قل أديان لكن لا يلفظ لسانك بكلمة سماوية لأن السماء ما أنزلت إلا دينا واحدا،فكلمة سماوية ،أي أنه يوجد أديان سماوية غير هذا الدين، هذا دين وهذا دين، وهذا دين وهذا دين، يعني إذن البشر هم عقول متفاوتة وأجناس متفاوتة في العقول، سبحان الله، من قال ذلك؟
    أهمية العقل للإنسان.
    ولذلك ذكى الله تعالى العقل كثيرا وأنت من غير عقل لا قيمة لك ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى﴾ [طه: 54]. ﴿لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾، فهو دين واحد سماوي، أما أديان أرضية كثيرة التحريفات فالأخلاق ثابتة في دين الله تعالى منذ أن خلق الله السماوات والأرض ووضع لها قانونا واحدا، فلاسفة وغيرهم يقولون : نحدث الرهبنة الإنسان هذا نقتلع منه غريزة الجنس، وأنتم تذكرون حديث الثلاثة رهط الذين أرادوا أن يصلوا إلى مرحلة عالية من الرهبانية يقتلعوا من أنفسهم بعض الغرائز التي تعطل السلوك الإنساني الذي يصل بالإنسان إلى الكمال، فقال جماعة منهم نحن لا نتزوج النساء أبدا، جماعة آخرين نحن نصوم النهار أبدا، وجماعة نقوم الليل أبدا، ما الذي يريدون هؤلاء؟
    أن يصلوا بالأخلاق إلى المستوى العالي، باقتلاع غرائز الإنسان التي وضعها الله تعالى فيه إذن هو مصادمة لواقع النصوص، ومصادمة لأصل الخلقة، فلما ذهبوا إلى بيت النبي r يسألون عن عبادته فكأنهم استقلوها،فخرج عليهم r قال: «أنتم الرهط الذين يقولون كذا وكذا وكذا، قالوا: نعم، قال: أما إني أتزوج النساء وأصوم وأفطر وأصلي وأرقد هذه سنتي - أي هذا منهجي- فمن رغب عن سنتي فليس مني»
    فأسمى الأخلاق هي أخلاق النبي r .
    ولذلك فشل علماء الأخلاق في كليات التربية وغيرها لأنهم أردوا أن يقتلعوا غرائز الإنسان ، وهذه مصادمة غريبة.
    وأنا أقرأ في سلك الرهبنة في دير روما أيام الحماس الديني قديمًا، كنت ترى قبور أطفال الزنا حول الدير بالألوف لما حرموا على أنفسهم الزواج فصار الزنا شريعة بين الرهبان والراهبات، ودفنوا الأطفال حتى لا يتهموا أنهم فعلوا هذا الزنا ،لأنهم أرادوا أن يصادموا الطبيعة فما استطاعوا، ولكن اعلم أن الأخلاق الكاملة هو الذي جاء بها هذا الدين جاء ينظم غرائزك يدغدغها يلاطفها لأنه لا يجوز أبدا أن تصادم واقع الحياة، دين ما أحلاه كيف ربى رجاله.
    انظر إلي النبي r وهو يقول «حبب إلي الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة»فحبب إليه الطيب وهذا من دنيا الناس، والنساء ولذلك تزوج عددا من النساء rوهو يضرب المثل ويبين لأمته أن هذه غريزة لا يُغفل عنها أبدا أبدا، ولذلك جاء الصيام لهذه الغريزة لتهذيبها وتشذيبها وتربيتها، فتربية النفس هي المجاهدة.
    ولن تكون على الخلق القويم إلا إذا جاهدت نفسك، هذه غريزة حب النساء، كيف تصل إلى المستوى العالي من التربية إلا إذا كانت فيك وقاومتها إما أن تستجيب لها فتكون وحشًا وإنسانا فاسدا، وإما أن تهذبها وتشذبها وتقاومها وهنا هذه هي المجاهدة ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: 69].
    وهذا هو الفرق بين الإسلام وغيره فرقا واضحا كيف يربي ويهذب ويشذب، ولذلك الذين أخذوا مناهج غير هذا المنهج فشلوا وسيظل الفشل محكوم عليهم به إلى أن تقوم الساعة لأن هذا هو المنهج.
    عثمان بن مظعون يقول: يا رسول الله مرني اختصي وأطلق خولة، كي يتفرغ للدين، فنهاه النبي r عن ذلك قال: عدد من أصحاب النبي r لو أمره بالاختصاء لاختصينا جميعا.
    تخيل أنت كطالب علم لو أباح النبيr ذلك وكلهم في حب الله سواء بل في غاية المنافسة ،ولعلك قرأت أنهم في أثناء الجهاد وفي الميدان يقفوا طوال الليل يقومون الليل على قدم واحدة وفي الغد يحمل سلاحه ويقاتل أي أنه ما شبع من العبادة، لو أعطيته هذه الفرصة أين لنا من مجاهدين يغدقون أبواب الكفر بجماجمهم ويفتحون بلاد الكفر؟
    انتهى النسل انتهت سيرة الأبطال وتعنست النساء وظهرت الفاحشة وفاحت رائحة البلاد، لما تقرأ التاريخ الكنسي في أوروبا تاريخ مزكم بالفساد، تاريخ مؤلم حتى البابا زاني الذي يضرب على نفسه هذا رائحته مزكمة مؤلمة، يعني قد يكون أي إنسان زاني ولكن الكبير الشيخ الكبير زان هذه مسألة كبيرة جدا يعني يجب أن يضرب فيه المثل في الطهر والنقاء، ولكنه يصادم الحياة الطبيعية وغرائز الإنسان ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14].
    لو كان هذا سلوكا يرضاه الله تعالى ما خلق فيك هذه الغرائز، كغريزة الطعام مثلا، الذين يضربون على قومهم الصوم بالأيام، النصارى يصومون أربعين يوما، اليهود، ففي هذه الأربعين يوم عطلت مصانع وعطلت مصالح وعطلت مدارس، وعطلت قرآن يتلى وصلاة تعبد ، كيف تفكر وأنت جائع بل كيف تتأمل كتاب الله تعالى وأنت جائع.
    رحم الله سفيان لما طعم ليله وشبع وأخذ يضحك من نفسه قال: (أطعم الحمار وكده،) فقام ليله كله، إذن قام بموجب هذا الطعام لو لم يأخذ حظه من الطعام كيف يقوم؟ وكيف يقف؟ وكيف يستطيع أن يتأمل كلام الله تعالى؟
    ولذلك الإسلام جاء بالأخلاق الكاملة ليشذب فقط، ليربي ليهذب، ليقنن لا لينتزع هذه الأخلاق أو ينتزع هذه الأعشاب من صدور الناس فيصادم الواقع، ولذلك كانت.
    أخلاق النبي r من أكمل الأخلاق.
