السلام عليكم
كثير ما وقع السؤال في هذا المجلس عن شرح صحيح مسلم لفضيلة الشيخ محمد الأمين العلوي الهرري. ولما لم يوضح الموضوع أحد من الإخوة الكرام, رأيت أن أقوم بما هو واجب علي.
و في الحديث الصحيح: "من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار" . وقال أبو هريرة رضي الله عنه في ظروف معينة: "لولا آية من كتاب الله ما حدثتكم حديثاً" وتلا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} إلخ...
قال المؤلف في خطبة الكتاب بعد أن بين فضل صحيح مسلم 1/23
(ولما كان هذا الكتاب بهذه الصفة, ومصنفه بهذه الحالة.. خطر لي أن أعلق عليه شرحاً يفك مبانيه, ويحل معانيه, ويفسر غرائبه, ويبين أغراضه متناً وسنداً, ويشرح متابعته تابعاً ومتبوعاً, لفظاً ونحواً ومعنىً, ويبين موضع التراجم من الأحاديث, ويذكر التراجم للأحاديث التي لم يُترجم لها, وحكمةَ ما يدخله في خلال الأسانيد من نحو : (يعني), ومراجع الضمائر والإشارات في نحو قوله : (مثله) و(نحوه) و(معناه), وفي قوله : (بهذا الإسناد) مما قد زلت فيه أقدام كثير من ضعفاء الطلبة, زغير ذلك من الفوائد التي انفرد بها عن سائر شروح السابقين مما يطول ذكره, ويصعب تعداده ونشره - فيا كوكباً وهاجاً للسالكين في مسراه, وروضاً بهاجاً للنازلين في مغناه - فشمرت ذيل العزم عن ساق الحزم, وأتيت بيوت التصنيف من أبوابها, وقمت في جامع جوامع التأليف بين أئمته بمحرابها, وأطلقت لسان القلم في ساحات الحِكم بعبارة صريحة واضحة, وإشارة قريبة لائحة, لخصتها من كلام الكبراء الذين رقَت في معارج علوم هذا الشأن أفكارهم, ومن إشارات الألباء الذين أنفقوا على اقتناص شوارد أعمارهم, وبذلتُ الجهد في تفهم أقاويل الفهماء المشار إليهم بالبنان, وممارسة الدواوين المؤلفة في هذا الشأن.
ولم أتردد عن الإعادة في الإفادة عند الحاجة إلى البيان, ولا في ضبط الواضح عند علماء هذا الشأن, قصداً لنفع الخاص والعام, راجياً ثواب ذي الطول والإنعام.
فدونك شرحاً قد أشرقت عليه من شرفات هذا الجامع أضواءُ نوره اللامع, وصدع خطيبه على منبره السامي بالحجج القواطع القلوب والمسامع, أضاءت بهجته فاختفت منه الكواكب الطالعة قبله.
وبالجملة : فإنما أنا من لوامع أنوارهم مقتبس, ومن فواضل فضائلهم ملتمس, وخدمت به الأبواب النبوية, والحضرة المصطفية, راجيا أن يتوجني بتاج القبول والإقبال, ويجيزني بجائزة الرضا في الحال والمحآل, ويتمم مرادي فيه وفي جميعالآمال.
وسميته:
الكوكب الوهاج والروض البهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج
هذا كلام المؤلف بالحرف.
المجلد الأول كله في شرح المقدمة.
ثم شرح كتاب الإيمان في خمس مجلدات تقريباً.
ثم الباقي من الكتاب في العشرين المجلدات الباقية.
نفعنا الله وإياكم بهذا الكنز العظيم.
أخوكم اليربوتي