تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: السياق السياق.. معاشر النحويين !!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    94

    افتراضي السياق السياق.. معاشر النحويين !!

    لا أحد يشكك في عظمة علماء النحو وتمكنهم من أدوات البحث العلمي كالتحليل والاستنباط والتعليل.. وحرصهم على اطراد قواعدهم وانتظام المنجز اللغوي داخل تلك القواعد ،كما ينتظم الخيط حبات الخرز.. إلا أنهم وفي غمرة هذا الاستغراق في طرد تلك القواعد، وإخضاع كل ما قد يبدو متمردا عليها لسلطانها.. يغفلون أحيانا عن جانب مهم من جوانب اللغة وهو السياق، فما يعنيهم هو اطراد القواعد واتساقها، ولذلك فهو يوؤلون تارة ويقدرون تارة أخرى.. دون أن يضعوا في الاعتبار تأثير تلك العمليات التي يقومون بها على أسيقة النصوص وأغراض المتكلمين.. أذكر في هذا الصدد تناولهم للبيت الشعري القائل:
    حتى إذا جن الظلام واختلط..
    جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط..
    فقد وجد النحويون أن هذا البيت يتعارض مع قاعدة عامة عندهم، وهي أنه لا يجوز الوصف بالجملة الإنشائية، لذلك فقد جعلوا تقدير الكلام: جاؤوا بمذق مقول فيه: هل رأيت الذئب قط.. ولا شك أن هذا التقدير وإن كان يطرد قاعدتهم النحوية إلا أنه يقتل معنى البيت قتلا، ويصرفه عن مراد الشاعر، ويشوه الصورة البلاغية الجميلة فيه، ومن المناسب هنا الإشارة إلى أن هذا الأسلوب لا يزال مستخدما في بادية نجد، فالبدوي يلجأ إليه أحيانا عند الرغبة في تقريب الصورة إلى ذهن المستمع، أو ربما لفقر قاموسه اللغوي وعجزه عن الاستطراد في التشبيه، فيلجأ إلى أقرب شئ في بيئته البدوية ويشبهه به، في قالب استفهامي مباشر لا يحتاج معه المستمع إلى مزيد إيضاح.. كأن يقول في معرض وصفه لعدو رجل: أنت شفت الضبعة؟!! أو في معرض وصفه لجمال امرأة: أنت شفت الظبي؟!!

    أذكر أيضا مما استوقفني في هذا الجانب.. إصرار جلّ النحويين على طرد القاعدة النحوية التي تقول بضرورة أن يكون صاحب الحال معرفة ، وتشذيذهم النصوص التي جاء فيها الحال نكرة، في تجاهل غريب لسياق الكلام وأغراض المتكلمين.. فكيف بالله عليكم أو (عليهم ) يفعل من يريد أن يصف حال النكرة؟!! ماذا أفعل إذا كان رجل من الرجال لا أعرفه دخل ضاحكا أو باكيا، وأريد لسبب أو لآخر إخبار محدثي بحالته عند دخوله، لا حالته قبلها، كما هو الحال لو كنت أروم وصف ذلك الرجل؟!! والعجيب في هذه المسألة أن النحويين يجيزون مجئ الحال نكرة إذا تقدمت على صاحبها، كأن تقول: (دخل ضاحكا رجل) لأنها في هذه الحال لا تلتبس بالصفة، أو بعبارة أخرى لا يمكن أن تعرب صفة!! فهل أدركتم حجم هذا التغييب المطبق للمعنى أو السياق، وحجم طغيان القواعد النحوية على عقول النحاة؟!!
    ومن الطريف هنا أن ابن هشام في شرحة لألفية ابن مالك، وفي مستهل استعراضه للشواهد التي شذت عن القاعدة قال ما نصه (وقد جاءت نكراتٌ أحوالًا) !!! فهل تأملتم حجم المفارقة؟!! وهل رأيتم كيف وقع ابن هشام في الفخ دون أن يدري؟!! لا شك أن ابن هشام الذي نطق بهذه العبارة شخص آخر غير ابن هشام النحوي.. إنه متكلم عربي فصيح أراد أن يعبر عن معنى في نفسه فجاءت هذه العبارة على لسانه بشكل عفوي ،كما أتت على لسان الصحابي الذي قال: (وصلى خلفه رجال قياما) ولو أن عقلية النحوي كانت حاضرة في تلك اللحظة في ذهنه لراغ عنها إلى عبارة أخرى كأن يقول: (وجاءت بعض النكرات) لكن الله أراد أن يجري الحق على لسانه ولو كره النحويون، وهو أولهم

    ما سبق هواجس خطرت بذهني فنقلتها إليكم.. فلا تخرجوها عن (سياقها) ولا تحمّلوها فوق ما تحتمل.. وتذكروا ما سبق أن قلت من أن المسألة ليست قصورا في إدراك النحويين.. بل إنشغال منهم بما رأوه أهم، وهو ـ عندي ـ ليس كذلك..

    وفقكم الله وبارك فيكم.. وبانتظار مطارحاتكم يا شيوخنا الكرام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    اليمن - تعــز
    المشاركات
    205

    افتراضي رد: السياق السياق.. معاشر النحويين !!

    أخي الفاضل وشيخي شيخ المحققين ، أرجو أن ترضى بطالب علم إلى أن يأتي الشيوخ ( يعني مشّي حالك بالحاصل ).
    النحو البصري قد لا يعير السياق اهتمامًا في بعض مسائله ، مما يتسبب في وجود أحكام قد لا توافقها الشواهد النحوية ، وربما كان للمنطق دوره وأثره في التمسك ببعض القواعد رغم وجود شواهد تجيزها ، فصاحب الحال عندهم محكوم عليه ، والمحكوم عليه لا بدّ أن يكون معروفًا ، فالحكم على النكرة لا يفيد !!
    *****************
    لا شك أن السياق لـه أثر في الحكم وإزالة اللبس ، فكما أن ( مِن ) تكون زائدة وتكون للتبعيض فإنها لا يمكن أن تحمل إلا على الزيادة - في نظري - في قولـه تعالى : ( يا قَومَنا أَجيبوا داعي اللَّهِ وآمِنوا بِهِ يَغفِر لَكُم مِن ذُنوبِكُم ...) ؛ لأن المقام مقام ترغيب يتجلى فيه كرم الله الواسع ، وتتصدر فيه مغفرته التي تلغي من الأذهان فكرة الاستمرار في المعاصي ، فالسياق هنا يدفع باتجاه الزيادة التي تقوي المعنى ، وتؤكد حصولَ المغفرة الكاملة عند حصول الإيمان الصادق ، أما القول بإفادة ( من ) التبعيض في الآية فاللفظ يحتمله لكنه ينحرف بالمعنى عن وجهته الصحيحة .
    *****************
    ومن ذلك إلزام أسلوب المدح بما يشبه الذم والعكس باصطحاب أداة استثناء معه ، وهذا يعدّ إجحافًا به وتضييقًا عليه ، ويمكن أن تستعمل فيه أداة الاســتدراك ( لكن ) كما في قولنا : زيد كريم لكـنه شجــاع .
    وهكذا نجد أن الاستدراك مساوٍ للاستثناء في هذا الأسلوب ، والمهم هو تأكيد المدح بما يشبه ضده وإن لم تكن هناك أداة استثناء ، والسياق يتكفل بإيضاح المقصود .

    والله أعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: السياق السياق.. معاشر النحويين !!

    وفقك الله وسدد خطاك

    أسمع جعجعة ولا أرى طحنا.
    بدأت كلامك -أحسن الله إليك- بمدح النحويين مدحا مجملا، ثم أتبعت ذلك بما ينقض المدح نقضا تاما ويجعله هباء منثورا!!
    وإذا كان النحويون لا يراعون السياق، فمن الذي يراعيه؟! ومن الذي قضى الأزمان الطوال، والأعمار في سبر كلام العرب وبحثه وتقريبه وتيسيره وشرحه وإيضاحه .. إلخ إلخ.
    ومن عجائب المعاصرين أنك ترى الكثير منهم يرى مسألة مغلوطة في كتاب من الكتب في فن من الفنون، فيقيم الدنيا ولا يقعدها، وينسب هذا الغلط إلى أصحاب الفن جميعا كبيرهم وصغيرهم، قديمهم ومعاصرهم، ويظن بذلك أنه أتى بما لم يأت به الأوائل، وصار إلى القمة التي لم يبلغها أحد سواه!
    فيرى سهوا مثلا في بعض كتب الأصول، فيسطر الكتب والمقالات بالعناوين الفخمة الضخمة (أغلاط الأصوليين) أو (الأصوليون أخطئوا) أو (الأصوليون وقعوا في الزلل) إلخ.
    ويرى غلطا في بعض كتب الفقه فيقول: (أخطأ الفقهاء).
    ويرى غلطا في بعض كتب الحديث فيقول: (أخطأ المحدثون).
    وهكذا.
    ولا شك أن هذا لا ينتج إلا مع وجود بعض الأمراض؛ مثل قصور النظر، وضعف الاطلاع، وحب الظهور، والعجلة المذمومة، والتسور الممقوت.

    يا أخي الكريم من أراد أن يقيم صرحا علميا فلا يصح أن يكتفي ببعض الردود والانتقادات على من سبقوه، يزعم فيها أنه يهدم ما أسسوه، ويزيف ما بنوه، بل لا بد أن يأتي هو بصرح أفضل من صرحهم، وإلا فكلامه لا معنى له.

    ولم تبين حفظك الله لماذا يقتل هذا التقدير البيت قتلا؟ ولم تبين أيضا التقدير الصحيح الذي تراه في البيت.
    ولم تبين حفظك الله معنى الفخ الذي وقع فيه ابن هشام؟
    وهل تظن أن ابن هشام بهذه السذاجة التي يصورها كلامك؟ فضلا عن جماهير النحويين؟

    وقديما وجدنا العلماء يتعقب بعضهم بعضا ويستدرك بعضهم على بعض، بكل أدب واحترام وتوقير، ومن غير هذا التعميم المبالغ، والإجمال العجيب.

    فما المانع أن تقول: (اختلف النحويون في مجيء صاحب الحال نكرة فقال بعضهم كذا وبعضهم كذا، والذي أراه كذا استدلال بكذا وكذا)؟
    هل تظن أنه لم يقل أحد بهذا سواك؟
    وإذا كان بعض النحويين قد قال بهذا، فما معنى إلصاق التهمة بجميع النحويين؟
    هلا قلت: أخطأ بعضهم؟
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: السياق السياق.. معاشر النحويين !!

    بارك الله فيكم.
    فقد وجد النحويون أن هذا البيت يتعارض مع قاعدة عامة عندهم، وهي أنه لا يجوز الوصف بالجملة الإنشائية، لذلك فقد جعلوا تقدير الكلام: جاؤوا بمذق مقول فيه: هل رأيت الذئب قط.. ولا شك أن هذا التقدير وإن كان يطرد قاعدتهم النحوية إلا أنه يقتل معنى البيت قتلا، ويصرفه عن مراد الشاعر، ويشوه الصورة البلاغية الجميلة فيه
    ليس التقديرُ في مثل هذا بمفسدٍ للمعنى، بل هو-على التحقيق- رعاية للمعنى، وليس شيءٌ أدلّ على ذلك من تفريقهم بين الخبر والنعت، فجمهورهم يجيز وقوع الجملة الإنشائية خبرًا، مع منعهم ذلك في النعتِ، قال الشيخ محيي الدين في تعليقه على شرح ابن عقيل: (وفرقوا-أي: الجمهور-بين الخبر والنعت بأن النعتَ يقصد منه تمييزُ المنعوتِ وإيضاحُه، فيجبُ أن يكون معلومًا للمخاطبِ قبل التكلمِ، والإنشاء لا يعلم إلا بالتكلم، وأما الخبر فإنه يقصد منه الحكم، فلا يلزم أن يكون معلومًا من قبل، بل الأحسن أن يكون مجهولا قبل التكلم ليفيد المتكلمُ المخاطبَ ما لا يعرفه) اهـ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: السياق السياق.. معاشر النحويين !!

    وأنت إذا تأملتَ هذا الشاهدَ لم تجد فيه الإنشاء على معناه من حيث الدلالة على الطلب، بل المقصود: (جاءوا بمذق لونه مثل لون الذئب).
    حتى إذا جن الظلام واختلط..
    جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط..
    ومن طريف ما يذكر في هذا البيتِ ما رواه أحدهم عن امرأة من بلاده، قال: مرّ بها رجلان، فأضافتْهما، وجاءتْ لهما بلبنٍ، فأنشد أحدهما للآخر بيتي ابن مالك معرضًا:
    ونعتوا بجملةٍ منكرا * فأعطيتْ ما أعطيتْه خبرا
    وامنعْ هنا إيقاعَ ذاتِ الطلبِ * وإن أتتْ فالقولَ أضمرْ تُصِبِ
    فقالت المرأة على الفور: والله ما مذقتُه!
    ففطنت إلى أنه يريد البيت الشاهد لا بيت الألفية، فتعجب الرجلان من بديهتها وحسن استحضارها!

  6. #6

    افتراضي رد: السياق السياق.. معاشر النحويين !!

    شكر الله لك سعيك يا أخي الفاضل وأحسن إليك .
    لم لا نعد اختلافهم هذا اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد وتناقض ؟.
    أما من حيث التقدير ، فأظن - والله أعلم- أنه مسألة نسبية يوجبها السياق ، ولم أر فيما طالعت أحسن من ابن هشام رحمه الله تقديرا ، بل كان يرد على سابقيه ويستدرك في هذا الباب .
    وعليه أرى أن نحمل كلام علمائنا خير محمل ، وهذا لا يعني أن لا نعمل العقل و نغالي فيهم إلى درجة التقديس أو التبخيس .
    وفقك الله وأثابك .
    إن الملوك إذا شابت عبيدهم ،،،، في رقهم عتقوهم عتق أحرار
    وأنت يا خالقي أولى بنا كرما،،،، قد شبت في الرق فاعتقنا من النار

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: السياق السياق.. معاشر النحويين !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد العدني مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل وشيخي شيخ المحققين ، أرجو أن ترضى بطالب علم إلى أن يأتي الشيوخ ( يعني مشّي حالك بالحاصل ).
    النحو البصري قد لا يعير السياق اهتمامًا في بعض مسائله ، مما يتسبب في وجود أحكام قد لا توافقها الشواهد النحوية ، وربما كان للمنطق دوره وأثره في التمسك ببعض القواعد رغم وجود شواهد تجيزها ، فصاحب الحال عندهم محكوم عليه ، والمحكوم عليه لا بدّ أن يكون معروفًا ، فالحكم على النكرة لا يفيد !!
    *****************
    لا شك أن السياق لـه أثر في الحكم وإزالة اللبس ، فكما أن ( مِن ) تكون زائدة وتكون للتبعيض فإنها لا يمكن أن تحمل إلا على الزيادة - في نظري - في قولـه تعالى : ( يا قَومَنا أَجيبوا داعي اللَّهِ وآمِنوا بِهِ يَغفِر لَكُم مِن ذُنوبِكُم ...) ؛ لأن المقام مقام ترغيب يتجلى فيه كرم الله الواسع ، وتتصدر فيه مغفرته التي تلغي من الأذهان فكرة الاستمرار في المعاصي ، فالسياق هنا يدفع باتجاه الزيادة التي تقوي المعنى ، وتؤكد حصولَ المغفرة الكاملة عند حصول الإيمان الصادق ، أما القول بإفادة ( من ) التبعيض في الآية فاللفظ يحتمله لكنه ينحرف بالمعنى عن وجهته الصحيحة .
    *****************
    ومن ذلك إلزام أسلوب المدح بما يشبه الذم والعكس باصطحاب أداة استثناء معه ، وهذا يعدّ إجحافًا به وتضييقًا عليه ، ويمكن أن تستعمل فيه أداة الاســتدراك ( لكن ) كما في قولنا : زيد كريم لكـنه شجــاع .
    وهكذا نجد أن الاستدراك مساوٍ للاستثناء في هذا الأسلوب ، والمهم هو تأكيد المدح بما يشبه ضده وإن لم تكن هناك أداة استثناء ، والسياق يتكفل بإيضاح المقصود .

    والله أعلم
    بارك الله فيك يا شيخنا.. والحق أن كثرة تعليقاتك حول معرفي قد تدفعني لتغييره لأني لم أقصد التسمية لذاتها، وإلا فأي شيخ يزكي نفسه بهذا الشكل الفجّ؟!! ناهيك عن طويلب علم بينه وبين الشيخة ما بين المشرق والمغرب.. لكني أتعامل مع معرفات الشبكة العنكبوتية بشكل تندري، أو لنقل تفاؤلي.. يحكي الأماني لا الواقع، كما يصنع العرب في تسميتهم للأعمى بصيرا والصحراء المهلكة مفازة..

    وقد أسعدني مرورك، وإضافتك.. ولي تعليق بسيط حول حديثك عن (من) في الآية.. أقول والله تعالى أعلم: ربما تكون (من) للتبعيض على اعتبار أن المقصود بالذنوب ما يقع في ظنهم أنها ذنوب، بينما هي في شرع الله ليست كذلك.. فيكون الغفران خاص بما هي ذنوب حقيقة لا بمجمل أعمالهم التي يعتقدونها كذلك.. وفي ذلك تنويه بسماحة الدين واتساع دائرة المباح فيه، على عكس ما يعتقده البعض عن تضييق الدين على الناس، وهي نظرة كانت سائدة في تلك العصور، وربما كانت حائلا لدى البعض دون الدخول في الدين، بل وأكثر من ذلك فإن الخطاب الديني يتجاوز ذلك إلى تقييم من يدخل في الدين بمعايير كانت سائدة في الجاهلية، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام، إذا فقهوا"

    وحديثك عن زيادة (من) والخلاف المعروف بين النحاة في زيادة الحروف في القرآن الكريم يكشف شيئا من الخلط لدى النحاة بين التناول النحوي والتناول السياقي.. ففي تحرج بعضهم من الحكم بزيادة الحروف في القرآن التفات إلى الجانب السياقي المغفل في تحليلهم النحوي، وإخراج لمصطلح الزيادة من دائرته النحوية، ويعود ذلك لحساسية الموقف في النص القرآني، مع أنه لم يكن هناك ـ وفق تناولهم النحوي ـ ما يبرر هذه الحساسية، لأن النظر إلى الزيادة باعتبار نحوي صرف لا بدلالتها اللغوية، فتسميتها بالزائدة كتسميتهم للكأس فاعلا في قولنا" انكسر الكأس" وهو في حقيقة الأمر ليس كذلك.. والله تعالى أعلم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    اليمن - تعــز
    المشاركات
    205

    افتراضي رد: السياق السياق.. معاشر النحويين !!

    بارك الله فيك أخي الحبيب شيخ المحققين .
    والله لم أقصد إلا تكريمكم بتكرار هذا الرمز ( الاسم المستعار - المعرف ) ، ولا أحمل إلا كل تقدير واحترام .
    لكن إذا قررت التخلي عن هذا الاسم ، فأنا أولى به ، سآخذه منك مشكورًا مأجورًا .
    أنا أفهم أن لكل منا خواطرَ تعصف بذهنه أحيانًا ، مجموعة من الأسئلة يريد عرضها على إخوانه لعله يجد أيدي آمنة ( هاتان الكلمتان مشهورتان هذه الأيام في اليمن ) تعينه ، ولا نقصد من الأسئلة الإساءة ، بل نريد فقط النقاش العلمي الجاد فيها .
    في كتب النحو تعليلات مقبولة وأخرى غير مقبولة ، وللعلماء اختيارات كثيرة صحيحة ، لكن بعضها يحتاج إلى طول نظر وتأمل ، وربما إلى رد .
    لا شك أن هذا لا يمس من مكانتهم العظيمة في نفوسنا ، ولا ينقص من قدرهم ، فهم حفظة العلم ، لكن الكمال لله .
    وقد نعتقد اليوم أمرًا ثم نكتشف خطأه غدًا ، والحجة لا يضعفها إلا حجة أقوى منها .
    ********
    أخي الحبيب ، أحتاج فقط إلى بعض الوقت للرد على ما ورد في مشاركتكم الأخيرة ( إن كان هناك رد ) .
    حفظك الله ، وحفظ جميع الإخوة الأفاضل المشاركين ، وأعلى قدركم ومكانتكم بين الناس .
    ********
    اللهم انصر واحفظ إخواننا وأهلنا في غزة وليبيا . آآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآ مين

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: السياق السياق.. معاشر النحويين !!

    أخوتي الكريم.. أبا مالك العوضي، أبا بكر المحلي، البشير الإبراهيمي.. وليد العدني.

    ممتن لمشاركاتكم وإضافاتكم القيّمة.. وعذرا على التأخير في الشكر فقد شغلتنا أموالنا وأهلونا فاغفروا لنا تقصيرنا

    ولي بإذن الله عودة لمطارحتكم الرأي..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •