بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ ( سورة الشورى الآية: 37)

يتعرض الكثير منا للظلم من بعض الناس, و يكون رد فعله هو الانتقام ممن ظلمه, و في بعض الأحيان, رد الظلم بظلم اكبر منه, و لكن ما هو رد الفعل المناسب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تتحدث هذه الآية الكريمة عن صفتين من صفات المؤمنين, وهما:
·﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ﴾
·﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾
س : ما العلاقة بين شطري الآية ؟ و هل هاتين الصفتين مرتبطتين؟؟
ج: نعم, هناك علاقةٌ متينة بين شطري الآية الكريمة، ولكي نعرف العلاقة, يجب أن نتأمل الملاحظة الآتية:
الشطر الأول يتحدث عن الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان, و هذا الشطر لم يذكر الصغائر, و لا يخفى علينا أن الله جل و علا يغفر الصغائر بالاستغفار و التوبة.
و الشطر الثاني يتحدث عن الذنوب التي يرتكبها الإنسان في حق أخيه, و وصف الله المؤمن بأنه من يغفر لأخيه.
و كأن الله يقول لك:
مغفرة بمغفرة
كما أني تجاوزت عنك في الصغائر، فتجاوز عن أخيك المؤمن.
إذا وقع تحت يدك إنسان وقد أذنب في حقك, لا تكن قاسياً, ولا منتقما.ً
اصبر و أعفو
و إذا ظننت أن من اخطأ في حقك ذنبه كبير, ولا يستحق المغفرة منك, فراجع نفسك بعد قراءة القصص التالية:
·سيدنا يوسف, إخوته وضعوه في غيابة الجب ليموت، ماذا قال لهم عندما دخلوا عليه ؟؟؟
﴿ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ (سورة يوسف: من آية " 92" )
·رسول الله صلى الله عليه و سلم, أذاه أهل مكة كثيرا, و لكن ماذا قال لهم بعد فتح مكة؟؟؟؟
قال : " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .
·رسول الله صلى الله عليه و سلم, أذاه أهل الطائف كثيرا, وقال له جبريل : " لو شئت لأطبقت عليهم الجبلين " , بماذا رد عليه رسول الله؟
قال: " اللهمَّ أهد قومي, إنهم لا يعلمون, عسى الله أن يُخرج من أصلابهم من يوحِّده ".

المصدر: حلقات تفسير القران الكريم - للدكتور محمد راتب النابلسي