بسم الله الرحمن الرحيم
ذُكر ان عبد الله بن شداد بن الهاد لم يسمع من ابن أم مكتوم ، من قال بهذا ، من ائمة الجرح والتعديل المتقدمين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ذُكر ان عبد الله بن شداد بن الهاد لم يسمع من ابن أم مكتوم ، من قال بهذا ، من ائمة الجرح والتعديل المتقدمين ؟
مرّضهم الطحاوي ولم يصرّح باسمهم حيث قال في شرح مشكل الآثار [13 /85-86]:
فَطَعَنَ طَاعِنٌ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَنَفَى أَنْ يَكُونَ سَمَاعًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ مِنَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَتَأَمَّلْنَا ذَلِكَ، فَوَجَدْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، قَدْ سَمِعَ مِنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ كَانَ غَيْرَ مُسْتَنْكَرٍ مِنْهُ سَمَاعُهُ مِنَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ.
وقد صحح الشيخ الألباني لهما إسنادا على شرط الشيخين، في حين جوّده المنذري.
قد يكون ذلك صواباً لأن ابن أم مكتوم توفي بالقادسية 15 هـ
ولم أجد من ذكر ذلك من المتقدمين وللحديث الوحيد الذي رواه عبد الله بن شداد عن ابن أم مكتوم وري بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه
جزاكم الله خيرا ،
شعيب شكك في سماعة ايضا ، هل هو تبع الطحاوي أم له وجه آخر ؟
الذي يظهر من كلام الطحاوي أنه مشّى سماعه بناء على المعاصرة وإمكان اللقي.شعيب شكك في سماعة ايضا ، هل هو تبع الطحاوي أم له وجه آخر ؟
أما كلام شعيب فسأراجعه لاحقا إن شاء الله.
الأظهر في الحديث: أنه من رواية عبدالله بن شداد مرسلاً؛ يحكي قصة ابن أم مكتوم مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو لم يدركها بلا شك.
وأما ما احتج به الطحاوي على خلاف ذلك من الاختلاف، فبيانه:
أن الحديث رواه حصين، عن عبدالله بن شداد، واختُلف عنه:
** فرواه أبو جعفر الرازي وعبدالعزيز بن مسلم القسملي، عنه، عن عبدالله بن شداد؛ موصولاً،
** ورواه هشيم وشعبة وإبراهيم بن طهمان، عنه، عن عبدالله بن شداد؛ مرسلاً.
والصواب عن حصين رواية أحفظ الناس لحديثه: هشيم، وتابعه شعبة وابن طهمان.
وأما من وصله: أبو جعفر الرازي وعبدالعزيز بن مسلم؛ ففيهما كلام، ولهما أوهام، ولا يرقيان لمقابلة رواية الثقات الحفاظ.
ولعل الطحاوي لم يقف على رواية هشيم حينما قال: (قد يحتمل أن يكون ذلك من اختلاف شعبة وعبدالعزيز على حصين؛ لأن حصينًا حدث به مرة هكذا، ومرة هكذا، وكل واحد من شعبة ومن عبد العزيز إمامٌ حافظٌ حجة؛ ممن إذا تفرد بشيء كان مقبولاً منه...)، إذ إن هشيمًا أثبت الناس في حصين، وقدَّمه الأئمة على الحفاظ الأثبات في الرواية عنه، هذا فضلاً عن أن مساواة الطحاوي بين شعبة وعبدالعزيز بن مسلم في الحفظ والثقة لا تصح.
وإذا ثبت ذلك؛ فإنه لا بحث في سماع عبدالله بن شداد من ابن أم مكتوم؛ لأنه لم يروِ عنه أصلاً، بل إنما روى قصته التي حصلت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والله أعلم.
قال: وهذا إسناد صحيح إن كان عبد الله بن شداد وهو ابن الهاد سمعه من عبد الله بن أم مكتوم. انتهىأما كلام شعيب فسأراجعه لاحقا إن شاء الله.
ولعله يشير إلى التردد مع ميله إلى التصحيح. والله أعلم.
ولا يسلّم ذلك للشيخ رحمه الله، إذ لم أقف عليهما مجتمعين في سند، أو نحو ذلك مما يعتبر في قول القائل: على شرط الشيخين.وقد صحح الشيخ الألباني لهما إسنادا على شرط الشيخين
بارك الله فيكم.
رواية إبراهيم بن طهمان التي عند الدارقطني مرسلة غير موصولة:
فقوله: "عن ابن مكتوم أنه قال: يا رسول الله" ظاهرٌ في أن إيراد ابن أم مكتوم في الإسناد هنا لحكاية قصته، لا للرواية عنه، ولو كان روى عنه لقال: "عن ابن أم مكتوم، قال: قلت لرسول الله..."، أو: "قلت: يا رسول الله..."، فيكون يروي في هذه الحالة عن ابن أم مكتوم ما حصل بينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما في رواية الدارقطني؛ فعبدالله بن شداد يحكي فيها القصةَ من نفسه، ولا يسندها إلى ابن أم مكتوم.عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن ابن أم مكتوم، أنه قال: يا رسول الله، إني لا أقدر على قائد يلائمني في كل ساعة وبيني وبين المسجد أنهار وأشجار، فيسعني أن أصلي في بيتي؟ قال: «أتسمع الإقامة؟». قال: نعم. قال: «فأتها».
ومن دليل ذلك: أنه حكى قول ابن أم مكتوم الثاني في الجواب على النبي -صلى الله عليه وسلم- بصيغة الغائب: "قال"، ولو كانت روايةً عن ابن أم مكتوم؛ لجاءت بصيغة المتكلم: "قلتُ".
وهذه القضية من دقائق هذا الباب، وقد نبَّه عليها شيخنا د. إبراهيم اللاحم في الاتصال والانقطاع (ص36).
* رواية هشيم عند ابن أبي شيبة، وقد عزاها إليه المعلق على شرح مشكل الآثار، ولا إشكال في أن تلك الرواية هي لهذا الحديث بعينه -ولو كانت مختصرة-؛ إذ من المعروف اختصار ابن أبي شيبة وتقطيعه للأحاديث.
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا .