تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    94

    افتراضي أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    السؤال الأول:

    ذكر الفاضل العلامة الدكتور فاضل صالح السامرائي متحدثا عن التركيب (أريت) :

    (ومعنى ( أرأيت) أخبر، وهو منقول من رأيت بمعنى (أبصرت) أو(عرفت) كأنه قيل : أأبصرته وشاهدت حاله العجيب ، أو أعرفتها أخبرني عنها ، فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة)[1].

    ولكنني وجدت بعض النصوص التي اُستعمل فيها هذا التركيب ولم يكن فيه معنى التعجب حسب فهمي ، ومن هذه النصوص :

    1- عن زيد بن خالد الجهني أنه سأل عثمان بن عفان فقال أرأيت إذا جامع الرجل امرأته ولم يمن فقال عثمان يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره وقال عثمان سمعته من رسول الله {صلى الله عليه وسلم}.

    2- عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال على كل مسلمٍ صدقة ٌ قيل أرأيت إن لم يجد قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال أرأيت إن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال قيل له أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها صدقة.

    3- من حديث الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاءت امرأة إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قال أرأيتِ لو أن على أمك دينٌ فقضيته أكان يؤدي ذلك عنها قالت نعم قال فصومي عن أمك.

    فهل هذا التركيب (أريت) جاء فيه معنى التعجب في هذه النصوص أم أن العلامة السامرائي لم يكن موفقا في إطلاق الحكم على التركيب ؟

    وهل معنى التعجب يأتي من النص أم من من التركيب؟




    السؤال الثاني :

    تركيب (ألم تر) قالوا أن فيه معنى التقرير .

    فهل التقرير متأتي من همزة الاستفهام التي تأتي للتقرير أم من التركيب (ألم) أم من التركيب (ألم تر) كله؟



    وأرجو وضع المصادر المتعلقة التي ناقشت هذا الموضوع إن وجدت..



    [1] معاني النحو 2/14.



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    632

    افتراضي رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر المعاضيدي مشاهدة المشاركة
    لو أن على أمك دينٌ فقضيته
    هل إعراب كلمة (دينٌ)صحيح؟!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    رواية الحديث المعروفة (لو كان على أمِّك دينٌ ...)
    والله أعلم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    176

    افتراضي رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    السلام عليكم ورحمة الله
    المعروف أن هذا التركيب يفيد الاستفهام وقد يكون الغرض من الاستفهام إما التقرير في الأغلب أو الإنكار والتوبيخ.
    وهذا الذي ذهب إليه الأستاذ فاضل السامرائي فلا أعرف من أين أتيت بمعنى التعجب، إذ قوله ."(ومعنى ( أرأيت) أخبر، وهو منقول من رأيت بمعنى (أبصرت) أو(عرفت) كأنه قيل : أأبصرته وشاهدت حاله العجيب ، أو أعرفتها أخبرني عنها ، فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة)[1].
    لايعني مطلقا أن معنى التركيب هو التعجب، بل الاستخبار معناه الاستفهام.وكل الأمثلة الواردة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم تصب في هذا المعنى.
    في السؤال الثاني:
    المعروف أن النحاة يقولون بإفادة الهمزة للاستفهام أما معنى التقرير فهو مأخوذ من التركيب كاملا وليس من استعمال المفردة فقط.
    وفقكم الله
    محمود طلحة-أستاذ اللغة العربية واللسانيات

  5. #5

    Arrow رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    زادني الله وإياك علمًا وحرصًا أخي الفاضل عمر، وشكر الله لإخواننا الأفاضل، وبعد ...
    فبالنسبة للسؤال الأول:

    هذا النص الذي نقلته عن الدكتور السامرائي هو بنصه من شرح الرضي الاستراباذي على «الكافية»، حيث قال هناك (4/161-162):

    «ومعنى أرأيت: أخبر، وهو منقول من / رأيت، بمعنى: أبصرت أو عرفت، كأنه قيل: أأبصرته وشاهدت حاله العجيبة، أو: أعرفتها، أخبرني عنها. فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة لشئ، وقد يؤتى بعده بالمنصوب الذي كان مفعولا به لرأيت نحو: أرأيت زيدًا ما صنع، وقد يحذف، نحو: {أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله} الآية، و{كم} ليس بمفعول كما يجئ، بل هو حرف خطاب، ولا بد سواء أتيت بذلك المنصوب أو لم تأت به، من استفهام ظاهر أو مقدر، يبين الحال المستخبر عنها»، انتهى.

    وانطلاقًا من هذا الكلام الطيب يتأصل لنا ما يلي:

    [1] معنى التركيب «أرأيت»: أخبرني.

    [2] أن الفعل «رأيت» اختلف فيه، فمنهم من نقله عن العِلْمِيَّة كابن هشام وابن أم قاسم المرادي وغيرهما، ومنهم من نقله عن البَصَرِيَّة، ومنهم من جمع بينهما كالرضي هنا فيما نقلنا عنه، وأثر الخلاف يظهر في إعراب ما يليه. راجع
    «الكتاب» لسيبويه (1 / 239-240)
    [3] أن الأصل في هذا التركيب الاستفهام أو الاستخبار عن حالة عجيبة لشيء ما، وهذا الاستفهام قد يكون ظاهرًا، وقد يكون مقدرًا كما قال الرضي.

    فالظاهر: نحو قولك: «أرأيت زيدًا ما صنع»، كأن المخاطَب حين سُئِل: أرأيت زيدًا؟ أجاب: عن أي حاله تستخبر؟ فقال: «أخبرني ما صنع». ومنه قوله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون} الآية، وقوله: {أرأيت الذي ينهى . عبدًا إذا صلى} إلى قوله: {ألم يعلم بأن الله يرى}، وهذا هو الاستفهام الظاهر.

    وأما المقدر: نحو قول الله: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}، فهنا استفهام مقدر، أي: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة ما عاقبته أو ما مآله، و{فإني نسيت الحوت} مستأنفة، ومثله قوله تعالى: {أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم}، ونحو قول الله: {أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني} أي: أرأيتك هذا المكرم لم كرمته؟ وقوله تعالى: {لئن أخرتني} كلام مستأنف.

    ويتبين لنا من هذا الكلام المراد مما ورد في الأحاديث المستشكلة عليك أخي عمر، بأنها من الاستفهام المقدر، فقول زيد: «أرأيت إذا جامع الرجل امرأته ولم يمن»، أي: ما حاله؟ أو: ما حكمه؟، وهكذا.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المدائن مشاهدة المشاركة
    هل إعراب كلمة (دينٌ)صحيح؟!

    جزاكم الله خيرًا على هذه اللفتة الطيبة، ورواية الحديث فعلًا «دين» كما ذكر الفاضل أبو بكر المحلي، ولكن لفظ الحديث عند كل مخرجيه: «لو كان على أمك دينٌ»، وليس: «لو أن على ...»، فانتظم السياق والحمد لله.

    وأعتذر عن عدم الإجابة على السؤال الثاني؛ فإني على عجلة من أمري الآن،
    ولي مشاركة أخرى إن شاء الله

    قال أيوب السختياني: لا ينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر المحلي مشاهدة المشاركة
    رواية الحديث المعروفة (لو كان على أمِّك دينٌ ...)
    والله أعلم.
    بارك الله فيكم ، الرواية نقلتها كما هي من المكتبة الشاملة


    جزاكم الله خير لجزاء على التصحيح.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    السلام عليكم ورحمة الله

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    المعروف أن هذا التركيب يفيد الاستفهام وقد يكون الغرض من الاستفهام إما التقرير في الأغلب أو الإنكار والتوبيخ.
    وهذا الذي ذهب إليه الأستاذ فاضل السامرائي فلا أعرف من أين أتيت بمعنى التعجب، إذ قوله ."(ومعنى ( أرأيت) أخبر، وهو منقول من رأيت بمعنى (أبصرت) أو(عرفت) كأنه قيل : أأبصرته وشاهدت حاله العجيب ، أو أعرفتها أخبرني عنها ، فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة)[1].
    لايعني مطلقا أن معنى التركيب هو التعجب، بل الاستخبار معناه الاستفهام.وكل الأمثلة الواردة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم تصب في هذا المعنى.

    جزاكم الله خير الجزاء
    لكن أرجو تفسير قوله :(فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة)[1].

    هل يقصد أن استعمال التركيب لايكون إلا في حالة عجيبة ؟


    في السؤال الثاني:
    المعروف أن النحاة يقولون بإفادة الهمزة للاستفهام أما معنى التقرير فهو مأخوذ من التركيب كاملا وليس من استعمال المفردة فقط.
    وفقكم الله

    بارك الله فيك شيخي على التوضيح ، لكن قوله تعالى (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الشرح:1]فيه معنى التقرير متأتي من الهمزة ، فلمَ كان التركيب في الأول هو الذي أفاد معنى التقرير وفي الآية الهمزة فقط ؟

    وفقكم الله وزادكم علماورفعة .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله القرشي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    زادني الله وإياك علمًا وحرصًا أخي الفاضل عمر، وشكر الله لإخواننا الأفاضل، وبعد ...
    فبالنسبة للسؤال الأول:
    هذا النص الذي نقلته عن الدكتور السامرائي هو بنصه من شرح الرضي الاستراباذي على «الكافية»، حيث قال هناك (4/161-162):
    «ومعنى أرأيت: أخبر، وهو منقول من / رأيت، بمعنى: أبصرت أو عرفت، كأنه قيل: أأبصرته وشاهدت حاله العجيبة، أو: أعرفتها، أخبرني عنها. فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة لشئ، وقد يؤتى بعده بالمنصوب الذي كان مفعولا به لرأيت نحو: أرأيت زيدًا ما صنع، وقد يحذف، نحو: {أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله} الآية، و{كم} ليس بمفعول كما يجئ، بل هو حرف خطاب، ولا بد سواء أتيت بذلك المنصوب أو لم تأت به، من استفهام ظاهر أو مقدر، يبين الحال المستخبر عنها»، انتهى.

    وانطلاقًا من هذا الكلام الطيب يتأصل لنا ما يلي:
    [1] معنى التركيب «أرأيت»: أخبرني.
    [2] أن الفعل «رأيت» اختلف فيه، فمنهم من نقله عن العِلْمِيَّة كابن هشام وابن أم قاسم المرادي وغيرهما، ومنهم من نقله عن البَصَرِيَّة، ومنهم من جمع بينهما كالرضي هنا فيما نقلنا عنه، وأثر الخلاف يظهر في إعراب ما يليه. راجع
    «الكتاب» لسيبويه (1 / 239-240)
    [3] أن الأصل في هذا التركيب الاستفهام أو الاستخبار عن حالة عجيبة لشيء ما، وهذا الاستفهام قد يكون ظاهرًا، وقد يكون مقدرًا كما قال الرضي.
    فالظاهر: نحو قولك: «أرأيت زيدًا ما صنع»، كأن المخاطَب حين سُئِل: أرأيت زيدًا؟ أجاب: عن أي حاله تستخبر؟ فقال: «أخبرني ما صنع». ومنه قوله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون} الآية، وقوله: {أرأيت الذي ينهى . عبدًا إذا صلى} إلى قوله: {ألم يعلم بأن الله يرى}، وهذا هو الاستفهام الظاهر.
    وأما المقدر: نحو قول الله: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}، فهنا استفهام مقدر، أي: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة ما عاقبته أو ما مآله، و{فإني نسيت الحوت} مستأنفة، ومثله قوله تعالى: {أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم}، ونحو قول الله: {أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني} أي: أرأيتك هذا المكرم لم كرمته؟ وقوله تعالى: {لئن أخرتني} كلام مستأنف.
    ويتبين لنا من هذا الكلام المراد مما ورد في الأحاديث المستشكلة عليك أخي عمر، بأنها من الاستفهام المقدر، فقول زيد: «أرأيت إذا جامع الرجل امرأته ولم يمن»، أي: ما حاله؟ أو: ما حكمه؟، وهكذا.



    جزاكم الله خيرًا على هذه اللفتة الطيبة، ورواية الحديث فعلًا «دين» كما ذكر الفاضل أبو بكر المحلي، ولكن لفظ الحديث عند كل مخرجيه: «لو كان على أمك دينٌ»، وليس: «لو أن على ...»، فانتظم السياق والحمد لله.

    وأعتذر عن عدم الإجابة على السؤال الثاني؛ فإني على عجلة من أمري الآن،
    ولي مشاركة أخرى إن شاء الله



    بارك الله فيك شيخي

    أفهم من كلامك أن لهذا التركيب استفهام ظاهر أو مقدر ، وهو بمعنيين كما ذكر الدكتور فاضل صالح السامرائي فالأول سؤال عن الرؤية البصرية أو القلبية ، والثاني بمعنى أخبرني .

    وأن هناك خلاف في أصله فمنهم من نقله من البَصرية وعئدئذٍ تكون الكاف حرف خطاب لا محل لها من الإعراب ولاتنثى ولاتجمع .

    أما إذا كانت من رأى العلمية فهي تتعدى إلى مفعولين وتكون الكاف ضمير مفعول به وتثنى وتجمع .

    هل ما ذكرته صحيح ؟
    بارك الله فيك وزادك علما ورفعة .

  9. #9

    Arrow رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر المعاضيدي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك شيخي

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

    وبعد، فجزاك اللهُ خيرًا أخي عمرَ على رَدِّكَ الطَّيب، ولكنْ أَوَدُّ التنبيهَ على أني لستُ بشيخٍ، وإنَّما أنا طويلبٌ أُحَصِّلُ من العلم ما يُنجيني من عذاب نار السعير، وأسألُ اللهَ أن يعينَني على ذلك، وَأَحَبُّ إليَّ لو ناديتني بـ: «أخي»، فما أعظمَها من كلمةٍ، وما أصدَقه من وَصْفٍ، وَصَفَ اللهُ به عبادَه المؤمنين في قوله: {إنما المؤمنون إخوة}، وقال في معرض المَنِّ على عباده: {فأصبحتم بنعمته إخوانًا}، وَحَضَّنا نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم فقال: «وكونوا عباد الله إخوانًا» [البخاري 6064، ومسلم 2558].
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر المعاضيدي مشاهدة المشاركة
    هل ما ذكرته صحيح ؟
    نعم صحيح، بارك الله فيك. وراجع للفائدة «تهذيب اللغة» لأبي منصور (15/ 320) وما بعدها.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر المعاضيدي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك وزادك علما ورفعة .
    اللهم آمين، وإياكم إن شاء الله
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر المعاضيدي مشاهدة المشاركة
    لايعني مطلقا أن معنى التركيب هو التعجب، بل الاستخبار معناه الاستفهام.وكل الأمثلة الواردة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم تصب في هذا المعنى.
    جزاكم الله خير الجزاء
    لكن أرجو تفسير قوله :(فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة)[1].
    هل يقصد أن استعمال التركيب لايكون إلا في حالة عجيبة ؟.
    لرفع الإشكال عنك أخي عمر: اعلم أن هذا التركيب في أصل وضعه للاستفهام - أو: الاستخبار، على حد البعض -، وما ذكر من شأن الحالة العجيبة للشيء، فهذا ناتج عن الاستقراء لكلام العرب، وأما التقييد به والحصر في قول الرضي رحمه الله: «فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة لشيء» فليس بجيد والله أعلم؛ إذ الاستعمال الغالب في كلام العرب لهذا التركيب إنما هو الاستفهام - أو الاستخبار - عن شيء مبهم لدى السائل، قد أشكل عليه.
    ومن أمثلة الأول - أعني: معنى التعجب -: قول الله حكاية عن إبليس الرجيم: {أرأيتك هذا الذي كرمت علي}، أي: أرأيتك هذا الذي كرمته عليَّ، لم كَرَّمته؟ فكأنه يتعجب من تكريم الله آدمَ عليه، وآدم من الطين وهو من النار، وعلى حد زعمه أن النار أعلى رتبة من الطين، لعنه الله وقبحه، فتعجب من هذا التكريم، فقال قولته الخبيثة معترضًا مستنكرًا أَمْرَ ربه الذي خلقه.
    ومن أمثلة الثاني، يعني: الاستفهام عن الشيء المبهم: معظم الآيات والأحاديث المذكورة، كقول زيد مثلًا: «أرأيت إذا جامع الرجل امرأته ولم يُمْنِ»، فهو يستخبر عن مسألة مبهمة عليه، يريد حلها ورفع إشكالها عنه. ولقائلٍ أن يقولَ: يحتملُ أن يُراد به معنى التعجب أيضًا؛ إذ مجامعة الرجل المرأة لا تنفك عن إنزال، فلما لم ينزل استدعى ذلك تعجبه واندهاشه، فاستخبر عن هذه الحالة العجيبة، ولست أقول به بل المعنى على الأول، والله أعلم.

    فالخلاصة،
    أن هذا التركيب - في الغالب - يستخدم للاستخبار عن شيء مبهم أو مغلق، وقد يأتي للاستخبار عن حالة عجيبة لدى السائل، والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

    قال أيوب السختياني: لا ينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم.

  10. #10

    Arrow رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر المعاضيدي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله
    في السؤال الثاني:
    المعروف أن النحاة يقولون بإفادة الهمزة للاستفهام أما معنى التقرير فهو مأخوذ من التركيب كاملا وليس من استعمال المفردة فقط.
    وفقكم الله
    بارك الله فيك شيخي على التوضيح ، لكن قوله تعالى (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الشرح:1]فيه معنى التقرير متأتي من الهمزة ، فلمَ كان التركيب في الأول هو الذي أفاد معنى التقرير وفي الآية الهمزة فقط ؟
    وفقكم الله وزادكم علماورفعة .
    الهمزة حرف مهمل، يستخدم في الاستفهام أو النداء، وباقي أقسام الهمزة ليس من حروف المعاني، وهمزة الاستفهام حرف مشترك، يدخل على الأسماء والأفعال والحروف، نحو: أزيد قائم؟ و: أتصدق أن عمرًا سيأتي؟ و: {أثم إذا ما وقع}، وقد راعوا تقديم الهمزة لا سيما في الحروف لأصالتها، فهي أصل أدوات الاستفهام، وإلا فكان الأصل: ثم أإذا ما وقع، أو: فـ ألا تعقلون، فهي من الجمل المعطوفة، ولكن لأصالتها قدمت وصدرت، وهذا رأي الجمهور، خلافًا للزمخشري ومن تبعه.
    وهمزة الاستفهام تأتي لمعان تتحدد بحسب المقام، وكلها تصب في معنى الاستفهام، ومن هذه المعاني: التقرير، والتذكير، والتعجب، والتهديد، والتوبيخ، وغير ذلك، وكثيرًا ما يتنازع التقرير والتوبيخ في هذه الهمزة.
    وما يهمنا من هذه المعاني هو التقرير، ويراد به: حمل المخاطب على الإقرار بما يعلم ثبوته أو نفيه، وقد نص النحاة على أن همزة الاستفهام إذا جاءت بعد «لم» و«لما»، فيراد بها:
    أ- إما التقرير، كقول الله: {ألم نشرح لك صدرك}، و{ألم يجدك يتيمًا فآوى}، وقول عمرو بن كلثوم في «معلقته» (صـ 84):
    82- أَلمَّا تعرفوا منا ومنكمْ * كَتائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرْتَمِينا
    وقد يشترك في قول الله: {ألم يجدك يتيمًا فآوى} معنى التذكير أيضًا.
    ب- وإما التوبيخ، كقولك: ألم تذنب! ألم تسفه على فلان! وكقول الله حكاية عن فرعون: {ألم نربك فينا وليدًا}، ففي هذا كله تقرير وتوبيخ في ذات الوقت.
    وبالنسبة للآيات، فللعلماء توجيهات في مثل هذا التركيب وأمثاله، منها ما يلي:
    1- أن «لم» حرف نفي وقلب، يقلب المضارع المجزوم بعده ماضيًا كما قال ابن هشام، وهو ظاهر، والهمزة الداخلة عليه إنكارية، فالاستفهام بها على سبيل الإنكار، ولما كان الإنكار يتضمن نفيًا كامنًا، تسلط هذا النفي الكامن على ذاك الصريح في الحرف «لم»، فأثبت الفعل المنفي بها بعدها، إذ نفي النفي يئول إلى معنى الإثبات، فيكون الوجه: انقلاب مضارعة الفعل بعد «ألم» إلى ماضويته، وانقلاب نفيه إثباتًا، وعليه فقول الله تعالى: {ألم يعدكم ربكم وعدًا حسنًا}، يعني: وعدكم وعدًا حسنًا، وقوله: {ألم نشرح لك صدرك} يعني: شرحنا لك صدرك، على الوجه الذي ذكرنا.
    2- أن الهمزة إذا جاءت بعد النفي في القرآن، فأكثر ما يراد بها التقرير، قاله أبو حيان في «البحر»، وهذا من استقراء آيات القرآن، كمثل قوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك}، و{ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا}، و{ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}، و{أولم يروا أنا جعلنا حرمًا آمنًا}، وكل هذا واقع لا محالة، فشرح الصدر للنبي واقع، وقول الخضر لموسى: {إنك لن تستطيع معي صبرًا} واقع، والعلم بأن الله على كل شيء قدير واقع، وهكذا.
    وأما عن حكمة إدخال النفي بعد الهمزة على الفعل، فقال الشيخ محمد الطاهر: «لأن غالب الاستفهام التقريري يُقْحَمُ فيه ما يفيد النفي؛ لقصد التوسيع على المُقَرَّر، حتى يُخَيَّل إليه أنه يُسْأَل عن نفي وقوع الشيء، فإن أراد أن يزعم نفيه، فقد وَسَّعَ المقرر عليه ذلك، ولكنه يتحقق أنه لا يستطيع إنكاره، فلذلك يقرره على نفيه، فهذا قانون الاستفهام التقريري الغالب عليه، وهو الذي تكرر في القرآن»، انتهى بتصرف يسير.
    قلت: وتوضيحًا للكلام السابق، فالشيخ يريد أن إدخال النفي على الفعل؛ لتقرير المُخاطَب على نفيه، محرضًا له - أي: المخاطَب - على الاعتراف به بطريق المخالفة، وهذا بناء على أنه لا يرضى بأن يكون ممن يجهله، يوضحه مثلًا قوله تعالى: {ألست بربكم}، فهذا استفهام تقريري، فإشهاد الله لنا واقع لا محالة، وعلى الرغم من عدم علمنا به على وجه الحقيقة إلا أننا لا ننكره بل استقر عندنا ثبوته بإخبار الله تعالى، فكان الجواب بـ: {بلى}، إقرارًا بالشهادة، وهذا هو الاستفهام التقريري.
    وعلى هذا، فمعنى التقرير - والله أعلم - من التركيب لا من الهمزة، نعم همزة الاستفهام تفيد التقرير، ولكن مع سبقها لحرف نفي؛ لتقرر هذا الكلام، والله أعلم.
    وأخيرًا ... هذا ما مَنَّ اللهُ به عليَّ ووفقني إليه، فإن كان من خطإ أو سهوٍ فأرجو التنبيه والتذكير، سيما وقول الله تعالى: {والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}، وأعتذر عن هذا التطويل، فما أردت إلا الفائدة لي ولإخواني، وجزاكم الله خيرًا
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قال أيوب السختياني: لا ينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    جزاكم الله خيرًا.
    وللشهاب الخفاجيّ رسالة في إعراب قوله تعالى: (أرأيتكم)، طبعتها مكتبة الآداب ضمن (أربع رسائل في النحو) بتحقيق عبد الفتاح سليم.

  12. #12

    Arrow رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر المحلي مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرًا.
    وللشهاب الخفاجيّ رسالة في إعراب قوله تعالى: (أرأيتكم)، طبعتها مكتبة الآداب ضمن (أربع رسائل في النحو) بتحقيق عبد الفتاح سليم.
    جزاكم الله خيرًا على هذه الفائدة، وراجع هذا الرابط أدناه
    قال أيوب السختياني: لا ينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: أسئلة أتمنى الإجابة عنها

    جزاك الله خيرًا.
    الكتاب المطبوع بين يديّ، والحمد لله ربّ العالمين.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •