إيراد هذا الكلام بهذا الترتيب لا يحمل إلا معنى واحدا، وهو أن (صَعِقا) كـ (مصعوق) في أنه مفعول؛ مثل أن (منكسرا) كـ(مكسور) في أنه مفعول.
ولا شك أن هذا خطأ لا يقول به أحد؛ لأن الاتفاق في مجرد المعنى لا يعني الاتفاق في الصيغة الصرفية؛ فـ(منكسر) اسم فاعل بلا نزاع، ومجرد اتفاقها في المعنى مع (مكسور) لا يخرجها عن ذلك، فكذلك في (صَعِق) لو فرضنا أنه بمعنى (مصعوق) لا يخرجها ذلك إلى أنها بمعنى المفعول.
لكي يتضح الخلاف بيني وبينك سأوضح لك النقاط التي أؤمن بها ، فإن حدث الاتفاق في الرأي
فبحمد الله، وإن لم يحدث فبقدر الله، فالنحو جاد فيه الخلاف مذ خروجه، وإلا لما نشأت فيه المدارس والمذاهب النحوية.
[quote=أبو مالك العوضي;482496]ألم تذكري سابقا أنه لا يصح ذلك إلا بشرط أن يليه شبه جملة، فهل هذا موجود في مسألتنا؟
وإذا لم يكن موجودا في مسألتنا، فلا معنى لإيراد كلام لا يتعلق بالموضوع.
Quote]
أولا: الفعل اللازم يأتي منه اسم مفعول لكن بشرط أن يلي اسم المفعول ( وليس الفعل) شبه جملة، ألا ترى أنك تقول: وخرَّ موسى صَعِقا، أي : مصعوقًا، أي: مَغشِيًّا عليه، فامعنى على ما يقاس عليه. راجع تفسير القرطبي _ لسان العرب لابن منظور.
ثانيا:
أننا اشتققنا هذه الصيغة (صَعِقا) من الفعل اللازم (صَعِق) ، فلماذا لايقول عاقل أن: صُعِق موسى منقولة من صَعِق اللازم
ثالثا:
فهمت من كلامك أنني جعلت معنى (صَعِق) كمصعوق، و منكسر كمكسور...
فالخلاف هنا في في جعلك (صَعِق) صفة مشبهة باسم الفاعل، وجعلي (صَعِق) اسم مفعول سماعي.
وعلى رأيي يصح ذلك ؛ لأن (صَعِق) اسم مفعول سماعي لا يقاس عليه ، فهو ليس مبني على أوزان أسماء المفعولين المعروفة.
أما (منكسر ومكسور) فأنا مثلت به ،ولكن انظر إلى الفعل قبله، قلت: انكسر الزجاج فهو منكسر، وكُسِر الزجاج فهو مكسور، فأنا لم أخالف في هذا، فعليه معنى منكسر مخالف لمعنى مكسور.
ما الثمرة المترتبة على كون كلمة صعقا صفة مشبهة او صيغة مبالغة؟؟؟
نورد مرة أخرى أن:
(صَعِق) اسم مفعول سماعي بمعنى مصعوق ( هذا ما ذكره المفسرون)
ولا يصح قياسه بـ (منكسر كمكسور) فالمعنى هو المعول الأساسي، وإن اختلفت الأوزان.
أما الاختلاف في كونها صفة مشبهة أو صيغة مبالغة فقد قدمنا أنه لا تعارض بينهما، فقد تكون صفة مشبهة وللمبالغة أيضا، وقد انتهينا من هذه المسألة.
وانتهى الكلام إلى مسألتين:
1- الذي يقول [ (صَعِقٌ) اسم مفعول سماعي لا يقاس عليه ] فهو بحاجة إلى دراسة علم الصرف فضلا عن أن يكون من أساتذته.
2- الذي يقول [ (صَعِقٌ) مشتق من (صُعِقَ) أو من (صَعَق) ] فهو بحاجة إلى دراسة علم الصرف من مرحلة المبتدئين.
لم يذكر أحد من المفسرين ذلك، بل هذا سوء فهم لما أورده القرطبي في تفسيره من سياق المادة، فالقرطبي يورد الشرح اللغوي للفظة والأفعال الواردة فيها كما هي عادته في تفسيره، ولا يمكن أن يقصد كونها اسم مفعول سماعي، فهذا لا يقوله من يعرف مبادئ الصرف.
وجميع كتب اللغة والمعاجم ذكرت : صَعِق فلان فهو صَعِق، وصُعِق فهو مصعوق، ولم يقل أحد إن هذا هو هذا.
وقد انتهى المقصود في هذا الموضوع، وما بقي إلا تكرار وجدل مذموم.
ولذلك لن أعلق مرة أخرى إلا إن جاء أحد بحجة لها معنى.
[quote=
1- الذي يقول [ (صَعِقٌ) اسم مفعول سماعي لا يقاس عليه ] فهو بحاجة إلى دراسة علم الصرف فضلا عن أن يكون من أساتذته.
Quote]
اعلم أن التعمق في علم النحو يوصل إلى أشياء لم يصل إليها السابقون/ فلا مانع من السير على القواعد الصرفية والخروج عليها إن استدعى المعنى ذلك. فليست القواعد النحوية والصرفية مطردة لا يمكن الخروج عليها نهائيًّا . فاللغة العربية لغة الاشتقاقات، فقد يشتق من اللفظة الواحدة عدة مشتقات.
سأورد سؤال أتمنى الإجابة عليه بوضوح ، وبه تغلق المسألة.
قد يكون هذا صحيحا في أشياء أخرى، ولكن الأشياء السماعية التي لا يقاس عليها لا يمكن أن يعرفها اللاحقون ويغفل عنها السابقون. لسبب واضح وسهل، وهو أنها سماعية أي أنها تعتمد على السماع والنقل فقط دون القياس والاستنباط.
فكيف تكون سماعية لا يقاس عليها، وهي ما عرفت إلا بالقياس والاستنباط؟!
هل الفعل (صَــعِــقَ) يُصاغ منه فعل مبني للمجهــــول ؟؟؟؟