    أمر النبي r يوما بشيء قد أباحه فتورع عنه بعض الناس ، وكان هذا الشيء، لما أباح حج التمتع وهو أن يحل ويتمتع أيام حتى يأتي يوم عرفة، فيحرم ، فقالوا كيف ندخل الحرم ومذاكيرنا تنفض من المني فصعد المنبر r وقال: «ما بال أقوام لا يترخصون في رخصة قد رخصتها والله إني لأخشاهم لله واتقاهم له، كيف يتورعون عن أشياء قد رخصتها لهم» وهذه أخلاق كاملة النبي r عندما يأمرك بالتمتع يفرغ ما في جعبتك من حوائج فتتفرغ لله تعالى حتى تقدم في هذا الجو العظيم عندما يتجلى الله لك في يوم عرفة وأنت مفرغ من كل حاجاتك في تمام التفرغ لله تعالى، أناس منا يتورعون عن ذلك، وهو ورع كاذب لا محالة ولذلك «إني اتقاهم لله وأخشاهم له وأفعل ذلك» ولذلك كن عند منهجه وعند طريقته r فالقرآن هو القرآن كتاب أخلاقي كله من ألفه إلى يائه يعلمك كيف تكون عبدا ربانيا سليما صحيحا، كما قال تعالى ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83].
    هذه قاعدة هامة من أهم قواعد هذا الدين وقولوا للناس إحسانا حسنا وإحسانا ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]، أن تقول للناس إحسانا، وهذا الذي أمر به النبي r أن تنادي أخاك بأحب أسمائه وأن تكلمه بأفضل الكلام وأحسنه حتى لو كان هذا فظا ولو كان هذا معيبا ولو كان ولو كان.
    نعم ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ هذه قواعد في التعامل الاجتماعي بين الناس، أمرنا القرآن بها ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ وهذا دائما يجعلك رقيبًا على لسانك، رقيبًا على فمك، ماذا ستقول؟ ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا أي الحسن من القول ادفع الشر وقدم الحسن لأنها تربية اجتماعية مجتمع يكون بهذه الكيفية فالمسلم فيه آمن من أن يسمع شرا أو أن يجد شرا، ولذلك كانت تحية الإسلام السلام يعني السلام عليكم أي الأمان عليكم فهذا واقع اجتماعي يدندن عليه هذا الدين، ويدندن عليه القرآن حتى نصل إلى مستوى عالي، حتى ينتهي ويضمحل هذا الدين كما ذكر النبي r ويكون تحية آخر الزمان أناس تحيتهم اللعن ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    إن الله يكره الفحش والتفحش يقول مهلا يا عائشة حديث مسلم لما جاء وفد اليهود للنبي r وقالوا: السام عليك يا محمد، وطبعا طريق اللئام غير طريق الإسلام، ولذلك لو فيك بعض اللؤم اعلم أنك سيء الخلق لو كنت كامل تمام الكمال وفيك بعض اللؤم هذا البعض كما يفسد الخل العسل لو وضعت قطرات خل في برطمان عسل يفسده، رغم أن الأكثر العسل ولذلك المؤمن لا يكون لئيما أبدا وهي صفة من صفات اللئام.
    تقسيم ابن القيم للأخلاق.
    ولذلك ابن القيم يقول في تقسيم الأخلاق يقول أخلاق حسنة وأخلاق سيئة وجماع الأخلاق السيئة الكبر واللؤم والدناءة،ولذلك أمرك الله تعالى ألا تتكبر ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: 63] ومعنى (هونا )يعني هينًا لينًا ليس متكبرا فيتصادم مع الناس بالطرقات متكبر ﴿ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾.
    الهون من المشي ليس التبختر وليس الكبر فالواجب أن يكون هناك إحسان في القول ولين في التعامل، ولذلك نسبهم لنفسه ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ﴾ حتى هذا طريقة مشيهم في الأرض ﴿هَوْنًا﴾ طريقة مشيهم في الأرض هونا، يمشي الهوين، ليس متكبرا وليس ذليلا، ولذلك لما نظر عمر يوما إلى شاب غلام، يفرح بشبابه وفتوته ويتبختر قال: «مهلا يا بني أن هذه مشية يبغضها الله تعالى ورسوله إلا في ميدان القتال»
    إذن هي قواعد دشنها الإسلام ودشنها القرآن وبين حدود عباد الله تعالى ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ ومعنى (سلاما) منعك الإسلام من مماحكة الجاهل من منافسة الجاهل من الاحتكاك بالجاهل فإن مماحكة الجاهل نقص فيك، ولذلك لما قال معاوية يوما لرجل يمني من أين أنت؟ قال من اليمن، قال أنت من الذين ولوا على أمرهم امرأة،﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا .
    ما الذي جعلك تمشي في هذه المماحكة والقرآن منعك ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ فصل القرآن بينك وبين المماحكة وبين السخونة حتى تمشي بين الناس في هيئة متزنة كاملة يراك الناس في شيء جميل، قال له نعم أنا من هؤلاء القوم، وأنت من القوم الذين قال الله فيهم ﴿قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأنفال: 32]. قال أنا الذي بدأت والبادي اظلم عفوت عنك.
    إذن لا تماحك الجاهل وأعطيك مثلا من معاوية ومن أكابر الناس لا تماحك أحدا ولا بد أن تلتزم بأخلاق القرآن وآدابه لأنك لو التزمت به لعشت متزنا نزيها ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ إذا ماحكك جاهل مارق قل له سلاما ، وسلاما كلمة لا رد لها، ولذلك أدب القرآن أدب غالي جدا أدب من أغلى الآداب كما جاء رجل للنبي r وأخذ يشتمه بئس أخو العشيرة كان هو وعائشة.
    فلما قدم هش له وبش، قالت :تقول فيه كذا وكذا ولما يقرب منك تقول فيه كذا، قال: «يا عائشة إن من شر الناس من يتقى مخافة فحشه» إنسان فاحش إن الله يكره الفحش والتفحش لما جاء اليهود وقالوا له: السام عليك يا محمد لؤم في اللفظ لا يليق بمسلم أو برجل عاقل حتى ولو كان كافرا ،ليس من دين الرجولة أو من طبع الرجولة أن يكون الرجل خسيسا «مهلا يا عائشة ما كان الرفق في شيئي إلا زنه، وما كان العنف في شيئا إلا شانه» قالت أما سمعت ما قالوا، قال سمعت،وأنا أرد قلت وعليكم، مثل ما قلتم وعليكم قال «مهلا يا عائشة إن الله يكره الفحش والتفحش» ولذلك أدب نبيه أدبا غالي جدا ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: 159]. .
    فظاظة اللسان لا تكون إلا من غلظة القلب،.
    والقرآن كأنه يعطيك عنوانا لغلظة قلوب البشر، فظ لفظي هذا من فظاظة قلبي ومن غلظته ولا يتكلم اللفظ الخشن إلا صاحب القلب الفظ، ولذلك دائما تجد الناس حوله خلاف لا يحبونه لا يقربون منه لا يجالسونه أو يحبون أن يجالسوه يهربون منه دائما لفظاظة قلبه وفظاظة لسانه سيخرج من قلبه ما يسيء إلى الناس، وهذا هو الواجب على المسلم أن يتخلق بأخلاق الإسلام كما قلت لك.
    تقريب شيخ الإسلام ابن تيمية للأخلاق
    وشيخ الإسلام ابن تيمية يقرب الأخلاق عنده الأخلاق مقرونة بالإيمان، وكأنه تلبس بالقرآن رحمه الله تعالى قال:
    1- أما الأخلاق فهي أن تؤمن بالله تعالى ربا وخالقا ورازقًا، وأن تصبر على أقداره، و هو توحيد الربوبية.
    2- أن تؤمن بالله تعالى وحده ولا تصرف عبادة من العبادات إلا له فهو المعبود وحده لا إله إلا هو توحيد الإلوهية.
    3- لا تصرف الحب إلا له تتدله في حبه وهذا باب الرضوان، باب الرضا يوصلك إلى رضا الرحمن، وهذه هي كمائل الأخلاق.
    تقسيم ابن القيم ألأخلاق إلي قسمين:
    قسم ابن القيم تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية الأخلاق إلى أخلاق حسنة وأخلاق سيئة وقال : (جماع السيئة في الكبر والدناءة)لأن الدنيء يفعل أي شيء لا يتورع عن شيء، أما الأخلاق الحسنة فمثلها (في الرجولة، والشهامة، والكرم، والسخاء، والصبر)
    قال: أما الصبر:فيعطيك الاحتمال ويعطيك العفو وكظم الغيظ والرضا، وهذا باب واسع جدا، تخيل ذكاء ابن القيم أما الصبر فيدخلك في باب كظم الغيظ، والعفو، والرضا، والإيمان بالقدر شيء هام جدا، فلذلك لما تنظر في الأخلاق من جميع نواحيها لا تجد إلا الإسلام هو الذي يبرزها ويوظفها سواء في آيات الله تعالى أو في حديث النبي r﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ «ثكلتك أمك يا معاذ هل يكب الناس على مناخيرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم» انظروا للحديث والآيات، معظم دخول الناس النار في هذين الأصغرين الفرج واللسان كما ذكر النبي r ، وأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق، والتقوى منقسمة إلى أقسام لو تدرجت مع هذه الأقسام وصلت بها إلى حسن الخلق وهذا يدخلك الجنة بطبيعة الحال.
    إذن القرآن كله خلق، ولذلك لما تقرأ القرآن قف عند نصوصه وتأمل ستجد العجب والعجائب لو تخلقت بأخلاقه في كل آية من آياته لكنت الرجل الذي كان النبي:r، يريده.
    صور الأخلاق عند الفيروز آبادي.
    الأخلاق كما قال الفيروز آبادي لها صورتان، صورة ظاهرة وصورة باطنة، ولا يكون الرجل ذا خلق إلا إذا انطبقت الصورة الظاهرة على الباطنة فكانت تصرفاته سجية بغير تفكير ولا روية، الرجل صاحب الخلق تخرج منه الأخلاق عفوية سجية بلا روية تجده دائما هكذا هذه طبيعته إذا تعجب يقول سبحان الله إذا رأى ما يعجبه ما شاء الله دائما أخلاق سجيته دائما تنطلق معه، ولو اختلفت الصورتان الصورة الظاهرة والصورة الظاهرية فهذا هو النفاق كما هو معلوم، ولذلك الإنسان يظل يمثل دور المسلم الحقيقي الذي ينفذ تعاليم الإسلام حتى تكون أخلاق الإسلام له سجية، طبيعة الإسلام له سجية ما رأى شيئا إلا وقال فيه ذكرا، ما فعل شيئا إلا بذكر، ما تحدث إلا بلطف وبتؤدة وبأدب حتى تصير له سجية ولذلك قالوا في الكريم ليس الكريم الذي هزته هِزة الكرم فتصدق أو فأكرم، ، وليس الشجاع من ظهرت منه الشجاعة مرت منه مرة، ولكن الشجاعة هي الأخلاق العفوية التي هي في طبيعة المرء، والكرم هي الأخلاق العفوية التي هي في طبيعة المرء فإذا كانت الأخلاق عفوية بغير تفكير وروية فهذه هي سجية الإسلام وصورته الباطنة التي يتعامل معها الأخلاق وهذه هي مكارم الأخلاق.
    أنظر للنبي r عندما يقول «اتق النار ولو بشق تمرة فإن لم تجد فبكلمة طيبة» سبحان الله وهذه هي ترجمة للآية ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾ [الأعراف: 199]. الذي عندك سيقبل «اتق النار ولو بشق تمرة» عندك شق تمرة هذه قبلناها هذا عفو، هذا ما تملكه أخلاق القرآن كما قال جعفر الصادق أكمل آية جمعت الأخلاق ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ «فإن لم تجد شق تمرة فبكلمة طيبة» إذا رزقك الله حلال تدعو للمسكين الذي يسأل رزقك الله حلال وكفاك مؤنتك وتدعو له كلمة طيبة وأنت لست بعيدا عن الكلمة الطيبة ولسانك دائما لابد أن يكون رطبا بهذه الكلمات ولذلك منهج يحدده النبيr منهج واضح «اتق النار ولو بشق تمرة»، شق تمرة يقيك النار لو لمس حاجة منك وإخلاصا لدين الله تعالى وقد حدث جاءت امرأة لبيت النبي r تسأل عن طعام كان معها بنتان فقالت عائشة والله ما في بيتنا إلا هذه الثلاث ثمرات وقد ادخرناها للفطور،فأعطتهم للمرأة فأعطت لبنت تمرة وللأخرى تمرة وبدأت ترفع الثالثة في فيها فعجت البنتان أعطيناها، أعطيناها فقسمتها بينهما فتعجبت عائشة من هذا الإيثار العجيب في وقت جوع فلما ذكرت ذلك للنبي r قال: «هي في الجنة» هي في الجنة ﴿وَيؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9].
    أدب قرآني واضح كما ذكرت أضف الآيات هذه كلها على منهج الأخلاق، القرآن كله كمنهج أخلاق كل آية فيه منهج أخلاق ﴿وَيؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾ وأضف لها الأخرى ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]. يوق شح نفسه رغبة نفسه، قرآن يعلم الأدب ينشئ أمة خير أمة.
    ولذلك قال الله تعالى ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 110]. لما خير أمة؟ أنظر للهدف الأخلاقي من وراء هذا القرآن تجدها خير أمة، والله هي خير أمة، خلق الحياء، لما جاءت امرأة للنبي r تسأل عن كيفية التطهر من الحيض، يا رسول الله كيف أتطهر من الحيض؟، قال لها: «خذي مسكة وتتبعي بها أثر الدم»، قالت: كيف ذلك؟ فأحمر وجهه r وعرق،هذا أدب يعلمه للنساء كي نتتبع أثر الدم في هذه البقعة التي فيها من النتن ما فيها خذي مسكة أدب عالي، وفهم غالي ولكن هذه الأمة لما ضيعت هذا التراث؟ هل هناك ملة أخرى أفضل من هذا؟ هل هناك أدب أعلى من ذلك؟ هل هناك حضارة أنقى وأرقى وأبهى مما جاء به محمد r؟
    ما الذي جرى لنا؟ لقد تميعت العقول وتغيرت الأنفس،قرون طويلة من الغزو الفكري وغسيل الأدمغة، ونجحت عملية غسيل الأدمغة حتى لا تكاد تجد دماغا سليما، إلا إذا عالجته واستجاب مرضه كان قريب وأنت عالجته فاستجاب، لكن هناك أدمغة لا تُعالج أبدا ، أخذنا كل شيء من غير الإسلام، وكل شيء في الإسلام، وكل أدب في هذا الدين، ولذلك لما أضرب لك مثلا بمستوى الأخلاق العالي لحكام المسلمين وشعوبهم في الزمن الأول لا تتعجب لأن هذه أخلاق هذه سجية هذا شيء طبيعي، وقد ضربت لكم مثل في المثل بالحجاج بن يوسف، من الحجاج بن يوسف؟ سفاك أكبر إرهابي عالمي ومع ذلك الأخلاق عنده سجية شيء طبيعي، لم يتربى في مجتمع علماني، لم يتربى في مجتمع فيه غسل أدمغة على مناهج تعليمية فاسدة .
    عبد الله بن طاهر أحد كبار الدولة العباسية: قال زرت المأمون يوما فنادي غلامه كي يحضر للضيف أي شيء لضيافته، يا غلام ما جاوب الغلام، فجاء الغلام قال كلما انصرفنا من عندك تقول يا غلام يا غلام، الغلام ما يأكل ما يشرب ما ينام الغلام، وكان غلاما تركيا عبد شراه بأمواله، وقف عبد الله بن طاهر ورفع السيف يعرف ماذا سيفعل المأمون؟ سيأمره بضرب عنقه، هذا العمل الطبيعي المتوجه فطأطأ المأمون في الأرض وقال يا عبد الله بن طاهر قال نعم، قال: «إذا حسنت أخلاق العبد، ساءت أخلاق عبيده، وإذا ساءت أخلاقه، حسنت أخلاق عبيده، وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا لتحسن أخلاق عبيدنا».الفظ الغليظ يهابه حتى كلبه.
    يسأل عمر tرجلا(كيف خلقك في ولدك؟قال: إذا دخلت بيتي يقف الجالس ويقعد الواقف ويسكت المتكلم، قال إنك جبار من جبابرة الأرض لا تعمل لنا عملا أبدا) الأخلاق الفظة لا تسير مع الإسلام أبدا.
    علي بن أبي طالب t مع عبده أيضا:يقول له افعل كذا، لا يفعل فسأله عن ( قال أمنت عقوبتك فتكاسلت).
    عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه وهو يقول: (جاءنا في المدينة عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان قال: فاستقبلنا بوجه كورق المصحف وكان ينظر إلينا بعين كالماء ،وإذا كلمنا فيكلمنا بكلام كالجناء_أي ينظر لنا نظرة ليس فيها لؤم ويكلمنا بكلام مثل طيب الثمر_ ما ترك فينا فقيرا إلا وأغناه، وما ترك فينا مديونا إلا وسدد دينه ثم أمر بالغداء فتغدينا عنده وبينما الفراش يأتي بصحفة فعثر في وسادة، قال فانتثرت الصحفة والله ما ردها إلا ذقن عبد الله بن عتبة، ، قال فوقف عبد الله ودخل بيته وغير ثيابه ثم رجع وأساريره تبرق، فنظر فوجد الخادم واقف ما معه من روحه إلا ما يقيمه ،فنظر إلى الخادم فقال: يا مسكين لطالما روعناك أذهب أنت وأهلك أحرار لوجه الله تعالى).
    حاول أن تكمل نفسك بهذا الكمال الإنسان لم تصل إلى مستوى محمد r كما سنذكر في أصحابه كانوا صورة واحدة له r، لأنه القرآن المتلو القرآن المتحرك القرآن الفاعل في الحياة فكلهم أخذوا هذه الصورة، وكلهم بهذا المستوى إن أعجبتك مكارم الأخلاق فكنها وإذا كنت هذه المكارم فكن كما سأذكر لك، ولو تخلفت عن واحدة وكنت لئيما أو خسيسا أو جبانا فأعلم أنك خرجت من مضمار السباق، هل علمنا ما الذي جرى للأمة لماذا ركب أعداؤها أقفيتها ؟ لأنهم تخلوا عن مكارم الأخلاق، عندما نأتي للشجاعة، والكرم، والفتوة، والبطولة، والشهامة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقول لا هذه أمة تنازلت عن مكانه لغيرها.
    فهذا بناء شخصيات نعيد بناء الأمة مرة ثانية على ما كان لكي يكون لها رجال، يكون لها شهامة ورجولة أهل كرم وأهل نجدة وأهل وفاء أهل عفة وليس أهل نذالة، أن يكون مؤمن عفيف وليس دنيء، إنها الأخلاق الإسلامية الكاملة التي معنا مدار طويل وسأعطيك نماذج كثيرة جدا ومن هذه النماذج حتى لسفاك الدماء ومن اشتهروا بالظلم وسفك الدماء حتى تعلم ما الذي جرى لنا، ما الذي غيرنا مجرد دخولك المدارس والجامعات ومشاهدة أجهزة الأعلام عملوا لك غسيل مخ، دور على نفسك، ابحث عن مستقبلك ضاعت الأمة في وسط هذا الركام في وسط هذه المزابل ألقوك على مزبلة ولم يطهروك من دنسها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    أدعوا الله تعالى أن يرزقنا كمال الأخلاق، وحسن الأخلاق، وأن ينصر الأمة ويكشف الغمة، وأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
    الدرس الثاني نسألكم الدعاء ( أختكم أم محمد الظن)
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تابعوا معنا في هذه الصفحة سلسلة بُغية المشتاق لمكارم الأخلاق للشيخ إبراهيم شاهين

    http://www.ibraheemshaheen.tk/details.php?linkid=79
    الرابط الصوتي للدرس
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تابعوا معنا في هذه الصفحة سلسلة بُغية المشتاق لمكارم الأخلاق للشيخ إبراهيم شاهين

    الدرس الثالث
    أن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله تعالى فلا مضل الله، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71، 72].
    أما بعد:
    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد rوشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم من النار وكل ما قرب منها من قول أو فعل.
    هدف سلسلة بُغية المشتاق.
    في سلسلة(بغية المشتاق في مكارم الأخلاق) كنا قطعنا شوطا في هذه السلسلة، وهدف هذه السلسلة هي نقل المسلم من الواقع الذي استسلم له إلى الواقع الذي كان عليه النبي rوأصحابyفإن طول المكث مع أهل البدع تستألف عوائدهم وعاداتهم، وطول اللبث مع أهل العصيان والمخالفات تستمرء مناهجهم ولا تستقبح ويصير الناس في خطين غير متمايزين تماما بل قد بهتت وانمحت واندرست وهذا الذي نراه في الواقع ولا حول ولا قوة إلا بالله، استسلام للواقع وهذا لطول الزمان ولطول العمر، أما أصحاب النبيrوالنبي rكانوا يأخذون أنفسهم بالشدة والحيطة والمراقبة والحذر، فكل منهم رقيب على نفسه بل شديد المراقبة لا يتركها هكذا وسجيتها فإن داعية النفس الراحة وهواها في حب الشهوات، وتحب أن تسترسل في ذلك، أما مكارم الأخلاق فهي قمعٌ لهواء النفس وشهواتها، وسيرها على جادة الأمر وعلى حقيقة النصوص الشرعية، والأخذ بمعالي الأمور وترك سفسافها، وهذا لا يكون إلا من إنسان يقظ أو في حالة يقظة دائمة.
    ولذلك كما ذكرت في الدرس الماضي أن الأخلاق باطنة وظاهرة، وما صورتك الظاهرة إلا ترجمةٌ واضحةٌ لصورتك الباطنة، انظر لإنسان لو أغضبه رجل عادة ماذا سيقول له؟
    اللفظ الخارج فورا هذا يدل على السجية الباطنة وعلى الأخلاق الباطنة لأن هي الصورة التي انطبع عليها الإنسان، فالقالب الباطني هو الذي انطبع عليه هذا الظاهر فلو كان خيرا ومترسما على حسب المنهج لصار ظاهره كذلك، ولذلك كان:
    النبي هو الأنموذج الذي نحتذي به ونتأسى به r.
    ولذلك قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وفي رواية «أتمم صالح الأخلاق» ولما سئل ما أكثر ما يدخل الجنة قال: «تقوى الله وحسن الخلق» قضية كيف يترسم الإنسان هذا المنهج ويظل عليه إلى مدة طويلة لا يتكلفه لابد أن يكون سجية شيء فطري في طبيعته، إذا قال لك خبرا لا قل سامحك الله،عافاك الله، اللفظ الخارج فورا يدل على الباطن الذي يترسم عليه هذا الظاهر.
    إذن لابد أن تكون رقيبا على نفسك حريصا عليها حتى لا توردك موارد الهلكة وأنت لا تدري لأن الأخلاق ليست كلمة تذكر أو موضوع يذكر في ساعة وتمثله، ثم يزول كزوال الشمس عن النهار لا أمر جبلي جبل عليه الإنسان، ولذلك جبل الله تعالى أنبياءه جميعا على الخلق الحسن، ولذلك اختارهم لذلك.
    تواضع مُوسَى عليه السلام.
    قال ابن عباس: قال موسى: بعد أن استلم التوراة بيمنه، يا رب لما فضلتني على الناس واخترتني على هذه المهمة ﴿يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الأعراف: 144]. «قال يا موسى اطلعت على قلوب العباد فما وجدت قلبا أكثر تواضعا لي من قلبك فاخترتك لرسالاتي ولكلامي».
    إذن هي منحة، وهذه المنحة لا تكون لأي أحد وموسى معلوم رغم قوته القوية المتينة ولكن كان من أكثر الناس تواضعا، قال تقلب وجهك تمرغ وجهك في التراب صباح مساء من أجل عزتي وجلالي فلما اختارك إلا لهذه المهمة مسألة هامة جدا، وانظروا مثلا في تواضعه وأدبه لما وجد المرأتين لا تستطيعان أن تزودا بغنمهما وبشياههما وهو ينظر ويرقب فدل على أن الخلوق لماح، دل على أن الخلوق يهتم بالمجتمع وبواقع المجتمع وحركته يصلح ما استطاع أن يصلح من عوج هذا المجتمع،فالأخلا ق السليمة الصحيحة أن يهتم الإنسان بحاله وبحال المجتمع ويصلح من حال المجتمع ما استطاع وما في إمكانه، ولذلك كان هذا هو الاصطفاء، فعنايتك بمجتمعك كعنايتك بنفسك ولو كل فرد في المجتمع كانت عنده هذه العناية لكان هذا هو المجتمع المثالي الذي نريده والذي يريده الله تعالى،.
    عاقبة المكث مع أهل البدع.
    ولكن طول المكث مع أهل البدع، وطول معايشة العلمانية وطول معايشة الأنانية والفساد صرنا مثلهم وهذا الذي أوحاه اللهU إلى موسىu قال: «يا موسى لا تدخل مدخل أعدائي ولا ترتدي أزياء أعدائي ولا تتكلم بلسان أعدائي فتكون أعدائي كما هم أعدائي» تميع الفصيل المسلم وانصياعه لواقع المجتمع حتى صار منهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر،إذن ما هي الميزة وما هو التميز؟.
    كيف تكون رفيع الأخلاق كما كان موسى u؟
    لما رفع الصخرة وحده من على البئر وسقى للفتاتين ثم أوى إلى الظل عفيف متعفف لا يبغي أجرة على فعله وعلى عمله لا ينتظر جزاء ولا شكورا ﴿لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً ولَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: 9].
    هذا هو المتعفف وهذا هو الخلوق، يؤدي دوره بإنكار ذات وبدون مداحضة آجر، فكان عند الله الأجر لما دعاه، ﴿فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: 24]، فجاءه الخير، وفتحت له الدنيا ونزل عليه الوحي، لاطلاع الله تعالى على قلبه فوجده من خير القلوب ومن أفضل القلوب، لم يكن جبارا متعنتا ويستغل قوته، ولذلك قال عيسى: ﴿وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾ [مريم: 32].فالشقاوة والجبروت مخالفة لأهل الصلاح تماما، لا تكون لهم، ولا هي بمنهجهم، ولذلك انظر لحياة حبيبيك r تتعجب.
    سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها، كيف كان خلق النبي: r؟ قالت: أقرأت القرآن، قال: نعم، قالت: هو هكذا،قال أوضحي لي المسألة، قالت بني: صنعت حفصة اليوم رضي الله تعالى عنها طعاما للنبي rوصنعت له طعاما، فتقدم طعام حفصة على طعامي ، قال فأمرت الجارية أن تكفي القدر، عندما تصل أمام النبي r ومعه أضيافه، فسقط الطعام على الأرض، فأخذ النبي r يجمعه، ويضعه أمام أصحابه، فأكلوا الطعام، ثم جئت بصحفتي، فقال لحفصة «خذي هذه الصحفة وخذي الطعام ».
    التعليق: قالت: فما وجدت شيئا في وجه النبي r، يعني شيئا غضبا أو غيظا أو نكارة أو تغير وجه منه r، سجية سليمة، قد تغضب على امرأتك قليلا ثم بعد ذلك ينتهي وهذا لأخلاقك العالية، ولكن الخلق السامق الراقي ما تغير وجهه في وقت الحدث، ولله درها من امرأة، يعني قد تفعل أنت مثل هذا المستوى العالي مع امرأتك ولا تستوعبه، ولكن امرأة صغيرة مثل هذه استوعبت المسألة،إذن هي امرأة يقظة أيضا، تستوعب المواقف السليمة الراقية.
    ماذا صنع التعليم في نسائنا وفي بناتنا؟
    بل ماذا صنع التعليم في رجالنا؟ أعطانا هذا المسخ الشائخ من الكائنات لا تفهم ولا تعي إلا ما تقرأ وتضع أصابعها عليه على السطور،امتلأ القلب سواد، وامتلأ المجتمع فساد، فصار الوضع كما ترى.
    من أخلاق النبيr مع أنسy.
    اسمع لأنس، تصرفات طبيعية، سجية منه r، خدمته عشر سنين ما قال لي لشيء فعلته لم فعلته، ولا شيء لم أفعله لم لم تفعله، وأرسلني يوما لمسألة فعزمت ألا أذهب، قال فذهبت لحاجتي فوجدت الصبيان فأخذت ألعب، وبعد هنيهة وجدت من أمسكني من قفاي، وقال يا أنس: «ألم أرسلك» وهو يبتسم، أمسكني من قفاي ونظرت في وجهه وهو يبتسم «ألم أرسلك يا أنس».
    انظر لهذا المستوى العالي من محمد r الذي علمك ألا تحقق أن تأخذ حقك، كن حريصا لئن يؤخذ الحق منك، وهذه هي الأخلاق ولكن لا تكن حريصا تأخذ حقك من الناس، ولذلك كما قال أبو هريرة، وأمرني الخليل بثلاث: «أن أعطي من حرمني،وأصل من قطعني، وأن أعفو عمن ظلمني»، وهذه الثلاثة من أصعب ما يكون، على النفس، ونحن تعلمنا أن المجتمع العلماني أو الدنيا العلمانية، أن الإنسان يتعامل مع الحياة بالمقابلة، وهكذا الناس، حتى في المعاونة في الأشغال، أعانك تعينه، لم يعنك لم تعينه، والإسلام ليس كذلك، والفطرة الأخلاقية السليمة ليست بهذا المستوى أبدا، ولذلك.
    الإسلام والأخلاق صنوان لا ينفصلان،.
    وقالت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها: (عشر خصال تكتمل بها الأخلاق، قد تكون في الرجل ولا تكون في ابنه، وقد تكون في ابنه ولا تكون في الرجل، وقد تكون في السيد ولا تكون في عبده، وقد تكون في العبد ولا تكون في سيده)، لأنه اصطفاء، تجد الرجل بخيلا شحيحًا وتجد ابنه مسترسل سخي طلق،سجايا أخلاقية، فهي مسائل علي الاصطفاء.
    الأولى: ( صدق الحديث)، وهذه من أفضل مكارم الأخلاق،(وصدق الجهاد في الله تعالى)، أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقتال أعداء الله تعالى، (صدق في تطلب أعداء الإسلام، والحرص على إقامة نصوص هذا الدين،) لن تكون خلوقا أبدا، حتى تنام وأنت مهموم بهم هذا الدين، ولا يكون دين أبدا، لأفراد ولأمة ليس فيها هذا المنحى، (وصلة الرحم)، (وأصل من قطعني) (والتذمم للضيف)، أي أن تقوم بحق الضيف قراه، لا تتكلف له، ولكن تقوم بحقه، تقوم كأنك خادم تحت قدمه،( وأداء الأمانة)، هو شيء صعب جدا، و رأس ذلك( الحياء من الله تعالى،) وهذه أمنا عائشة وهي تبين لنا كيف ندرج في مدارج مكارم الأخلاق ،والله تعالى يعلمنا ذلك وسنبدأ إن شاء الله تعالى كما قال الله تعالى في كتابه وفي محكمه، يصف أهل الإيمان وأهل الإخبات وأهل التواضع ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: 63] من هم هؤلاء الذين يمشون على الأرض هونا؟
    &عقيدة التواضع عند المسلم.&
    ونبدأ بما بدأ الله به، بعقيدة التواضع عند المسلم وشعيرته المركوزة في كيانه وفي حياته، وبدأ الله بها؛ لأنها باب الجنة، ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ هونا: أي بلين ورقة، وتواضع، ترى ذلك في مشيهم وفي سمتهم، وفرق بين (الهُون) وبين( الهَون)، فعذاب الهُون كما جاء في فصلت، أي الهوان، ﴿ أَيمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ﴾ [النحل: 59]، على هوان، فكلمة هُون: بالضم: بمعنى الهوان، والهَون: بالفتح: بمعنى اللين والرفق، وفرق بين الكلمتين وانتبه، فالقرآن ملئ بالأعاجيب والروائع، يمشون على الأرض هونا، أي تواضعا، وإخباتا، غير متكبرين، ولذلك لما سئل النبي r عن أهل الجنة، قال: «كل لين، هين، سهل، قريب إذا حدث الناس صدَقهم، وإذا حدثوه صدَّقهم» إذا حدث الناس صدقهم، هذا حقهم عليك، وإذا حدثوه صدقهم وهذا أيضا حقهم عليك، ما هذا العبد؟ ما هذا المستوى العالي الذي ينبئنا به النبي r؟ تقول له خذ يأخذ، تقول له أترك يترك، أسكت يسكت، أقعد يقعد،اذهب يذهب، تعالى تعالى، تدعوه يجيب، سبحان الله، هين، لين، أي ليس في طباعه حزونة على الإطلاق، وأهل النار: كل غليظ، متكبر، جواظ، صفات مختلفة تماما، فرق بين الصفتين، فرق واسع للغاية، ولما ترى من حياته r كانت تأتي المرأة للنبي r تأخذ بيده فيقول: «يا أم فلان خذيني في أي سكة من سكك المدينة شئت حتى أقضي لك حاجتك» سار كالحضن الدافئ، كالمقعد اللين، التي يرفأ إليه الناس في وقت الهجير ووقت التعب r، هكذا كان لأصحابه، ولنسائه ولأهله ولغيرهم، ولذلك كان يوصي رقية ابنته بعثمان،
    من أخلاق عثمان بن عفانy.
    قال النبيr لابنته رقية«أوصييك يا رقية بعثمان فإن من أشبه الناس أخلاقا بي» عثمان بن عفان لا يحب منظر الدم، لا يحب أن يسمع صوتا عاليا، لابد أن يسوس أمة من المخبتين، يعني فيهم من اللين والسهولة واليسر ما فيهم، ولكن ابتلاه الله تعالى ،أو بهذه الشرذمة المنافقة التي ما عرفت قدره حق قدره، وابتلي حيا وابتلي ميتا، حتى الكلاب الشيعة ينبشون قبره في هذه الأيام، ابتلي حيا وابتلي ميتا بهذه الفئات الكافرة الخارجة عن دين الله تعالى، ويلحق بكفرهم كل من أعان وسكت، فكل من أعانهم على ذلك وسكت على ذلك فهو كافر مثلهم.
    أصحاب محمد r شمس الهدى وشمس الهداية.
    من طالهم بلفظ واحد فدونه الرقاب والله،إنك لا تدري من هؤلاء ولا تعرف من هؤلاء؟ فتحت الفضائيات والإذاعات وفتحت البلاد، على أيدي فئات كافرة شتت الإسلام ومزقته مزقا، كالشيعة والصوفية والبهائية وهلم جرا.
    والدجال يرسل إلينا مفرزاته، قوات استطلاع يرسلها الدجال إلينا قبل أن يأت وفينا من يؤمن به كما نبه النبي r، سيحي لك أبواك ، وليس هناك فرق بين بترول إيران، وبين ذهب الدجال، كله يخرج من باطن الأرض، ولا يتعاطاه إلا الكفار المنافقون، الذين يلحدون في أسماء الله وصفاته ويؤذون أولياؤه، وأمة نائمة لا تدري شيئا، ما تدري ما يحدث بمقدراتها، يقولك أنا جاري واحد شيعي وتسكت، قل له إما أن تسلم وإما أن تموت، هذا المجتمع لا يكون إلا لأهل السنة ، خاليا من دون الناس، من دون أهل الأرض، ولن نبغي في غير هذا المكان سنة أخرى ومنهج آخر، إذن لابد أن نربي الناس على أخلاق النبي r، أخلاق سامقة رجولة فارهة، هل قلبناها؟ لما انتفت هذه الملل وهذا الكفر بيننا؟، لأنهم وجدوا إسرافنا على أنفسنا لا أخلاق لنا،فضلوا غير الدين عليه، ولذلك سيبتليهم الله تعالى ويمزقهم شيعا، ويذيق بعضهم بأس بعض، وهذا ما نراه وسنراه، وهذا جزاء وفاق، سنة عادلة من الله تعالى.
    ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾وهذا هو الواقع ﴿ وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ [الأنعام: 65] ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ * لِكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 66].
    وقد أخبرنا في آخر سورة ص ﴿وَلَتَعْلَمُنّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ [ص: 88]، وهذا أهديه لمن يفسر كتاب الله تعالى فتفسير كتاب الله ليس بالكتب وكتب التفسير ولكن بالأحداث والوقائع، بدليل أن الله تعالى يقول في آخر ص: ﴿وَلَتَعْلَمُنّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ هل يستطيع المفسرون أن يخبرونا ماذا أراد الله تعالى من هذه الآية؟ لن تعرفوا معاني الكتاب إلا بعد حين، عندما تفسره الأحداث، إن لم يتمسك بأخلاق النبي r وبأخلاق الإسلام، وأن يتواضع بعضنا لبعض، تواضعوا حتى لا يبغي بعضكم على بعض.﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ ليس منهم نكير على الناس ولا خشونة ولا شدة، سلاما، سامحك الله، عافاك الله، غفر الله لك، أعف عمن ظلمني، ومعنى هذه المسألة لا تكن متحققا في أخذ حقك، لا تكون حريصا للغاية في أخذ حقك، أعف واصفح، المحقق في أخذ حق هذا، ليس لين وليس سهل وليس قريب، ويبغي الفتنة بين الناس، هذه قضية أصحاب النبي r وقضية النبي r وإذ قال «اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين»، أي مساكين أرادهم النبي r،، أي كسير القلب لربي، خاضعا له، خاشعا له، وإلا فإنك قد ترى فقيرا جبارا من الجبابرة، ، يسب بالدين ويضرب ، واحشرني في هذه الزمرة، زمرة المخبتين، المتقين، الخائفين، هذا هو المسكين، ليس المسكين هذا الفقير كما ينبؤ إليه فكرك ولذلك قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( ليس المسكين الذي تذهب إليه فكثير من هؤلاء جبارون في الأرض،).
    فالقصد بالمسكنة،: المسكنة لله تعالى والإخبات لله تعالى، والتواضع لعباد الله، هكذا كان النبي r،أنظره إذا جالس رجل، كيف يجالسه؟ على التواضع والأدب.
    لما قُبض على عدي بن حاتم وأخذه إلى بيته، قذف له بوسادته اجلس على هذه، قال هذا ليس ملك، لأن الملوك يريدون أن يعظموا أنفسهم،ولكن أهل التواضع والنبوة والإخبات يتذللون للناس، ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: 54]، أي ذليل، مذلل ﴿وَذَلَّلْنَاهَ لَهُمْ﴾ [يس: 72] المؤمن كالجمل الأنف أو الجمل الذلول لا يمشي إلا ذلولا، كذلك المؤمن، عنده من الأنفة ما عنده، ولكن إذا كان مع المسلمين تذلل لهم أعزة على الكافرين، فسطوته وصولته وقوته على أهل الكفر، أما مسكنته ورقته على أهل الإسلام معروفة ، ولذلك قال تواضعوا عباد الله ولا يبغي بعضكم على بعض، ولذلك كان خاتم عمر بن عبد العزيز مكتوب عليه ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ ولَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص: 83] وظل يردد الآية وهو يموت ما ردد غيرها ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ ولَا فَسَادًا﴾.
    فالعلو مرتبط بالفساد، والفساد مرتبط بالعلو.
    ﴿عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا﴾ [القصص: 4]. وهذا ارتباط فالعلو مرتبط بالفساد في الأرض فأمرك أن تكون ذليلا لإخوانك المؤمنين، مذللا لهم تجيبهم إن دعوك تتواضع لهم في كل ما سألوك، تكون قريبا منهم ألوف مألوفا لهم لا يرون منك خدشا ولا خشونة هذه أخلاق المسلمين، أما عزتك وأنفتك وقوتك وسطوتك على الكافرين، ونحن نرى العكس صرنا الآن نقول العكس كما في مشكلة الخنازير لابد من حلها ماذا نفعل فيها؟ نراعي مشاعر الجماعة النصارى أي نصارى هل الخنزير له وجود في أي كتاب سماوي الخنزير محرم في شريعة الله منذ أن أنزل الكتب وبعث الرسل،من تراعي أيها الراعي اتق الله تعالى هذا محرم ﴿حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 173]. هذا محرم، محرم يعني يباد لا وجود له أراعي، أراعي من لا أراعي إلا الله تعالى لا أراعي إلا نصوص الكتاب والسنة، ولذلك جاءتنا المصيبة من وراء هذا الخنزير، فيرس الخنازير ،وهذا لتفريطنا في كتاب الله تعالى وتفريطنا في شريعة الله تعالى وإباحة هذا المحرم على الملأ، يقولون النصارى يأكلون خنزير محرم عليهم نقول ذلك اليهود أيضا محرم عليهم وكل عاتي لابد له من يوم، كل عاتٍ متكبر له من يوم.
    ولذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «من كان ذنبه جرم وشهوة أرجو له المغفرة ودخول الجنة» فكذلك كان ذنب آدم، ذنبه شهوته أكل من الشجرة فتاب فتاب الله عليه ودخل الجنة، «ومن كان ذنبه الكِبر فمصيره إلى النار» هذا ذنب إبليس ﴿أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 34]. فإياك أن يكون ذنبك من ذنوب إبليس لو كانت ذنوبك من ذنوب آدم فإن شاء الله هي مغفورة لو استغفرت، ولكن إياك أن تكون من ذنوبك ذنب كذنوب إبليس، ولذلك لما استكبر اليهود في الأرض ماذا صنع الله بهم؟ ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ﴾ [البقرة: 61]. والجزاء من جنس العمل، ولذلك وصف النصارى بالضلال فتاهوا فضاعوا أما اليهود فوصفوا بالكذب فأخذوا الجزاء من مثل ذنبهم ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ﴾ فإياك أن تتحلى بذنب من هذه الذنوب فتبوء بالذلة وتبوء بالمسكنة، ولذلك من استعذ على قوم ما قام من مجلسه إلا وقد أذله الله أمامهم، ولذلك قال r كما جاء في صحيح مسلم «الكِبر بَطَر الحق وغمط الناس» بطر الحق لا تأكل بالحق من أي أحد التواضع والأخلاق الإسلامية الصحيحة أن تأخذ بالحق ممن جاء به،خذه من أي حد، إذا كنت رجل سليم العقيدة سليم التوجه إلى الله تعالى إذا جاءك الحق فخذه ،من أي أحد أليس الحق ديدنك ،ولذلك كثيرا من الناس يعلمون أين الحق ولا يأخذونه بحجة أنه من طائفة معينة، اتق الله في نفسك إذا كنت متواضعا ومخبتا ومن أهل الله تعالى ليس لك هدف في حياتك إلا الحق،فمن بطر الحق هذا كبر، ويحشر المتكبرون يوم القيامة كأمثال الذر يطأهم الناس عقوبة لهم،لأنهم نمل ذلة بعد صغار ثم عذابا أليم.
    فإياك أن تكون من الذين بطروا الحق تعلم الحق أين هو ومن أصحاب الحق وترفضه أنت من هؤلاء ستبعث مع سادات قوم فرعون كأمثال الذر وغمط الناس، و(غمط الناس) هو احتقار الناس، يقول شيخ الإسلام: واحتقار الناس قد يكون في افتخارك عليهم، وهذا الحديث خطير للغاية و يعتبر الرأس الأصلي في مسألة الكبر، الكبر (غمط الحق )طمسه لأنه جاء من طريق أنا لا أريد هذا الطريق فطمسته بطر الحق وغمط الناس، احتقار الناس والتكبر عليهم، هذه مسألة تجد المجتمع كله واقع فيها، .«ثلاث في الناس من أعمال الجاهلية إلى أن تقوم الساعة الطعن في الأنساب، والفخر بالأنساب، والنياحة على الميت».
    النبي r يوقظ فاطمة وعلي يقول لها: «يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا يا بني هاشم اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئا لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأحسابكم فإني لا أغني عنكم شيئا» لأن الله ليس بينه وبين أحد نسب، حتى حبيبه ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾ [الزمر: 65].﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ﴾ [المؤمنون: 101]. فلا نسب بين أحد وبين الله U إذن لابد أن تذلل أنفك لله تعالى وتذلل أنفك للمسلمين، ستقول الذي جعل المتكبر يتكبر تواضعي له، لما وجدني سهلا في يده، فأراد الظهور،هذا لا يضرك في شيء،أبدا هذا ممتهن في عقله إذا كان لا يعرف أهل النجابة وأهل الفهامة وأهل العلم وأهل المروءة والرجولة ويظن أن نفسه شيئًا عليهم ، فهذا متهم في عقله لأن صفات المتواضعين صفات معروفة جدا وهي صفات محمد r لما كان مع جبريل u كما أخرج الترمذي فنزل ملك من السماء الرابعة ،فنظر جبريل إلى السماء باب مفتوح فنزل ملك من السماء وقال أول مرة أرى هذا الملك فدخل عليهم السلام عليكم، السلام عليك يا محمد إن ربك يقرئك السلام أنبي عبد أم نبي ملك، قال: «إن ابتداء أمري عبد لله تعالى» إجابة الموفق فالإنسان قد يكون موفقا في إجابته وقد يكون غير موفق ، ولذلك ما أكل على خوان قط كان يأكل على الأرض «أكل كما يأكل العبد وأنام كما ينام العبد».
    مرض يوما r وما استطاع أن يأكل جالسا فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها يا رسول الله أما أكلت متكئًا ،قال: «يا عائشة إنما أنا عبد أكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد وأنام كما ينام العبد» قضيته قضيتنا هل هذا أنقص من شأنه؟ أبدا والله وسيأتيك نماذج الذين أخذوه كأنموذج كعثمان وكعلي، وعمر،حتى في زمن عمر بن عبد العزيز التابعي لما انطفأ المصباح ويريد وضع زيت فقال أحد الضيوف، هناك قوم يا أمير المؤمنين أصلحه وأضع فيه الزيت، قال: لما ليس من المروءة أن يخدم الضيف نفسه في بيت المضيف وقام عمر ووضع الزيت، وأضاء وجلس، تواضع في غاية الغرابة.
    انظر تواضع هؤلاء القوم لذلك صنعوا إمبراطورية ماكانت الشمس تشرق عليها وتغرب، هذا تواضعهم وهذه أخلاقهم ما نقص ذلك منهم شيئا، على الإطلاق، انظر لأدبه العالي r بعد غزوة خيبر عندما أردف صفية، كل واحدة من نساءه قولي لنا ما الذي شاهدتيه؟ قالت: بعد حادثة خيبر أردفني خلفه فنعست،قالت فيسند رأسي بيده بلطف r خوفًا من وقوعي،وهو المنتصر الذي دكدك حصون يهود، ماذا كان عليه أن يفعل؟ فلما استحيت ، فأراد أن يسلي حياءه وإحراجها وقال: «يا صفية اعتذر إليك على ما فعلت بأهلك لولا أنهم قالوا كذا وقالوا كذا وقالوا كذا ما فعلت بهم»، ما هذا المستوى الرفيع؟ رغم أنها بنت حيى بن أخطب أهذا النبي بُعث فينا، أهذه السير والأخلاق زُفت إلينا، ما الذي مسخنا هكذا، ما الذي جعلنا بهذا التشوه، من شوه وجوهنا وقلوبنا وثقافتنا شوه الله من شوهنا، وغير الله من غيرنا، أيتها الأمة هذا تراثك، هذا دينك لابد أن تحدبي عليه وأن تنقبي في هذا التراب ولابد أن يكون لهؤلاء شبه وشبيهًا وأمثال لا تقول هم عصر ونحن عصر لا الذي أفسدك أنك تميعت،صرت تعيش كواحد من الناس جرى عليك ما جرى عليهم، تميع غريب جدا قلة إرادة وضعف بنية أساسية في اتخاذ القرار جعلك بهذا البوار ليتك ضعت وحدك، ولكن ضيعت أبناءك معك وأسرتك نفس التميع ونفس التهاون.
    إذن بدل أن تمشي هونا فتلقى عذاب الهون لأنك غيرت وبدلت ركبت مراكب أعدائي ولبستم ملابس أعدائي وأكلتم طعام أعدائي، وسكنتم مساكن أعدائي فأنتم أعدائي كما هم أعدائي، أيها المسلمون صيحة مرير بلادنا تنفجر من داخلها كل يوم والتاني يقولون :قرية تشيعت، قرية صارت بهائية قرية وقرية ونحن صامتون ،أين جهاد الدعوة؟ أين الوقوف بيد من حديد في وجه هؤلاء؟.
    البلد الوحيد في العالم الذي ما زال قطعة واحدة.
    وهم لن يتركوها إلا مفتتة كفت البعرة وهذا مكتوبا في الكتب (وتفت مصر فت البعرة ) أسكت انتظر حتى تفتت فت البعرة بحجة أن هناك ما يسمي ،بالحكومة، إنا لله وإنا إليه راجعون، نحن نرى بأعيننا الموت يدركنا ويلحقنا ونقول لم يأت الأوان بعد ، هذا صوت نذير،إذا كان بجوارك بهائي أبلغنا نجادله نناقشه لعلنا نرده إلى الله تعالى، إذا كان بجوارك صوفي أو شيعي أو أي ملة من ملل الكفر هذه أبلغنا نجاهد في الله تعالى حق جهاده فيه لنرده إلى دين الله تعالى كما فعل أبو بكر رضي الله تعالى عنه بسيوف عكرمة وخالد رد هذه الرقاب من الكفر إلى الإسلام، وهذا واجبا علينا جميعًا.
    ادعوا الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وبطن اللهم سلمنا وسلم بلادنا، اللهم سلمنا وسلم بلادنا، اللهم سلمنا وسلم بلادنا، اللهم اجعلها آمنة، اللهم اجعلها آمنة اللهم اجعلها آمنة، وما سألنك إلا الآمن يا رب العالمين فجد به علينا، فجد به علينا وجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
    الدرس الثالث نسألكم الدعاء (أختكم ام محمد الظن)
    الدرس الثالث خلق التواضع
    رابط المحاضرة مفرغًا

    http://www.ibraheemshaheen.tk/details.php?linkid=630

    الرابط الصوتي للمحاضرة

    http://www.ibraheemshaheen.tk/details.php?linkid=80
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •