بكل صراحة أخي الداعية, أخي معلم الناس، أخي الشيخ، أخي القاضي بعد تلك المحاضرة الرائعة إذا بشاب يستوقفك ويلقي عليك السلام ويريد معانقتك ما شعورك؟ إنك تتوقع منه عبارة مدح أو كلمة ثناء.
بكل صراحة هذا هو الواقع، ولكن سوف تتفاجأ إذا قال لك: " يا شيخ عندي ملاحظة " أليس كذلك؟.
بكل صراحة إخواني الدعاة " لماذا لا نحب النقد كما نحب المدح " ؟.
إنه صعب، ولكن بالتمرين والصدق والمجاهدة سنصل إلى ما وصل إليه عمر لما قال: " رحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا ".
لقد اعتبرها عمر الفاروق " هـديـة " بل ودعا لصاحب النقد.
إنه تفكير الخلفاء والأولياء.. إن طلب النقد سُــنة من سُنَن عمر، وفي الحديث: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) [ صحيح الترغيب والترهيب: 37] كما أننا نقتدي بالخلفاء في عبادتهم وسيرتهم، فلماذا لا نقتدي بعمر في محبة النقد والناقد؟.
بكل صراحة: إنني أعتقد أن واقع الدعاة والمصلحين يحتاج إلى أن ينقدوا أنفسهم ويطلبوا من غيرهم النقد بالطريقة المناسبة.
أيها الداعية: أحببت التذكير بأنك أخي الداعية فيك عيب وعندك أخطاء قد لا يظهرها لك العامة؛ لأنهم يحبونك، ولكن لو أظهرها لك أحد فابتسم له وصافحه، وقل له: " رحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا ".