بارك الله فيك، وأحسن إليك.
قد ذكرتُ أني سأنقُل بعض كلامِ أبي حيان لا كلَّه، وما نقلتُه كان ردًّا على من يزعم أنَّ إيا مضمر أضيف إلى مضمر، فالكلام كان متعلقا بمسألة الإضافة، وأما الخلاف في كون إيا حرفًا أو اسمًا، وذكر وجوه الاحتجاج لذلك، فقد ذكرها أبو حيان أيضًا، وقد ردَّ على كلامِ ابن مالك-رحمه الله-حرفًا حرفًا!
والخلاف الذي ذكرتَه - بارك الله فيك- الواقع بين النحاة من أن أيا هو الضمير، أم الكاف، أم كلاهما، خير دليل على أن الكاف وأمثالها أسماء ، فلو كانت حروفًا لما وقع الخلاف في هذا.
الجهةُ منفكةٌ.
نعم قد اختلف النحاة في تعيين الضمير.
لكن هل هذا سبب أو علة موجبة لأن تكون الكاف ونحوها أسماء؟
الجواب: لا، وقد ذكر أبو حيان أن القول بحرفية الكاف ونحوها هو مذهب سيبويه، قال: وهو الذي صححه أصحابنا وشيوخنا.
والخطب على كل سهل، لا يترتب عليه كبير فائدة، كما أشار إليه أبو حيان-رحمه الله-، ومثل هذا الخلاف يقال فيه:
لكنّ ذا الخلافَ لايزيدُ * علمًا فالاستقصاءُ لا يفيدُ