تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد..
    هذا الحديث قد اضطرب في متنه وسنده اضطراباً كثيراً، والحديث إذا كان على هذه الشاكلة فإنه يسقط ولا يحتج به، ناهيك عن النكارة الواضحة الصريحة في متنه والتي تتعارض مع أحاديث صحيحة صريحة أثبتت خلاف ما في هذا الحديث من غرابةٍ ونكارة.
    فإنه قد تعرض فيه لقبائل قد أُثنيَ عليها بخير، وبين فضلها في غير ما حديث.. ناهيك عن جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعاناً فاحشاً؛ وهذا خلاف هديه عليه الصلاة والسلام؛ فقد قال لعائشة رضي الله عنها: "متى رأيتني لعاناً يا عائشة؟".
    بل جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قليل التهذيب _ وحاشاه بأبي هو وأمي _ وغير حسن التعامل اللفظي مع محاوره!! نسأل الله السلامة.

    هذا الحديث رواه الصحابي الجليل عمرو بن عبسة السلمي؛ واختلف عليه فيه اختلافاً كثيرا، وسياتي إن شاء الله بيان هذا كله.
    رواه عنه ثلاثةً من الرواة؛ هم:
    (الراوي الأول): عبد الرحمن بن عائذ الثمالي الأزدي [وثق، تفرد بتضعيفه الأزدي. وكان يرسل كثيراً، وروايته عن بعض الصحابة مرسلة؛ وأظن أن روايته عن عمرو بن عبسة من هذا القبيل؛ فإن عمرو بن عبسة ممن تقدم اسلامه؛ وهو يرسل عن صحابةٍ أصغر من عمرو.. قال بقية؛ عن ثور: كان أهل حمص يأخذون كتبه فما وجدوا فيها من الاحكام اعتمدوه. وهذا يدل على أنه لم يكن بذاك في الضبط والتحري؛ فكانوا ينتقون حديثه] فتأمل.
    إذاً بان لك الآن من العلل:
    - الاضطراب في السند والمتن.
    - المخالفة لأحاديث صحيحة ثابتة.
    - النكارة والغرابة.
    - الإرسال؛ فلم يسمع ابن عائذ من ابن عبسة على الصحيح الصواب، وقد جهدت في أن أقف على روايةٍ له تفيد السماع أو اللقاء فلم أجد. وانظر تعليقي بالأحمر السابق فيه.
    فسقط الحديث رأساً بسقوط المدار مع بقية العلل الأخرى، وسيأتي مزيد علل أخرى لاحقة.

    قد حمله عن عبد الرحمن بن عائذ؛ كلٌ من:
    (*) أبو دوس عثمان بن عبيد اليحصبي [مقبول، وروايته عن عبد الرحمن بن عائذ منقطة] فسقط طريقه هذا؛ ناهيك عن سقوط مداره.
    أخرجه الإمام أحمد في المسند رقم [18947] ومن طريقه أبو يعلى كما في طبقات الحنابلة [1 : 205]، والدولابي في الكنى برقم [959] مختصراً جداً؛ بلفظ: "شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ: نَجْرَانُ، وَبَنُو تَغْلِبَ".

    (*) شريح بن عبيد الحضرمي [ثقةٌ؛ يرسل كثيراً، وهذا الطريق له لم يرد في أي موضعٍ منه التصريح بالسماع؛ بل لم يرو عن ابن عائذ إلا بالعنعنة] فسقط طريقه هذا؛ ناهيك عن سقوط مداره.
    ناهيك عن الاختلاف والاضطراب في طريقه لمتن الحديث البين الواضح:
    [*] فقد رواه عنه (صفوان بن عمرو السكسكي) [ليس به بأس؛ وقد وثق] كما عند الإمام أحمد في المسند رقم [18950] والفضائل رقم [1650] ومن طريقه العراقي في المحجة [ص 303]، والطبراني في الشاميين رقم [969] ومن طريقه الخطيب في تلخيص المتشابه [2 : 753] وأبو نعيم في معرفة الصحابة رقم [5624] والمزي في التهذيب [12 : 448]، بلفظ:
    كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ يَوْمًا خَيْلًا، وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اله عليه وسلم: "أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ"، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَكَيْفَ ذَاكَ؟" قَالَ: خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ يَحْمِلُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، جَاعِلِينَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ، لَابِسُو الْبُرُودِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبْتَ، بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى لَخْمٍ، وَجُذَامَ، وَعَامِلَةَ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَارِثَانِ كِلَاهُمَا، لَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمَدَاءَ، وَمِخْوَسَا، وَمِشْرَحًا، وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمْ الْعَمَرَّدَةَ "، ثُمَّ قَالَ: "أَمَرَنِي رَبِّي عز وجل أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ، فَلَعَنْتُهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ"، ثُمَّ قَالَ: "عُصَيَّةُ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ غَيْرَ قَيْسٍ، وَجَعْدَةَ، وَعُصَيَّةَ"، ثُمَّ قَالَ: "لَأَسْلَمُ، وَغِفَارُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَخْلَاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ، خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَتَمِيمٍ، وَغَطَفَانَ، وَهَوَازِنَ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، ثُمَّ قَالَ: "شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ: نَجْرَانُ، وَبَنُو تَغْلِبَ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ"، قَالَ: قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ: قَالَ صَفْوَانُ: "وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا"، قَالَ: مَنْ مَضَى خَيْرٌ مِمَّنْ بَقِيَ".

    وقد تابع السكسكي على نحوٍ من هذا اللفظ _ وفيه زيادات منكرة أخرى تفرد بها _ (معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي) [صدوقٌ؛ قد تكلم فيه، وقد وثق؛ كان يقع في حديثه إفرادات، وقد ضعفه عدد من الأئمة ممن هم متساهلين في التصحيح حتى، ولم يرضه البعض الآخر، والصواب أنه صدوقٌ له أوهام] عند الحاكم في المستدرك [4 : 76].. وقال بعده: (هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبُ الْمَتْنِ، صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ).
    (قلت): سبحان الله على هذا الكلام!! وهل تريد من الشيخين أن يخرجا حديثاً اجتمعت فيه كل هذه العلل؟!!

    وهذا هو لفظ الحاكم الذي تفرد به من هذا الطريق بزياداتٍ هي أقبح وأعجب من سابقاتها حاشا خير البشر أن تخرج من فاه:
    كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ الْخَيْلَ وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرِ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا أَعْلَمُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ"، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: "فَمَنْ خَيْرٌ الرِّجَالُ؟" قَالَ: رِجَالٌ يَحْمِلُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَرِمَاحِهِمْ عَلَى مَنْاسِجِ خُيُولِهِمْ مِنْ رِجَالِ نَجْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: "كَذَبْتَ، بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ الْيَمَنِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامٍ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ، خَيْرٌ مِنْ أُكُلِهَا، وَحَضْرَمُوتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَاللَّهِ مَا أُبَالِي لَوْ هَلَكَ الْحَارِثَانِ جَمِيعًا، لَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوكَ الأَرْبَعَةَ: جَمْدًا، وَمِخْوَسًا، وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ" ثُمَّ قَالَ: "أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ، فَلَعَنْتُهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنَّ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ"، ثُمَّ قَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ تَمِيمَ بْنَ مُرَّةَ خَمْسًا، وَبَكْرَ بْنَ وَائِلٍ سَبْعًا، وَلَعَنَ اللَّهُ قَبِيلَتَيْنِ مِنْ قَبَائِلِ بَنِي تَمِيمٍ: مُقَاعِسَ، وَمُلادِسَ"، ثُمَّ قَالَ: "عُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، عَبْدُ قَيْسٍ، وَجَعْدَةُ، وَعِصْمَةُ"، ثُمَّ قَالَ: "أَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَحْلافُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ، خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَتَمِيمٍ، وَغَطَفَانَ، وَهَوَازِنَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، ثُمَّ قَالَ: "شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ: نَجْرَانَ، وَبَنُو تَغْلِبَ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٍ".
    (فائدة): حصل انقطاعٌ بين معاوية بن صالح الحضرمي، وبين عبد الرحمن بن عائذ الثمالي.. فالله أعلم هل الإسناد هكذا؛ فتكون علة أخرى أيضاً، أم هو سقطٌ في السند من جراء النسخ.

    [*] بينما رواه الإمام النسائي في السنن الكبرى عنه _ أي عن السكسكي _ رقم [8293]، وابن أبي خيثمة في تاريخه رقم [2579 ]، والسمعاني في الأنساب [5 : 241]، والأصبهاني في موجبات الجنة رقم [266]؛ بلفظ: "أَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ".
    وقد تابع السكسكي على هذا اللفظ (معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي) كما عند الطبراني في الشاميين برقم [2040]، وابن وهب في جامعه عن الزهري رقم [1].
    (قلت): وهذا كله يؤيد اضطراب الرواية والنقل؛ وأنه يكاد يكون ثلاثة أرباع الخبر مدرج ملفق. فتأمل

    [*] ورواه الخطابي عنه أيضاً في غريب الحديث [1 : 614]، وابن أبي خيثمة في تاريخه رقم [2618 ] وبرقم [2563 ] نحوه؛ بلفظ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ خَيْلا فَقَالَ رَجُلٌ: خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ جَاعِلُو رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِج خُيُولِهِمْ، لابِسُو الْبُرُودِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالَ: "كَذَبْتَ، بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ، الإيْمَانُ يَمَانٍ: آلُ لَخْمٍ، وَجُذَامَ، وَعَامِلَةَ".
    [*] ورواه ابن أبي عاصم عنه في الآحاد والمثاني رقم [2269]؛ بلفظ: "الإِيمَانُ يَمَانٍ".
    [*] ورواه ابن أبي عاصم أيضا برقم [2282]، وابن أبي خيثمة في تاريخه رقم [2611 ]؛ بلفظ: "خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجُ". زاد ابن أبي خيثمة: "وَحَضْرَمَوْ ُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ مِنْ كِنْدَةَ". قَالَ الْحَوْطِيُّ: لَيْسَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ أَنَا مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ.
    [*] ورواه ابن أبي خيثمة في تاريخه رقم [2545]؛ بلفظ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ سَبْعًا.
    [*] ورواه أبن أبي خيثمة أيضاً برقم [2532]؛ بلفظ: "عُصَيَّةٌ عَصَتِ اللَّهَ، وَرَسُولَهُ".
    [*] ورواه أيضاً برقم [2491]؛ بلفظ: "أَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَمُزَيْنَةُ وَأَخْلاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَنُمَيْرٍ، وَغَطَفَانَ وَهُوَ أَرَقُّ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    (الراوي الثاني): رجلٌ مبهم لم يسم.
    يرويه عنه (يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي) [مختلفٌ فيه وهو إلى الضعف أقرب، والصواب أنه صالحٌ يقبل من حديثه ما توبع عليه، النكارة واضحةٌ على حديثه، وقد تركه بعض الأئمة ولم يرضه البعض الآخر] فسقط طريقه هذا؛ ناهيك عن سقوط مداره.
    أخرجه الإمام أحمد في المسند رقم [18955]، والخلعي برقم [9 ]، وابن شبة في تاريخ المدينة رقم [921]؛ بلفظ:
    بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ خَيْلًا، وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ لِعُيَيْنَةَ: "أَنَا أَبْصَرُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ"، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَبْصَرُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، قَالَ: "فَكَيْفَ ذَاكَ؟" قَالَ: خِيَارُ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَضَعُونَ أَسْيَافَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَيَعْرِضُونَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، قَالَ: "كَذَبْتَ، خِيَارُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَأَنَا يَمَانٍ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ، وحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَمَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَيَّانِ كِلَاهُمَا، فَلَا قِيلَ وَلَا مُلْكَ إِلَّا لِلَّهِ عز وجل لَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمَدَا، وَمِشْرَحًا، وَمِخْوَسَا، وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمْ الْعَمَرَّدَةَ".
    قال الراوي عند الخلعي في تبيين الرجل المبهم: (يراه زهير بشرا).. وزهير بن معاوية هو راوي الخبر عن يزيد.. وبشراً هذا؛ أتى في النسخ هكذا بالشين المعجمة؛ ولا اعلم هل المراد به: بسر بن عبيد الله الحضرمي، أم غيره.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    (الراوي الثالث): جبير بن نفير الحضرمي [ثقة].
    تفرد به (يحيى بن حمزة الحضرمي) ثقة، عن (أبو حمزة عيسى بن سليم العنسي) لا يكاد يعرف ولا يحتمل منه التفرد ولا كرامة؛ ناهيك عن أوهامه، عن (عبيد الله بن جبير الحضرمي) في حديثه بعض النكارة، و (راشد بن سعد المقرائي) ثقةٌ ما لم يحدث عنه ضعيفٌ أو متروك، و (شبيب الكلاعي) قيل أنه صحابي؛ ولا يصح؛ مجهولٌ، تفرد بتوثيقه على العادة ابن حبان!! وفيه نظر كبير جدا.
    (أقول): فهل يصح أن يستشهد بمثل هذا السند وتجعل ألفاظه الركيكة المنكرة التي يتنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التلفظ بها = حديثاً حسناً كما توهمه وقاله بعض الناس؟!!! وسيأتي مزيدٌ فيما بعد إن شاء الله.

    وناهيك عن هذا السند؛ فقد اضطرب في نقل روايات المتن واختلف فيها:
    [*] فقد رواه الطحاوي في مشكل الآثار [804]؛ بلفظ: عُرِضَتِ الْخَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُيَيْنَةَ: "أَنَا أَفَرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ"، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: إنْ تَكُنْ أَفَرَسَ بِالْخَيْلِ مِنِّي فَأَنَا أَفَرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، قَالَ: "وَكَيْفَ؟"، قَالَ: إنَّ خَيْرَ رِجَالٍ لَبِسُوا الْبُرُدَ، وَوَضَعُوا سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَعَرَضُوا الرِّمَاحَ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ رِجَالُ نَجْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبْتَ، بَلْ هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ إلَى لَخْمٍ، وَجُذَامٍ، وَعَامِلَةَ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ أُكُلِهَا، وَحَضْرَمَوْتَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ".
    [*] ورواه البخاري في تاريخه الكبير [ ج 4 : ص 207 ] ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق [72 : 299]؛ بلفظ: عُرِضَتِ الْخَيْلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ السِّمْطُ إِلَى عَمْرٍو، سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عله وسلم يَقُولُ: "حَضْرَمَوْتَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ؟". قَالَ: نَعَمْ، قَالَ السِّمْطُ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ.
    [*] ورواه الفسوي في المعرفة [1 : 152]؛ بلفظ:
    عَرَضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَيْلِ عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُيَيْنَةَ: "أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ" فَقَالَ عُيَيْنَةُ: إِنْ تَكُنْ أَفْرَسَ بِالْخَيْلِ مِنِّي، فَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، قَالَ: "كَيْفَ؟"، قَالَ: إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ رِجَالٌ لَبِسُوا الْبُرْدَ إِذَا وَضَعُوا السُّيُوفَ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَعَرَضُوا الرِّمَاحَ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ، رِجَالُ نَجْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبْتَ، بَلْ هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ وَالْأَيْمَانُ يَمَانٌ إِلَى لَخْمٍ، وَجُذَامَ، وَعَامِلَةَ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَسَمَّى الْأَقْيَالَ وَالْأَنْفَالَ" وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا قَايِلَ، وَلَا كَاهِنَ، وَلَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ". قَالَ: فَبَعَثَ السَّمْطَ إِلَى عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "حَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: السَّمْطُ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ.
    وَلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمْدَاءَ، وَمَخُوسَاءَ، وَأَبْضَعَةَ، وَمَشْرَحَاءَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمْرَدَةَ، قَالَ: وَكَانَتْ تَأْتِي بِالْمُؤْمِنِين َ فَتُنَكِّلُ بِهِمْ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ فَلَعَنْتُهُمْ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ، أَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ، وَأَخْلَاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَتَمِيمٍ، وَهَوَازِنَ، وَغَطَفَانَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا أُبَالِي أَنْ تَهْلِكَ الْحَيَّانِ كِلَاهُمَا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَلْعَنَ قَبِيلَتَيْنِ: تَمِيمَ بْنَ مُرَّ سَبْعًا، فَلَعَنْتُهُمْ سَبْعًا، وَبَكْرَ بْنَ وَائِلٍ خَمْسًا فَلَعَنْتُهُمْ خَمْسًا، وَبَنُو عُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أَلَا عُصَيَّةُ، وَقَيْسُ جُعْدَةَ قَبِيلَتَانِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُمْ أَحَدٌ أَبَدًا، مَعَاطِسُ وَمَلَامِسُ، وَبَشَرُ الْقَبَائِلِ نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ" قَالَ: يَحْيَى: وَأَخْبَرَنِي هَذَا الْحَدِيثَ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَقَالَ: مَعَادِسُ وَمَلَادِسُ، وَزَعَمَ أَنَّهُمَا قَبِيلَتَانِ تَاهَتَا ابْتَغْنَا الْبَرْقَ فِي عَامِ جَدْبٍ، فَانْقَطَعَتَا فِي أَخْبِيَةِ الْأَرْضِ، لَا يُوصَلُ إِلَيْهِمَا، وَذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
    (قلت): تفرد به الفسوي بهذا اللفظ المنكر جداً مع هذه الزيادات التي فيه من هذا الطريق.. وهو نفسه المتن الذي تفرد به الحاكم في الطريق السابق. فتأمل

    بل قد روى هذا اللفظ ابن أبي خيثمة كما في الأحكام الكبرى للأشبيلي [الأحكام الشرعية للإشبيلي 581 4/ 487] وليست فيه هذه الزيادات المنكرة. فتأمل أخرى.. وهذا لفظه:
    (عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل وعنده عيينة بن بدر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أفرس بالخيل منك". فقال عيينة: إن تكن بالخيل أفرس مني فأنا أفرس بالرجال منك. قال: "كيف؟" قال: لأن خير الرجال إذا وضعوا السيوف على عواتقهم وعرضوا الرماح على مناسج خيولهم رجال نجد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبت بل هم أهل اليمن، والإيمان إلى لخم وجذام وعاملة ومأكول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث". وسمى الأقوال والأقيال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا قائل ولا كاهن ولا ملك إلا الله، ولعن الله الملوك الأربعة جمدا ومخوشا ومشرحا وأبضعة وأختهم العمردة" . قال : وكانت تأتي المؤمنين إذا سجدوا فتركلهم برجلها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرني ربي أن ألعن قريشا مرتين ولعنتهم مرتين، ثم أمرني أن أصلي عليهم فصلين عليهم مرتين، أكثر القبائل في الجنة مذحج، وأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من أسد وتميم وهوازن وغطفان عند الله يوم القيامة، وما أبالي أن يهلك الحيان كلاهما، وبنو عصية عصوا الله، قبيلتان لا يدخل أحد منهم الجنة أبدا: معاطس ومراطس".
    قال يحيى: وأخبرني هذا الحديث ثقة؛ وقال: معادس وملاطس. وزعموا أنهما قبيلتان تاهتا في عام جدب فانقطعتا في ناحية من الأرض لا يؤمل إليهما وذلك في الجاهلية).
    [*] ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد برقم [2270]؛ بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الإِيمَانُ يَمَانٍ".
    [*] ورواه ابن أبي خيثمة في تاريخه برقم [2618]؛ بنحو لفظ: "خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ الْيَمَنِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامٍ وَعَامِلَةَ".
    [*] ورواه ابن أبي خيثمة أيضا برقم [2612]؛ بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ".
    [*] ورواه ابن أبي خيثمة أيضاً برقم [2580]؛ بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ".
    [*] ورواه ابن أبي خيثمة أيضاً برقم [2564]؛ ولفظه: قَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ نَجْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبْتَ، بَلْ هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ".
    [*] ورواه ابن أبي خيثمة أيضاً برقم [2492]؛ بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَسْلَمُ وَغِفَارٌ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَخْلاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ، خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَتَمِيمٍ، وَهَوَازِنَ، وَغَطَفَانَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
    [*] ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة رقم [924]؛ بلفظ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا قَايِلَ وَلا كَاهِنَ وَلا مَلِكَ إِلا اللَّهُ، وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوكَ الأَرْبَعَةَ: جَمْدًا وَمِخْوَسًا وَمِسْرَحًا وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ". قال: وَكَانَتْ تَأْتِي الْمُؤْمِنِينَ إِذَا سَجَدُوا فَتَرْكِلُهُمْ بِرِجْلِهَا.

    فبان معنا أن هذا الحديث لا يصح ولا يثبت؛ بل هو ضعيفٌ جداً، فيه من النكارة والغرابة والمخالفة والإدراج والتلفيق ما يعلمه إلا الله.. ناهيك عن العلل التي وضحتها في صلب التخريج أعلاه.
    بل من الملفت للنظر أن أكثر رواة هذا الخبر المتفردين به هم يمانيون حضارمه!! وهذا فيه ما فيه. فتأمل
    بل يعلم الله تعالى أن عدم إخراج الشيخين وأصحاب السنن الأربعة لهذا الحديث؛ أو حتى طرفاً منه = أكبر دليلٍ على نكارته وغرابته وسقوطه وعدم اعتباره.. ففيه ألفاظٌ ومعلومات منكرةٌ غريبةٌ بعيدةٌ مخالفةٌ لم أرها إلا فيه!!

    - وقد وجدت لهذا الحديث شاهداً من رواية معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ أخرجه الطبراني في الكبير [20/ 98] متفرداً به بسندٍ فيه علتين:
    الأولى: شيخه عبد الله بن محمد الأصبهاني.
    الثانية: الانقطاع بين خالد بن معدان والصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه.
    فسقط هذا الشاهد برمته.
    ولفظه: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِنَا يَعْرِضُ الْخَيْلَ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُيَيْنَةُ بْنُ حُصَيْنٍ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ أَبْصَرُ بِالْخَيْلِ مِنِّي، وَأَنَا أَبْصَرُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَيُّ الرِّجَالِ خَيْرٌ؟» فَقَالَ: رِجَالٌ يَحْمِلُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَيَعْرِضُونَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَناسِجِ خُيُولِهِمْ، وَيَلْبَسُونَ الْبُرُودَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبْتَ، خِيَارُ الرِّجَالِ رِجَالُ ذِي يَمَنٍ، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَأَكْثَرُ قَبِيلَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، حَضْرَمَوْتٍ خَيْرٌ مِنْ كِنْدَةَ، فَلَعَنَ اللهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمْدًا، وَمِشْرَحًا، وَمِخْوَسًا، وَأَبْضَعًا، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ ").
    وأنت ترى الاختلاف في متن الحديث هنا ومتن حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه. فتأمل
    وهذه على أخرى تسقط هذا الحديث وتنسفه.

    - ثم وجدت الثعلبي في تفسيره [الكشف والبيان عن تفسير القرآن 3/ 146] نقل عن عطاء قوله: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد أحد أربعين يوما يدعو على أربعة من ملوك كندة: مسرح، وأحمد، ولحي، وأخيهم العمردة، وعلى معن من هذيل، يقال لهم: لحيان، وعلى بطون من سليم وعلى ذكوان وعصبة والقارة، وكان يقول: «اللهم أشدد وطاءك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف»، فأجاب الله دعاه وقحطوا حتى أكلوا أولادهم وأكلوا الكلاب والميتة والعظام المحرقة، فلمّا انقضت الأربعون نزلت هذه الآية.
    (أقول): وهذا خبرٌ منقطعٌ مرسلٌ؛ كما أن متنه يخالف المتون قبله. فتأمل

    وعليه إجمالاً: فلا يصح هذا الخبر ولا يثبت ولا يحتج به. والله تعالى أعلى وأعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    92

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    لكن ألم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن رعلاً وذكوان ولحيان وعصية ؟؟
    قال الدارقطني رحمه الله :
    مَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ فَقَدْ أَزْرَى بِالْمُهَاجِرِي نَ وَالْأَنْصَارِ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    حفظك الله ورعاك أخي العزيز..

    نعم ثبت هذا، ولكن تخريجي كان منصباً متوجها على هذا الحديث بالذات؛ فلقد استخدمه البعض بما يوافق هواهم.. بحسن نية أو بدونها.
    وقد أوضحت لك ولغيرك حفظك الله أن هذا الخبر = جملة تلفيقات وتطعيمات وإدراجات مجتمعة. فتأمل
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    أرض أجاهد بها نفسي
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    شكر الله لك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    92

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    نعم ثبت هذا، ولكن تخريجي كان منصباً متوجها على هذا الحديث بالذات؛ فلقد استخدمه البعض بما يوافق هواهم.. بحسن نية أو بدونها.
    وقد أوضحت لك ولغيرك حفظك الله أن هذا الخبر = جملة تلفيقات وتطعيمات وإدراجات مجتمعة. فتأمل
    جزاكم الله خيراً
    قال الدارقطني رحمه الله :
    مَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ فَقَدْ أَزْرَى بِالْمُهَاجِرِي نَ وَالْأَنْصَارِ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    جزاك الله خير يالسكران التميمي
    ولقد خرجت الحديث تخريج مبدئي فلقد احسنت في البحث والتقصي

  9. #9

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    جزاك الله خيرا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    أحسنت أحسن الله إليك

    وسبحان من جعل النور على كلام نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث منذ قرأته في السلسلة الصحيحة وأنا أجد فيه

    نكارة ( في نفسي ) , فبارك الله لك في علمك أخي التميمي

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: تخريج الحديث الخرافة في لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب!!!

    جزاك الله كل يا شيخ وبارك فيك على هذا التوضيح
    والحديث للتو قرأته في المسند بتحقيق وتهذيب الشيخ صالح الشامي وتوقعت انه ضعيف
    عندما قرات متنه وكذلك ما اكثر احاديث فضائل القبائل الضعيفة من حوله ولكن تفأجات
    بتصحيح الشيخ للحديث وبعد البحث وجدت هذا الموضوع الذي ازال اللبس عني
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    يرفع للفائدة .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    هذا الحديث صحح اسناده الحاكم ووافقه الذهبي والألباني
    وحكم الهيثمي على رجاله بالثقات
    و يشهد لبعض ألفاظه روايات في الصحيح وخارجه
    وليس فيه علة قادحة ولا غير قادحة , ولم يتفرد به عائذ بن عبد الرحمن عن عمرو بن عبسة بل تابعه جبير بن نفير عند يعقوب بن سفيان في المعرفة باسناد صحيح
    لا كما زعم من زعم
    #حذف من قبل المشرف#

    قال محقق العصر
    (أخرجه الإمام أحمد (4 / 387) : حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثني
    شريح بن عبيد عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عمرو بن عبسة السلمي قال:
    فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. ثم رواه أحمد من طريق يزيد
    بن يزيد بن جابر عن رجل عن عمرو بن عبسة به مختصرا دون قوله: " ثم قال: أمرني
    ربي أن ألعن قريشا ... ". ورجاله ثقات. وأخرج منه ابن أبي خيثمة في "
    التاريخ " (2 / 10 / - مخطوطة الرباط) من طريق أبي حمزة العبسي عن عبد الرحمن
    بن جبير بن نفير وراشد بن سعد عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة قوله: " لأسلم
    وغفار ... " إلى آخره دون ذكر القبيلتين.
    ورجاله ثقات غير أبي حمزة العبسي
    فلم أعرفه. ثم تبين أن الصواب (العنسي) بالنون الساكنة، واسمه عيسى بن
    سليم الحمصي، وهو صدوق من رجال مسلم. والحديث أورده الهيثمي (10 / 43)
    بتمامه وقال: " رواه أحمد متصلا ومرسلا والطبراني، ورجال الجميع ثقات ".
    والقدر الذي أخرجه ابن أبي خيثمة له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به دون
    قوله أيضا: " وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول ". أخرجه مسلم (7 / 179) .) انتهى

    (الراوي الأول): عبد الرحمن بن عائذ الثمالي الأزدي [وثق، تفرد بتضعيفه الأزدي. وكان يرسل كثيراً، وروايته عن بعض الصحابة مرسلة؛ وأظن أن روايته عن عمرو بن عبسة من هذا القبيل؛ فإن عمرو بن عبسة ممن تقدم اسلامه؛ وهو يرسل عن صحابةٍ أصغر من عمرو.. قال بقية؛ عن ثور: كان أهل حمص يأخذون كتبه فما وجدوا فيها من الاحكام اعتمدوه. وهذا يدل على أنه لم يكن بذاك في الضبط والتحري؛ فكانوا ينتقون حديثه] فتأمل.
    بعد التأمل تبين ما يلي
    أن عبد الرحمن هذا منهم من عده من الصحابة , ذكر ذلك ابن منده عن البخاري وكذا أبو نعيم
    وعلى فرض أنه ليس منهم , فيبقى الجزم بأنه أدركهم ادراكا بينا ينقطع معه كل كلام أنه لم يسمع منهم
    والرجل وثقه النسائي , وهو شامي حمصي وعمرو بن عبسة نزل بالشام وتوفي بحمص كما في التهذيب

    (*) شريح بن عبيد الحضرمي [ثقةٌ؛ يرسل كثيراً، وهذا الطريق له لم يرد في أي موضعٍ منه التصريح بالسماع؛ بل لم يرو عن ابن عائذ إلا بالعنعنة] فسقط طريقه هذا؛ ناهيك عن سقوط مداره.
    لم يقل هذا أحد من قبل
    والمقصود بالارسال هنا أنه يرسل عن الصحابة , أما عن التابعين فكلا
    وكيف ذلك وهو تابعي , وفي التهذيب
    (و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، عن دحيم : من شيوخ حمص الكبار ، ثقة . ) انتهى
    فهو من شيوخ خمص الكبار
    ولم يتفرد عن عبد الرجمن بن عائذ فقد تابعه عثمان بن عبيد , الذي قال فيه مضعف هذا الحديث
    *) أبو دوس عثمان بن عبيد اليحصبي [مقبول، وروايته عن عبد الرحمن بن عائذ منقطة] فسقط طريقه هذا؛ ناهيك عن سقوط مداره.
    وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم ما أرى بحديثه بأسا
    وهو شامي من كبار أتباع التابعين , فلا أدري كيف جزم بأنه لم يسمع من عبد الرحمن ؟
    وعلى فرض صحة ذلك فروايته مع رواية شريح لا تدع مجلا للشك في سماعهما هذا الحديث من عبد الرحمن....


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    أي العبارتين أحق بالحذف والاتلاف ؟
    من وصف حديثا صحيحا أنه خرافة كما جاء في العنوان (تخريج الحديث الخرافة ...))
    أو العبارة التي وصفت فيها من خاض في هذا العلم بأنه لا يعلم فقلت
    (لا كما زعم من زعم وضعف بلا علم )

    وأنا لا أستكر أن تحذف أي عبارة شئت كما شئت وقت ما شئت
    ولكن الذي لا أرتضيه ولا يرضي كل مسلم هو تركك لمثل هذه العبارات أوالطامات المهلكات ؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •