فائدة من كتاب (تَفْرِيد الْجَمِيلَةِ لِمُنَادَمَةِ الْعَقِيلَةِ) لمجهول بتحقيق/ فرغلي عرباوي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
فأقول وبالله التوفيق والسداد:
أوَّل هذا المخطوط: " الحمد لله الحميد المجيد، المبدئ المعيد، الفعَّال لما يريد، أرسل رسوله محمَّداً بالهدى والدين القويم، وجعله([2]) رحمةً للعالمين، مؤيداً بالذكر الحكيم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته وأحبابه، وبعد:
فلمَّا كان النظم المسمَّى بالعقيلة من أجلِّ ما أُلِّف في علم الرسم وأفضل، وكان عليه شرح الجعبري([3]) المسمَّى بـ: (الجميلة)([4]) من أحسن شروحها وأعدل، هجس([5]) في نفسي أن أُلخصه في تعليقٍ سهل المرام لكل قاصر مثلي عريق، وأن أُضيف إليه ما أرى أنه لا بدَّ([6]) من إضافته وربما خالفته([7]) ظنًّا مِنِّي أن ذلك موافق لأسلوب الناظم وإشارته، وسمَّيته بـ: (تفريد الجميلة لمنادمة([8])العقيلة)، وأسال الله بلسان الذلِّ والانكسار والعجز والافتقار أن يصلح لنا الأعمال والنيَّات، وأن يعصمنا من الفتن الظاهرة والخفيَّات، إنه سميع قريب مجيب،([9]) وهو حسبي وعليه التكلان ".
وآخر هذا المخطوط: " تم هذا الشرح المبارك بحمد الله تعالى وعونه وحسن توفيقه ووافق الفراغ من نسخه غرة ربيع الأوَّل من شهور سنة 1314 عربية من هجرة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين بقلم الفقير الضعيف سليمان على محمود الشريف النقالغ الفيومي حسن الله خاتمته ومشايخه آمين ".
فهرست هذا المخطوط على النحو التالي:
· الباب الأوَّل: الدِّراسة
· مقدِّمة الدِّراسة
· الباب الأوَّل
· المؤلَّفات في شروح العقيلة
· اسم الكتاب
· منهج المصنف في الكتاب
· وصف المخطوط
· منهج التحقيق
· مصورات من المخطوط
· الباب الثاني النص المحقق للكتاب
· مقدِّمة المصنف
· باب الإثبات والحذف وغيرهما مرتباً على السور من البقرة إلى الأعراف
· ومن سورة الأعراف إلى سورة مريم عليها السلام
· ومن سورة مريم عليها السلام إلى سورة ص
· ومن سورة ص إلى آخر القرآن
· باب الحذف في كلمات تحمل عليها أشباهها
· باب من الزيادة
· باب حذف الياء وثبوتها
· باب ما زيدت فيه الياء
· باب حذف الواو وزيادتها
· باب حروف من الهمز وقعت في الرسم على غير قياس
· باب رسم الألف واواً
· باب رسم بنات الياء والواو
· باب حذف إحدى اللامين
· باب المقطوع والموصول
· باب قطع أن لا وإن ما
· باب قطع من ما ونحو من مال ووصل ممن وممَّ
· باب قطع أم من
· باب قطع عن من ووصل أن لن
· باب قطع عن ما ووصل فإن لم وأما
· باب في ما وإنَّ ما
· باب أن ما ولبئس وبئس ما
· باب قطع كل ما
· باب قطع حيث ما ووصل أينما
· باب وصل لكيلا
· باب قطع مال
· باب قطع مال
· باب وصل ولات
· باب هاء التأنيث التي كتبت تاء
· باب المضافات إلى الأسماء الظاهرة والمفردات
· باب المفردات والمضافات المختلف في جمعها
· ختام نظم العقيلة
· نهاية المخطوط
· أهم المصادر والمراجع
· فهرس الموضوعات
من الفوائد الواردة في هذا الكتاب قوله:
ومن سورة الأعراف إلى سورة مريم عليها السلام
وَنَافِعٌ بَاطِلٌ مَعاً وَطَائِرُهُمْ
بِالْحَذْفِ مَعْ كَلِمَاتِهِ مَتَى ظَهَرَا
[اللُّغة والإعراب]
أي: نقل نافع حذف ألف (وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً)(الأعراف :139-140)، (وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ)(هود:16-17) في هود.
وألف (أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ)(الأعراف :131) في الأعراف، وألف (يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ)(ا لأعراف:158) فيها، (وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ)(ا لأنفال:7) في الأنفال، و(لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)(ا لكهف:27) في الكهف، (وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ)(ا لشورى:24) في الشورى، وفاقاً لبقيَّة الرسوم.
وأخذ (وَبَاطِلٌ)(هود:16 ) هود دون (وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ)(الأن فال:8) في الأنفال لمماثلة اللفظ ولم يتعد (طَائِرُهُمْ)(ال عراف:131) إلى نحو: (طَائِرَهُ)(الإس اء:13)، و(طَائِرُكُمْ)(ا نمل:47) للإطلاق والمخالفة.
وقوله: (كَلِمَاتِهِ) يريد مضافاً إلى ضمير الواحد، فخرج عنه (كَلِمَاتُ رَبِّي)(الكهف:109) وإن كان محذوفاً.
وقوله: (مَتَى ظَهَرَ)؛ أي: وقت وقع والأحسن أين؟
ووجه الحذف: التخفيف.
مَعاً خَطِيئآتِ وَالْيَا ثَابِتٌ بِهِمَا
عَنْهُ الْخَبَائِثَ حَرْفَاهُ وَلاَ كَدَرَا
وروى نافع حذف ألف (خَطِيئآتِ) ماضية، و(مَعاً) حال؛ أي: في الأعراف ونوح، (وَالْيَا) مبتدأ، و(ثَابِتٌ) خبره، و(بِهِمَا)؛ أي: في الكلمتين متعلقه و(عَنْهُ)؛ أي: نافع حذف ألف (الْخَبَائِثَ) اسمية، و(حَرْفَا) (الْخَبَائِثَ) بدل كل إن أراد بالحرفين الكلمتين، وبعض إن أراد الألفين.
أي: ونقل نافع أيضاً حذف ألف (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ)( الأعراف:161) في الأعراف، و(مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا)(نوح:2 5) في نوح، وفيهما صورتا تاء وباء.
وروى أيضاً حذف ألف (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)(ال أعراف:157) في الأعراف، و(الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ)(ال أنبياء:74) في الأنبياء في المدني وفاقاً لبقيَّة الرسوم.
وضم (مَعاً خَطِيئآتِ) موضع نوح؛ وإن كان خارج الترجمة لعدمه فيها، وحذف الضمير ليعم، وضمت (الْخَبَائِثَ) اقتربت وإن خرجت لتعينها، ولما أوهم الحذف نسبة (الْخَبَائِثَ) إلى نافع نفاه بقوله: (وَلاَ كَدَرَ) في العبارة للتقرير.
ووجه حذف (خَطِيئَاتِكُمْ): وَهْمُ احتمال القراءات، فمن صحح فعنده ألف الجمع محذوفة تخفيفاً ولا صورة للهمزة والحرف الأوَّل ياء فعلية، والثاني ياء الجمع، ومن كسر فعنده ألف التكسير محذوفة تخفيفاً والحرف الأوَّل صورة الياء المبدلة الهمزة، والثاني صورة الألف المبدلة من الياء المبدلة من الهمزة، تنبيهاً على جواز الإمالة، ومن وجد الحرف الأوَّل عنده ياء فعلية، والثاني تاء التأنيث فهي قياسية بخلافهما.
ووجه [24/أ] حذف (الْخَبَائِثَ): التخفيف والياء التي بعد الباء صورة الهمزة.
هُنَا وَفِي يُونُسٍ بِكُلِّ سَاحِرٍ التْـ
ـتَأْخِيرُ فِي أَلِفٍ بِهِ الْخِلاَفُ يُرَى
(التَّأْخِيرُ) مبتدأ، و(فِي أَلِفٍ) متعلقه، و(هُنَا)؛ أي: في الأعراف وفي (يُونُسٍ) ظرفه، و(بِكُلِّ سَاحِرٍ) بدل بعض، و(الْخِلاَفُ يُرَى) فيه خبره.
أي: (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)(الأعراف :112) في الأعراف، (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)(يونس:79) آخر يونس في بعض المصاحف ألفه بعد الحاء، وفي بعضها قبل الحاء.
ويفهم التقديم من الضدِّ؛ لأن التقديم ضدُّ التأخير، ولم يصرِّح بإثبات ولا حذف، وقد اختلف في ذلك، ويعلم مما يأتي عند قوله: (وَسَاحِرٌ غَيْرُ أَخْرَى الذَّارِيَاتِ)، والخلاف في تقديم الألف على الحاء وتأخيره عنها مفرَّع على الإثبات.
وقوله: (بِكُلِّ سَاحِرٍ) نص (بِكُلِّ) على ثاني يونس المحترز عنه سابقاً.
ووجه التقديم والتأخير: قصد موافقة كل من القراءتين رسماً صريحاً.
ووجه الحذف: التخفيف.
وَيَا وَرِيشاً بِخُلْفٍ بَعْدَهُ أَلِفٌ
وَطَاءُ طَائِفٌ أَيْضاً فَازْكُ مُخْتَبِرَا
(وَيَا وَرِيشاً) مبتدأ و(بَعْدَهُ)؛ أي: بعد الياء ألف اسمية خبره و(بِخُلْفٍ) حال من ضمير (أَلِفٌ وَطَاءُ طَائِفٌ أَيْضاً)؛ أي: بعده ألف (بِخُلْفٍ) و(فَازْكُ) تطهر و(مُخْتَبِرَا) تمييز؛ أي: ليتطهر مخبرك أو طهر مخبرك.
أي: (يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً)(الأعرا ف:26)، و(إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ)(ال أعراف:201) في الأعراف في بعض المصاحف بألف بعد باء وريشا وطاء طائف وفي بعضها بغير ألف وقيد ألف وريشا ببعد الياء احترازاً من ألأخير وألف طائف بتالي الطاء ليعلم أنها ألف فاعل وظاهر عبارته يوهم الخلف في الياء والطاء وتقدير تأخيره يرفعه ومن ثَمَّ أمرك بتصفية الذهن لتأمنه أو أمرك برياضة النفس فيحصل نور الإيمان فيذهب به طائف من الشيطان.
ووجه الإثبات والحذف: موافقة كل من القراءتين رسم مصحف صريحاً.
وَبَصْطَةً بِاتِّفَاقٍ مُفْسِدِينَ وَقَا
لَ الْوَاوُ شَامِيَةٌ مَشْهُورَةٌ أَثَرَا
(وَبَصْطَةً) بالصاد في الأعراف مبتدأ، و(بِاتِّفَاق) الرسوم خبره، و(مُفْسِدِينَ وَقَالَ) مبتدأ خبره (الْوَاوُ شَامِيَةٌ مَشْهُورَةٌ)، و(أَثَرَ)؛ أي: رسما تمييز؛ أي: [24/ب] أثرها.
أي: اتفقت المصاحف على رسم (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً)(الأعرا ف:69) بالصاد في الأعراف، ورسم (مُفْسِدِينَ * وقَالَ الْمَلَأُ) في قصة صالح في الأعراف بواو في المصحف الشامي، وبحذفها في بقيَّة المصاحف.
وعُلم من إطلاقه من الترتيب أن مراده (بَصْطَةً) الأعراف، فخرج عنه (بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ)(البقر ة:247) في البقرة متفق السين، ولم يحتج الناظم إلى ذكره لمجيئه على أصله القياسي، وعُلم أن مراده الاتفاق على الصاد وأنه فرع من قرينة و(يبصط)، وقيَّد (وقال) بـ: (مُفْسِدِينَ)(ال عراف:74) فخرج عنه غيره.
ووجه الصاد: الدلالة على الفرع لما تقدَّم.
ووجه الواو وحذفها: موافقة كل من القراءتين رسماً صريحاً.
وَحَذْفُ وَاوِ وَمَا كنَّا وَمَا يَتَذَكْـ
كَرُونَ يَاهُ وَأَنْجَاكُمْ لَهُمْ زُبِرَا
(وَحَذْفُ وَاوِ وَمَا كنَّا) وزيادة الياء في (مَا يَتَذَكَّرُونَ)، (وَأَنْجَاكُمْ) بالألف المبدلة عن الياء مبتدأ، ومعطوف خبره، (زُبِرَ لَهُمْ)؛ أي: كتب ذاك للشاميين، و(يَاؤهُ) بدل بعض على حذف مضاف.
أي: ورسم (قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)(ال أعراف:3) بياء قبل التاء في مصحف الشاميين.
ورسم فيه (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ)(ال أعراف:43) بلا واو.
ورسم فيه (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ)(الأع راف:141) فيها بياءين الجيم والكاف صورة الألف.
وفي بقيَّة الرسوم (تَذَكَّرُونَ)(ا أعراف:3) بحذف الياء (وَمَا كُنَّا)(الأعراف:4 3) بواو العطف، و(أَنْجَيْنَاكُ ْ)(الأعراف:141) بالياء والنون من غير ألف.
وقيَّد الناظم (يَتَذَكَّرُونَ) بـ: (مَا) فخرج عنه (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)( البقرة:221)، وقيَّد (وَمَا)(الأعراف:43 ) بـ: (كُنَّا)(الأعراف: 43)، فخرج عنه (مَا أَغْنَى)(الأعراف :48)، (وَمَا كُنْتُمْ)(الأعرا ف:48).
ووجه الخلاف في الثلاثة: موافقة القراءتين ". ينظر: تفريد الجميلة لمنادمة العقيلة (ص98-102)، بتحقيقي.
(انتظر فائدة من كتاب (شرح العقيلة الرائية) لأبي شامة الدمشقي (ت665هـ) تلميذ السخاوي (ت643هـ) والسخاوي تلميذ الشاطبي (ت590هـ).
([1]) [COLOR=window****] أخرجه البخاري في باب (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)، من رواية عثمان بن عفان رضي الله عنه. ينظر: صحيح البخاري (17/27)،ح5027.[/COLOR]
([2]) [COLOR=window****] في (ف): " وجعله " ساقطة.[/COLOR]
([3]) [COLOR=window****] الجعبري: إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل الجعبري، أبو إسحاق: عالم بالقراءات، من فقهاء الشافعية. له نظم ونثر. ولد بقلعة جعبر، وتعلم ببغداد ودمشق، واستقر ببلد الخليل (في فلسطين) إلى أن مات. يقال له (شيخ الخليل)، له نحو مائة كتاب أكثرها مختصر، منها (خلاصة الأبحاث) شرح منظومة له في القراءات، و(شرح الشاطبية) المسمى (كنز المعاني شرح حرز الأماني)، و(جميلة أرباب المراصد) في رسم المصحف، توفي سنة (732هـ). ينظر: الأعلام للزركلي (1/55-56)، معجم المؤلفين لرضا كحَّالة (1/69).[/COLOR]
([4]) [COLOR=window****] الاسم الكامل لهذا الكتاب: (جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد)، قمت بتحقيقه كاملاً.[/COLOR]
([5]) [COLOR=window****] الهَجْسُ: ما وقع في خَلَدِك، تقول: هَجَس في قلبي هَمٌّ وأَمْرٌ. ينظر: لسان العرب (6/246)، مادَّة: (هجس).[/COLOR]
([6]) [COLOR=window****] في (ف): " ما زيد ".[/COLOR]
([7]) [COLOR=window****] في (س): " فخالفته ".[/COLOR]
([8]) [COLOR=window****] في (س): " لملازمة ".[/COLOR]
([9]) [COLOR=window****] في (ف): " مجيب رحمن ".[/COLOR]
فائدة من(تَفْرِيد الْجَمِيلَةِ لِمُنَادَمَةِ الْعَقِيلَةِ)لم هول بتحقيق/ فرغلي عرباوي
رد مع اقتباس
